زي النهاردة.. الخديوي إسماعيل يفتتح قناة السويس في حفل ضخم
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
تمر علينا اليوم الخميس الموافق 16 نوفمبر ذكرى افتتاح الخديوى إسماعيل لقناة السويس فى حفل ضخم، حيث تم افتتاحها فى 16 نوفمبر عام 1869
قناة السويس
هي ممر مائي اصطناعي ازدواجي المرور في مصر، ويبلغ طولها 193.3 كم وتصل بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وتنقسم طولياً إلى قسمين شمال وجنوب البحيرات المرّة، وعرضياً إلى ممرين منفصلين في أغلب أجزائها لتسمح بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا، وتعتبر أسرع ممر بحري بين القارتين وتوفر نحو 15 يوماً في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
بدأت فكرة إنشاء القناة عام 1798 مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر، ففكر نابليون في شق القناة إلا أن تلك الخطوة لم تكلل بالنجاح، وفي عام 1854 استطاع دي لسبس إقناع محمد سعيد باشا بالمشروع وحصل على موافقة الباب العالي، فقام بموجبه بمنح الشركة الفرنسية برئاسة دي لسبس امتياز حفر وتشغيل القناة لمدة 99 عام. استغرق بناء القناة 10 سنوات منذ عام وحتي (1859 وحتي عام- 1869)، وساهم في عملية الحفر ما يقرب من مليون عامل مصري، مات منهم أكثر من 120 ألف أثناء عملية الحفر نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة. وتم افتتاح القناة عام 1869 في حفل مهيب وبميزانية ضخمة.
وفي عام 1905 حاولت الشركة الفرنسية تمديد حق الامتياز 50 عاماً إضافية إلا أن تلك المحاولة لم تنجح مساعيها. وفي يوليو عام 1956 قام الرئيس عبد الناصر بتأميم قناة السويس، والذي تسبب في إعلان بريطانيا وفرنسا بمشاركة إسرائيل الحرب على مصر ضمن العدوان الثلاثي والذي انتهى بانسحابهم تحت ضغوط دولية ومقاومة شعبية.
تسببت حرب 1967 في إغلاق قناة السويس لأكثر من 8 سنوات، حتى قام الرئيس السادات بإعادة افتتاحها في يونيو 1975، بعد فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل ووقف إطلاق النار ضمن أحداث حرب أكتوبر. شهدت القناة بعد ذلك عدة مشاريع لتوسيع مجراها وتقليل وقت عبورها بدأت عام 1980 وكان آخرها في 6 أغسطس 2015 مع افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة.
حفر القناة
وبدأت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية حفر القناة في أبريل 1859 واستمر لمدة 10 سنوات واستخدم في ذلك نحو مئات الآلاف من الفلاحين المصريين بنظام السخرة واستمر ذلك النظام حتى عام 1864
و تقدر بعض المصادر انه تواجد أكثر من 30 الف عامل في القناة في أي فترة من فترات حفرها وان اجمالي العمال بلغ مليون ونصف فرد من جنسيات متعددة وان الألاف من العمال توفوا نتيجة الكولرا والأوبئة المشابهة الأخرىز
وانفرد “دي لسبس وحده” بوضع لائحة العمال وحاز على توقيع الخديوي سعيد عليها، والتي ضمنت لشركة قناة السويس البحرية (الفرنسية في ذلك الوقت) الموارد البشرية الهائلة من خلال تعبئة المصريين لحفر القناة، وجاءت المادة الأولى من اللائحة لتنص على أن تقدم الحكومة المصرية العمال للشركة طبقاً للطلبات التي يتقدم بها كبير مهندسي الشركة وطبقاً لاحتياجات العمل، وحددت المادة الثانية أجور العمال التي تراوحت ما بين قرش ونصف القرش وثلاثة قروش في اليوم، وإذا كان العامل دون الثانية عشرة من عمره يتقاضى قرشاً واحداً في اليوم، والتزمت الشركة بتقديم الخبز المقدد إلى كل عامل بصرف النظر عن عمره، ونصت اللائحة على فرض عقوبات على العمال الهاربين من الحفر، فالعامل المهمل يخصم من أجره بما يتناسب مع مقدار إهماله، أما العامل الذي يهرب فيفقد أجر الخمسة عشر يوماً المحفوظة بخزينة الشركة، ونصت اللائحة أيضاً على عمل مستشفى ميداني بمنطقة الحفر ومراكز للإسعاف مزودة بالأدوية
الأعمال الهندسية أثناء حفر القناة.
بدأت فصول معاناة العمال من خلال نقض الشركة لوعدها بحفر قناة ماء عذب لمد العمال بمياه الشرب مما أدى للتضحية بآلاف العمال الذين أنهكتهم شدة العطش والانهيارات الرملية. ثم توالى سقوط الآلاف بسبب انتشار الأوبئة، كما خالفت الشركة وعدها بتوفير وسائل متطورة في الحفر وأكره العمال المصريون على العمل في ظروف قاسية معتمدين فقط على سواعدهم وعلى الفأس والقفة.
في شهر ديسمبر 1861 ذهب سعيد باشا بنفسه إلى منطقة الحفر، وأمر بحشد 20 ألف شاب لزيادة معدلات الحفر، فشهدت بذلك سنوات الحفر الأولى للقناة أكبر عملية حشد للعمال بلغت في عام 1862 ما بين 20 ألف و22 ألف عامل يساقون لساحات الحفر في الشهر الواحد، قادمين من الوجهين القبلي والبحري، وكثر تمرد العمال وهروبهم وأظهر عمال الوجه القبلي تحدياً سافراً للشركة مما اضطر الشركة للاستعانة بالشرطة لإخماد تمرد العمال ومطاردتهم وتعذيبهم.
أعمال السخرة في حفر القناة.
كانت مدينة الزقازيق هي منطقة فرز العمال التي كان يستبعد بها أصحاب الأجسام النحيلة ويختار منهم الشبان الأقوياء، الذين يرسلون إلى منطقة القناة سيراً على الأقدام في أربعة أيام وهم مقيدين بالحبال يحمل كل منهم قلة ماء وكيس خبز جاف، فيصلون إلى ساحات الحفر منهكي القوى، فيتبع وصولهم إصدار الأوامر بتسريح العمال القدامى الذين أمضوا شهراً كاملاً وهي المدة المقررة لبقائهم.
وكانت عمليات الحفر من المشاهد المثيرة التي يحرص على رؤيتها السائحون الأجانب في هذا العصر. وتمادت الشركة في تعنتها ولم تدفع أجور العمال، واستمر نقص المؤن والملابس والأحذية، كما أنشأت معتقل يُرسل إليه من يسيء السلوك، وأنشأت إدارة طبية ومركزاً لإسعاف المرضى لرعاية العمال، ولكن صدرت الأوامر بأن تركز هذه الإدارة جهودها فقط في رعاية العمال والموظفين الأجانب، ومما عرض العمال بشكل مجحف للموت من شدة فتك الأمراض بهم.
وطبقاً للتقارير الطبية المحفوظة في مكتبة بلدية الإسكندرية كان أكثر الأمراض انتشاراً بين العمال هي النزلات الشعبية والأمراض الصدرية والرمدية وحالات الإسهال الشديد والدوسنتاريا وأمراض الكبد والجدري والسل،
ثم جاءت الكوليرا في صيف عام 1865 وعصفت بالعمال لدرجة أن الشركة لم تجد رجالاً يرفعون جثث الموتى الذين كان يتم دفنهم في الصحراء، وتلاها ظهور مأساة تعرض العمال خلال الحفر لمادة طينية سائلة كانت تحتوي على فوسفور حارق مما أدى إلى إصابة الآلاف بالأمراض الغامضة التي أدت إلى وفاتهم على الفور، والغريب أن الحكومة الفرنسية منحت في 19 يناير 1867 وسام الشرف من طبقة فارس للدكتور أوبير روش كبير أطباء الشركة الفرنسية تقديراً لجهوده التي قيل إنه بذلها في حماية العمال المصريين من الموت.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحملة الفرنسية على مصر الشركة الفرنسية الخديوي إسماعيل قناة السويس
إقرأ أيضاً:
تفاصيل احتفالية السلام البحرى على مجرى قناة السويس| صور
أشاد محمد عبد العزيز وكيل وزارة الشباب و الرياضة بمحافظة بورسعيد الاحتفالية التى أقامها نادى السلام البحرى المطل على ضفاف المجرى الملاحي لقناة السويس خلال أعياد الربيع.
وأوضح وكيل شباب ورياضة بورسعيد أن ما شهده خلال جولته لمتابعة تنفيذ التعليمات بفتح مراكز الشباب و الأندية أبوابها أمام اعضائها لاستقبالهم فى أعياد الربيع وقضائهم وقت ممتع ينم على اهتمام مجالس الإدارات بالأعضاء وتوفير كل سبل الترفيه لهم للاستمتاع باليوم
وأكد عبد العزيز أن نادي السلام البحري بمدينة بورفؤاد المطل على المجرى الملاحي لقناة السويس، تألق باحتفالية الفلكلور الشعبي الشهير لمدن القناة "السمسمية" في شم النسيم .
ووجه عبد العزيز الشكر لسيد طايع رئيس مجلس الإدارة، وأحمد البحيري أمين الصندوق، على الاحتفالية التى أقيمت على أنغام آلة السمسمية التراثية بحضور المئات من المواطنين رواد النادي وأعضائه وأسرهم وسط أجواء إحتفالية رائعة بمناسبة أعياد الربيع وشم النسيم .
أحيا الحفل فرقة "صحبة " للآلات والفنون الشعبية ببورسعيد ، وقدمت باقة من أجمل أغاني السمسمية البورسعيدية ، والتي استمتع بنغماتها الكبار والصغار .
يأتي ذلك في إطار جهود نادي السلام البحري المستمرة لتحسين مستوى الأداء والخدمات المقدمة لرواده والمواطنين .
وأكد وكيل شباب بورسعيد ان مراكز الشباب والأندية ، منذ صباح امس الإثنين ، الآلاف من المواطنين احتفالا بأعياد الربيع وشم النسيم ، وسط أجواء احتفالية وبهجة وسعادة .
واضاف محمد عبد العزيز ، أن جميع مراكز الشباب وعددها 23 مركزاً ، فتحت أبوابها مجاناً أمام الجمهور منذ الصباح الباكر ، للاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم ، وتوافد الآلاف من روادها من الاعضاء وأسرهم ، وسط أجواء احتفالية.
ولفت مدير عام مديرية الشباب والرياضة ببورسعيد ، أن مراكز الشباب نظمت عروضًا فنية ومسابقات وكرنفالات وهدايا للأطفال، في أجواء عائلية مبهجة، ضمن احتفالات شم النسيم، حيث تم تجهيز الملاعب وتوفير الألعاب الترفيهية والهدايا للأطفال، مع مشاركة فرق المتطوعين من الشباب لمساعدة المواطنين في الاحتفال.
وأشار محمد عبد العزيز المحضر الى رفع درجة الاستعدادات والطوارئ بجميع إدارات المديرية ومراكز الشباب والأندية بمختلف الأحياء ومدينة بورفؤاد ، وشملت فعاليات الاحتفال بالربيع وشم النسيم أيضاً تنظيم يوم ترفيهي لأهالي المحافظة بجميع مراكز الشباب وتشمل أيضا القري بالجنوب والغرب الواقعة في النطاق الجغرافي لمراكز الشباب، بهدف إدخال الفرحة والسرور على الجميع.
وشدد عبد العزيز على أن ماتم جاء بناءاً على توجيهات الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ، وتحت رعاية اللواء أركان حرب محب حبشي محافظ بورسعيد.