منى أحمد تكتب: من باريس إلى الرياض.. مصر تتحدث عن نفسها
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
يبقى 13 نوفمبر 1967 يوما مشهودا في تاريخ مسرح الأولمبيا بباريس، المسرح الأشهر بأوروبا والحدث كبير، أنه يوم الإطلالة الكبرى لسيدة الغناء العربي والحضور من كل الأطياف والطبقات الاجتماعية.
البسطاء ادخروا من رواتبهم لحضور حفل كوكب الشرق جانبا إلى جنب مع الأمراء والساسة والأثرياء العرب ، الذين توافدوا من جميع أنحاء أوروبا إلى باريس ليكونوا في حضرة "الست".
ولأول مرة تم مد جسور جوية بين دول الشرق الأوسط وباريس ، ليس لحدث سياسي أو كارثة إنسانية، بل لنقل المريدين لصوت أم كلثوم ، بالإضافة إلي الحضور الفرنسي الكبير الذي تخطي حاجز اللغة وشغلوا حوالي 20% من مقاعد مسرح الأولميبا .
لكن المثير للدهشة إلي حد الصدمة والذي أثار ارتباك مدير المسرح ، كان الحضور للافت للنظر من جانب اليهود الشرقيين ، وهو الأمر الذي دفعه لسؤال أحدهم عن سبب وجودهم في حفل عائده موجه لدعم جيش مصر ضد العدو الصهيوني ، فأجابه إنها أم كلثوم.
وكان مشهد رفع الستار مهيبا ، ظهرت كوكب الشرق وضجت القاعة بعاصفة من التصفيق المتواصل لأكثر من عشر دقائق ، والذي تكرر علي مدار خمس ساعات هي فترة زمنية شكلت رقما قياسيا جديدا لحفل علي مسرح الأولمبيا في ذلك الوقت ، والذي وصفه الفرنسيون بالحدث إلاسثتنائي ولما لا فالمبدع استثنائي.
شيئان ثابتان لايتزحزحان في الشرق الأوسط أم كلثوم والأهرامات ، هكذا لخصت مجلة أمريكية عبقرية قوة مصر الناعمة في ذلك الوقت ، فعندما كانت تحين ليلة الخميس الأول من كل شهر يتوقف كل شيء في الشرق الأوسط، وتخلو الشوارع في القاهرة كما في الدار البيضاء ومثلها تونس وبيروت ودمشق والخرطوم والرياض وبغداد الجميع ملتفا حول الإذاعة المصرية يستمعون إلي أم كلثوم .
كانت ومازالت الهوية المصرية والقوة الناعمة للدولة فرض عين بأدواتها ، التي تتجلي في لألئ عبقرية تتكامل فيها أيقونات الأبداع ، والمثير أنها رغم غياب رموزها مازالت تفرض وجودها وبقوة .
وليلة بليغ حمدي في موسم الرياض هي أحد أدوات قوة مصر الناعمة ، ووحدا من أدوارها التنويرية ، وكان الشعور بالفخر فالشعوب العربية بكبار مطربيها ، رغم أنها لم تكن المرة الأولي ولن تكون الأخيرة يتغنون بالحان أحد أهم عباقرة التلحيين في مصر والعالم العربي ، الذي غاب عن حاضرنا إلا أن أعماله خلدت أسمه بحروف من نور في سجل المبدعين .
الفكرة في حد ذاتها تدعو للأعتزاز، وإحياء الفن المصري يدعم أي فعالية فنية، فمصر صاحبة بل صانعة تاريخ انساني وحضاري كبير في كل جوانب الحياة ومنها الفن المصري .
وما بين باريس 1967 والرياض 2023 يتلألأ الفن المصري كمنارة فرعونية يزداد بريقها توهجا مع الزمن .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
ملك إسبانيا: مصر دولة محورية في القارة الأفريقية والشرق الأوسط
قال ملك إسبانيا، خلال كلمته بمأدبة غداء رسمية أقامها ملك وملكة إسبانيا تكريمًا لسيادة الرئيس السيسي في مدريد، إن مصر وإسبانيا عملتا على توطيد السلام فى المنطقة ، مشيرا إلى أن مصر شريك إستراتيجي فى الشرق الأوسط.
وأضاف أن موقف مصر فى الاستقرار الإقليمي ودورها فى الجوار أهم من أى وقت آخر، خاصة ضد النزاعات والظلم والتعدي، وبالتالي أن الطريق الوحيد هو مصر للوصول إلى إتفاق عادل بشأن القضية الفلسطينية.
وتابع أن إسبانيا تعمل بنشاط على الأرض حتى تضمن إستمرار وقف إطلاق نار نهائي فى غزة، معقبا: “نتطلع أن الفلسطينيين يعودون إلى غزة ويتم استمرار الأمن وتوفير الخدمات الأساسية”.
وأشار إلى أن مصر دولة محورية فى القارة الإفريقية ولها دور كبير فى الشرق الأوسط ، متابعا أن إسبانيا ومصر تواجهان تحديات كبيرة، والطرق الوحيد للعمل بطريقة ذات كفاءة هو العمل متعدد الأطراف بينهما.