زيارة الفريق أول برهان لكينيا وإثيوبيا: تكتيكية أم استراتيجية؟.. توحيد مسألة المنتديات
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
زيارة الفريق أول برهان لكينيا وإثيوبيا: تكتيكية أم استراتيجية؟.. توحيد مسألة المنتديات
ياسر عرمان
قام الفريق برهان هذا الأسبوع بزيارات مهمة إلى عاصمتي كينيا وإثيوبيا على التوالي. ويعد كلا البلدين من اللاعبين المهمين في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الأفريقي. وجاءت هذه الزيارات في أعقاب مؤتمر مهم في المملكة العربية السعودية، التي استضافت عملية جدة للسلام بشأن السودان – وشاركت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) في الجولة الأخيرة من المحادثات.
والسؤال الجوهري هنا هو: هل تتوافق زيارات الفريق البرهان إلى نيروبي وأديس أبابا مع التكتيكات القديمة المتمثلة في شراء الوقت والمناورة لإطالة أمد الحرب بهدف كسبها؟ أم أنها تعني تغييراً استراتيجياً في الاتجاه نحو تعبئة المنطقة لوقف الحرب وإنهائها؟
وبغض النظر عن نواياهم الأساسية، اتخذت الزيارات اتجاهًا معاكسًا للتكتيكات الإسلامية التي تنطوي على التسوق في المنتديات. وهذا التحول ملحوظ لأن الإسلاميين يلعبون دورًا محوريًا في تشكيل سياسات القوات المسلحة السودانية. وقد حاول الإسلاميون، عبر وزارة الخارجية، استغلال التناقضات الإقليمية واختلاف المصالح لإطالة أمد الحرب أملاً في الفوز بها.
ولذلك، يجب أن تكون هذه الزيارات موضع ترحيب من قبل الحركة المدنية المناهضة للحرب، حيث يمكن لهذه الزيارات أن تخدم بشكل استراتيجي توحيد المنتديات ومبادرات السلام المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، ستساعد الزيارات في خلق بيئة مواتية بين دول الإيقاد وإزالة العقبات أمام مبادرة إيغاد، والتي يحاول الإسلاميون والمؤتمر الوطني استخدامها لتخريب مبادرة إيغاد.
علاوة على ذلك، يمكن استخدام هذه الزيارات كفرصة جديدة لتعزيز بيئة العمل بين عملية السلام في جدة، والاتحاد الأفريقي، والإيغاد. وينبغي استغلال هذا الزخم وهذه البيئة على الفور، باعتبارهما فرصتين عظيمتين لإنشاء منتدى موحد لعملية السلام في السودان، وخاصة بين مبادرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، والاتحاد الأفريقي، والولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية.
جدير بالذكر أن البيئة الجديدة توفر فرصة لتطوير إطار عمل بين المجتمعين الإقليمي والدولي، وخلق شراكة لتحقيق السلام في السودان. وينبغي أن يشمل ذلك دول الخليج، ومصر، وتشاد، وإريتريا، والأمم المتحدة، وأوروبا، والترويكا. وعلينا أن نستخدم الزخم الحالي ونحافظ عليه لأنه قد يغير قواعد اللعبة.
الفريق البرهان وقيادة الجيش:لقد نفذ الفريق البرهان وقيادة الجيش أجندة المؤتمر الوطني في انقلاب 25 أكتوبر وحرب 15 أبريل. وعلى الرغم من الدمار المروع، فإن لديهم فرصة لتحويل التزاماتهم إلى أصول. وبالتالي، يحتاج الفريق البرهان إلى النظر في زياراته إلى نيروبي وأديس أبابا بشكل استراتيجي من أجل:
توحيد المنتديات استراتيجياً لخدمة مصالح السودان، ووقف الحرب من خلال تحديد أولويات واضحة لمعالجة الأزمات الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. إعادة تأسيس الدولة السودانية ديمقراطياً، وتعزيز المواطنة دون تمييز، مع تطوير قوات مسلحة غير مسيسة ومتنوعة مهنياً، تعكس وحدة السودان في التنوع. تحقيق هدف ثورة ديسمبر المتمثل في إنشاء حكومة مدنية انتقالية، وتمكين المدنيين والحركات المناهضة للحرب من لعب دور فعال في العملية السياسية.وهذا من شأنه أن يسد الفجوة بين قيادة الجيش والشعب السوداني والمنطقة والمجتمع الدولي، مما يخلق أساسًا لحل الصراع بين الأطراف المتحاربة. وإذا اتخذ الجنرال البرهان زياراته الناجحة إلى نيروبي وأديس أبابا تكتيكيا لكسب الوقت ومواصلة الحرب، فلن يؤدي إلا إلى إضافة فشل جديد إلى سجله الحافل بالإخفاقات في الانقلاب والحرب.
الاتحاد الأفريقي والحاجة إلى لجنة رفيعة المستوى بشأن السودان:ونظراً لأهمية الاتحاد الأفريقي بالنسبة للسودان والانقسام الدولي الحالي، خاصة في مجلس الأمن الدولي، فمن الأهمية بمكان أن يأخذ الاتحاد الأفريقي ملف السودان على محمل الجد والمؤسسات. ولا ينبغي لنا أن نترك هذا الأمر للأفراد، فقد حان الوقت لكي يقوم الاتحاد الأفريقي ومجلس السلام والأمن الأفريقي بتعيين لجنة عليا للسودان، تتألف من رجال ونساء دولة يمثلون أجزاء مختلفة من أفريقيا. ستساعد هذه اللجنة في سد الفجوة بين المبادرات المختلفة ووضع خطة منظمة مفتوحة للتعاون مع أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين، والعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة، خاصة وأن الأمين العام للأمم المتحدة قد يختار رجل دولة أفريقي كمبعوث للسودان.
ومن المؤكد أن اللجنة الأفريقية العليا ستحظى باحترام السودانيين والمنطقة والمجتمع الدولي.
15 نوفمبر 2023.
الوسومإثيوبيا الأمم المتحدة الاتحاد الأفريقي الترويكا السودان الفريق البرهان تشاد كينيا مصر ياسر عرمانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إثيوبيا الأمم المتحدة الاتحاد الأفريقي الترويكا السودان الفريق البرهان تشاد كينيا مصر ياسر عرمان الاتحاد الأفریقی الفریق البرهان هذه الزیارات
إقرأ أيضاً:
البرهان يدعو الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لتنفيذ القرارات الخاصة بوقف إدخال السلاح لدارفور
السودان – دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان الأمم المتحدة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور.
واستقبل البرهان بمدينة بورتسودان بشرقي السودان امس الإثنين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة.
وأكد البرهان، وفقا لبيان صادر عن إعلام مجلس السيادة، التزام السودان بالعمل المشترك مع الأمم المتحدة وبلورة رؤية مشتركة لمستقبل العمل في كافة المجالات.
وأشار البرهان إلى التزام حكومة السودان بحماية المدنيين، داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارسة الضغوط على قوات الدعم السريع وإدانة الانتهاكات التي تمارسها بصورة أكثر صرامة ووضوح.
وشدد “على ضرورة أن تتخذ المنظمة الدولية الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور ووقف الهجوم على مدينة الفاشر”.
ومن جانبه قال المبعوث الأممي في تصريح صحفي “لقد تناول اللقاء الأوضاع في السودان”.
وأضاف “أكدت خلال اللقاء انخراط الأمم المتحدة وتشجيعها للحل التفاوضي بشأن الأزمة في السودان”، موضحا أهمية تضافر الجهود من أجل مساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة والإسراع في العودة للأوضاع الطبيعية والتفرغ لعمليات إعادة البناء والإعمار.
وقال “إن الحرب استكملت قرابة العامين وأسفرت عن الكثير من الضحايا، وإن المنظمة الدولية تعمل جاهدة من أجل تقليص المدة الزمنية للحرب وتقليل عدد ضحاياها”، مؤكدا استعداد مؤسسات الأمم المتحدة لمزيد من التعاون مع السودان بغية التوصل لحل للأزمة السودانية ووقف معاناة الشعب السوداني.
وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد في 13 يونيو الماضي قرارا يطالب بأن توقف قوات الدعم السريع حصارها لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان، وهو الحصار المستمر منذ 10 مايو الماضي.
المصدر: وكالات