وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان له، اليوم الخميس: إنه وثق استخدام الاحتلال الإسرائيلي عشوائيا الفسفور الأبيض وهو مادة حارقة تحرق اللحم البشري ويمكن أن تسبب معاناة مدى الحياة، في المناطق المأهولة في مدينة غزة وشمالها كسلاح إضافي لتصعيد الإبادة والتهجير القسري.

وأكد تلقيه إفادات بتنفيذ العدو الإسرائيلي 300 ضربة بالفسفور الأبيض خلال مدة لم تتجاوز 40 دقيقة، مساء الأربعاء 15 نوفمبر، على مربع مأهول بالسكان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وحسب البيان؛ في الليلة السابقة من ذلك جرى رصد إطلاق عدد كبير من قذائف الفسفور الأبيض في منطقة مكتظة في حي "الشيخ رضوان" شمال مدينة غزة، كما سبق إطلاق مماثل في عدة مرات في مخيم "الشاطئ" للاجئين غرب غزة وبلدة ومخيم "جباليا" شمال القطاع.

وقال سكان فلسطينيون إنهم عانوا من ضيق شديد في التنفس والسعال نتيجة استنشاق الفسفور الأبيض وسط روائح كريهة للغاية تنتشر في الأجواء وحجب كبير في الرؤية بفعل الدخان الأبيض الكثيف، وفق البيان.

ويمكن أن يعاني الأشخاص المعرضون للفسفور الأبيض من أضرار في الجهاز التنفسي، وفشل في الأعضاء، وغير ذلك من الإصابات الخطيرة التي تغير حياتهم، بما في ذلك الحروق التي يصعب للغاية علاجها ولا يمكن إطفاؤها بالماء.

وأضاف المرصد الأورومتوسطي: إن تصاعد استخدام الفسفور الأبيض والقنابل الدخانية في استهداف المناطق السكنية المكتظة يأتي في إطار التهجير القسري والتطهير العرقي الذي يقترفه العدو الإسرائيلي من خلال إجبار نصف سكان غزة على مغادرة منازلهم وملاجئهم ومستشفياتهم والانتقال إلى مناطق جنوب وادي غزة.

وشدد على أن "إسرائيل" تواصل انتهاك مبدأي التناسب والتمييز في هجماتها العشوائية على قطاع غزة باستهداف مباشر لحياة المدنيين وصحتهم بما في ذلك استخدام الأسلحة المحرمة دوليا في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقواعد الحرب.

وأشار أيضًا إلى استخدامها قنابل متفجرة ذات آثار تدميرية ضخمة في المناطق المأهولة بالسكان والذي يمثل أخطر التهديدات للمدنيين في النزاعات المسلحة المعاصرة ويفسر ذلك حدة الدمار الهائل وتسوية أحياء سكنية بكاملها وتحويلها إلى أنقاض وخراب في قطاع غزة.

وذكّر بأن قواعد القانون الدولي الإنساني تنص على أن حماية المدنيين واجبة في جميع الحالات وتحت أي ظرف، ويعد قتل المدنيين جريمة حرب في كل من النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، وقد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية.

ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى أن استخدام الفسفور الأبيض هو محظور بموجب القانون الدولي ولا يجوز أبدا أن يصوب على مناطق سكنية مأهولة وبنية تحتية مدنية أو بالقرب منهما.

وجدد الدعوة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها ولا تزال قوات العدو ضد المدنيين في غزة ومحاسبة المسئولين عن ذلك بما يشمل من أصدر الأوامر وخطط ونفذ.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الفسفور الأبیض

إقرأ أيضاً:

باستئناف استخدام سلاح التجويع.. العدو الإسرائيلي يستمرأ جريمة الإبادة الجماعية في غزة

يمانيون../
ارتباطًا بحرب التجويع المستمرة التي يمارسها العدو الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، يمضي اليمن بفرض معادلة ردع وتوازن جديدة في حصار الكيان الغاصب، ولعل تأكيد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن اليمن ستعود لاستئناف عملياتها البحرية إذا لم يتم إدخال المساعدات إلى غزة خلال أربعة أيام يشير إلى ذلك.

في قلب المأساة التي تعصف بغزة، وجه السيد القائد، مساء الجمعة، في كلمة متلفزة، تحذيراً بأنه إذا لم يفتح الكيان الصهيوني المعابر، خلال أربعة أيام، ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فإن القوات المسلحة اليمنية ستستأنف عملياتها البحرية ضد كيان العدو.

وأضاف: “نعلن للعالم أجمع أننا سنعطي للوسطاء مهلة 4 أيام، ثم سنستأنف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي، إذا لم يُدخل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وسنقابل الحصار بالحصار”.

كما أكد أنه خلال تنفيذ الاتفاق الأخير في غزة، لم يف العدو الاسرائيلي بالتزاماته، خاصة في الجانب الإنساني، مشيرًا في هذا الصدد إلى التزام حركة حماس الكامل بالاتفاق، مؤكدا أن العدو الصهيوني خرق العهد ويمارس المماطلة في تنفيذ الالتزامات.

لا شك أن توعد قائد الثورة باستئناف العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني يبرهن على مدى صدق المواقف المبدئية اليمنية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم، ويمثل انتصارا حقيقيا للعدالة، وانحيازا لرفع المأساة ووضع حد للمعاناة في قطاع غزة، وهو موقف يمني عربي إسلامي أصيل.

لعل مجمل ما جاء في كلمة قائد الثورة، قد انطوى على رسائل عميقة وبالغة الأهمية، بأن اليمن لا زال يخفي الكثير من المفاجآت، بهدف إجبار العدو الصهيوني على وقف عدوانه على غزة ورفع الحصار عنه.

ومن جانب آخر، فإن هذه الرسائل هي توعد ينطلق من أن اليمن وقواته المسلحة على كامل الجاهزية وأهبة الاستعداد بانتظار انتهاء مهلة الأربعة أيام لتضغط الأصابع على الزناد، وتبدأ بتفكيك مسار الحصار الصهيوني على قطاع غزة.

النزوح والجوع

على الرغم من مضي 50 يوما على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن العدو الصهيوني لا يزال يضع العراقيل أمام أي فرصة لعودة الهدوء، ويواصل حصاره الخانق وسياسة التجويع، في جريمة إبادة جديدة تزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعانيها 2,4 مليون إنسان داخل هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

فما بين النزوح والجوع تتواصل المأساة الإنسانية في قطاع غزة، مع استمرار منع الكيان الصّهيوني دخول المساعدات والبضائع إلى القطاع منذ أسبوع، وفي هذا السياق؛ حذرت مؤشراتها والبيانات والأصوات الدولية من أن سكان غزة باتوا على شفا مجاعة غير مسبوقة.

ومع اشتداد حلقات الحصار الصهيوني على قطاع غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك، حذر خبراء أمميون مستقلون في مجال حقوق الإنسان، من أن الكيان الصّهيوني استأنف استخدام سلاح المجاعة في غزّة ضد الفلسطينيّين، بقراره خرق اتفاق وقف إطلاق النار ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وقال الخبراء، في بيان مشترك، نشعر بالفزع إزّاء قرار “العدو الاسرائيلي” بتعليق جميع السلع والإمدادات مرة أخرى، بما في ذلك المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة التي تدخل قطاع غزّة، في أعقاب قرار “العدو الاسرائيلي” لإعادة فتح “أبواب الجحيم” على القطاع المحاصر.

وأضاف الخبراء، وبينهم مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، أن “العدو الاسرائيلي”، باعتبارها القوة المحتلة، تبقى دائمًا ملزمة بضمان توفير القدر الكافي من الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من خدمات الإغاثة.

ورأى الخبراء التابعون للأمم المتحدة، أنّه من خلال قطع الإمدادات الحيوية عمدا، بينها تلك المتعلقة بالأجهزة المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، يستخدم “العدو الاسرائيلي” مرة أخرى المساعدات كسلاح.

جرائم ضد الانساني

وشدّدوا على أن هذا الأمر يشكّل “انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، فضلا عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقا لنظام روما الأساسي”.

وفي ظل هذا المشهد المأساوي، اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، “إسرائيل” بمواصلة تجويعِ سكانِ غزة، في انتهاك للأوامرِ الملزمة الصادرةِ عن محكمةِ العدل الدولية.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط فورية على “العدو الاسرائيلي” لإنهاء حصارها غيرِ القانوني، واستعادةِ الخدمات الأساسيةِ، بما في ذلك الكهرباء والمياه، والسماح بدخولِ الغذاء والوقود والمساعداتِ الطبية.

وأشارت إلى أن “العدو الاسرائيلي” أوقف منذ الثاني من مارس جميع المساعداتِ إلى غزة، معتبرةً ذلك انتهاكًا صارخًا للقانونِ الإنساني الدولي.

يتجلى الاحتلال مدانا بارتكاب جرائم إبادة جماعية، ولعل استئناف حصاره لقطاع غزة واستخدامه التجويع كسلاح يؤكد استمراء المحتل الغاصب ارتكاب أبشع جرائم الإبادة، وذلك في تحد غير جديد وصارخ لكل القيم الإنسانية والمواثيق الدولية، وبالتالي فقد جاء القرار اليمني لينتصر لتلك المظلومية، ويقول كلمته وينجز مهمته وتوعد المحتل بالحصار مجددا.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تقترح تمديد وقف إطلاق النار بغزة 60 يوما
  • عملية اغتيال نوعية.. إسرائيل توجه ضربة لحزب الله
  • الأورومتوسطي: إسرائيل قتلت 145 فلسطينيا بغزة منذ وقف إطلاق النار
  • أكثر من 40 مجزرة بحق المدنيين من الطائفة العلوية في سوريا خلال 72 ساعة
  • الشبكة السورية لحقوق الإنسان: هجمات تودي بحياة أكثر من 1000 شخص بين 6 و10 مارس
  • خلال 72 ساعة.. أكثر من 40 مجزرة بحق المدنيين من الطائفة العلوية في سوريا
  • أطباء بلا حدود: أكثر من 2700 مريض كوليرا تلقوا العلاج و92 وفاة بالنيل الأبيض
  • جرائم الإبادة تتواصل بحق المدنيين في الساحل السوري و830 قتيل خلال 24 ساعة
  • باستئناف استخدام سلاح التجويع.. العدو الإسرائيلي يستمرأ جريمة الإبادة الجماعية في غزة
  • مشروع سعودي يعلن نزع أكثر من 1000 لغم وذخيرة غير منفجرة باليمن خلال أسبوع