رئيس تنفيذية انتقالي لحج يلتقي قيادت إتحاد نقابات عمال الجنوب بالمحافظة
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
لحج((عدن الغد )) خاص
التقى رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة لحج ، وضاح الحالمي اليوم الخميس ، قيادات إتحاد نقابات عمال الجنوب في المحافظة .
وناقش اللقاء جملة من القضايا والمواضيع ذات الصلة بعمل ودور النقابات العمالية الجنوبية بالمحافظة ، وبحث السبل الكفيلة بالنهوض بالعمل النقابي للدفاع عن حقوق العمال الجنوبيين في المحافظة .
ووقف الإجتماع أمام قرار تحويل رواتب الموظفين إلى البنوك الخاصة والإجراءات المصاحبة للقرار والتي تسببت بتأخير صرف المرتبات وعرقلة العمل في العديد من القطاعات وفي مقدمتها القطاع التربوي ، معبرا عن الرفض القاطع والمطلق للقرار .
وشدد الحالمي على ضرورة اضطلاع نقابات عمال الجنوب بالمسؤولية الملقاه على عاتقها ، في الدفاع عن حقوق الموظفين والعمل الميداني بما يواكب المرحلة الراهنة والتصدي وبقوة لكل الإجراءات والممارسات التي يتعرض لها الموظفين في المحافظة .
وأكد الحالمي وقوف قيادة انتقالي لحج مع مطالب نقابات عمال الجنوب في انتزاع حقوق الموظفين ورفض كل الإجراءات الغير قانونية التي تمس مرتباتهم وتسهم بزيادة معاناتهم ،
مشيرا إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب توحيد العمل النقابي الجنوبي وفقا للنظم التي أقرتها القيادة العليا للاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب .
واستعرض مدير الإدارة الجماهيرية بالهيئة التنفيذية لانتقالي علي رشيد جملة من الإجراءات والخطوات التي من شأنها بأن تسهم في تنظيم وتعزيز العمل النقابي بالمحافظة وتجعله قادرا على انتزاع حقوق الموظفين والوقوف بقوة وحزم أمام أي انتهاكات أو تجاوزات .
وتطرق رئيس الإتحاد بالمحافظة عبده المذلق ، إلى العديد من القضايا المتعلقة بالنقابات العمالية الجنوبية بالمحافظة، وكيفية إستكمال هيئات وفروع الإتحاد في المحافظة والمديريات، والمعوقات التي تعترض سير العمل النقابي .
وطالب الاجتماع الحكومة بوقف قرار تحويل مرتبات الموظفين إلى البنوك الخاصة وإطلاق العلاوات والتسويات والانتظام بصرف المرتبات وعدم تأخيرها وإقرار هيكل أجور يواكب الوضع المعيشي للموظفين في ضل ارتفاع الأسعار وهبوط سعر العملة المحلية .
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: العمل النقابی فی المحافظة
إقرأ أيضاً:
صيام عمال البناء .. إرادة تعكس النفحات الرمضانية
بين أسقف المباني الشاهقة، تُكتب قصة صيام مختلفة، حيث يتحول عرق الجبين إلى شاهد على الإرادة، ويقف عمال البناء متحدين الجوع والعطش، يتنقلون بين ذكريات أوطانهم البعيدة وواقعهم اليومي.
في عالمهم، تقاس ساعات الصيام بعدد الأحجار التي ينهون تصفيفها قبل أذان المغرب، وبينما يلتقي عمال من مختلف الجنسيات على موائد إفطار بسيطة، يختفي التفاخر والزخارف، ليحل مكانها ضحكاتٌ تخفي وراءها دموع الغربة.
يتشارك هؤلاء العمال وجباتٍ معدة بأيديهم، وأحيانًا تصلهم مبادرات مجتمعية تُخفف من وطأة غُربتهم، وتُضيء ساعات الإفطار في هذا الشهر المبارك.
في هذه السطور، تغوص "عُمان" في عالم لا يعرف الموائد الفاخرة ولا الفوانيس المضيئة، عالمٌ تُختصر فيه روح رمضان في قطرة ماء وصمود يومي، يعيد تعريف معاني "الروح الرمضانية" بعيدًا عن كل مظاهر الترف.
مع أول خيوط الفجر، يسرع محمد حنيف علي في تناول سحوره، ينتظر بفارغ الصبر أذان الفجر لبدء صيامه والاستعداد ليوم من أيام العمل.
وقال محمد وهو عامل بناء: "أبدأ عملي الساعة السادسة والنصف صباحًا وأشعر بالتعب عند مرور الوقت وأنا صائم، وقد تم تقليص عدد ساعات العمل خلال شهر رمضان، ونحصل على استراحة لمدة ساعة خلال فترة العمل".
ويختتم محمد حنيف حديثه قائلًا: "سلطنة عُمان بلد كريم والعمانيون شعب طيب ومبتسم دائمًا، وفي بعض الأحيان تصلنا وجبات ساخنة من متبرعين، ولكننا نعتمد على زميلنا علم عبدالعلي في إعداد الفطور بوجبات بسيطة نتشاركها معًا، وينتهي يومنا بعد رجوعنا من صلاة التراويح مشيًا على الأقدام، ونستعد ليوم عمل جديد".
وأضاف محمد عبدالحسين قائلًا: "نصرّ على الصوم رغم ما نواجهه من تحديات طوال اليوم، وعندما يحين وقت الإفطار، أشعر أن تعب اليوم قد زال بفضل رضا الله، وهذا يكفيني".
وعلّق محمد عبدالحسين قائلًا: "نجتمع على الفطور نضحك ونتبادل الأحاديث، وبينما يوزع علم عبدالعلي الطعام، أشعر وكأنني وسط عائلتي؛ فطعم الطعام ليس هو الأهم، بل دفء يده وهو يطعمنا كأبنائه، هذا شعور لا يُنسى"، ويتوقف للحظة، ثم يمسح وجهه المغبر بكم قميصه، ويضيف بكلمات أكثر بساطة: "لم يقتصر علم عبدالعلي على تحويل موقع البناء إلى مائدة طعام فقط، بل استطاع أن يصنع ألفة بين عمال من مختلف الدول، وأطباقه البسيطة تذيب حدود الغربة، وتثبت أن روح شهر رمضان المبارك قادرة على إيجاد الفرح حتى بين أعمدة الحديد والإسمنت".
أما علم عبدالعلي فقد حوَّل موقع البناء إلى مائدة أمل وصبر لحين انتهاء وقت العمل، وبينما يسرع زملاؤه للاستحمام وأخذ قسط من الراحة استعدادًا لتناول الإفطار، يتجه علم، الذي يرتدي حذاءً مهترئًا، لإعداد بعض الوجبات البسيطة ليشعر زملاءه بالدفء الأسري، فقد حول علم زاوية في موقع العمل إلى "مطبخ مؤقت"، عبارة عن صندوق خشبي يضم موقدًا صغيرًا وأواني قديمة وبعض البهارات، ورغم التعب، ينعش علم المكان برائحة الأرز والعدس، وهي الوجبات المفضلة لزملائه، ليملأ المكان بروح من الألفة والمحبة في أجواء رمضان.
وكان إقبال أبو البشر يقف بعيدًا، يلف رأسه بقطعة قماش مبللة بالماء، ثم اقترب وقال: "رمضان كريم، حتى بطقسه، فالجو لطيف ليلًا ومعتدل نهارًا، ولكن لا أخفي شعوري بحرارة الشمس فوق رأسي بعض الأوقات!".
وعن سؤالنا لماذا يضع قطعة القماش المبلولة على رأسه، قال: "منذ أولى ساعات العمل أغمس قطعة القماش في دلو ماء وألفها حول رأسي، وكل ساعة أُعيد تبليلها، لأنها تحميني من حرارة الشمس وتقلل شعور العطش والجفاف لديّ"، ثم استكمل بعد أن تبللت قطعة القماش قائلًا: "عند الإفطار، أول جرعة ماء تذيب التعب، ونحن هنا نعمل من أجل أسرنا البعيدة التي تنتظر منا مصروفًا شهريًا لتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم".