رئيس الحكومة على حق: التوافق يحمي الجيش!
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
كتب سامر عبود: كان الرئيس نجيب ميقاتي على حق عندما اعلن بان مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون مدة اضافية بعد انتهاء ولايته في العاشر من كانون الثاني المقبل ، ليس فقط لانه كان صريحاً وواضحاً وسط المواقف الضبابية التي تلف هذا الملف الحساس ، بل كذلك لان رئيس الحكومة يدرك، من خلال واقعيته وموضوعيته ووطنيته ،ان مسألة كهذه لا يجوز ان تعالج بالمزايدات والتصعيد .
ولا شك ان الرئيس ميقاتي بنى موقفه من اهمية التوافق في مسألة التمديد لقائد الجيش على معطيات عدة لعل ابرزها الاتي :
اولا : ان كل ما يعني الجيش لا بد ان يكون محط توافق اللبنانيين لان هذه المؤسسة ما كانت يوماً - ولا يجوز ان تكون - لفريق من دون آخر ، وبالتالي فان اعتراض جهة تمثل فريقاً من اللبنانيين - بصرف النظر عن حجمه او الخلاف حول مواقفه - لا يجوز ان يمر مرور الكرام او الا يكون له الصدى الذي يستوجب استيعابه اولا ثم معالجته ثانياً بطريقة يبقى فيها الجيش مصاناً من اي خضة داخلية.
ثانياً : يدرك الرئيس ميقاتي ، وهو رجل دولة بامتياز ،ان احترام الدستور ، نصاً وروحاً، واجب وضروري وملزم . صحيح انه لم يقسم على المحافظة على الدستور مثل رئيس الجمهورية ، لكنه بحكم موقعه لا بد ان يلتزم الموجبات التي يفرضها عليه الدستور وهو الذي اعلن مراراً انه متمسك بالنصوص الدستورية منذ ان تولت حكومته صلاحيات رئيس الجمهورية مع انتهاء ولاية الرئيس السابق العماد ميشال عون . ذلك انه من خلال التمسك بالدستور ، مارس الرئيس ميقاتي وحكومته صلاحيات رئيس الجمهورية فاصدر مراسيم ونشر قوانين وترأس جلسات لمجلس الوزراء على رغم غياب وزراء " التيار الوطني الحر " . لذلك لا يجوز ان يتوقع احد ان الرئيس ميقاتي يمكن ان يخالف الدستور او " يجتهد" في معرض النص الواضح .
ثالثاً : اما المعطى الثالث فهو ضرورة ابقاء قيادة المؤسسة العسكرية خارج النزاعات القضائية ذلك انه مجرد الطعن باي قرار يتخذ على صعيد القيادة امام القضاء الاداري او الدستوري ، يزرع التشكيك في قانونية اي اجراء تتخذه هذه القيادة ويفتح الباب امام طعون مختلفة تضع الجيش في مهب الضياع حول شرعية ما يحصل ويعرّضه الى نكسات غير محمودة وغير مضمونة النتائج ، لاسيما وان ثمة حالات سابقة حصلت وحسمها مجلس شورى الدولة بقرار معلل ولو كان صدر بعد فوات الاوان ! ان ابشع ما يمكن ان يصيب مؤسسة او ادارة او وزارة ، هو ان يكون المسؤول الاول فيها موضع مراجعات قضائية مع ما يستتبع ذلك من اخطاء وممارسات غير مقبولة .
من هنا اصاب الرئيس ميقاتي عندما اشترط التوافق ، لا بل دعا اليه وشدد على اهميته ، وهو بذلك اراد ان يحمي مؤسسة الجيش ويبقيها بعيدا عن التجاذبات والخلافات . وكي تكتمل رغبة رئيس الحكومة لا بد من تجاوب القيادات اللبنانية وعدم وضع العصي في الدواليب والشروط غير القابلة للتحقيق ، ذلك ان التوافق يعني عملياً ايجاد حل وسط لا يشكل مخالفة للدستور ويحافظ على الجيش ولا يعرّض قيادته للتشكيك والمسآلة القضائية ، ادارية كانت او دستورية . المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئیس میقاتی لا یجوز ان ذلک ان
إقرأ أيضاً:
الرئيس عباس: يجب وقف إطلاق النار في غزة وتمكين الحكومة من تسلم مسؤولياتها
جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، اليوم الاثنين 23 ديسمبر 2024، التأكيد على ضرورة التطبيق الفوري لقرار مجلس الامن الدولي رقم 2735 لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ، وإدخال المساعدات العاجلة إلى القطاع.
وشدد الرئيس عباس خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء إيرلندا سايمون هاريس، على ضرورة تمكين حكومة دولة فلسطين من تسلم مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل منه، بالإضافة إلى وقف الاعمال العدائية في الضفة الغربية و القدس ، ومنع الضم والتوسع العنصري الاستيطاني.
وتم خلال الاتصال، بحث آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وقدم الرئيس عباس، الشكر الجزيل لجمهورية ايرلندا وشعبها الصديق، على مواقفها الشجاعة والقوية الداعمة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وفق حل الدولتين، والمتسقة مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
كما ثمن، الدعم الكبير الذي تقدمه ايرلندا للشعب الفلسطيني، سواء بشكل مباشر، أو من خلال الاتحاد الأوروبي، والذي تجسد بالاعتراف بدولة فلسطين، ودعم الحكومة الفلسطينية، وتقديم الدعم لوكالة الاونروا ، واستقبال الأطفال الجرحى من قطاع غزة.
بدوره، أعرب رئيس وزراء إيرلندا، عن تعازيه الحارة واسفه الكبير لسقوط العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين، داعيا لسرعة وقف إطلاق النار واحترام قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
وأكد هاريس، حرص ايرلندا على تعزيز علاقات الصداقة مع دولة فلسطين وشعبها الصديق، وتطويرها بما يسهم في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، واستمرارها في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني لبناء مؤسسات دولته، ونيل حقوقه وفق القانون الدولي كاملة.
المصدر : وكالة سوا