أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – ودعم النمير للجيش.. بين البيان والاستهداف
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
توطئة
كما تغيب الأسماء والشخوص، تتوارى الحروف والكلمات وسط زحام الأحدات قرارة الملكوت عصية المنال ،سبعة أشهر تحت نير الحرب بالخرطوم بحرى،غابت الاحرف فى زحام الحرابة واشتباكاتها وتداعياتها،وعودة المعانقة مصحوبة بزلزلة احداث ووقائع أسيفة تخدش حياء الحروف فترتد لخدورها حيية،والمشهد يقينا وبما لا يخطر على بال يتبدل كلية بعد حين قد يطول بحرب او يقصر بتفاوض و ها هو استعارها المشتد يفجع والنفوس قرارها لم يتبدل وكأن شئ لم يحدث وخلافاتها تتفاقم وأزماتها تتعاظم! وتباين المواقف لم يزل محل شد وجذب ومحط خروج عن النص الأدب والصبر،ودعم الجيش حق بالموضوعية على تباينه المعلن بالإطلاق والإنصاح لازال جرار للإتهامات لمن يبرزون دفاعا عن أم المؤسسات العسكرية التى يفضى إنهيارها وسط اختلاف الصيحات ودرجات الإنصات لتلاش محتوم لوحدة البلاد الهشة وانقسام مكوناتها العرقية وتلاشى الدولة السودانية القائمة بعلاتها من خارطة البلدان،ومن حق كل رافض للسيناريو المفجع إعلان الدعم ومن له رأى فليكن موضوعيا ويخالف بالحجة والمنطق لنخرج من عنق زجاجة الاستهداف، ودعم الجيش يتطلب اعتدالا معززا لأدواره دون مزايدة ومكارهة وردح ولعن من كل صاحب غبينة يصعب عليه الرتق ،واصطفاف الشباب خلف المؤسسة العسكرية حقيق بالدراسة ومن ثم المؤازرة والمساندة وحتى النقد لا التعجل بالاستهداف توطئة لمزيد من الانفتاح على كلية المجتمع على بعضها بعضا و بروز أسماء تتجاوز القول بالدعم للفعل والرفد بفيض من النعم ،وقبل حرب الخرطوم،نهض المهندس عمر عثمان النمير بمشاريع إقتصادية كبيرة موجهة للعون فى بناء دولة المؤسسات العسكرية والمدنية واصطفت لدعم الحراك الثورى الشعبوى وخياره لإعلاء قيم الحكم الجماهيرى العريض وسط مساع لتبديد جهودها وتشتيت افكارها إما بالإتهام وضده بمولاة العسكريين والإنسياق خلف الفلول المفترضين من أنصار نظام يونيو ٨٩م أو المدنيين المنقادين بكلمة من تخطفوا قيادة ثورة ديسمبر،والإتهام هذا لازال معبأ وللتوزيع عند الطلب معدا ولو يهزم كينونة ووجودية المؤسسة العسكرية الأم قواتنا المسلحة ضد كل من يدعم الجيش فى معركته الحالية اتهاما بالفلولية وبالفساد العام ولوتلفيقا على غرار حملة تستهدف المهندس النمير لمجرد التعبير بما اوتى من محبة ومال دعما لجيش بلده عيانا بيانا وليس من وراء ستار منطلقا من أرضية إقتصادية صلبة يؤسس بها لفيض النعم مجموعة إقتصادية زراعية متكاملة وقفت على أنشطتها ميدانيا غير مرة قبل الحرب اللعينة،لم التق فى حياتى وجها لوجه بالشاب عمر عثمان النمير وما احتجت لذلك مغتنيا عن اللقيا بالتجوال فى مشاريع خضراء وولود تشف عن افكار متقدمة وعزم على منتهى الإستفادة من أحدث التقنيات وبالمواصفات والمقايس العالمية فى كافة أعمالها الإقتصادية العلامات الفارقة ،ودعمت مجموعة النمير مرارا وتشجيعا للشباب الطموح وعينا عمر عثمان النمير،واخير الدعم وليس آخره وفى ذات هذه الزاوية الصحفية قبل تسعة أشهر فى انتظار الاكتمال بالتسعة أيام لوضع جنين اخضر بالحرب موؤد ولكنه مولود مولود،اذ كتبت قبل ٩ أشهر من اليوم ووصلا لكتابات ماضية عن مجموعه فيض النعم:
.المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أجراس الأرض البلال عاصم
إقرأ أيضاً:
هل نسي شباب الحزب الشيوعي السوداني الرفيق التجاني الطيب؟ والمجد لروحه المناضلة
زهير عثمان
بالأمس الأول، كانت ذكرى رحيل القيادي الشيوعي التجاني الطيب، صاحب السيرة النضالية العظيمة. ولكن، وسط كمّ المعاناة والنزوح والترحال، سقطت الذكرى. وها أنا أحاول كتابة نص يليق بتجربة هذا الرجل النضالية.
في مثل هذا اليوم، 23 نوفمبر، نتذكر رحيل القيادي الماركسي والمناضل السوداني التجاني الطيب بابكر (1926-2011)، الرجل الذي لم تكن حياته مجرد سيرة ذاتية، بل لوحة تجسد النضال من أجل قيم العدالة والحرية والانحياز لقضايا البسطاء والكادحين. في هذه الذكرى، يبرز السؤال المشروع: هل نسي شباب الحزب الشيوعي السوداني إرث هذا الرفيق الفذ؟
من هو التجاني الطيب؟
ولد التجاني الطيب في مدينة شندي، تلك المدينة التي وصفها في حواره النادر مع الصحفي معاوية حسن يس بأنها مزيج من التجارة، التعليم، الصوفية، وجمال الوجوه. هذه البيئة المتنوعة صنعت وعيه الأول، وسرعان ما انتقل إلى أم درمان ليعيش في حي العرب، حيث تبلورت رؤيته كمناضل يساري ينحاز للبروليتاريا، مستلهماً من واقع حيّه الغني بالمبدعين والطبقات الكادحة.
محطات نضالية لا تُنسى
كان التجاني مثالاً للمناضل الذي يضع القيم فوق كل اعتبار. تعرض للسجن والمنفى مرات عديدة، لكنه لم يلن أو يتراجع عن مواقفه. تحدث في حواره مع معاوية يس عن تلك الفترات بصراحة وإيجابية، مستعيداً مشاهد الاعتقال في عهد نميري والبشير، وكيف واجه الصعوبات بصبر وإصرار.
من أبرز ما رواه، كان اعتقاله عقب انقلاب يونيو 1989، حيث اقتيد من منزله إلى مكان احتجاز قرب المهندسين وشاهد في ذلك اليوم مقتل أحد الضباط المشاركين في الانقلاب. رغم كل ذلك، ظل التجاني شامخاً ومتماسكاً، محاطاً بإرثه الفكري والنضالي.
رؤية التجاني وثقافته العميقة
لم يكن التجاني مجرد سياسي، بل مفكراً ومثقفاً عميقاً. تحدث عن تأثير الأدب والفكر العالمي عليه منذ شبابه. كان أول من قدمه إلى اسم كارل ماركس هو صديقه وزميله عبدالخالق محجوب، مما يوضح كيف تداخلت الثقافة والنضال في مسيرة الرجل. امتدت قراءاته من شكسبير إلى قضايا التحرر العالمي، وربط بين هذه الأفكار وواقع بلاده، ليشكل منهاجاً عملياً نادراً.
ماذا عن شباب الحزب اليوم؟
يبدو أن الحزب الشيوعي في العقود الأخيرة قد تراجع عن استلهام الإرث النضالي لرموز مثل التجاني الطيب. بينما ينشغل البعض بقضايا آنية وصراعات سياسية، يفتقد الحزب قيادة ملهمة قادرة على استعادة زخم الماضي، ومثل هذه القيادات هي ما كان التجاني يمثله.
إن الشباب اليوم مدعوون إلى قراءة تاريخ هذا القائد العظيم، ليس فقط كجزء من تراث الحزب، بل كمصدر إلهام يمكنهم من مواجهة التحديات الحالية بروح مناضلي الأمس.
إرث يجب أن يستمر
كتب الصحفي أحمد الأمين يوماً عن لقائه الوحيد بالتجاني، واصفاً إياه بأنه كان مكللاً بالوقار، مفعماً بالحياة رغم سنوات النضال الطويلة. لم يكن التجاني فقط رمزاً حزبياً، بل تجسيداً للنضال من أجل كرامة الإنسان. هذا الإرث يجب أن يُنقل للأجيال الجديدة، لا كذكريات تذروها الرياح، بل كدروس ملهمة للعمل من أجل سودان أفضل.
في ذكرى رحيل الأستاذ التجاني الطيب، علينا أن نتساءل: هل ندرك قيمة هذا الإرث؟ وهل نعمل على أن يبقى حيّاً في وجدان الحزب وضمير الوطن؟ الإجابة على هذا السؤال هي ما سيحدد مستقبل هذا الحزب الذي لطالما كان ضميراً للطبقات الكادحة.
zuhair.osman@aol.com