بعد قصف غزة.. بتر ساقي رضيعة جاءت بعد اشتياق 15 عاما
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
لم تحصد الحرب الإسرائيلية على غزة الأرواح فقط، بل إنها تشوه الأحلام أيضا.
وهذا ما حدث مع الفلسطيني سامي أبو جزر وزوجته نهاد محمد، إذ تسبب القصف الإسرائيلي لمنزلهما في بتر قدمي طفلتهما الوحيدة، التي أنجباها بعد اشتياق استمر سنوات.
فقبل 15 عاما، تزوج سامي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة من نهاد التي تنتمي لعائلة الكوارع بذات المدينة، وكأي زوجين حلما بالإنجاب، لكنهما اكتشفا أنه لا يمكنهما ذلك بشكل طبيعي.
بعد إجراء العديد من الفحوصات لفترة دامت أكثر من عام، جاءت تأكيدات الأطباء أنه لا سبيل للزوجين للإنجاب إلا عن طريق "أطفال الأنابيب".
وبحسب نهاد التي تحدثت لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن تكلفة عملية أطفال الأنابيب كانت باهظة جدا، لذلك صرفا النظر عن الأمر وظل حلمهما مؤجلا، خاصة مع ظروفهما المادية الصعبة.
تقول نهاد: "كنت أرى دموع الحسرة يوميا في عيون زوجي، والحزن يعتصر قلبي كذلك لعدم قدرتنا على الإنجاب بشكل طبيعي، لكن ما باليد حيلة".
و"قبل عامين بالضبط، سمعنا عن جمعية خيرية تساعد من هم في نفس حالتنا، وتتحمل تكاليف إجراء عمليات أطفال الأنابيب، فدق الأمل بابنا من جديد"، هكذا عبرت نهاد.
وتابعت: "ذهبنا إلى تلك الجمعية وأجرينا فحوصات وترتيبات استمرت عاما حتى حملت، وكانت الفرحة مضاعفة حينما علمنا أن الجنين أنثى، فرزق البنات كثير".
واستطردت السيدة الفلسطينية: "أنجبت الطفلة قبل عام وسميناها فاطمة، ومن وقتها وامتلأ بيتنا بالفرح والمرح والألوان، حتى قضت الحرب على كل شيء".
نهاد قالت: "في يوم 17 أكتوبر الماضي وبعد اندلاع الحرب بعشرة أيام كنت نائمة وطفلتي الرضيعة في حضني كما تعودت منذ أنجبتها حيث لم تفارقني لحظة، بينما كان زوجي خارج المنزل. وقع قصف إسرائيلي عنيف للمربع السكني الذي به بيتنا".
وأوضحت: "تسبب هذا القصف في تدمير كامل لمنزل جيراننا ووفاتهم جميعا، بينما تسبب في تدمير جزئي لمنزلنا وأدى لموت 12 من عائلة زوجي، وإصابتني أنا وطفلتي".
نهاد قالت أيضا: "لم أدر بشيء إلا بعد إفاقتي في المستشفى الأوروبي وأخبرني الأطباء بإصابتي بشظايا في القدمين وكسر في اليد، لكن كان كل همي أن أعرف ما حدث لابنتي الوحيدة".
وختمت: "جاءت الفجيعة وأخبروني ببتر ساقي طفلتي، اليمنى من أسفل الركبة بخمسة سنتميترات واليسرى من عند الركبة، ولن تستطيع السير مستقبلا إلا بأطراف صناعية. كلما أنظر إليها أشعر بالحسرة والحزن على ضياع حلمي وزوجي وحلم ابنتي في حياة طبيعية".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مدينة رفح فلسطين غزة حرب غزة القصف الإسرائيلي مدينة رفح أخبار فلسطين
إقرأ أيضاً:
كيف تسبب فيلم وثائقي عن غزة في مغادرة الإعلامي غاري لينكر الـBBC؟
أعلن مقدم برنامج "ماتش أوف ذي داي" على هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، غاري لينكر، دعمه الكامل لإعادة عرض الفيلم الوثائقي "غزة: كيف تنجو في محور حرب"، مؤكدًا أن البالغين يجب أن يُسمح لهم بحرية اتخاذ القرار بمشاهدة الفيلم.
ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعده مقدم جيمي غريرسون أشار فيه لتصريحات غاري لينكر مقدم أهم برنامج رياضي على هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، وجاء فيها أنه سيدعم وبالتأكيد إعادة عرض فيلم سرده أطفال في غزة وسط محور الحرب.
وقال في مقابلة مطولة أجراها معه أمول راجان حول ظروف مغادرته بي بي سي والتوقف عن تقديم "ماتش أوف ذي داي" ( لعبة اليوم)، إنه يؤيد 100 بالمئة إعادة وضع الفيلم على خدمة آي بليير مرة أخرى: "أؤيد تماما إعادة عرض الفيلم الوثائقي".
وأضاف أنه "أعتقد أن عليكم ترك الناس يقررون بأنفسهم، نحن بالغون ويجب أن يسمح لنا مشاهدة مثل هذه الأشياء. إنه مؤثر جدا".
وكان لينكر من بين 500 شخصية إعلامية ومختص في صناعة السينما والتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى الذين دعوا بي بي سي إلى إعادة عرض فيلمها الوثائقي “غزة: كيف تنجو في محور حرب".
وجاء قرار الهيئة على خلفية حملة شنها مؤيدو الاحتلال الإسرائيلي واتهموا فيها الراوي الرئيسي للفيلم، الفتى عبد الله اليازوري وأن والده هو وزير زراعة في حكومة غزة التي تسيطر عليها حماس، وبررت الهيئة سحب الفيلم بأنه إجراء مؤقت لحين التحقق من الاتهامات، وقد وصف، رئيس الهيئة إنتاج الفيلم سمير شاه في جلسة أمام نواب البرلمان الشهر الماضي بأنه "طعنة في الظهر".
وتحدث عن رغبة الهيئة بجلب وجوه جديدة للبرنامج الذي سيقدمه في موسم 2025- 2026 كل من غابي لوغان وكيلي كيتس ومارك تشامبان، فيما سيغطي لينكر مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي 2025- 2026 وكأس العالم في 2026.
وقال في المقابلة: "حان الوقت، لقد قدمته لوقت طويل وكان رائعا"، وعندما ضغط عليه أمول لتوضيح سبب مغادرته أجاب لينكر، 64 عاما "ربما أرادوا مغادرتي، وهناك شيء من هذا القبيل".
وأضاف و"أعتقد أنهم يفضلون عدم تقديمي ماتش أوف ذي داي لعام أو عامين حتى يحضروا وجوها جديدة، ومن غير العادي أنني سأغطي كاس الاتحاد الإنجليزي وكأس العالم، وحتى أكون صريحا معك، فهذا يناسبني تماما".
وقال مهاجم الفريق الإنجليزي السابق إن الفترة الجديدة المناسبة تعطي الهيئة الفرصة لتغيير شكل البرنامج الذي قدمه منذ عام 1999.
وكان لينكر من أكثر مقدمي البرامج في بي بي سي أجرا، ويقال إنه حصل على 1.35 مليون جنيه استرليني في عام 2023- 2024، وفي عام 2023، علق عمله في الهيئة لفترة وجيزة بعد منشورات على إكس، الذي كان يعرف بتويتر انتقد فيه سياسة الحكومة من طالبي اللجوء، وأثار جدلا حول تعبير مقدمي البرامج عن مواقف سياسية على منصات التواصل الاجتماعي.
ووصف سياسة اللجوء التي انتهجتها الحكومة آنذاك بأنها "قاسية جدا"، وقال إن مقطع فيديو يروج لهذه السياسة استخدم لغة "لا تختلف كثيرا عن تلك التي استخدمتها ألمانيا في الثلاثينيات".
وأضاف أنه لم يندم على ما قاله لأنه كان محقا مع أن ما أراده لم يكن بهذا الحس.
وتساءل "هل سأفعل هذا مرة أخرى؟ لا، لن أفعل ذلك، بسبب كل الهراء الذي صاحب ذلك، لقد كان رد فعل بولغ فيه بشكل سخيف وردا على شخص وقح، وفي المقابل، لم أكن وقحا بشكل خاص ".
وقال: "لكنني لن أفعل ذلك مرة أخرى بسبب كل الجلبة التي أعقبت ذلك، وأنا أحب بي بي سي، ولم يعجبني الضرر الذي ألحقته بها، ولكن هل أنا نادم على ذلك وأعتقد أنه كان الشيء الخطأ الذي يجب فعله؟ لا".