المدربة سارة إدوارد لـ«التغيير»: الإسلاميون كانوا يحرمون الكرة النسوية ويقبلون أموال «فيفا»
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
تشعر المدربة سارة إدوارد، وهي أول مدربة جنوب سودانية تحصل على الرخصة A في التدريب، بالفخر حيال ما حققته من إنجاز، وتكشف في حوارها مع «التغيير» تفاصيل عن رحلة نجاحها بداية بالعام 2007م الذي اختيرت فيه من قبل اتحاد كرة القدم السوداني للمشاركة في دورة تدريبية بجنوب أفريقيا، وتوليها تدريب فريق التحدي الخرطوم للسيدات ثم اختيارها من قبل «كاف» كمحاضِرة، والحصول على الرخصة الآسيوية في اليابان، سارة التي سقطت جنسيتها السودانية بعد الانفصال في 2011م، حصلت على الرخصة A الأفريقية في 2016م وبدأت في 2019م رحلة تدريب في أوروبا بألمانيا وفرنسا، وتحدثت المدربة في جوانب عديدة من مشوارها الرياضي.
التغيير- حوار: عبد الله برير
* هل بدأت نشاطك الرياضي بكرة القدم مباشرة؟لعبت الكرة الطائرة في مدرسة الكمبوني بالخرطوم والأولمبي لأن الخيارات المتاحة للبنات كانت محدودة، كما جربت ألعاب القوى ولعبت كرة السلة مع فريق المريخ وكرة اليد وغيرها، كنت أحب كرة القدم وأمارسها مع الأطفال البنين في الشارع، في 2001م أسس المرحوم جوزيف سكوباس فريق التحدي، وعندما وافق الاتحاد السوداني على قيام كرة القدم النسوية تم تكوين فريق التحدي وكنت نائبة الكابتن ثريا الضو وصرت قائدة للفريق، بعد ذلك ثم تحولت إلى مدربة للتحدي بعد أن تحصلت على دورات تدريبية.
الأسرة كانت داعمة جداً لمشواري فوالدي كان رياضياً كبيراً
* كيف كان دور الأسرة؟الأسرة كانت داعمة جداً لمشواري فوالدي كان رياضياً كبيراً لعب كرة السلة والطائرة وغيرها ثم أصبح مدرباً وأخيراً عمل في وزارة الشباب والرياضة، كان أحد الداعمين لي بقوة ودائماً ما يحذرني من الإصابات، والدتي كانت تمارس الرياضة في المدارس ولم تكن رافضة لمشواري بل داعمة بشرط عدم التأخر في التدريبات والقيام بالواجبات المدرسية والمنزلية، في 2007م عند أول مشاركة لي خارج السودان في جنوب أفريقيا لم يعترضوا على سفري وكانوا مسرورين بي وبمسيرتي.
سارة * كيف كانت بدايات تكوين فريق التحدي؟تجميع البنات من مدرسة الكمبوني لتكوين فريق لم يكن أمراً صعباً نسبة لتوفر كل النشاطات الرياضية للجنسين ووجود الملاعب لكن عانينا من مشكلة المعدات الرياضية، كنا نلعب بكرة قدم واحدة فقط ونحن 51 بنت.
* ماذا حدث بعد ذلك؟بعد مرور الزمن ظهرت فتاوى بأن الكرة للبنات لا تجوز ولا تشبه العادات والتقاليد وشعرنا بالضغط بعد أن أصبح المجتمع ضدنا وصرنا نأتي للميدان لنفاجأ بأن الآخرين يتدربون رغم أننا حجزنا مسبقاً كما أن اتحاد الكره لم يقم برعاياتنا ودعمنا واضطررنا لإيجار ملعب في مدينة بحري من مصاريفنا الخاصة ونحن طالبات.
* هل تعرضتم لمضايقات من قبل الدولة في عهد النظام البائد؟سحب الإسلاميون منا أحد الأندية وطاردنا رجال الأمن وصادروا أشرطة تخص قناة الجزيره التي بثت معنا حلقة، وأخيراً في 2007 سُمح لنا بالتدرب في ملعب أكاديمية اتحاد كرة القدم السوداني.
وجود دوري للسيدات في السودان يعتبر من ثمرات الثورة
* كيف ترين تجربة دوري السيدات في السودان؟التجربة بدأت بصورة احترافية في 2019م ولم أكن في السودان وقتذاك بعد مغادرتي للبلاد، سعدت جداً بوجود دوري للسيدات واعتبره من ثمرات الثورة، أيام النظام البائد كان الإسلاميون يقولون إن عادات الدولة الإسلامية تمنع البنات من اللعب ومع ذلك كانوا يأخذون الدعم المالي المقدم من (فيفا) والمخصص للكرة النسائية، تم التأسيس للدوري وبخطوات حثيثة وكنت أردد دائماً أن نشاط البنات سيمتد خارج السودان وبعد تحقيق الحلم كنت بعيدة وذرفت الدموع، وقبلها كان لدي مشروع داعم وسافرت لعدد من الولايات داخل السودان لإقامة ورش عمل تدريبية لكل الأعمار وكنت أدفع من مالي الشخصي ومساعدات الأصدقاء، عموماً اعتبر دوري السيدات تجربة ناجحة جداً وانتصار للمرأة السودانية وانا فخورة بذلك.
* كيف كانت نظرة المجتمع لكن كبنات تمارسن رياضة صعبة؟كان بعض الناس ينظرون بأن البنت التي تلعب كره القدم باعتبارها ذكراً وليست أنثى، وكانوا يلوحون بالعادات والتقاليد والدين، صمدنا في البدايات التي كنا نعلم صعوبتها رفضنا الانكسار ومع ذلك نقول إن المجتمع كله لم يكن ضدنا بل كان لنا مؤيدون وخاصةً من قبل المدربين الذين كان لهم الفضل ونسيت أسماء بعضهم لطول المدة، بعضهم كان يشاركنا زيارة أسر البنات باستمرار لاقناعهم ليسمحوا لبناتهم باللعب.
دوري السيدات تجربة ناجحة وانتصار للمرأة السودانية وأنا فخورة بذلك
* خضت تجربة قصيرة في ألمانيا، حدثينا عنها؟في تجربتي مع فريق ديسكفري كانوا يقومون باستقطاب رياضيات من مدربات ولاعبات وإعلاميات كل عامين وشاركت معهم باسم فريق التحدي في العام 2016م وعرفتهم على السودان وعلى لاعبات في الفريق وامتد التعاون معهم وخضت معهم تجربة ثانية لفترة بسيطة.
سارة إدوارد مع الفريق * ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك في التدريب خارج الوطن؟كانت أول مشكلة تواجهني في التدريب خارج السودان هي مشكلة اللغة، معظم اللاعبات في ألمانيا وفرنسا لا يتحدثن اللغة الإنجليزية، وجدت نادٍ فرنسي في الدرجة ثانية واقترح علي المدرب أن العب واعتذرت لأنني مصابة في “الأنكل” ثم بدأت تعلم الفرنسية وعرضت خدماتي لنادٍ من غير مرتب كمتدربة، والتحقت بعد ذلك بنادٍ آخر بعقد لمدة عام وسعيدة بتجربتي الحالية مع هذا النادي وغيره من أندية المنظمات التي أشرف عليها في بعض الفئات.
* ماذا عن حياتك المهنية الحالية وأهدافك المستقبلية؟في حياتي المهنية ما زلت في مجال التدريب وأعمل على تطوير نفسي لاكتشافها ودراسة اللغات لتوسعة مجالات مفاتيح المعرفة مع دراسة الدورات التدريبية في مجال كره القدم والمجالات المتصلة بها والبحث عن الجديد دوماً.
الوسومألمانيا اتحاد كرة القدم الخرطوم السودان جنوب السودان سارة إداورد فرنسا فريق التحدي فيفا كاف كرة القدم النسوية مدرسة كمبونيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: ألمانيا اتحاد كرة القدم الخرطوم السودان جنوب السودان فرنسا فريق التحدي فيفا كاف كرة القدم النسوية فریق التحدی فی التدریب کرة القدم من قبل
إقرأ أيضاً:
تجربة درع السودان وتجارب كل التشكيلات العسكرية التي ساهمت (..)
■ عقب دخول الجيش والتشكيلات العسكرية الأخري إلي مدينة ودمدني وتحريرها تم نقل عدد من الجرحي والمصابين إلي مستشفي السلاح الطبي بمدينة القضارف .. داخل عنابر المستشفي كانت هنالك لوحة رسمتها دماء الشجعان الذين شاركوا في معارك التحرير بالمحور الشرقي ..قوات مسلحة .. مخابرات .. مشتركة .. مستنفرون ..براؤون ..ودرع السودان ..
■ كانوا جميعاً يتلقون العلاج من طاقم طبي واحد ويتقاسمون آلام ( غيار) الجروح الصعب .. ويتعاونون في تدبير أمورهم بطريقة مدهشة ..لا تكاد ( تفرز) هذا من ذاك ..
■ أثناء تجوالنا داخل الأقسام المخصصة لجرحي عمليات المحور الشرقي استوقفني شاب في بداية العقد الثالث من عمره .. كان ينادي : يا أستاذ .. يا أستاذ .. ذهبت إليه في الركن الشمالي الشرقي من العنبر برغم جرحه الغائر إلا أن إبتسامة وضيئة غطّت وجهه الصبوح .. علمت أنه من الذين يكرموني بالمتابعة .. قال لي : أنا تابع لدرع السودان .. قلت له : يعني إنتو أولاد كيكل؟! .. قال لي لا .. كيكل دة قائدنا في الحرب .. نحنا أولاد البطانة ..
■ قضيت وقتاً مع ابن البطانة داخل عنبر الجرحي بالسلاح الطبي .. علمت أنه طالب بكلية الهندسة جامعة السودان .. وأنه ليس وحده .. عدد كبير من خريجي وطلاب الجامعات السودانية التحقوا طوعاً بدرع السودان لحماية أهلهم والمشاركة في تحرير وتطهير القري التي دنستها وأستباحتها مليشيات التمرد ..
■ عدد كبير من الذين التحقوا بدرع السودان رجال مال وأعمال وأصحاب مهن وحرف وتجارة تركوا كل مايشغلهم وتفرغوا لتحرير أرضهم وحماية أعراضهم تحت لواء قوات درع السودان .. وبعض هؤلاء سقطوا شهداء ومن بينهم حملة درجات علمية عليا في مقدمتهم من يحمل درجة الدكتوراة في الفيزياء النووية تقبله الله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..
■ بعيداً عن التدقيق في النوايا وتصنيف المقاصد ومراجعة المواقف والملفات السابقة .. نقول إن تجربة درع السودان وتجارب كل التشكيلات العسكرية التي ساهمت وتساهم حالياً في سحق الجنجويد ومليشيات التمرد .. هذه التجارب مجتمعة تستحق الآن التقدير وكامل الإحترام ..
■ يكفي أن هؤلاء الشجعان يقاتلون الآن تحت مظلة الجيش السوداني الذي تعرف قرون استشعاره كيف تدير وترتب أمرها أثناء وخلال وبعد الحرب ..
■ نصرٌ من الله وفتحٌ قريب ..
عبد الماجد عبد الحميد
إنضم لقناة النيلين على واتساب