في السابع عشر من أكتوبر الماضي، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفى الأهلي العربي المعروف بمستشفى المعمداني، بدعوى احتوائه على أسلحة وأنفاق خاصة بالفصائل الفلسطينية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 200 مواطن من المدنيين العُزل، وعقب الاقتحام لم يجد جيش الاحتلال أي أسلحة أو أنفاق، وهو ما يؤكد على أكاذيبه المتكررة بأن المستشفيات تحوي عشرات من أعضاء الفصائل الفلسطينية.

استهداف مستشفيات غزة

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أكد لـ«الوطن»، أنّ المستشفيات باتت هدفا لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وأنه مع كل اقتحام تحاول إسرائيل تبريره بوجود أسلحة أو أعضاء من الفصائل الفلسطينية، وهو ما يثبت كذبها الذي استباحت دماء العُزل: «التاريخ أثبت زيف إسرائيل وأنها لا وجود لها، وهي تحاول إثبات الانتصار الزائف».

لم تتوقف قوات الاحتلال الإسرائيلي، عند اقتحام مستشفى المعمداني، لكنها حاصرت مستشفى الرنتيسي للأطفال والشفاء، الذي ضم عشرات الآلاف من النازحين والمرضى، وأجبرت أطباء الرنتيسي على خروج الأطفال الخُدج والرضع ومنع علاجهم، وعرضت حياتهم للخطر، وفق «الرقب»: «من تابع ادعاء الاحتلال الإسرائيلي بوجود أنفاق داخل المستشفيات وتحديدا الشفاء وتأييد أمريكا لهذه الرواية، يتأكد من كذب إسرائيل، رأينا أمس أمريكا تقول لدينا معلومات استخباراتية تؤكد الرواية الإسرائيلية، ولم نعط إسرائيل الضوء الأخضر للاقتحام، لكن البيت الأبيض صمت أمام فبركة النتائج وكذب الجيش الإسرائيلي».

التحقيق مع المرضى بمجمع الشفاء الطبي

التحقيق مع المرضى والأطباء لساعات طويلة داخل مجمع الشفاء الطبي ومحاولة فبركة النتائج، كانت الأكذوبة الأكبر لقوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ ارتكب جريمة حرب داخل المستشفى بحصاره لأيام ومنع دخول المساعدات الغذائية إلى المشفى، فضلا عن قطع الكهرباء وهو ما عرض حياة الأطفال الخُدج للخطر، إذ يحاول الأطباء استخدام التنفس اليدوي للحفاظ على حياتهم، فضلا عن محاصرة مرضى العمليات الجراحية واعتقال بعضهم، وفق «الرقب»: «جميعنا يعلم أكاذيب إسرائيل، حاولت تجميل نفسها بعدما فشلت في استخراج أسلحة أو الكشف عن أنفاق داخل مجمع الشفاء الطبي عن طريق إدخال المساعدات للمشفى».

عمليات نسف وتجريف لأماكن بمجمع الشفاء الطبي، كانت شاهدة على كذب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفق أستاذ العلوم السياسية: «فيلم سخيف صٌنع بغباء حاول جيش الاحتلال إنتاجه بوجود أسلحة، حينما جاء بأسلاك كهربائية مدعيا أن المشفى كان مقرا للفصائل الفلسطينية التي هربت وقت الحصار، وهي الرواية المتناقضة مع ما يحدث حيث لا خروج ولا دخول لأحد إلى مجمع الشفاء منذ حصاره بالآليات العكسرية».

سبب استهداف مستشفيات غزة

كل ما يدعيه الاحتلال الإسرائيليمن احتواء المستشفيات على أسلحة ووجود أنفاق أسفلها، أثبت بطلانه وكذبته بعض وسائل الإعلام الغربية، من بينهم الإعلامي الأمريكي جاكسون هنكل، الذي كشف أكاذيب الاحتلال حول استهداف مستشفى المعمداني، حيث دّون عبر حسابه الرسمي على تطبيق «X» قائلا: «إسرائيل قامت بتزييف بوستات عن قصف حركة حماس لمستشفى المعمداني وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي هي المسؤولة عن جريمة الحرب تلك وليست حماس».

أفلام هابطة وحجج واهية ونتائج مفبركة، هو ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي حول شرعنته لقصف المستشفيات، وفق أستاء العلوم السياسية بجامعة القدس: «أفلام هابطة لمحاولة إقناع العالم والتنصل من قرار الهدنة الإنسانية، الهجوم على المستشفيات بكل هذه الوحشية يستدعي تدخل دولي ومنظمة الصحة الدولية، طالبنا بلجنة تحقيق دولية في مستشفى الشفاء، لكن لم يلتفت أحد لهذه المناشدات وسمح باستهداف المستشفى».

المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أكد أن ما روّجه الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، حول المستشفيات أكاذيب مفضوحة ورواية متناقضة وجزء من حربه النفسية على شعبنا الفلسطيني وأنها لا تنطلي على الرأي العام، وتأتي في إطار حملة التحريض والتمهيد لتدمير المستشفيات فوق رؤوس المرضى والطواقم الطبية والنازحين

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مستشفيات غزة استهداف مستشفيات غزة حصار مستشفيات غزة قصف مستشفيات غزة الاحتلال الإسرائيلي قوات الاحتلال الإسرائیلی مستشفى المعمدانی جیش الاحتلال الشفاء الطبی

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مخيمي مدينة طولكرم ونور شمس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ35 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الــ22، وصعد من عمليات الاقتحام، والمداهمات للمنازل، والتهجير القسري للسكان، وسط عمليات تدمير وحرق لعدد منها.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المدينة ومخيميها "طولكرم ونور شمس"، وجابت الشوارع والحارات وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي، في الوقت الذي تمركزت فيه على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، حيث مازالت تستولى على مبان سكنية في الشارع وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
وذكر شهود عيان، أن قوات الاحتلال قامت بتخريب وتدمير محتويات عمارة العامر في شارع نابلس بعد أن استولت عليها وأجبرت من فيها على المغادرة قسرا، وألقت بالمقتنيات الخاصة من النوافذ.
وما زال الاحتلال يفرض حصارا مطبقا على مخيمي طولكرم ونور شمس، ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما، وينشر فرق المشاه في محيطهما وداخل الحارات والأزقة برفقة الكلاب البوليسية، وسط مداهمته للمنازل وتخريبها وتدمير محتوياتها، وإخضاع من يتواجد داخلها من السكان للاستجواب.
وفي مخيم نور شمس..  أقدم الاحتلال فجر اليوم على حرق منازل سكنية في حي المنشية، حيث شوهدت ألسنة النيران تتصاعد منها، استمرارا لعمليات الهدم التي نفذها أمس /السبت/، والتي طالت أكثر من 11 منزلا وما يحيط بها.
كما أجبرت قوات الاحتلال سكان حارة "واد القلنسوة" على إخلاء منازلهم قسرا، بعد مداهمتها، وإطلاق القنابل الصوتية تجاههم مع اتخاذ أفرادها دروعا بشرية، حيث أفاد مواطنون بأن الاحتلال أمهل 7 عائلات في الحي على مغادرة بيوتهم حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم.
كما داهمت قوات الاحتلال في وقت سابق المنازل في حارة جبل النصر، وأجبرت سكانها على تركها قسرا، وإمهالهم دقائق للمغادرة، بالتزامن مع إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية لترويعهم وإرهابهم.
وفي مخيم طولكرم، قامت  قوات الاحتلال بمداهمة المنازل والمحال الفارغة الواقعة على امتداد شارع الوكالة بعد خلع أبوابها وتفجيرها، في الوقت الذي أطلقت الرصاص الحي تجاه المنازل في المناطق القريبة من حارتي المطار والحدايدة، لإرهاب السكان من بقوا في منازلهم في تلك الحارات.
وشهد مخيما طولكرم ونور شمس منذ اليوم الأول لعدوان الاحتلال، حركة نزوح كبيرة بين سكانهما من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، فاق عددهم 16 ألف نازح، توجهوا إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وريفها.
واستهدفت قوات الاحتلال بشكل مباشر البنية التحتية للمدينة والمخيمين، حيث دمرت الطرق وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، ما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
ووسط استمرار الحصار المشدد على المخيمين، تستمر يوميا مناشدات المواطنين الذين ما زالوا في منازلهم ويعيشون ظروفا صعبة وقاسية، لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية من طعام وماء وأدوية وحليب أطفال، والعمل على إصلاح شبكتي المياه والكهرباء، في الوقت الذي يعيق الاحتلال ويمنع عمل طواقم الإغاثة خلال محاولتها إيصال المواد الأساسية الضرورية لهم.
ولليوم الـ23 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تواصل عدوانها على مدينة جنين ومخيمها
  • استشهاد فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة
  • خلال صلاة التراويح.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قبة الصخرة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قبة الصخرة بالمسجد الأقصى
  • الاحتلال الإسرائيلي يحرق منازل للفلسطينيين في نور شمس ويواصل عدوانه على طولكرم
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدتين في مدينة القدس
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مخيمي مدينة طولكرم ونور شمس
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنصب حاجزا عسكريا في جبل الرحمة بالخليل
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة بلدات بالضفة الغربية
  • إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الخليل