يتوقع باحثو كاسبرسكي أن تعتمد مصادر التهديدات المتقدمة المستمرة على طرق جديدة لاستغلال ثغرات الأجهزة المحمولة، والملبوسة، والذكية، ومن ثم استخدامها لتشكيل شبكات روبوتات، وزيادة كفاءة هجمات سلسلة التوريد، وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز فعالية عمليات التصيد الاحتيالي الموجه. ومن المتوقع أنْ تساهم هذه التطورات في تكثيف الهجمات والجرائم السيبرانية ذات الدوافع السياسية.


انتحال الشخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتصاعد عمليات الاستغلال المبتكر للثغرات على الهواتف، وشبكات روبوتات جديدة
تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي الصاعدة في تبسيط صياغة رسائل التصيد الاحتيالي الموجه، بل إنها تتيح كذلك انتحال هوية أفراد محددين؛ فقد يبتكر المهاجمون أساليب أتمتة مبتكرة عبر جمع البيانات من شبكة الإنترنت، ثم تقديمها إلى نماذج لغوية كبيرة لصياغة رسائل مشابهة كثيراً لأسلوب الشخص المرتبط بالضحية. 
تضيف هجمة Operation Triangulation إلى عام مميز لمجال استغلال ثغرات الهواتف المحمولة، وقد تكون مصدرَ إلهامٍ لأبحاث إضافية بخصوص التهديدات المتقدمة المستمرة على الأجهزة المحمولة، والملبوسة، والذكية. ومن المحتمل أنّ نشهد سعي مصادر التهديد إلى توسيع نطاق المراقبة، واستهداف الأجهزة المختلفة بواسطة نقاط ضعفها وأساليب «صامتة» لاستغلال الثغرات مثل الهجمات التي لا تحتاج لنقرة أو تحميل ملفات عبر برامج المحادثة، وهجمات النقرة الواحدة عبر الرسائل النصية أو تطبيقات المحادثة، واعتراض تدفق البيانات في الشبكة. ومن هذا المنطلق، باتت حماية الأجهزة الشخصية وأجهزة الشركات أولوية كبرى.

يتعين علينا كذلك أن نتوخى الحذر من عمليات استغلال الثغرات الأمنية في البرامج والأجهزة شائعة الاستخدام. ففي بعض الأحيان، لا يحظى اكتشاف الثغرات الأمنية شديدة الخطورة والحساسة إلا بأبحاث محدودة وإصلاحات أمنية متأخرة، مما يفسح المجال لشبكات الروبوتات الجديدة الخفية وواسعة النطاق، والتي تستطيع شن هجمات إلكترونية موجهة.
تنامي الهجمات السيبرانية من جهات ترعاها الدول، وتحول اختراقات الناشطين إلى نشاط اعتيادي
من المحتمل أن يشهد العام القادم ارتفاع أعداد الهجمات السيبرانية المدعومة من دولٍ، لا سيما في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية. ويبدو من المرجح أن تحمل هذه الهجمات تهديداتٍ عديدةً منها: سرقة البيانات أو تشفيرها، وتدمير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، والتجسس طويل الأمد، والتخريب السيبراني.
هناك أيضاً اتجاه بارز هو اختراق النشطاء، الذي شاع كثيراً باعتباره مستخدماً في الصراعات الجيوسياسية؛ إذ يشير تصاعد هذه الصراعات إلى احتمال تنامي اختراق النشطاء، سواء كان بهدف التخريب أو نشر معلومات زائفة، مما يستدعي إجراء تحقيقات غير ضرورية وما يترتب عليها من إجهاد انتباه لمحللي مركز عمليات الأمن السيبراني والباحثين في مجال الأمن السيبراني.
تضمنت توقعات كاسبرسكي الأخرى للتهديدات المتقدمة خلال عام 2024 ما يلي:
- هجمات سلسلة التوريد كخدمة: شراء المشغلين لأذون الوصول بالجملة

تستهدف هجمات سلسلة التوريد الشركات الصغيرة بغرض اختراق الشركات الكبرى؛ فعمليات اختراق شركة Okta خلال الفترة الممتدة بين 2022-2023 تبرز حجم هذا التهديد. وتتفاوت دوافع هجمات كهذه بين تحقيق مكاسب مالية وبين أغراض التجسس. وربما يشهد عام 2024 تطورات جديدة على صعيد أنشطة سوق أذون الوصول المتعلقة بسلاسل التوريد ضمن شبكة الإنترنت المظلم، مما يتيح هجمات أكثر كفاءة وأوسع نطاقاً.

- تزايد أعداد الجماعات التي تقدم خدمات الاختراق المأجورة
تشهد أعداد المجموعات التي تقدم خدمات الاختراق المأجورة تزايداً ملحوظاً؛ إذ إنها تقدم خدمات سرقة البيانات لعملاء مختلفين، سواء أكانوا محققين خاصين مثلاً أم منافسين تجاريين للضحايا. ويُتوقع أن يشهد العام المقبل تصاعداً لهذا الاتجاه.

- أدوات التأصيل التي تستهدف أنوية النظام (Kernel rootkits) ستصبح موضوعاً ملحاً 
على الرغم من التدابير الأمنية الحديثة مثل توقيع برنامج التشغيل للنواة، وحماية النواة وتكامل التعليمات البرمجية المحمية (HVCI)، تتعرض حواجز تنفيذ التعليمات البرمجية على مستوى النواة للتجاوز من طرف التهديدات المتقدمة المستمرة ومجموعات مجرمي الإنترنت. وتتصاعد الهجمات على نواة نظام ويندوز بسبب انتهاك برنامج توافق أجهزة ويندوز (WHCP)، كذلك ينمو السوق السري لشهادات التحقق من الصحة (EV) وشهادات توقيع التعليمات البرمجية المسروقة. وتستفيد مصادر التهديد من هجمات BYOVD (أحضر برنامج التعريف المعرض للخطر الخاص بك) ضمن مناوراتهم.

- استخدام أنظمة نقل الملفات المُدارة (MFT) في الهجمات المتقدمة
ثمة تهديدات إلكترونية متصاعدة تحيط بأنظمة نقل الملفات المُدارة، وقد تجلت في عام 2023 باختراقات MOVEit وGoAnywhere. ومن المتوقع أن يتصاعد هذا الاتجاه، لا سيما أنّ مجرمي الإنترنت يتطلعون إلى تحقيق مكاسب مالية واضطرابات في عمليات كل منهم. وتعاني هذه الأنظمة المعقدة والمدمجة في شبكات أوسع من مكامن ضعفٍ أمنية. لذلك ينبغي على الشركات تنفيذ تدابير أمنية مُحكمة، مثل منع فقدان البيانات أو تشفيرها، والتوعية بالأمن السيبراني بما يكفل حماية أنظمة نقل الملفات المُدارة من التهديدات المتطورة.
يقول «إيغور كوزنيتسوف»، مدير فريق البحث والتحليل العالمي (GReAT) في كاسبرسكي: «لم تمنع الوفرة في أدوات الذكاء الاصطناعي خلال عام 2023 عن اهتمام جهات الممارسات الخبيثة المتقدمة التي تنخرط في حملات هجوم واسعة النطاق وشديدة التطور. ومع ذلك، نتوقع ألا تقتصر الاتجاهات القادمة على تأثيرات الذكاء الاصطناعي وحدها، بل أن تتضمن أساليب جديدة لشن هجمات سلسلة التوريد، وظهور خدمات الاختراق المأجور، وعمليات استغلال جديدة لأجهزة المستهلكين وغيرها. ويظل هدفنا هو تزويد الجهات العاملة في مجال الحماية من هذه الهجمات بمعلومات أمنية متقدمة عن التهديدات، بما يضمن لهم استباق أحدث تطورات التهديدات، ويعزز قدرتهم على صد الهجمات السيبرانية بفعالية كبيرة.»
تم تقديم توقعات التهديدات المتقدمة المستمرة بفضل خدمات معلومات التهديدات الأمنية من كاسبرسكي، التي تستخدم في جميع أرجاء العالم. 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يشارك.. السعودية تدعو لتحري هلال عيد الفطر

دعت المحكمة العليا عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية إلى تحري رؤية هلال شهر شوال، مساء يوم السبت، التاسع والعشرين من شهر رمضان لهذا العام الموافق 29 مارس (آذار).
وكشف مصدر لـ”العربية” أن “دائرة الأهلة في المحكمة العليا السعودية ستستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة ومتابعة مواقع ترائي ورصد هلال شهر شوال لهذا العام 2025”.
وبحسب المصدر، فإن قضاة الدائرة يعملون على متابعة دقيقة لعمليات رصد الهلال والتحقق من الشهادات التي تصل إليهم فورا.
وقالت المحكمة العليا في السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس”: “نظرًا لما تضمنه قرار المحكمة العليا رقم (192/ هـ) وتاريخ 29/ 8/ 1446هجرية أن يوم السبت 1/ 9/ 1446 هجرية- حسب تقويم أم القرى ــ الموافق 1/ 3/ 2025 ميلادية، هو غرة شهر رمضان المبارك لعام 1446 هجرية، فإن المحكمة العليا ترغب إلى عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة تحري رؤية هلال شهر شوال مساء يوم السبت 29/ 9/ 1446هجرية ــ حسب تقويم أم القرى ــ الموافق 29 / 3 / 2025 ميلادية”.
وأضافت المحكمة: “وترجو المحكمة العليا ممّن يراه بالعين المجرَّدة، أو بواسطة المناظير؛ إبلاغ أقرب محكمة إليه، وتسجيل شهادته إليها، أو الاتصال بأقرب مركزٍ؛ لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة”، حسبما أوردت وكالة “واس”.
وأعربت المحكمة العليا السعودية “عن أملها في من لديه القدرة على الترائي الاهتمام بهذا الأمر، والانضمام إلى اللجان المشكلة في المناطق لهذا الغرض، واحتساب الأجر والثواب بالمشاركة؛ لما فيه من التعاون على البرّ والتقوى، والنفع لعموم المسلمين”.
وإن تم رصد هلال شوال مساء اليوم السبت فهذا يعني أن غدا الأحد 30 مارس سيكون أول أيام عيد الفطر، وإن تعذرت رؤية الهلال يوم السبت فسيكون الاثنين 31 مارس أول أيام العيد.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يشارك.. السعودية تدعو لتحري هلال عيد الفطر
  • ارتفاع عدد المؤسسات الخاصة النشطة في سلطنة عُمان لعام 2024
  • الإمارات: الأمن السيبراني يحذر من هجمات إلكترونية خلال عيد الفطر
  • «AIM للاستثمار» تستشرف مستقبل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق في رصد تشوهات الجنين
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر بتشخيص مرض السيلياك
  • ‏ AIM للاستثمار تناقش مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على الحكومات
  • خبير عسكري: الحوثيون ينفذون هجمات كبيرة بالنظر إلى الحرب الأميركية عليهم
  • التجاري وفا بنك إيجيبت يحقق نموًا قياسيًّاً في نتائجه المالية لعام 2024
  • أفضل المطاعم التي تقدم المشاوي في الأردن