روايات من معبر رفح.. سباق مع الزمن لنقل جرحى غزة أحياء
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
معبر رفح- أنّات أصدرها أطفال قطاع غزة الخدج للعالم من بين الركام وحطام مجمع الشفاء الطبي، ومن بين أشلاء الشهداء الذين قضوا في قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مع استغاثات لنقلهم للعلاج في مكان آمن.
وأمس الأربعاء، انقطع الأكسجين عن الأطفال الفلسطينيين الخُدّج بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي وتفتيش الموجودين داخله وجميع أقسامه، وفق تصريح مدير مستشفيات غزة محمد زقوت.
في الجانب المصري، وتحديدا أمام معبر رفح البري، تصطف سيارات الإسعاف في انتظار الضوء الأخضر لدخول المنطقة المحايدة في المعبر لنقل من كُتب لهم العلاج من مصابي قطاع غزة في المستشفيات المصرية.
يقول خالد حسين (اسم مستعار) وهو مسعف بهيئة الإسعاف بشمال سيناء والموجود أمام معبر رفح، "ننتظر توجيهات وزارة الصحة المصرية بنقل أي مصاب من غزة بمن فيهم الأطفال، ولا ندخل بوابة المعبر إلا بعد إشارة من السلطات".
سيارات إسعاف تنتظر في الجانب المصري السماح لها بالدخول لنقل مصابي غزة (الجزيرة) حالات بالغة الخطورةويضيف خالد حسين للجزيرة نت، "سيارات الإسعاف الموجودة أمام المعبر مجهزة بأعلى مستوى صحي للتعامل مع الحالات الطارئة التي تنتظر العلاج بالمستشفيات المصرية، واستقبلنا قبل أيام بعض الأطفال من مرضى السرطان، ونُقلوا للقاهرة للعلاج الفوري".
بدوره، يقول محمد مهدي أحد سائقي سيارات الإسعاف المصرية -للجزيرة نت-، "ننقل عشرات المصابين من غزة للعلاج بمصر، لكن معظم من رأيتهم بعيني هم أصحاب إصابات متوسطة، بينما تموت الحالات بالغة الخطورة قبل الوصول للمستشفيات".
وأضاف أنه نقل وزملاؤه 27 مريضا بالسرطان من قطاع غزة عبر منفذ رفح البري إلى مطار العريش الدولي، الليلة الماضية، تمهيدا لسفرهم للعلاج بمستشفيات تركية.
من جهته، أفاد حسن محمد (اسم مستعار أيضا) أحد المسعفين العاملين بمعبر رفح، بأن الإسعافات المصطفة أمام المعبر يوجد بها عشرات السيارات المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية لضمان وصول المرضى إلى وجهتهم بأمان.
ويشمل ذلك أجهزة التنفس الصناعي والأكسجين، وجهاز تنظيم ضربات القلب، والضمادات ومجموعة الإسعافات الأولية لحالات الطوارئ، كما توجد ببعض السيارات حضانات مؤقتة لنقل المواليد الجدد، مؤكدا أنهم على استعداد لنقل أطفال غزة الخدج للعلاج بمصر في أي وقت.
ويقول حسن "لم نتلقَ أي إشارة تفيد بوصول أطفال خدج بحاجة لإسعافات مجهزة بحضانات من قطاع غزة إلى معبر رفح، لكننا ننقل المرضى الذين يصلون الجانب المصري لمستشفيات شمال سيناء حسب التوجيهات السيادية".
مسعفون يقولون إنهم لم يتلقوا أي إشارة تفيد بوصول أطفال خدج بغزة بحاجة لإسعافات (الجزيرة) تعطيلات الاحتلالويتابع، "ننقل الحالات المرضية الحرجة بواسطة سيارات العناية المركزة لخارج المحافظة لاستكمال علاجهم بالمجان وتحت إشراف طبي كامل".
وكان وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار، قد قال في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي أمس الأربعاء، "إن مصر مستعدة لاستقبال أي جرحى ومصابين وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، إعلاء لمبادئ الإخاء والإنسانية".
وكشف الوزير عن استنفار هيئة الإسعاف المصرية بـ 35 سيارة مجهزة بحضانات أطفال استعدادا لإنقاذ الأطفال حديثي الولادة فور وصولهم معبر رفح في أي وقت.
ويقول مصدر خاص بمعبر رفح البري -للجزيرة نت-، إن "سيارات الإسعاف التي تصلنا من الجانب الفلسطيني، تكون مهشمة ومتضررة بفعل القصف الإسرائيلي على مناطق القطاع، وقد أصيبت الأجهزة الإسعافية داخلها".
ويضيف أن المصاب يموت، أغلب الأوقات، داخل سيارة الإسعاف عند وصولها للمعبر من الجانب الفلسطيني، بسبب تعطل أجهزة الإسعاف، أو الإجراءات الأمنية المتبعة وإغلاق المعبر من الجانب الفلسطيني، وتعطيل عبور المصابين.
ويؤكد المصدر ذاته أن هناك بعض التنسيقات التي تصل للسلطات في الجانب المصري من المعبر بأسماء المصابين الفلسطينيين، ويتم إرجاؤهم لأيام حتى يُسمح لهم بالعبور للعلاج في مستشفيات مصرية.
ويُرجع ذلك إلى إجراءات قاسية تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تفرز الأسماء قبل دخولها الأراضي المصرية.
ويحكي محمد سعد للجزيرة نت، وهو مسعف ينتظر إشارة دخوله للجانب الفلسطيني لنقل المصابين من غزة، أنه وبسبب الانتظار الطويل لسيارات إسعاف فلسطينية متهالكة بفعل الحرب والقصف الإسرائيلي، تزداد حالة المرضى سوءا.
مصارعة الزمن
ويقول "يصل المصابون إلى الجانب المصري ونتسلّمهم لإيصالهم إلى مستشفيات مصرية، لكن إجراءات الاحتلال في الاستعلام والتفنيد الأمني لهُويات المصابين تؤخر محاولة إسعافهم، ما يجعلنا نصارع الزمن لنصل بهم لأي وجهة طبية وهم أحياء".
ويضيف محمد سعد "نكون مشغولين بمحاولة إبقاء المصابين الذين ننقلهم على قيد الحياة أثناء نقلهم من الجانب الفلسطيني إلى وجهة العلاج في مصر، وينتظر المسعفون الموجودون أمام معبر رفح قرار نقل الأطفال الخدج من رفح الفلسطينية للجانب المصري، الأمر الذي تأخر كثيرا".
وعبّر عن غضبه واستيائه من الآلية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي لفحص أسماء المصابين الذين يُسمح لهم بالعبور للعلاج بمستشفيات مصرية، بزعم وجود عناصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بينهم.
وطالب بردع تلك الآليات التي تؤثر في حياة المصابين وتجعل مهمته وزملاءه في إسعافهم، خاصة الحالات الخطيرة والمستعصية، مستحيلة، ودعا إلى ضرورة الاستجابة والتنسيق مع منظمة الصليب الأحمر الدولي لتسلّم المصابين من كبار السن والأطفال خاصة، بشكل أسرع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی من الجانب الفلسطینی سیارات الإسعاف الجانب المصری للجزیرة نت معبر رفح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حكايات الكتاب الأول.. ناشرون وكتاب يروون تجارب وخبرات مهمة في صالون روايات مصرية للجيب
نظمت روايات مصرية للجيب التابعة للمؤسسة العربية الحديثة، صالونها الثامن والذي جاء تحت عنوان "حكايات الكتاب الأول"، بالتعاون مع "اقرأ لي" بقنصلية، وسط حشد كبير من الحضور ما بين كتاب وناشرين وإعلاميين وقراء.
وانقسم الصالون لجلستين، ضمت الأولى الناشرين، مصطفى حمدي، محمد رشاد، هاني عبدالله، نيفين التهامي، وأدارت الجلسة الكاتبة نوال مصطفى.
ورحبت نوال مصطفى بالمتحدثين في الجلسة وحضور الصالون، وتابعت:" سنتناول حكايات الكتاب الأول من ناحية الناشرين والكتاب، والكتاب الأول مثل الحب الأول والدهشة الأولى، وله مشاعر حقيقية من ناحية الكاتب الذي يتعب في البحث عن دار نشر ليرى نتاج فكره، والحقيقة أن حكايات الكتاب الأول مهمة جدا وملهمة للقراء والمقبلين على النشر وكأنها أداة دافعة تقول لهم:" لا تيأسوا".
وقال محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب ومؤسس الدار المصرية اللبنانية: "عملي بالنشر جاء مصادفة، كنت في لبنان واضطررت للعمل هناك في النشر، والحقيقة اكتسبت خبرات كبيرة، وحين رجعت لمصر قمت بتأسيس دار الكتاب العربي، وفي عام 1985 أسست الدار المصرية اللبنانية، وأول كتاب نشرته هو "الخدمات الصوتية المكتبية" ونشرت أيضًا كتاب عبد التواب يوسف وحصلت به على جائزة".
وتطرق رشاد للعلاقة بين الناشر والكاتب موضحا أنه من حق الدار التدخل في المتن بالتحرير وفي الغلاف والعنوان أيضًا، وتمنح الكاتب خبراتها، ولا بد للناشر من ان يكون مثقفا ولماحا وقادرا على اختيار العناوين التي تناسبه.
ثم تحدث مصطفى حمدي رئيس المؤسسة العربية الحديثة قائلا:" مسئولية النشر بالمؤسسة جاءتني من تلقاء نفسها، فبعد مشروع القرن ووفاة والدي حمدي مصطفى المؤسس عام 2011 أدار شقيقي وليد المؤسسة، ثم توليت إدارتها بعد استقالة شقيقي ما قبل جائحة كورونا.
وأكد: "بعد تولي المهمة وجدت أمامي عددًا من التحديات، وبعد تأسيس الجيل الثاني والثالث من المؤسسة، قررت التعدد في وسائل النشر من خلال النشر الالكتروني والمجالات الأخرى، فقدمنا سلسلة كارتون فلاش، وفي النهاية نحن ندين بالفضل لحمدي مصطفى وأقل ما يمكن أن نفعله في هذا الإرث هو أن نحافظ عليه.
وانتقل الحديث لهاني عبدالله مدير دار الرواق والذي أكد أنه عمل بائعا لفترة كبيرة منذ أن كان عمره 18 عامًا، وبدا شغفه بصناعة الكتاب، وحصل بعدها على دبلومة تسويق، وفي عام 2011 قرر انشاء دار الرواق.
وأضاف:" كان لدي حلم كبير في النشر، وأول كتاب نشرته كان للكاتبة شيرين هنائي والآن يعمل لدينا في الدار 18 موظف.
وانتقل الحديث للناشرة نيفين التهامي مدير دار كيان والتي قالت:" دخلت مجال النشر بالصدفة بعد أن كنت أعمل بالمحاماة، كنت صديقة لمحمد جميل صبري، وحدث أن دعاني لمعرض الكتاب، والحقيقة من وقتها وقعت في حب الكتاب والنشر.
وأضافت:" بدأت النشر في يناير 2012، وحبي للقراءة جعلني أثق في أنني سوف أقدم شيئا مختلفًا، وكان أول كتاب تحملت مسئولية نشره بالكامل هو رواية "في قلبي أنثى عبرية".
بعدها بدأت وقائع الجلسة الثانية والتي ضمت الكتاب، خالد الصفتي، وأشرف العشماوي، وشيرين هنائي وسالي عادل، وادارتها الكاتبة نوال مصطفى.
وقال الكتاب خالد الصفتي إنه الوحيد الذي دخل المؤسسة العربية الحديثة بدون مسابقة حيث أن كل الكتاب الذين دخلوها كانوا عن طريق مسابقات، لكنه فوجئ بتواصل حمدي مصطفى معه وتأكيده على انه يريد نشر كتاب له، ومن هنا ظهرت سلسلة فلاش للنور..
وأضاف:" لم أسع لأن أكون مؤلفًا ولكن بفضل الله وفضل حمدي مصطفى ظهرت سلسلتي "فلاش" و"سماش" للوجود، وحققت نجاحات لم تحقق لأي كتاب في مصر، كان حمدي مصطفى والد لكل من يعمل معه، وخبر وفاته كان صعبا جدا..
فيما تحدث الروائي والمستشار أشرف العشماوي عن رحلته مع الكتاب الأول قائلا إنه كان يعمل بمكتب النائب العام وقتها، وحين انتهى من روايته الأول استمع لنصيحة من زميل له بعرضها على النائب العام، فاعترض على نشرها، فظل يكتب ولا ينشر، حتى أصبح رئيس نيابة.
وأضاف:" اجتمعت في ندوة مع انيس منصور وجلست بجواره، وانقطعت الكهرباء فحدثته عن روايتي فقال لي أرسلها إلى وكنت احمل معي نسخة في السيارة فقمت وأحضرتها ومنحتها له فطلب من سائقه أن يضعها في السيارة، وبعد 25 يوما وجدت اتصالا من مكتبه وتواصل معي أنيس منصور ليخبرني انني يجب ان أترك القضاء وأتفرغ للكتابة وأنني مشروع روائي قادم، وتواصل مع بعض الناشرين ليخبرهم بروايتي، وفعلا ذهبت وجلست مع بعضهم ولم أرتح لهم، حتى تواصل معي محمد رشاد وكان في ليبيا وقتها وقال لي:" إن لم تلتزم بكلمة مع أي ناشر فأنا أريد أن أنشر روايتك"، وجاء رشاد وبالفعل غير اسم الرواية لزمن الضباع ونشرت مع المصرية اللبنانية.
وتحدثت سالي عادل عن أزمتها مع الكتاب الأول حين تواصلت مع بعض دور النشر وتعاقدت بالفعل على كتب لها ولكن كانت التدور تغلق أبوابها، ثم تواصلت بعدها مع أحمد المقدم مدير عام المؤسسة العربية الحديثة ونشرت أعمالها في روايات مصرية للجيب.
بدورها تحدثت الكاتبة شيرين هنائي عن روايتها الأولى وكيف كانت لها تجارب قبلها ولكنها باءت بالفشل إلى أن تقابلت مع هاني عبدالله بواسطة صديقة لها وكان عبدالله بالكاد يخطط لدار الرواق حتى أصدرت روايتها الأولى وكانت اول رواية تصدرها الدار أيضًا.
وعقبت نوال مصطفى بان هذا الصالون شهد حراكًا كبيرًا يفيد القراء والناشرين وأنها سعيدة بالصالون الثقافي لروايات مصرية للجيب، فيما أكد محمد رشاد أنه أول صالون يلاحظ فيه أن الجميع يشكرون الناشرين، وهذا أمر لم يتوقعه ابدا، ولم يره في أي مكان، فيما تحدثت كاتبة تدعى وجيدة أبو زيد عن كتابها وكيف استغلها أحد الناشرين بأن طلب منها مبلغا من المال ولم يعرض عملها في معرض الكتاب ولم تجده في أي مكان.
واختتم الصالون فعالياته بأسئلة الحضور للكتاب والناشرين والذين أجابوا عنها في أمسية شهدت حراكا ثقافيا كبيرا".