أجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن سؤال مضمونة: لماذا جاء في بداية الفاتحة الحمد لله رب العالمين وليس أحمد الله رب العالمين ؟. 

ليرد مرزوق عبدالرحيم، موضحا، ان السر في ابتداء الفاتحة ب ( الحمد لله رب العالمين ) وليس أحمد الله رب العالمين، فقد تعرض الفخر الرازي رحمه الله تعالى لهذه المسألة فقال: [اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ] إن الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻝ: ( اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ) لأن ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎﺭﺓ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﻟﻮﺟﻮﻩ: 

أﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﻓﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻗﺎﺩﺭا ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺪﻩ ﺃﻣﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﻓﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﻮﺩا ﻗﺒﻞ ﺣﻤﺪ اﻟﺤﺎﻣﺪﻳﻦ ﻭﻗﺒﻞ ﺷﻜﺮ اﻟﺸﺎﻛﺮﻳﻦ، ﻓﻬﺆﻻء ﺳﻮاء ﺣﻤﺪﻭا ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺤﻤﺪﻭا ﻭﺳﻮاء ﺷﻜﺮﻭا ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺸﻜﺮﻭا ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﻦ اﻷﺯﻝ ﺇﻟﻰ اﻷﺑﺪ ﺑﺤﻤﺪﻩ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﻛﻼﻣﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ.

تشهد الملائكة موته وغسله ودفنه.. سورة قرآنية بها معجزة للمريض الذي يحتضر هل ذنوب الخلوات تمنع الرزق والزواج ؟.. احذر 5 عقوبات تصيبك دعاء سورة البقرة.. يفتح الأبواب المغلقة وترى العجب في حياتك اعتقاد خاطئ عن آية "وأما بنعمة ربك فحدث"

ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ: ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻨﺎ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻭاﻟﺜﻨﺎء ﺣﻖ ﻟﻠﻪ ﻭﻣﻠﻜﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﺤﻤﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﺃﻳﺎﺩﻳﻪ ﻭﺃﻧﻮاﻉ ﺁﻻﺋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻓﻘﻮﻟﻨﺎ: اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻟﺬاﺗﻪ ﻭﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﺤﻤﺪ ﻟﺬاﺗﻪ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﺪاﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﺤﻤﺪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﺪاﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻭاﺣﺪ ﺣﻤﺪﻩ ﻭﺛﺎﻟﺜﻬﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﻤﺪ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﻤﺪا ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻗﺎﻝ اﻟﺤﻤﺪ/ ﻟﻠﻪ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﻤﺪﻩ؟ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺣﻤﺪ اﻟﺤﺎﻣﺪﻳﻦ، ﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺳﺌﻠﺖ: ﻫﻞ ﻟﻔﻼﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻧﻌﻤﺔ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ ﻓﻘﺪ ﺣﻤﺪﺗﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻤﺪا ﺿﻌﻴﻔﺎ، ﻭﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﺏ: ﺑﻞ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﺨﻼﺋﻖ، ﻓﻘﺪ ﺣﻤﺪﺗﻪ ﺑﺄﻛﻤﻞ اﻟﻤﺤﺎﻣﺪ.

ثالثها: ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﻘﻠﺐ ﻭﻫﻲ اﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﻣﺘﻔﻀﻼ ﻣﻨﻌﻤﺎ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭاﻹﺟﻼﻝ، ﻓﺈﺫا ﺗﻠﻔﻆ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻏﺎﻓﻼ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ اﻟﻻﺋﻖ ﺑﺠﻼﻝ اﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ، ﻷﻧﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺣﺎﻣﺪا ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻗﺎﻝ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎﻥ ﻏﺎﻓﻼ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺤﻀﺮا ﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻷﻥ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﺣﻖ ﻟﻠﻪ ﻭﻣﻠﻜﻪ، ﻭﻫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺣﺎﺻﻞ ﺳﻮاء ﻛﺎﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﺸﺘﻐﻼ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭاﻹﺟﻼﻝ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ومن ثم فثبت ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ.

قال رحمه الله تعالى: ﻧﻈﻴﺮﻩ ذلك ﻓﻮﻟﻨﺎ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻪ اﻟﺘﻜﺬﻳﺐ، ﺑﺨﻼﻑ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺷﻬﺪ، ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﻜﺬﻳﺐ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺸﻬﺪ ﺇﻥ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻟﻜﺎﺫﺑﻮﻥ [اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ:1] ﻭﻟﻬﺬا اﻟﺴﺮ ﺃﻣﺮ ﻓﻲ اﻷﺫاﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺃﺷﻬﺪ ﺛﻢ ﻭﻗﻊ اﻟﺨﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ.

آيتان تعوض قيام الليل وتفرج همك وتجعل دعائك مقبول.. أوصى النبي بهما لماذا لا نقول البسملة في سورة التوبة؟ كثيرون لا يعرفون السبب أجمل دعاء تبدأ به يومك .. ردده كل صباح يفتحها الله عليك 7 كلمات بين السجدتين.. رددها يفتحها الله عليك فتحا يتعجب منه أهل السموات والأرض

سر ابتداء سورة الفاتحة بالتحميد وليس التسبيح 

أوضح الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، أن من أسرار القرآن الكريم، السر في ابتداء سورة الفاتحة بالتحميد وليس بالتسبيح مع أن اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻣﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻤﻴﺪ، ﻷﻧك تقول : ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ اﻟﺴﺒﺐ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﻮﻉ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻴﺪ؟ وما هي فائدة الابتداء بالتحميد والإكثار منه ؟.

وأجاب قائلا: إن القرآن إلكريم قد استخدم الجملتين ( الحمد لله رب العالمين ) كما في بداية الفاتحة كما استخدم سبحان الله رب العالمين في موضع آخر من القرآن إلكريم قال تعالى ( فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين ).

سر ابتداء سورة الفاتحة بالحمد وليس الشكر

ولكن الابتداء بالتحميد في أول القرآن له فائدة عظيمة في هذا الموضع نبه عليها الفخر الرازي رحمه الله تعالى بقوله : إﻥ اﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺩﻻﻟﺔ اﻟﺘﻀﻤﻦ، ﻓﺈﻥ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺒﺮﺃ ﻓﻲ ﺫاﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻭاﻵﻓﺎﺕ، ﻭاﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻳﺪﻝ ﻣﻊ ﺣﺼﻮﻝ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻨﻌﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﺑﻬﻢ، وعلى هذا  :  يكون ﺎﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﺎﻣﺎ ﻭاﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻮﻕ اﻟﺘﻤﺎﻡ، ﻓﻠﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎﻥ اﻻﺑﺘﺪاء ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﺃﻭﻟﻰ، ﻭﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ ﻣﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺤﻜﻤﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻻﺋﻖ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺣﺎﺟﺎﺕ اﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﺇﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭا ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﻤﻘﺪﻭﺭاﺕ ﻟﻴﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ  ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﺤﺎﺟﺎﺕ، ﺇﺫا ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﺑﺪﻓﻊ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻨﺰﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺾ ﻭاﻵﻓﺎﺕ، ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻥ اﻻﺑﺘﺪاء ﺑﻘﻮﻟﻪ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ اﻻﺑﺘﺪاء ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ.

ففي الابتداء بالتحميد والإكثار منه أعظم الفوائد ومنها أن اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﺃﻣﺎ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻬﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻊ ﺷﻜﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻬﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ ﺗﺠﺪﺩ اﻟﻨﻌﻢ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎﻥ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻟﺌﻦ ﺷﻜﺮﺗﻢ ﻷﺯﻳﺪﻧﻜﻢ [ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ: 7] ﻭاﻟﻌﻘﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻮﺟﺐ اﻹﻗﺪاﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ، ﻭاﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ، ﺛﻢ ﺇﺫا اﺷﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻧﻔﺘﺤﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻞ ﻭاﻟﻘﻠﺐ ﺃﺑﻮاﺏ ﻧﻌﻢ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﺑﻮاﺏ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻨﻌﻢ، ﻓﻠﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﺎﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻳﻐﻠﻖ ﻋﻨﻚ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﻨﻴﺮاﻥ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻚ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﺠﻨﺎﻥ، وعلى هذا ﻓﺘﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺳﺪ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﺤﺠﺎﺏ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﺘﺢ ﺃﺑﻮاﺏ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺟﻼﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﺝ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﻗﻮﻟﻨﺎ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻓﻠﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺳﻤﻴﺖ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﺤﻤﺪ ﺑﺴﻮﺭﺓ الحمد. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سورة الفاتحة سورة الفاتحة

إقرأ أيضاً:

لماذا تمثل صواريخ حزب الله قصيرة المدى هاجسا لجيش الاحتلال؟

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن صواريخ حزب الله قصيرة المدى تشكل هاجسا مستمرا لجيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب صعوبة القضاء عليها بشكل كامل.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد كشفت أن حزب الله يعتمد على صواريخ "ألماس" قصيرة المدى التي تعد نسخة مطورة عن صواريخ "سبايك" الإسرائيلية المضادة للدبابات، وأوضحت أن الحزب صمم هذه الصواريخ لتكون أكثر دقة وكفاءة.

وأوضح حنا خلال تحليل للمشهد العسكري في جبهة لبنان أن هذه الصواريخ تمتاز بسهولة التنقل والعدد الكبير، مما يجعل من المستحيل على الاحتلال تتبعها أو استهدافها بشكل شامل.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال يسعى بشكل دائم إلى عزل مناطق معينة في جنوب لبنان، إذ يُعتقد أنها تحتوي على مخزون كبير من هذه الصواريخ.

وأوضح حنا أن العمليات العسكرية تتركز حاليا في مناطق مثل وادي الحمول غربا ووادي الحجير ووادي الصلوكي شرقا، والتي تعتبر نقاطا حيوية في المواجهة.

وأضاف أن السيطرة على المرتفعات المحيطة بهذه المناطق تمثل جزءا من إستراتيجية الاحتلال، لكن القضاء على الصواريخ قصيرة المدى يظل تحديا كبيرا.

وقال إن "جيش الاحتلال يواجه صعوبة في تحقيق أهدافه السياسية مثل تأمين عودة المستوطنين ما دام حزب الله قادرا على إطلاق هذه الصواريخ من جنوب الليطاني".

عقدة أساسية

وتحدث حنا عن الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الخيام التي يسعى الاحتلال إلى التقدم نحوها، مشيرا إلى أن هذه المنطقة تشكل عقدة أساسية تفصل الداخل اللبناني عن الحدود الإسرائيلية.

وأوضح أن وادي الحجير -الذي شهد معركة دامية في حرب 2006- يظل أحد المحاور الرئيسية التي تسعى إسرائيل إلى السيطرة عليها لمنع استمرار إطلاق الصواريخ قصيرة المدى.

ورغم محاولات الاحتلال تحقيق أهدافه العسكرية فإن حنا أكد أن جيشه يواجه تحديات تتعلق بنقص عدد الجنود، إضافة إلى صعوبات في البقاء طويلا بالمناطق التي يتم التوغل فيها.

وأوضح أن البقاء في جنوب لبنان يتطلب منظومة عسكرية متكاملة وعددا كبيرا من الجنود، وهو أمر يفتقر إليه جيش الاحتلال.

وأشار حنا إلى أن الغارات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت تحمل أهدافا معنوية ونفسية، إذ تسعى إسرائيل إلى تدمير الحاضنة الشعبية لحزب الله وضرب معنويات سكان المنطقة.

ويرى حنا أن الاحتلال وصل إلى ذروة عملياته العسكرية في الجنوب اللبناني، مؤكدا أن استمرار هذه العمليات دون تحقيق الأهداف المرجوة قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

وأضاف أن الضغط العسكري والسياسي الحالي يهدف إلى إجبار حزب الله على تقديم تنازلات دبلوماسية، وهو ما لن يقبل به الحزب لأنه يتعارض مع مفهومه باعتباره حركة مقاومة.

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري: التغيب عن العمل دون سبب شرعي يعد أخذًا للمال بغير وجه حق
  • لماذا تمثل صواريخ حزب الله قصيرة المدى هاجسا لجيش الاحتلال؟
  • ملامح اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل
  • هل يجوز قراءة القرآن على الماء والغسل به؟.. الإفتاء توضح
  • رحلة الملحن محمد رحيم في عالم الموسيقى.. بدأت مع عمرو دياب وعمره 16 عاما
  • لماذا سميت سورة الإخلاص بالمقشقشة؟.. 3 أسباب ينبغي أن تعرفها
  • ثواب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. اغتنم هذه النفحات الرباينة
  • يغفر له ما بين الجمعتين.. فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
  • حكم استعمال البخور ليلة الجمعة ؟
  • عالم بالأوقاف: قيمة المؤمن ليست بمكانته الاجتماعية وأمواله وإنما بتقوى الله