تمر علينا اليوم الخميس الموافق 16 نوفمبر ذكرى افتتاح الخديوى إسماعيل لقناة السويس فى حفل ضخم، حيث تم افتتاحها فى 16  نوفمبر عام 1869

قناة  السويس 

هي ممر مائي اصطناعي ازدواجي المرور في مصر، ويبلغ طولها 193.3 كم وتصل بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وتنقسم طولياً إلى قسمين شمال وجنوب البحيرات المرّة، وعرضياً إلى ممرين منفصلين في أغلب أجزائها لتسمح بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا، وتعتبر أسرع ممر بحري بين القارتين وتوفر نحو 15 يوماً في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.


بدأت فكرة إنشاء القناة عام 1798 مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر، ففكر نابليون في شق القناة إلا أن تلك الخطوة لم تكلل بالنجاح، وفي عام 1854 استطاع دي لسبس إقناع محمد سعيد باشا بالمشروع وحصل على موافقة الباب العالي، فقام بموجبه بمنح الشركة الفرنسية برئاسة دي لسبس امتياز حفر وتشغيل القناة لمدة 99 عام. استغرق بناء القناة 10 سنوات  منذ عام وحتي (1859 وحتي عام- 1869)، وساهم في عملية الحفر ما يقرب من مليون عامل مصري، مات منهم أكثر من 120 ألف أثناء عملية الحفر نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة. وتم افتتاح القناة عام 1869 في حفل مهيب وبميزانية ضخمة.

 وفي عام 1905 حاولت الشركة الفرنسية تمديد حق الامتياز 50 عاماً إضافية إلا أن تلك المحاولة لم تنجح مساعيها. وفي يوليو عام 1956 قام الرئيس عبد الناصر بتأميم قناة السويس، والذي تسبب في إعلان بريطانيا وفرنسا بمشاركة إسرائيل الحرب على مصر ضمن العدوان الثلاثي والذي انتهى بانسحابهم تحت ضغوط دولية ومقاومة شعبية.
تسببت حرب 1967 في إغلاق قناة السويس لأكثر من 8 سنوات، حتى قام الرئيس السادات بإعادة افتتاحها في يونيو 1975، بعد فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل ووقف إطلاق النار ضمن أحداث حرب أكتوبر. شهدت القناة بعد ذلك عدة مشاريع لتوسيع مجراها وتقليل وقت عبورها بدأت عام 1980 وكان آخرها في 6 أغسطس 2015 مع افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة.

حفر القناة 
وبدأت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية حفر القناة في أبريل 1859 واستمر لمدة 10 سنوات واستخدم في ذلك نحو مئات الآلاف من الفلاحين المصريين بنظام السخرة واستمر ذلك النظام حتى عام 1864

و تقدر بعض المصادر انه تواجد أكثر من 30 الف عامل في القناة في أي فترة من فترات حفرها وان اجمالي العمال بلغ مليون ونصف فرد من جنسيات متعددة وان الألاف من العمال توفوا نتيجة الكولرا والأوبئة المشابهة الأخرىز
وانفرد “دي لسبس وحده” بوضع لائحة العمال وحاز على توقيع الخديوي سعيد عليها، والتي ضمنت لشركة قناة السويس البحرية (الفرنسية في ذلك الوقت) الموارد البشرية الهائلة من خلال تعبئة المصريين لحفر القناة، وجاءت المادة الأولى من اللائحة لتنص على أن تقدم الحكومة المصرية العمال للشركة طبقاً للطلبات التي يتقدم بها كبير مهندسي الشركة وطبقاً لاحتياجات العمل، وحددت المادة الثانية أجور العمال التي تراوحت ما بين قرش ونصف القرش وثلاثة قروش في اليوم، وإذا كان العامل دون الثانية عشرة من عمره يتقاضى قرشاً واحداً في اليوم، والتزمت الشركة بتقديم الخبز المقدد إلى كل عامل بصرف النظر عن عمره، ونصت اللائحة على فرض عقوبات على العمال الهاربين من الحفر، فالعامل المهمل يخصم من أجره بما يتناسب مع مقدار إهماله، أما العامل الذي يهرب فيفقد أجر الخمسة عشر يوماً المحفوظة بخزينة الشركة، ونصت اللائحة أيضاً على عمل مستشفى ميداني بمنطقة الحفر ومراكز للإسعاف مزودة بالأدوية
الأعمال الهندسية أثناء حفر القناة.
بدأت فصول معاناة العمال من خلال نقض الشركة لوعدها بحفر قناة ماء عذب لمد العمال بمياه الشرب مما أدى للتضحية بآلاف العمال الذين أنهكتهم شدة العطش والانهيارات الرملية. ثم توالى سقوط الآلاف بسبب انتشار الأوبئة، كما خالفت الشركة وعدها بتوفير وسائل متطورة في الحفر وأكره العمال المصريون على العمل في ظروف قاسية معتمدين فقط على سواعدهم وعلى الفأس والقفة.
في شهر ديسمبر 1861 ذهب سعيد باشا بنفسه إلى منطقة الحفر، وأمر بحشد 20 ألف شاب لزيادة معدلات الحفر، فشهدت بذلك سنوات الحفر الأولى للقناة أكبر عملية حشد للعمال بلغت في عام 1862 ما بين 20 ألف و22 ألف عامل يساقون لساحات الحفر في الشهر الواحد، قادمين من الوجهين القبلي والبحري، وكثر تمرد العمال وهروبهم وأظهر عمال الوجه القبلي تحدياً سافراً للشركة مما اضطر الشركة للاستعانة بالشرطة لإخماد تمرد العمال ومطاردتهم وتعذيبهم.


أعمال السخرة في حفر القناة.
كانت مدينة الزقازيق هي منطقة فرز العمال التي كان يستبعد بها أصحاب الأجسام النحيلة ويختار منهم الشبان الأقوياء، الذين يرسلون إلى منطقة القناة سيراً على الأقدام في أربعة أيام وهم مقيدين بالحبال يحمل كل منهم قلة ماء وكيس خبز جاف، فيصلون إلى ساحات الحفر منهكي القوى، فيتبع وصولهم إصدار الأوامر بتسريح العمال القدامى الذين أمضوا شهراً كاملاً وهي المدة المقررة لبقائهم.

 وكانت عمليات الحفر من المشاهد المثيرة التي يحرص على رؤيتها السائحون الأجانب في هذا العصر. وتمادت الشركة في تعنتها ولم تدفع أجور العمال، واستمر نقص المؤن والملابس والأحذية، كما أنشأت معتقل يُرسل إليه من يسيء السلوك، وأنشأت إدارة طبية ومركزاً لإسعاف المرضى لرعاية العمال، ولكن صدرت الأوامر بأن تركز هذه الإدارة جهودها فقط في رعاية العمال والموظفين الأجانب، ومما عرض العمال بشكل مجحف للموت من شدة فتك الأمراض بهم.
وطبقاً للتقارير الطبية المحفوظة في مكتبة بلدية الإسكندرية كان أكثر الأمراض انتشاراً بين العمال هي النزلات الشعبية والأمراض الصدرية والرمدية وحالات الإسهال الشديد والدوسنتاريا وأمراض الكبد والجدري والسل، 

ثم جاءت الكوليرا في صيف عام 1865 وعصفت بالعمال لدرجة أن الشركة لم تجد رجالاً يرفعون جثث الموتى الذين كان يتم دفنهم في الصحراء، وتلاها ظهور مأساة تعرض العمال خلال الحفر لمادة طينية سائلة كانت تحتوي على فوسفور حارق مما أدى إلى إصابة الآلاف بالأمراض الغامضة التي أدت إلى وفاتهم على الفور، والغريب أن الحكومة الفرنسية منحت في 19 يناير 1867 وسام الشرف من طبقة فارس للدكتور أوبير روش كبير أطباء الشركة الفرنسية تقديراً لجهوده التي قيل إنه بذلها في حماية العمال المصريين من الموت.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحملة الفرنسية على مصر الشركة الفرنسية الخديوي إسماعيل قناة السويس

إقرأ أيضاً:

مندور: تنظيم معرض للكتاب داخل جامعة قناة السويس بالتعاون مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

أعلن الدكتور ناصر سعيد مندور، رئيس جامعة قناة السويس، عن اتفاق مبدئي مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، وذلك خلال زيارته لمعرض إصدارات المجلس، المقام على هامش أول صلاة جمعة بمسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، بدعوة من وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، وبحضور الأمين العام للمجلس، الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي.

وشملت الجولة إطلاع رئيس الجامعة على الإصدارات القيمة والنادرة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، التي تحمل أهمية علمية وثقافية كبيرة، حيث أشاد سيادته بالجهود المبذولة من المجلس لنشر الفكر الوسطي المستنير وتعزيز النهضة العلمية والثقافية من خلال أنشطته وإصداراته المتنوعة.

رافق رئيس الجامعة في جولته داخل معرض إصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ الدكتور محمد عبد النعيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، الدكتور محمد سعد زغلول نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، الدكتور عادل حسن نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية لجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، ولفيف من عمداء ووكلاء الكليات والقيادات الإدارية بالجامعة.

كما شاهد المعرض وفد طلاب "أسرة طلاب من أجل مصر" بقيادة الدكتور محمود شعيب منسق عام الأنشطة الطلابية، والدكتور محمد الباز منسق أسرة طلاب من أجل مصر، والطالب محمد شريف مقرر الأسرة.

وفي إطار الاتفاق المبدئي، تقرر تنظيم معرض للكتاب داخل جامعة قناة السويس، بالإضافة إلى استضافة طلاب الجامعة في جولات ثقافية بالمجلس، وتنظيم برامج للسياحة الدينية، بما يعزز من وعي الطلاب ويرسخ القيم الثقافية والدينية.

كما أكد الجانبان على أهمية تنظيم فعاليات وأنشطة مشتركة في إطار توجيهات الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بتعزيز التعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن استراتيجية الدولة المصرية ومبادرة "بناء الإنسان".

مقالات مشابهة

  • «قناة السويس» يدعو موظفيه للاحتفاء بقيم الشكر والتقدير
  • بأجنحة «ماليفسنت».. طالبات «السويس» يتفوقن في أزياء المسرح
  • محافظ السويس يتفقد متحف القومي بحوض الدرس
  • مندور: تنظيم معرض للكتاب داخل جامعة قناة السويس بالتعاون مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
  • رئيس جامعة قناة السويس يشارك في إطلاق مبادرة مصر " GATE "
  • بنك قناة السويس يُشارك في فعاليات مهرجان مئوية كلية التعليم المُستمر بالجامعة الأمريكية
  • خبير اقتصادي: وقف الحرب على غزة يساعد في تحسين حركة التجارة عبر قناة السويس
  • استثمارات بمليارات الدولارات.. اقتصادية قناة السويس واجهة للاستثمار العالمي
  • وفد طلابي من جامعة قناة السويس يشارك في افتتاح مسجد مصر بالعاصمة الإدارية
  • جامعة قناة السويس تشارك في افتتاح مسجد مصر بالعاصمة الإدارية