دير سانت كاترين يشارك في معرض «أفريقيا وبيزنطة» بمتحف المتروبوليتان بأمريكا
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أعلن الأثري أحمد عادل، مدير مناطق آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية، عن مشاركة دير سانت كاترين بأربع أيقونات هامة ومخطوط من مقتنيات الدير بمعرض "أفريقيا وبيزنطة" بمتحف المتروبوليتان بأمريكا الذى تم افتتاحه بحضور وفد رسمي من المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف، والدكتورة نشوى جابر، المشرف العام على اللجان الدائمة وشئون البعثات، ومحمد عكاشة، مدير متابعة المشروعات بمكتب الأمين العام، والأثري علي رضا، مدير منطقة وادي الملوك، والأثري الطيب غريب، مدير معبد الكرنك.
وذلك في ضوء توجيهات الدكتور مصطفى وزيرى، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، والدكتور أبو بكر عبد الله، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، بضرورة الترويج للآثار المصرية بخروجها فى معارض خارجية تحقق إيرادات للمجلس.
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن دير سانت كاترين يضم مجموعة من أهم الأيقونات والمخطوطات وأندرها في العالم، فهناك أكثر من 2000 أيقونة صغيرة وكبيرة، منها مجموعة فريدة ذات قيمة فنية رائعة وكلها محفوظة في متحف الدير وكنيسة التجلى ومعرض الصور، وفى الكنائس الصغيرة والملحقة، وفى غرف ملابس الكهنة والصوامع وغيرها من الأماكن المتعددة في الدير وتغطى هذه الأيقونات فترة زمنية طويلة من القرن السادس حتى التاسع عشر الميلادى.
وأشار إلى تصنيف أيقونات الدير تاريخيًا وفنيًا ومنها أيقونات القرن السادس والسابع الميلاديين، والتي تعتبر أقدم الأيقونات بالدير وهي الأيقونات المسبوكة بالشمع أو المثبتة ألوانها بالحرارة، ويتم ذلك بخلط الشمع في درجة حرارة عالية بألوان نباتية ومنها ما يعرض بمعرض المتروبوليتان الآن أيقونة العذراء والسيد المسيح، وعلى يمينهما اثنان من القديسين وخلفهما ملكين، أبعادها 68.5 سم طول، 49.5 سم عرض.
ونوه ريحان إلى سمات الأيقونات البيزنطية بدير سانت كاترين والمؤرخة من القرن التاسع إلى الثانى عشر الميلادى، وتتميز بدقة في الشكل ومن بين هذه الأيقونات عددًا كبيرًا أنتجته معامل بيزنطة، وهناك أيقونات بالدير تعتبر وثائق هامة لتاريخ الدير والحياة الروحانية بمنطقة الجبل المقدس وهى ما يطلق عليها الأيقونات السينائية التي يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الثانى عشر والخامس عشر الميلاديين، وتمثل شخصيات تاريخية كان لها اتصال مباشر بالدير وساهمت بدور فعّال في مسيرته الروحانية من “رهبان - رؤساء دير- بطاركة - شخصيات لها موضع التقديس مثل نبى الله موسى - القديسة كاترين- يوحنا الدرجى”.
وقال إن من هذه الأيقونات بمعرض المتروبوليتان أيقونة القديس جورجيوس وهو فى منظر كامل فى زى المحاربين بيده اليمنى الحربة وبيده اليسرى الدرع المزخرف بزخارف نباتية وحول رأسه الهالة المقدسة ذات اللون الذهبى، وإطار الأيقونة به مناظر من حياة القديس تعود إلى القرن 13م، مقاساتها 127 سم طول، 80 سم عرض، وأيقونة فسيفسائية تمثل السيدة العذراء المرشدة حاملة للسيد المسيح بيدها اليمنى، 44.5 سم طول، 33.5 سم عرض تعود إلى عام 1200م، وأيقونة المرضعة وهى تمثل السيدة العذراء مرتدية ملابس سوداء عليها زخارف نباتية باللون الذهبى تحمل السيد المسيح وحول رأسه الهالة المقدسة تعود إلى القرن 14م ، 19.3 سم طول، 17.5 سم عرض، كما أن هناك أيقونات بالدير تلقى الضوء على عمق العلاقات المصرية اليونانية وهى الأيقونات الكريتية.
وبخصوص المخطوطات، أكد ريحان أن مكتبة دير سانت كاترين تعد الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها حيث تضم 4500 مخطوط من أهم المخطوطات فى العالم، منها 600 مخطوط عربي إلى جانب اللفائف المخطوطة باللغة العربية وعددها ألف لفافة، و2319 مخطوطًا يونانيًا، و284 مخطوطًا لاتينيًا، بالإضافة إلى المخطوطات السوريانية والقبطية والحبشية والسلافية والأمهرية والأرمينية والإنجليزية والفرنسية والبولندية، وهى مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسفية، أقدمها يعود إلى القرن الرابع الميلادي وبعض هذه المخطوطات كتبت في سيناء وبعضها من فلسطين وسوريا واليونان وإيطاليا.
ويشارك دير سانت كاترين بإحدى هذه المخطوطات التي تعود إلى القرن 11م، وهو مخطوط رحلة قوزماس إلى بلاد الهند، مكون من 211 صفحة من الرق ومكتوب باللغة اليونانية.
ايقونات الديرالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جنوب سيناء سانت كاترين الدير ريحان دیر سانت کاترین إلى القرن تعود إلى
إقرأ أيضاً:
قصة الأنبا بشاي صاحب الدير الأحمر تزامنا مع احتفالات الكنيسة بذكرى نياحته
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، اليوم الأربعاء، الموافق الخامس من شهر أمشير القبطي، بذكري نياحة القديس الأنبا بشاي صاحب الدير الأحمر.
وقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين، إنه في مثل هذا اليوم تنيح القديس الأنبا بشاي صاحب الدير الأحمر بغرب سوهاج.
واضاف السنكسار: وُلِدَ هذا القديس في قرية أبصونة ( أبصونة:قرية قديمة ما زالت بنفس الاسم تابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج).
وتابع السنكسار: كان في شبابه يعمل أعمالاً لا تليق، ولمحبة الرب له جلب عليه مرضاً ورأى رؤيا نظر فيها مواضع العذاب، فتنهَّد وبكى، ورفع عينيه إلى السماء وقال: " يا سيدي وإلهي إذا شفيتني فأنا أتوب وأعبدك من كل قلبي ".
وواصل السنكسار: فلما شفي تحرك في قلبه الفكر الصالح وبدأ يزهد في هذا العالم، وترك كل شيء حتى الغنم التي كان يرعاها وصعد إلى الجبل، فصادف القديس الأنبا بيجول خال القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، وسكن معه في جبل أدريبة. وكانا يقومان بعبادات ونسك بلا مَلل، وأصوام وسهر. وقد تحمَّلا من العدو تجارب كثيرة والرب خلصهما منها.
واستطرد السنكسار: وشاع خبر الأنبا بشاي في كل أرض مصر ووضع مقالات كثيرة وتعاليم نافعة للرهبان والعلمانيين. ودفعة صام شهراً كاملاً. وكانت أعمال الناس مكشوفة لديه، وفي تلك الأيام صعد أنبا شنوده إلى خاله الأنبا بيجول، وأن ملاك الرب أشار عليه أن يلبسه الإسكيم. فألبسه الإسكيم بحضور أنبا بشاي، وظَلَّ الثلاثة متفقين في العبادة والنسك، وصنعوا لهم مساكن في الجبل، وبنوا كنيسة على اسم القديسة العذراء مريم.
واختتم السنكسار: ولما أكمل أنبا بشاي سعيه الصالح تنيَّح بسلام، فكفَّنه القديس الأنبا شنوده، ودفنه في الدير الذي سُمي باسمه " وهو الشهير بالدير الأحمر غربي سوهاج ". وقد كتب القديس الأنبا شنوده سيرته ونسكياته ودعاه " بطرس " لما رآه من قوة احتماله الأتعاب مثل الصخر.
جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.