على وقع المفاوضات.. هل اقتربت التهدئة في المنطقة؟
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
في ظل التصعيد المستمر على مختلف الجبهات، بدأ الحديث الجدي عن تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس من جهة وتل اييب من جهة ثانية الامر الذي سيضع حداً حاسماً للعمليات العسكرية في قطاع غزة حتى لو لم تكن الاطراف المعنية بشكل مباشر تريد ذلك، على اعتبار ان التفاوض يهدف أولا الى تبادل الاسرى والى إخراج الاسرى الاسرائيليين من القطاع وهذا ما لا يمكن إتمامه من دون وقف إطلاق النار لعدة أيام.
وتقول مصادر مطلعة أن المفاوضات التي ترعاها وتديرها قطر بشكل اساسي، قطعت شوطاً كبيراً بعد فشل جولات سابقة، وهذا يعني أن إمكانية نجاح الاتصالات في تحقيق خرق، ترتفع، في ظل شروط حاسمة لدى حركة حماس بألا تتم عملية التبادل الا بعد وقف اطلاق النار لمدة ٥ ايام مستمرة، على اعتبار أن وقف اطلاق النار سيساعد في إجراء إحصاء تام للاسرى الاسرائيليين وتحديدا المدنيين الذين لا يمكن في ظل الوضع الحالي حسم عددهم ووضعهم الصحي.
وتشير المصادر الى ان الهدف الاساسي لحماس هو إفشال الاندفاعة الاسرائيلية واعادة تنظيم صفوفها، في ظل غياب قدرة تل ابيب على تنفيذ غارات جوية او عمليات تقدم مدعومة نارياً، وهذا ما سيساعد حماس على نقل اسلحة ومقاتلين بشكل كبير استعداداً للايام التي تلي، وعليه فإنه ليس من السهل قبول اسرائيل بالهدنة الطويلة، اذ تفضل ان تكون الهدنة لساعات قليلة فقط يتم خلالها تبادل الاسرى وفق الاتفاق.
وترى المصادر ان اسرائيل تحاول الاستفادة من الواقع الحالي قدر الامكان، على اعتبار أن الاتفاق على هدنة طويلة سيجعل من العودة الى الحرب أمرا صعباً في ظل الضغوط الشعبية في الداخل الاسرائيلي والتي يقودها اهالي الاسرى الاسرائيليين لدى حماس، اضافة الى الرغبة الاميركية بوقف الحرب خشية توسعها الى جبهات جديدة، وعليه ستصبح إمكانية سيطرة واشنطن على القرار السياسي الاسرائيلي أسهل بكثير في أيام السلم ووقف النار.
اقتراب التوافق على صيغة تسوية سيحرج نتنياهو، خصوصا ان قبوله بالتبادل مع حماس سيشكل انتصارا واضحا وصريحا لها، اذ ان اطلاق سراح الفلسطينيين الاسرى هو احد اهداف الحركة من عملية 7 تشرين، في حين ان قبول تل ابيب بالامر يعني اعترافا واضحا بأن حماس لا تزال قوية ولديها قدرة على القيادة والسيطرة ولم يتم القضاء عليها، وهذا ما سيؤدي بدوره الى تدهور الواقع السياسي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يحاول بإستمرار عرقلة اي مقترح لوقف النار.
وتشير المصادر الى انه وبعكس المعارك العسكرية عامة، فإن المفاوضات هي التي تحدد هنا طبيعة التصعيد الميداني، اقله في الساحات خارج فلسطين، وليس الميدان الذي يرسم مسار التفاوض خصوصا في ظل التوازن المفروض غزاوياً في حرب الشوارع التي استدرج اليها الجيش الاسرائيلي، وبالتالي فإن مراقبة الميدان في لبنان وفي اليمن يمكن ان يوصل لاستنتاجات مرتبطة بتقدم المفاوضات بشأن الاسرى ووقف اطلاق النار، من عدمه. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حول فلسطين والشرق الأوسط| تعرف على أعضاء إدارة ترامب.. وهذا موقفهم من قضايا المنطقة
مع اقتراب موعد عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، بعد فوزه في الانتخابات الأمريكية على منافسته كاميلا هاريس، بدأ دونالد ترامب في تشكيل إدارته الجديدة في إجراء سلسلة من التعيينات الهامة التي تهدف إلى استكمال رؤيته للمرحلة القادمة من حكمه، هذا التشكيل يأتي وسط تكهنات متزايدة حول المناصب التي سيتولى فيها المقربون منه.
أعضاء حكومة ترامب
ويسعى ترامب لتشكيل فريق من الموالين له، واختار عددًا من الشخصيات البارزة لتولي أدوار محورية في إدارته من بين هذه التعيينات كان منصب السفير لدى الأمم المتحدة، وهو أول منصب وزاري يحتاج إلى تصديق مجلس الشيوخ، ما يعكس أهمية هذا الاختيار في سياق تشكيل الحكومة.
من جانبه، قال الدكتور مهدي عفيفي عضو الحزب الديمقراطي الباحث والمحلل السياسي، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعهد لأحد داعميه الرئيسيين في حملته الانتخابية، الذي قدم وزوجته دعمًا ماليًا كبيرًا بلغ 100 مليون دولار، بأن يسمح لإسرائيل بالاستيلاء على الضفة الغربية، هذا التعهد يعكس التزام ترامب القوي بدعم السياسات الإسرائيلية، وهو ما كان له تأثير كبير على سياسته في الشرق الأوسط طوال فترة رئاسته.
وأضاف لـ “صدى البلد”، أنه عند وصوله إلى البيت الأبيض، فتح ترامب المجال لإسرائيل لتحقيق أهدافها بشكل أكبر مما كان الحال في عهد الإدارة الديمقراطية السابقة. وكانت إسرائيل تسعى إلى توسيع نفوذها في المنطقة، موضحا أن إدارة ترامب قدمت لها دعمًا غير مسبوق في هذا المجال، ما ساعدها في تنفيذ خططها بشكل أكثر طموحًا وفاعلية.
سفير ترامب الجديد إلى إسرائيل يتوقع ضم الضفة الغربية للاحتلال ملامح إدارة ترامب الجديدة للعودة بقوة إلى البيت الأبيضوأكد المحلل السياسي، أنه من خلال صهره جاريد كوشنر، الذي كان له دور بارز في صياغة السياسات الخارجية الأمريكية، عمل ترامب على تعزيز “صفقة القرن” التي كانت تهدف إلى تحقيق تسوية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكذلك تعزيز الاتفاقات الإبراهيمية بين إسرائيل والدول العربية، وكان ترامب ملتزمًا بتقديم الدعم الكامل لإسرائيل في مختلف المجالات، سواء العسكرية أو السياسية، بما يضمن تعزيز مكانتها في المنطقة.
وأعلن ترامب بشكل رسمي عن خمسة أسماء رئيسية سيشغلون مناصب بارزة في إدارته القادمة، وسط انشغال الأوساط السياسية بالترقب لما ستسفر عنه هذه التعيينات، هذه التحركات تأتي بعد فوز ترامب في الانتخابات، مما يفتح المجال أمام مزيد من التكهنات حول التغييرات المرتقبة في الإدارة الأمريكية.
البيت الأبيضوعين ترامب سوزي وايلز، مديرة حملته الانتخابية، في منصب رئيسة موظفي البيت الأبيض واصفًا إياها بأنها أحد الأسباب الرئيسية وراء فوزه، فإن هذا التعيين لا يعد مجرد تغيير إداري، بل خطوة تاريخية كونها ستصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ الولايات المتحدة.
واستعاد ترامب مستشاره السابق ستيفن ميلر، الذي يشتهر بمواقفه الصارمة تجاه الهجرة، ليشغل منصب نائب كبير موظفي البيت الأبيض لشؤون السياسات ميلر الذي لعب دورًا كبيرًا في صياغة السياسات المثيرة للجدل خلال ولاية ترامب الأولى، سيستمر في التأثير على قرارات الإدارة بشأن القضايا الكبرى.
ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، فقد عين أيضًا توم هومان، المدير السابق لإدارة الهجرة والجمارك، في منصب مسؤول الحدود، مما يشير إلى أن ملف الهجرة والحدود سيكون من أولويات ولايته الثانية، مع خطط لترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين.
يترأسها إيلون ماسك.. ما مهام وزارة الكفاءة الحكومية التي استحدثها ترامب؟ رئيس الأحلام بالنسبة لإسرائيل.. تفاصيل بشأن صفقة القرن بين ترامب ونتنياهو| فيديوومع وجود تعيينات أخرى متوقعة في وزارات الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي، من المنتظر أن يسعى ترامب إلى اختيار شخصيات تدعمه في خططه الطموحة لتقليص التدخلات العسكرية الأمريكية في الخارج، وتعزيز الأمن الداخلي.
لكن التحدي الأبرز في هذه المرحلة قد يكمن في تحقيق الولاء الكامل من قبل هذه الشخصيات، وتجاوز التوترات التي ظهرت في فترة حكمه السابقة، حيث كان يواجه صعوبات في التواصل مع بعض القادة العسكريين والمدنيين، الذين كانوا في بعض الأحيان في حالة من الارتباك أمام قراراته المفاجئة.