الجزيرة:
2024-07-03@18:11:34 GMT

هل يمكن تصميم المدن لتحمي الناس من أخطار المناخ؟

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

هل يمكن تصميم المدن لتحمي الناس من أخطار المناخ؟

يؤكد فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة ديلاور الأميركية، أن المدن يمكن أن تكون من المناطق التي تسهم بقدر يسير في عملية الاحترار العالمي، وتساعد السكان على تخطي الظواهر المناخية المتطرفة مثل الموجات الحارة والأمطار الغزيرة.

وتأتي تلك النتائج لتتعارض مع فرضية هندسية أخرى تقول إنه لمواجهة التغير المناخي يجب الحد من بناء المدن الجديدة لأن المدن دائما ما تكون ضارة للبشر والمناخ من ناحية بيئية.

ويأتي ذلك في سياق هجرة واسعة عالمية لسكان الريف إلى الحضر، وهو ما يضغط لبناء مدن جديدة حول العالم.

وفي الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية "نيتشر كوميونكيشنز"، يشير الباحثون إلى أنه يمكن لأنماط الأراضي الحضرية المصممة جيدا أن تقلل من تعرض السكان للظواهر الجوية المتطرفة.

وللتوصل إلى تلك النتائج جمع الباحثون بيانات عن المناطق الحضرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك المدن الكبيرة والصغيرة، ثم قاموا بدراسة اتجاهات التنمية العمرانية على مدى 40 سنة مضت، ومن خلال ذلك قاموا ببناء محاكاة تحاول أن تتوقع شكل المدن بحلول نهاية القرن وتبحث في فاعليتها.

وأظهرت عمليات المحاكاة التي أجراها الفريق أنه في نهاية القرن الـ21، يمكن تخطيط المدينة أو تنظيمها مكانيا بحيث تعمل على تقليل تعرض السكان لظواهر الطقس المتطرفة في المستقبل.

زيادة المساحات الخضراء من وسائل حماية السكان من التغير المناخي (شترستوك) كيفي تبني مدينة تحمي السكان من التغير المناخي؟

هناك عدد من التكتيكات التي يمكن أن تنتهجها الحكومات في سبيل تحقيق هذا الغرض، منها مثلا دمج المساحات الخضراء والمتنزهات والغابات الحضرية ضمن مخطط المدينة، الأمر الذي يعمل على امتصاص الحرارة الزائدة وتوفير الظل، حيث تعمل هذه المناطق كحواجز طبيعية ضد درجات الحرارة القصوى.

ومن ذلك أيضا تشجيع أشكال الأحياء المدمجة المتعددة الاستخدامات (السكنية والتجارية والترفيهية)، فهذا يقلل من الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة، وبالتبعية تقليل الوقود المستخدم، وتعمل الأحياء المدمجة التي يمكن المشي فيها على تقليل التعرض للطقس القاسي أثناء السفر.

كما يساعد ذلك على تصميم مدن يقل فيها انتشار الأسطح غير المنفذة مثل الطرق ومواقف السيارات، وهذا يقلل من الجريان السطحي أثناء هطول الأمطار الغزيرة ويمنع الفيضانات، وفي المقابل يمكن أن يؤدي الإكثار من الأسطح الباردة (الأسطح العاكسة) والأسطح الخضراء (الأسطح النباتية) إلى تنظيم درجات حرارة المباني وتقليل الإجهاد الحراري.

ويمكن أيضا أن يساعد إعطاء الأولوية لوسائل النقل العام وتطويرها لتصبح مفضلة لدى الجمهور عبر تطوير الطرق وخطوط السير للتقليل من الاعتماد على المركبات الخاصة، وبالتبعية يقلل ذلك من الازدحام المروري، الأمر الذي يساعد في تخفيف الحمل على المناخ ويقلل من تعرض الناس للظواهر المناخية المتطرفة.

ويمكن للمباني الموجهة بشكل صحيح أن تزيد من التهوية الطبيعية وضوء النهار مع تقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتقلل التصميمات الموفرة للطاقة من الحاجة إلى تكييف الهواء أثناء موجات الحر، وبالتالي تخفض من الأثر الضار على البيئة.

كذلك فإن إنشاء بنية تحتية مرنة يمكنها تحمل الظواهر الجوية القاسية مثل الطرق المرتفعة وحواجز الفيضانات وأنظمة إدارة مياه الأمطار، الأمر الذي يمكن أن يحمي السكان، خاصة مع تطوير نظام إنذار مبكر مناسب.

الاعتماد على وسائل إنتاج الطاقة المتجددة يمكن أن يساعد في الحد من تأثير تغير المناخ (شترستوك) مستقبل العالم

وبحسب الدراسة الجديدة، فإنه عند بناء أجزاء جديدة أو تجديد الأجزاء الحالية من المدينة، يجب على متخذي القرار تعديل عقليتهم بالنظر إلى إجابة عن سؤال: كيف سيغير التطوير والتجديد الطريقة التي تقع بها المدينة كلها في محيطها الطبيعي؟

ويؤكد الباحثون أن إجابات أسئلة كهذه ستختلف من منطقة إلى أخرى، بل ومن مرحلة زمنية إلى أخرى، ولذلك يجب أن يكون تطوير المدن عملا قائما باستمرار ليتكيف مع الظروف الجديدة، بحسب بيان صحفي رسمي من جامعة ديلاوير.

وقد أشارت الدراسة إلى أن ذلك ممكن، فما امتلكته هيئات تخطيط المدن خلال 40 سنة مضت من خبرة يسمح بحجم من التغيير الحضري المستمر يمكنه موازنة التغير المناخي سنة بعد سنة، الأمر الذي يعد مطمئنا بشكل عام، لكنه بالطبع يتطلب تغيير وجهات النظر الحكومية تجاه هذه المسألة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التغیر المناخی الأمر الذی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

علماء يتوصلون لسبب انقراض الحيوانات الضخمة قبل 50 ألف سنة

مازال السبب الخفي ورا انقراض الكثير من الحيوانات يثير حيرة العلماء ، ولاسيما سبب انقراض الماموث الصوفي، وحيوان الكسلان العملاق، وأنواع أخرى من الحيوانات الضخمة آكلة النباتات، منذ نحو 50 ألف عام.

 

وجادل بعض علماء الحفريات وعلماء الأحياء وغيرهم بأن أحداث تغير المناخ الجذرية خلال العصرين الجليديين الماضيين كانت مسؤولة عن انقراض هذه المخلوقات الضخمة، لكن دراسة جديدة ركزت على مسبب مختلف، وهو البشر.

وتوصلت مراجعة شاملة تجمع بين بيانات المناخ القديم، وعينات الحمض النووي المحفوظة، والأدلة الأثرية، وأكثر من ذلك، إلى أن "الافتراس البشري" من الصيادين وجامعي الثمار الأوائل هو التفسير الأكثر دعما بجميع الأدلة المتاحة.

وخلص الفريق في دراستهم الجديدة إلى أن "هناك دعما قويا وتراكميا للضغوط المباشرة وغير المباشرة من البشر المعاصرين سلوكيا".

وقال العلماء إن البشر كانوا "المحرك الرئيسي" وراء انقراض هذه الأنواع.

ويشير العلماء إلى الحيوانات الكبيرة التي تُعرف بأنها أي شيء يزيد وزنه عن 45 كغ، باسم "الحيوانات الضخمة". وقد تسببت معدلات انقراضها الأعلى من المتوسط ​​في العصور الحديثة في إثارة القلق والانبهار.

وقام سفينينغ، الذي يقود مركز الديناميكيات البيئية في المحيط الحيوي الجديد (ECONOVO) التابع لمؤسسة البحوث الوطنية الدنماركية بجامعة آرهوس، بإدارة فريق من سبعة باحثين آخرين ساعدوا في تجميع الدراسة الجديدة.

وقد ساعدت مجموعة مثيرة للاهتمام من القطع الأثرية والأدلة المادية من السجل الأثري في تعزيز استنتاجاتهم التي نشرتها مجلة Cambridge Prisms: Extinction.

وتشير الفخاخ القديمة، التي صممها بشر ما قبل التاريخ لاصطياد الحيوانات الكبيرة جدا، بالإضافة إلى تحليلات العظام البشرية وبقايا البروتين على الرماح، إلى أن أسلافنا كانوا يصطادون ويأكلون بعضا من أكبر الثدييات الموجودة حولنا.

وكشف سفينينغ: "هناك نمط مهم آخر يجادل ضد دور المناخ وهو أن انقراض الحيوانات الضخمة الأخيرة ضرب بنفس القدر في المناطق المستقرة مناخيا كما هو الحال في المناطق غير المستقرة".

ولكن في حين أن تعرض المنطقة لتغير المناخ لم يلعب أي دور في هذه الانقراضات، إلا أن فريق سفينينغ ووجد أن الهجرة الوافدة للصيادين البشريين لعبت دورا.

ويُظهر السجل الأحفوري أن هذه الأنواع الكبيرة انقرضت في أوقات مختلفة جدا وبسرعات متفاوتة إلى حد كبير، حيث انخفض عدد بعضها بسرعة كبيرة والبعض الآخر بشكل تدريجي، وفي بعض الحالات خلال 10 آلاف عام أو أكثر.

والقليل من هذه الانقراضات تتطابق جيدا مع السجلات المناخية من هذه الفترة الزمنية، المعروفة باسم العصر الرباعي المتأخر، والذي يشمل نهاية عصر البليستوسين، والعصرين الجليديين الماضيين، وفجر عصر الهولوسين قبل 11700 عام.

لكن العديد من هذه الانقراضات كانت مرتبطة بظهور الإنسان الحديث.

وأشار سفينينغ إلى أن "البشر المعاصرين الأوائل كانوا صيادين فعالين حتى لأكبر أنواع الحيوانات، وكان لديهم بوضوح القدرة على تقليل أعداد الحيوانات الكبيرة".

مضيفا: "كانت هذه الحيوانات الكبيرة معرضة بشكل خاص للاستغلال المفرط لأنها تتمتع بفترات حمل طويلة، وتنتج عددا قليلا جدا من النسل في المرة الواحدة، وتستغرق سنوات عديدة للوصول إلى مرحلة النضج الجنسي".

مقالات مشابهة

  • محافظ سقطرى السابق: الإختطافات لا يمكن أن تثني الناس عن التعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم
  • كيف أعادت Apple تصميم تطبيق الصور
  • علماء يتوصلون لسبب انقراض الحيوانات الضخمة قبل 50 ألف سنة
  • هل يؤثر التغير المناخي على الإصابة بعدوى الليستريا؟.. طرق الوقاية
  • حل لغز سبب انقراض الحيوانات الضخمة قبل 50 ألف سنة!
  • تخلصي من الهالات السوداء بمكونات طبيعية بمطبخك
  • هويات المدن
  • البندقية التي تقتل السودانيين.. ماذا تريد من الأرض؟
  • 2.8 تريليون دولار خسائر العالم خلال 20 عاماً جراء التغير المناخي
  • لقطات من واد غامض لأجسام طائرة مجهولة ومزاعم عن وجود بوابات