مواد البناء تهدد شركات التطوير العقارى
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
مخاوف من تحول متاعب سوق العقار لأزمة اقتصادية بتداعيات مجتمعية «مؤلمة»حان الوقت لإزالة معوقات تصدير العقار تشريعياً وإجرائياً
يبدو أن أسعار مواد البناء تمثل عامل ضغط حقيقيا على شركات تطوير العقار فى ظل ارتفاع أسعارها بشكل مطرد، وهو الأمر الذى يعنى بداهة أن تكلفة المنتجات العقارية تتزايد بشكل مستمر.
وبالعودة الى أسعار مواد البناء فإنه يمكن الإشارة إلى أن سعر طن الحديد يتأرجح حول مستوى الـ40 ألف جنيه فى الوقت الذى يزيد فيه سعر طن الأسمنت فوق مستوى الألفين جنيه.
وفى ظل ارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه فى السوق السوداء فإن التوقعات تتجه باحتمالية أسعار مواد البناء وبالتالى ارتفاع أسعار الوحدات العقارية إلى مستويات تفوق القدرات المالية للعملاء المستهدفين، وهو الأمر الذى ينذر بحالة ركود عميقة قد تصيب سوق العقار.
وعليه فإن تصدير العقار يبقى النافذة الكبيرة لبقاء السوق العقارى فى مأمن من التحديات التى تعتريه من كل اتجاه خصوصاً فى ظل جاذبية أسعار المنتجات العقارية قياساً على تسعيرها فى الأسواق الخارجية بعملاتها الصعبة، وهو الأمر الذى يفرض على شركات التطوير العقاري إيجاد الآليات الكفيلة لتصدير العقار الى الأسواق المجاورة والإقليمية والعالمية.
وضمن هذا الإطار رصدت «عقارات الوفد» ما يمكن اعتباره مطالبات عقارية بتدخل حكومى لإنقاذ صناعة البناء من مخاطر محدقة فى ظل ارتفاع تكلفة البناء إلى الحد الذى قد يفرز سوقا عقاريا غير مستقر ودون اتزان وينقصه الانضباط.
ووفقاً لمشاهدات «عقارات الوفد» فإن المطالب العقارية تتركز فى إيجاد إجرءات تنفيذية من شأنها خفض تكلفة البناء على المطور العقارى وإرجاء الحكومة لمستحقاتها المالية على المطورين إلى مستوى أسعار الأراضى على اعتبار أن التوقيت الراهن استثنائى ويتطلب إجراءات استثنائية.
ويطالب أصحاب البيزنس بإيجاد صيغ تمويلية بأسعار فائدة تفضيلية لشركات التطوير العقارى بما يضمن تدفق السيولة فى شرايين صناعة العقار، على اعتبار أن هروب السيولة من السوق العقارى يمكن أن يؤدي لأزمة حقيقية ستكون نتائجها مؤلمة للغاية.
ويعتقد البعض أن التدخل الحكومى فى حال حدوثه بشكل مناسب من شأنه أن يعيد الثقة للسوق ويضمن له الاستدامة ويحول الأزمة المحتملة إلى جملة من الفرص التى تستطيع جلب رسائل دولارية إلى الاقتصاد المصرى، وهو الأمر الذى يمكن أن يكون نقطة تحول فى إيجاد تدفقات دولارية تكون كفيلة يإنهاء أزمة الدولار فى السوق المصرى .
ويطالب عدد من أهل البيزنس الحكومة بضرورة إيجاد منظومة تشريعية وإجرائية مرنة لتصدير العقار المصرى بخلق منظومة تضمن إزالة كافة العراقيل التى تحول دون تملك الأجانب العقار المصرى فى ظل قناعة تذهب باتجاه أن المشكلة مشخصة والحلول معروفة لكن القرار مؤجل بما يستدعى من الحكومة وضع مثل هذه الحلول على سكة التنفيذ دون تأجيل.
وتأتى هذه المطالبات فى ظل تخوفات حقيقية من احتمالية تحول الصعوبات التى تواجه السوق العقارى إلى أزمة قتصادية ستلقى بحممها على كافة قطاعات الاقتصاد خصوصاً فى ظل تشابك صناعة البناء مع الصناعة واستقرار التشغيل بما يعنى أن أية تأثيرات سلبية على صناعة البناء ستؤثر سلبا على الصناعة وستؤدى إلى أزمة بطالة وبالتالى أزمات مجتمعية كالسرقة والنصب والجرائم المجتمعية المرتبطة بالبطالة وتدنى الدخول.
وضمن هذا السياق فإنه يمكن القول إن زيادة أسعار التكلفة في السوق العقاري المصري تعد أكبر التحديات التي تواجه قطاع العقارات في مصر لما تتسبب فيه من زيادة الأعباء والضغوط على المطورين العقاريين والشركات.
ويبدو أن هذه المرحلة بحاجة إلى دعم حكومي ومساندة للشركات العقارية والمطورين سواء فيما يتعلق بأسعار الفائدة أو الأقساط المستحقة على الشركات العقارية خاصة الشركات العقارية الجادة في السوق العقاري بما يتطلب مساندة الشركات العقارية بخصوص الأقساط المستحقة وغيرها من أجل أن تقوية الشركات ورفع ملاءاتها المالية لتمكينها من تنفيذ المشاريع القائمة والمخططة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسعار مواد البناء سعر طن الحديد الدولار الوحدات العقارية السوق المصرى مواد البناء
إقرأ أيضاً:
مصر.. الحكومة تعتزم رفع حد إعفاء الضرائب العقارية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعتزم الحكومة المصرية رفع حد الإعفاء الضريبي على العقارات المبنية من مليوني جنيه (39.8 ألف دولار) إلى ما بين 4 إلى 5 ملايين جنيه (79.6-99.5 ألف دولار)، وذلك بهدف التيسير على المواطنين في ظل ارتفاع معدل التضخم وأسعار العقارات.
ومن المتوقع الإعلان عن هذا الإعفاء ضمن منظومة حوافز ضريبية وجمركية سيتم الكشف عنها عقب إجازة عيد الفطر، وفقًا لمصدر حكومي مسؤول أكد أن حسم القيمة النهائية لحد الإعفاء سيتم خلال الفترة القريبة المقبلة.
وتبنت الحكومة المصرية منذ تشكيلها في يوليو/تموز الماضي، سياسة مالية تستهدف تقديم تيسيرات وحوافز ضريبية لتحسين مناخ الاستثمار. وأُقرت تعديلات وتشريعات جديدة بدأت تنفيذها هذا الشهر تسمح بإنهاء المنازعات الضريبية بين الشركات ومصلحة الضرائب، والتصالح الضريبي مقابل سداد جزء من المستحقات وكذلك تقليل الدعاوى القضائية الضريبية.
وتستهدف الحكومة إطلاق المرحلة الثانية من الحوافز الضريبية خلال الفترة المقبلة، على أن تشمل تسهيلات جمركية وضرائب عقارية، لمعالجة التحديات بالجمارك والضرائب العقارية لصالح المواطنين والمستثمرين، في إطار ترسيخ مسار الثقة والشراكة والمساندة للمستثمرين المحليين والدوليين، وفق ما ذكره تقرير رسمي لوزارة المالية.
وتفرض مصر ضريبة على كافة العقارات المبنية، عدا المملوكة للدولة والمخصصة للنفع العام والأحواش ومباني المدافن وكذلك الأبنية التعليمية ومقرات الأحزاب السياسية ومراكز الشباب والرياضة. ويبلغ سعر الضريبة 10% من القيمة الإيجارية السنوية للعقار، ويُعفى من أداء الضريبة أي عقار سكني لا تتجاوز قيمته 2 مليون جنيه (39.8 ألف دولار) بشرط أن تكون مخصصة كسكن رئيسي للمالك.
وجمعت الموازنة العامة لمصر 2.6 مليار جنيه (51.7 مليون دولار) ضرائب على الأراضي والمباني خلال الفترة من يوليو/تموز إلى نوفمبر/تشرين الثاني من السنة المالية الحالية 2024/2025 بزيادة 400 مليون جنيه (حوالي 8 ملايين دولار) بنسبة نمو سنوي 17.1%، بحسب التقرير الدوري لوزارة المالية.