تحت العنوان أعلاه، كتب المستشرق أندريه أونتيكوف، في "إزفيستيا"، حول الزمن المتوقع لاستمرار حرب إسرائيل ضد غزة.
وجاء في المقال: ترسل إسرائيل أكثر من مجرد إشارات شفافة إلى اللاعبين الآخرين بعدم التدخل في الوضع. فهناك تقارير إخبارية دورية عن غارات جوية ضد أهداف في سوريا؛ وتواجه الهجمات المتفرقة التي يشنها حزب الله اللبناني بردود قاسية من الجيش الإسرائيلي.
للوهلة الأولى تبدو الصورة وكأن الوضع في قطاع غزة متروك لإسرائيل. لكنه انطباع أولي. فلقد أصبحت الحقيقة واضحة بأن التفاقم الحالي يتحول إلى لعبة لكلا الجانبين مع مرور الوقت. وفي هذه الحالة، كل يوم جديد لا يصب في مصلحة إسرائيل. وحماس، بالمناسبة، تفهم ذلك. وليس من قبيل الصدفة أنهم توصلوا إلى اقتراح لإطلاق سراح عدد معين من الرهائن مقابل وقف إطلاق النار لبضعة أيام.
إن إطالة أمد الصراع وزيادة عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي يمكن أن يؤثر سلبا في شعبية بنيامين نتنياهو، التي سقطت بالفعل في الهاوية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن لاستمرار العملية تأثيرا سلبيا في الوضع الاقتصادي والاجتماعي في إسرائيل. وكما تعلمون انضم 300 ألف جندي احتياطي إلى صفوف جيش البلاد، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 9.5 مليون نسمة. وينعكس ذلك بطبيعة الحال على سوق العمل والنشاط التجاري. علاوة على ذلك، فإن أي حرب تتطلب المال.
وبطبيعة الحال، تريد السلطات الإسرائيلية الانتهاء منها، ولكن بالنتيجة المرجوة. وفي حين لا يزال من الممكن العثور على الأموال، ولو من خلال زيادة عجز الميزانية، فلابد من أخذ ردود الفعل الدولية في الاعتبار. فكما قال وزير الخارجية إيلي كوهين مؤخراً، سيبدأ المجتمع الدولي، في غضون أسبوعين إلى ثلاثة، بممارسة ضغوط جدية على إسرائيل بسبب القتال في قطاع غزة. كيف سيكون الضغط، يبقى محط تخمين. لكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لديهما كثير من أدوات التأثير. ولا يبقى سوى إرادة الفعل.
مهما يكن الأمر، يجري الحديث عن أفق زمني على الأقل.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة بنيامين نتنياهو تل أبيب حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقترح تمديد وقف إطلاق النار بغزة 60 يوما
يجري المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط سيتف ويتكوف مباحثات في الدوحة، مع وجود مقترح إسرائيلي لتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة 60 يوما، وفق إعلام عبري رسمي الثلاثاء.
وبنهاية 1 مارس 2025 انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين « حماس » إسرائيل، بدأ في 19 يناير الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
وقالت هيئة البث العبرية (رسمية)، مساء الثلاثاء، إن « ويتكوف بدأ محادثات في الدوحة لدفع الأطراف للتقدم نحو تفاهمات حول إطلاق سراح المختطفين »، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
الهيئة أفادت « بوجود مقترح إسرائيلي بروح مبادرة ويتكوف، يشمل إطلاق سراح 10 مختطفين (أسرى إسرائيليين) أحياء في اليوم الأول مقابل (تمديد) وقف إطلاق النار 60 يوما ».
لكن الهيئة نقلت عن مصادر إسرائيلية مطلعة لم تسمها إنه « من المشكوك فيه أن توافق حماس على المقترح الإسرائيلي ».
وتتمسك « حماس » ببدء المرحلة الثانية من الاتفاق، وتعتبر قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 8 مارس الجاري « ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق ».
من جانبها ذكرت القناة « 12 » العبرية (خاصة) أن « قطر ومصر والولايات المتحدة تحاول تقديم « بادرة حسن نية » من حماس لإسرائيل، على شكل دفعة إفراج محدودة (عن أسرى) ربما خلال الأيام القريبة ».
وأوضحت أن « هدف الوسطاء هو تنفيذ دفعة إفراج جزئية، لكسب مزيد من الوقت للتوصل إلى تفاهمات أوسع، لكن ثمة تخوف من أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق ستستأنف إسرائيل القتال ».
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
القناة زادت بأن « الوسطاء نقلوا رسالة إلى حماس مفادها: هذه هي فرصتكم الأخيرة لمنع إسرائيل من استئناف القتال، الجميع بحاجة إلى الوقت، بما في ذلك أنتم ».
وأضافت أن « ويتكوف سيحاول الدفع نحو اتفاق سريع يحقق مكاسب للطرفين، بالنسبة لإسرائيل الإفراج عن المزيد من المختطفين، وبالنسبة لحماس وقف إطلاق نار طويل الأمد وإفراج عن أسرى، واستئناف المساعدات الإنسانية، والتحرك نحو إعادة إعمار غزة ».
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، وسط شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
وحتى الساعة 19:50 « ت.غ » لم تعقب « حماس » ولا دولتا الوساطة قطر ومصر على تقريري هيئة البث والقناة 12 الإسرائيليتين.
وفي وقت سابق الثلاثاء أعلن القيادي بالحركة عبد الرحمن شديد، في إفادة صحفية، بداية جولة جديدة من المفاوضات.
وأكد أن « حماس » تتعامل « بكل مسؤولية وإيجابية »، وتأمل في إحراز « تقدم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية من المفاوضات لتمهيد الطريق لوقف العدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة ».
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.