«ابني يوسف شعره كيرلى وأبيضانى وحلو»، كانت وسيلة سيدة فلسطينية للبحث عن جثة ابنها داخل أحد مستشفيات خانيونس بعدما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأخضر واليابس في غزة، هدمت المنازل وقتلت أصحابها، تلك الكلمات التي علقت في أذهان العالم كله بعد استشهاد أشهر طفل فلسطيني، ما يزال الجميع يرددها بعد نحو شهر من استشهاده.

الطفل يوسف أبو شعر كيرلي يظهر من جديد

لم يكن الطفل يوسف أبو شعر كيرلي، كطفل عادي، بل أصبح أيقونة الصبر والنضال لأطفال غزة والعالم،  ويرسمون صوره ويستخدمونه كأحد أشهر الأمثلة للتعريف بالقضية الفلسطينية وبشهداء غزة، الذين سقطوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ليظهر مؤخرا، بالذكاء الاصطناعي موجها رسالة للعالم، فماذا قال؟

«أنا يوسف محمد حميد أبو موسى، عمري 7 سنوات، والدي طبيب فلسطيني، يعمل في قسم الأشعة بمستشفى ناصر في خانيونس القريب، وأمي مصرية فلسطينية، جدتي من الشرقية في مصر، تمكن والدي من الحصول على الجنسية المصرية من خلالها»، هكذا ظهر في صور وفيديوهات مصنوعة بتقنية الذكاء الاصطناعي، راويا قصته للعالم.

لم يتوقف «يوسف»، أبو شعر كيرلي، عند هذه العبارات بل عّرف العالم بقصته، قائلا: «حصلت أنا وإخوتي أيضا على الجنسية المصرية، لدي أخت اسمها جوري، وأخ اسمه حميد، أنا الأصغر، وفي 15 أكتوبر كان هناك قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، على مخيم نور الشام لللاجئين داخل مدينة طولكرم بالضفة الغربية، كان والدي يعمل مناوبة 24 ساعة بقسم الطوارئ بالمستشفى».

اللقاء الأخير بين الطفل يوسف أبو شعر كيرلي وأسرته

آخر لقاء جمع الطفل يوسف، بوالده وفق روايته بالذكاء الاصطناعي، أنه عانق والده، قائلا: «قبل والدي ما يغادر ناديت عليه وعلى أمي وإخوتي، أخبرتهم أنني أريد عناقا عائليا، لنقف جميعا معا ونعانق بعضنا البعض، ذهب والدي إلى عمله، وبعد ساعتين سمعنا صوت القصف، لم يكن منزلنا بعيدا، علم والدي فاتصل بأمي لكنها لم ترد، اتصل مرة أخرى ليسمع صراخا، فقد أبي أعصابه».

ركض الطبيب محمد حميد، إلى غرفة الطوارئ بمستشفى ناصر، ليسمع صراخ زوجته ونجله الآخر، وفق رواية «يوسف» بالذكاء الاصطناعي، قائلا: «حاول أبي تهدئتهم والتأكد من أنهم وأطفال أخيه بخير، ثم سأل أمي أين يوسف؟ فقالت إنها لا تعرف مكاني، ظل أبي يسأل عن مكاني، لكن لا أحد يجيبه، ثم ذهب إلى غرفة الإنعاش، ورأى طبيبا يعرفني ويعرفه، بمجرد رؤية الطبيب والدي لم يعرف ماذا يقول؟».

لحظات رعب عاشتها أسرة الطفل يوسف أبو شعر كيرلي، وفق ما ذكره بالذكاء الاصطناعي، قائلا: «ظل أبي وأمي يتساءلان أين يوسف.. عمره 7 سنوات أبيضاني وحلو وشعره كيرلي؟ وكان هناك مصورا فوتوغرافيا، وثق لحظات للمصابين، فتح كاميرته وأظهر الصور لأمي فتعرفت علي من ملابسي فأرادت أن تقبلني قبل أن أُدفن، فأنا يوسف كنت نور البيت والآن اطفأته، قدموني لله واحدا من الشهداء، وها أنا من جديد أخرج للعالم لأقول هناك 12 ألف شهيد، ونحن طيور الجنة، نقول أوقفوا هذه الوحشية».

الذكاء الاصطناعي يعيد الطفل يوسف أبو شعر كيرلي

الدكتور محمود ياسين، أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ، أكد لـ«الوطن»، أنه يمكن رسم صور الشهداء وإنتاج فيديوهات لهم، عن طريق تقنية الميتافيرس، عن طريق وضع صورة الشهيد وعمل أفاتار عليها نفس الشكل والمظهر الخارجي، ونفس مجسم الجسم، وهو ما حدث مع صور الطفل يوسف أبو شعر كيرلي: «ده بيتعمل بطريقة سهلة، خاصة للمؤثرين اللي أثروا في العالم، وهو وسيلة لخلق رأي عام عالمي مؤيد لغزة».

استخدام الذكاء الاصطناعي ورسم مشاهد تخيلية لشهداء الحرب على غزة لصناعة رأي عالمي، يحدث تفاعلا ضد العدوان الإسرائيلي مهم جدا، وفق محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات لـ«الوطن»: «يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الكبيرة المتعلقة بالصور الحقيقية الخاصة بآثار الدمار نتيجة القصف ولا سيما الشهداء، واستخدام تقنياته المتقدمة لإنشاء صور تبدو واقعية للشهداء، يمكن استخدامها لنشر رسالة تعكس الواقع وتأثيره والتي تؤيد القضايا الإنسانية والسلام على نطاق عالمي، ولزيادة الوعي العالمي بالألم والدمار والصراع».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الطفل يوسف أبو شعر كيرلي يوسف أبو شعر كيرلي الطفل یوسف أبو شعر کیرلی بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الخدمات الصحية وثورة الذكاء الاصطناعي

كشفت وزارة الصحة ممثلة فـي مستشفـيي النهضة وخولة أمس عن مجموعة من المشروعات الصحية التي تهدف إلى توطين الخدمات الصحية التخصصية لتكون قريبة من المواطن وتقليل قوائم الانتظار للحصول على هذا النوع من الخدمات التخصصية. وتسير سلطنة عُمان فـي عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، نحو تحقيق قفزات نوعية فـي الخدمات الصحية فـي وقت ما زال فـيه العالم مهددا بموجات وبائية فـي أي وقت من الأوقات، وكانت تجربة وباء فـيروس كورونا قد أعطت دول العالم دروسا عميقة فـي أهمية الاهتمام بمشروعات الرعاية الصحية والاستثمار فـيها باعتبارها أمنا وطنيا واقتصاديا.

وتكشف المشروعات التي أعلنت الوزارة عنها أمس اهتمام الحكومة بوضع رؤية طموحة لتحقيق استدامة القطاع الصحي وتحسين جودة الخدمات. وهذا يفهم بشكل واضح من استحداث خدمات جراحية متقدمة مثل عمليات العمود الفقري وجراحات تمدد الأوعية الدموية الدماغية، وافتتاح وحدات علاج الألم والرعاية النهارية. إن توفـير مثل هذه الخدمات من شأنه أن يحقق عائدا اقتصاديا يتمثل فـي تقليل رحلات العلاج الخارجية التي تتسبب فـي تحويلات مالية ليست سهلة للخارج.

وتتميز المشروعات / الخدمات التي أعلنت الوزارة عنها أمس فـي أنها تبني شراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص وهي نموذج يجب تعزيزه وتوسيع نطاقه لضمان استمرارية التمويل والتطوير.. ولا بد أن يستمر الدعم المقدم من الشركات الوطنية الكبرى مثل شركة تنمية نفط عُمان ومؤسسة اليسر الخيرية؛ لأنه يعكس حجم الالتزام الاجتماعي من مؤسسات القطاع الخاص فـي دعم وتنمية المؤسسات الصحية، ومن المهم العمل على تنمية مثل هذا الدعم من مختلف الشركات لأنه فـي النهاية يصب فـي خانة البناء المجتمعي الذي هو مسؤولية جماعية.

وعلى الرغم من هذه المشروعات التي تبعث فـي النفس المزيد من الثقة فـي شهر المشروعات والإنجازات إلا أنه لا يمكننا تجاوز التحديات التي تتمثل بشكل أساسي فـي فكرة الاستدامة. والاستدامة فـي القطاع الصحي تحتاج إلى استمرارية فـي تحديث البنية الأساسية الصحية وتطويرها وفق أحداث الأجهزة وتأهيل الكوادر الصحية لتستطيع مواكبة التقدم فـي المجال الطبي إضافة إلى توسيع برامج البحوث الطبية وبرامج الابتكار؛ فالاستثمار فـي الإنسان، سواء من خلال تأهيل الأطباء والممرضين أم تحديث البرامج العلاجية، هو استثمار طويل الأمد يضمن رفاه المجتمع.

ومن المهم تأهيل أطباء من جيل الشباب ليستطيعوا التعاطي مع الطفرة التكنولوجية الحديثة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها وفق المعطيات المتوفرة الآن أو تلك البرمجيات التي تخضع للتدريب العميق، من تشخيص الأمراض بدقة تفوق الذكاء البشري، وقد تعتمد الكثير من الدول فـي القريب العاجل على تقنيات إجراء العمليات الدقيقة باستخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي التي تعمل هي الأخرى بدقة متناهية قد لا يمتلكها أكثر الأطباء خبرة ومهارة فـي العالم وفق ما يؤكده مطورو هذه التقنيات.وأمام هذه التحولات الكبرى سيكون أمام المستشفـيات فـي العالم وبما فـي ذلك المستشفـيات فـي سلطنة عمان مهمة صعبة فـي تزويد مؤسساتها الصحية بأحدث الأجهزة والتقنيات التي تستطيع مواكبة هذه الطفرة التكنولوجية والتي تملك القدرة الحقيقية على تقليل قوائم الانتظار والحصول على الخدمات الطبية الذكية فـيما يجلس طالب الخدمة فـي منزله أو فـي أي مكان آخر فـي العالم.

مقالات مشابهة

  • أدوات «جوجل» التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.. إليك مميزاتها وكيفية عملها
  • “حكايات من الرمال” معرض فني يمزج التراث بالذكاء الاصطناعي
  • "حكايات من الرمال" يمزج التراث بالذكاء الاصطناعي
  • «الذكاء الاصطناعي» يتعلم من «قطاع النشر»
  • الخدمات الصحية وثورة الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي في العراق.. مشاريع مرتقبة مع منظمة التعاون الرقمي
  • خبيرة: 80% من الأهالي يجهلون مخاطر الذكاء الاصطناعي على أطفالهم
  • الذكاء الاصطناعي وواقع الهوية في أدب الطفل.. الأسس والممكنات
  • مقاطع YouTube Shorts تضيف خلفيات فيديو بالذكاء الاصطناعي
  • لبحث الاستثمارات بالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.. السيسي يستقبل رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي