بعد زيارة وزيرة الخزانة الأميركية للصين.. هل تنجح مساعي ردم هوة الثقة بين بكين والغرب؟
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
قال الدكتور زياد ماجد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس، إن العلاقات الغربية الصينية ستبقى لفترة طويلة محل مراوحة بين تمتينها اقتصاديا، ومحاولة إيجاد آليات تعاون مشتركة، واستمرار حضور التوتر والتنافس في مساحات ومناطق مختلفة.
وأشار إلى أن العمل المشترك لإيجاد سياقات عبر مسارات مختلفة، تهدف إلى تعزيز التعاون المتبادل لتخفيف الخلافات، لن يبدد بصورة كاملة مخاوف الغرب من طموحات الصين لاستثمار قوتها الاقتصادية المتنامية، في مناطق مختلفة كآسيا، والبرازيل وعدد من الدول الأفريقية، مثل الجزائر والسودان.
وجاء حديث ماجد خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/7/9) لحديث وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، عن تفاؤلها بنتائج زيارتها للصين التي استمرت 4 أيام، رغم اعترافها باستمرار الخلافات معها بشأن قضايا عدة، في حين دعا مسؤولون صينيون إلى ما سموه، بناء علاقات اقتصادية تحكمها قواعد عادلة.
وجاء ذلك بالتزامن مع دعوة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى دعم المقاربة مع بكين "لتعزيز أمن الاتحاد الأوروبي".
وتساءلت الحلقة عن الأسس التي بنت عليها وزيرة الخزانة الأميركية تفاؤلها بشأن مستقبل العلاقة مع بكين، ومدى اتفاق الجانب الصيني مع هذا التقييم، ومفهوم أمن أوروبا الذي دعا الاتحاد الأوروبي إلى دعم التقارب مع الصين من أجله، ومستقبل العلاقات بين الصين والغرب في ضوء تلك المعطيات.
تطور إيجابيواعتبر ماجد في حديثه لـ"ما وراء الخبر"، أن زيارة يلين، تعد تطورا إيجابيا بعد مرحلة توتر شهدتها منطقة بحر جنوب الصين، وإقامة واشنطن تحالفا جديدا سياسيا وعسكريا مع أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، بهدف احتواء تمدد الصين بسبب أزمة تايون.
كما يرى أن هذه الزيارة تأتي في توقيت مهم، حيث الحرب الروسية في أوكرانيا، ويعكس ذلك سعيا غربيا لإظهار تباينات بين بكين وموسكو، ومحاولة لاسترضاء الصين في بعض الأمور مقابل شروط معينة، بهدف إبعادها عن روسيا.
لكنه أشار إلى أن المخاوف الأوروبية من الصين تختلف نوعا ما عن المخاوف الأميركية، كون القارة العجوز، مرتبطة بما تنتجه الصين في الجانب الرقمي، كما أنها في ظل استمرار الحرب الروسية بأوكرانيا، لا تريد أن يكون لها توترات مع عملاق اقتصادي يمكن أن يساهم بالتجسس من خلال إنتاجه التكنولوجي المتطور الذي يصدره لأوروبا.
اختلاف محدوداختلاف المخاوف عززه حديث دينيس وايلدر، مدير مجلس الأمن القومي الأميركي السابق لشؤون الصين، عن الاختلاف "المحدود" في الآراء بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن العلاقات مع الصين رغم تعاونهما الوثيق في هذا المسار، وأرجع ذلك إلى أن واشنطن تركز أكثر على مساحة التنافس بينما تركز أوروبا على مساحة التعاون.
وأشار في حديثه لما وراء الخبر إلى أن أحد أسباب زيارة الوزيرة الأميركية لبكين، هو التعرف على أعضاء الوزارة الجديدة المعنية بالاقتصاد في الصين، وحرصها على أن تشرح لهم أن بلادها لا تريد الابتعاد عن الصين، وتود أن تكون هناك منافسة صحية وعلاقات جيدة.
وأوضح أن أحد مسارات القلق الأميركي مرتبطة بقانونَي التجسس والعلاقات الأجنبية اللذين أصدرتهما بكين، حيث يثيران قلق رجال الأعمال الأميركيين من إمكانية حبسهما تحت ذرائع غير مقبولة، وهو ما اعتبر أنه يأتي ردَّ فعل وانتقاما على قرارات اقتصادية مشروعة اتخذتها واشنطن.
لا داعي لهاهذه المخاوف، يرى رونغ هوان، الإعلامي والكاتب الصحفي الصيني، أنه لا داعي لها، خاصة أنها متعلقة بإجراءات صينية تهدف من خلالها بكين للتوسع والانفتاح الاقتصادي وتعطي ضمانا قانونيا لذلك، مضيفا أنه إذا كانت الشركات الأجنبية لا نية لها للتجسس فالأحرى أن تدعم تلك القوانين.
وشدد في حديثه لما وراء الخبر على أن بلاده متمسكة بموقف منفتح مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة، وتأمل من واشنطن تطبيق التوافقات التي توصل إليها رئيسا البلدين في لقاء سابق، مؤكدا أن التقارب الاقتصادي يمكن أن يدعم التقارب في مجالات أخرى.
وأضاف أن بكين ترحب كذلك بالتواصل والتعاون مع الجانب الأوروبي، مشيرا إلى زيارات أجراها عدد من المسؤولين الأوروبيين خلال الشهور الماضية، وهو الأمر الذي يدعم توجه بكين للانفتاح على دول أوروبا وحرصها على تعزيز تلك العلاقات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ما وراء الخبر إلى أن
إقرأ أيضاً:
طرد سفير جنوب إفريقيا في واشنطن يؤجج توتر العلاقات بين البلدين
طرد سفير جنوب إفريقيا في واشنطن.. صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الجمعة إن بلاده طردت سفير جنوب إفريقيا لديها إبراهيم رسول، واتهمه بأنه يكره الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، وهذا قرار اعتبرته بريتوريا إجراء مؤسفا، مؤكدة ضرورة الإبقاء على اللياقة الدبلوماسية بين البلدين.
وفي هذا السياق، قال روبيو في منشور على حسابه في منصة «إكس»: «ليس لدينا ما نناقشه معه، وبالتالي فهو يعتبر شخصا غير مرغوب فيه»، في إشارة إلى السفير إبراهيم رسول ، كما وصف روبيو سفير بريتوريا بأنه سياسي يؤجج التوترات العرقية.
ومن جهة آخري، اعتبرت جنوب إفريقيا، أن طرد الولايات المتحدة سفيرها في واشنطن إجراء مؤسف، مؤكدة ضرورة الإبقاء على اللياقة الدبلوماسية بين البلدين.
ومن ناحية آخري، أكدت الرئاسة في بريتوريا، أنها أخذت علما بالطرد المؤسف لسفير جنوب إفريقيا الى الولايات المتحدة السيد إبراهيم رسول، وودعت كل الأطراف المعنيين والمتأثرين إلى الحفاظ على اللياقة الدبلوماسية الراسخة في تعاملهم مع المسألة، مؤكدة أن جنوب إفريقيا تبقى ملتزمة في بناء علاقة مع الولايات المتحدة تعود بالفائدة المشتركة.
ويأتي طرد رسول، وهو من المناضلين ضد نظام الفصل العنصري ببلاده، في سياق توتر متصاعد بين واشنطن وبريتوريا، إذ كان ترامب جمد في فبراير المساعدات الأمريكية لجنوب إفريقيا، على خلفية قانون لمصادرة الممتلكات اعتبر أنه ينطوي على تمييز ضد المزارعين البيض.
ويعتبر أحد أقرب حلفاء ترامب مولود في جنوب إفريقيا، وهو إيلون ماسك الذي اتهم حكومة الرئيس الجنوب الإفريقي سيريل رامابوزا باتباع قوانين ملكية عنصرية علنية.
وخلال استضافة جنوب إفريقيا اجتماعا لوزراء خارجية مجموعة العشرين في فبراير، وصف رامابوزا بـ الرائع اتصالا جرى بينه وبين ترامب بعيد تولي الأخير سدة الرئاسة الأمريكية لولاية ثانية غير متتالية في يناير، لكنه لفت إلى أن العلاقات بعد ذلك خرجت قليلا عن مسارها.
اقرأ أيضاًسفير جنوب إفريقيا يلتقي وفد الغرفة التجارية لبحث زيادة العلاقات الاقتصادية الثنائية
السفيرة نميرة نجم: انضمام مصر لدعوى جنوب إفريقيا وجد زخما كبيرا
رئيس الرعاية الصحية يبحث مع سفير جنوب إفريقيا فرص التعاون في مجالات السياحة العلاجية