الخارجية الروسية: كلام بايدن عن فلسطين هو تشويه للمفاهيم
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن حول الحاجة إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو "تشويه للمفاهيم".
جاء ذلك في تعليق زاخاروفا المنشور على الموقع الرسمي للوزارة، حيث تابعت: "لاحظنا في مجتمع الخبراء الأمريكيين، بعد تصريحات بايدن وعدد من المسؤولين الآخرين، أنه يتم الترويج لفرضية ضرورة إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة.
ووفقا لزاخاروفا فإن الحديث يدور هنا حول "تشويه المفاهيم"، حيث تبدو مثل هذه التصريحات غريبة، "على الأقل بالنظر إلى حقيقة انسحاب الولايات المتحدة نفسها من أي مناقشة جادة لمشكلات التسوية الفلسطينية الإسرائيلية على أساس حل الدولتين، ومنع أنشطة صيغة (للجنة الرباعية الدولية للتسوية في الشرق الأوسط)، الصيغة الفريدة التي وافق عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمكونة من وسطاء دوليين هم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة".
وتابعت زاخاروفا: "علاوة على ذلك، وبعد وصولها إلى السلطة في الولايات المتحدة عام 2021، لم تتعامل إدارة بايدن بجدية مع الشرق الأوسط ومشكلته المركزية، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واختارت واشنطن اتباع طريق الترويج لـ "الاتفاقيات الإبراهيمية" لتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية مع تجاهل القضية الفلسطينية بشكل كامل. وقد حذرنا حينها من أن هذا النوع من الفلسفة أحادية الجانب يهدد بعواقب خطيرة للغاية على المنطقة، وهو ما نشهده اليوم".
وأشارت زاخاروفا إلى أن "أزمة أكتوبر" في غزة ما حولها "أثبتت مرة أخرى خلل المحاولات الأمريكية (لاحتكار) وظائف الوساطة في مجال التسوية في الشرق الأوسط، واستحالة تغلب الولايات المتحدة بمفردها على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي طال أمده". وتابعت: "وانطلاقا من ذلك، فإننا نطرح منذ عدة سنوات مسألة إنشاء آلية تفاوض جماعية، ينبغي لدول المنطقة أن تلعب فيها دورا حاسما، من أجل ضمان الظروف اللازمة لاستئناف عملية التسوية الشاملة للصراع العربي الإسرائيلي".
وأكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية على أن جهود الدبلوماسية الروسية، إلى جانب حل المشكلات الملحة المتعلقة بضرورة إنهاء الحرب في غزة وما حولها، وتقديم المساعدات الإنسانية، وإنقاذ الرهائن، وإجلاء المواطنين الروس، تهدف إلى إطلاق تسوية فلسطينية إسرائيلية كاملة وفقا لقرارات الشرعية الدولية وإطار القوانين المعترف بها دوليا، والتي تعترف بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة إقليميا ضمن حدود عام 1967، تعيش في أمن وسلام مع إسرائيل.
وختمت زاخاروفا تعليقها: "إن نهجنا المبدئي والثابت تشاركنا فيه الغالبية العظمى من دول العالم، لأنه بدون حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط أمر مستحيل".
المصدر: الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بايدن الولايات المتحدة التسوية الفلسطينية الإسرائيلية حل الدولتين روسيا الاتحاد الأوروبي الأمم المتحدة إدارة بايدن القضية الفلسطينية الأمم المتحدة الحرب على غزة السلطة الفلسطينية الشرق الأوسط القضية الفلسطينية اللجنة الرباعية حركة حماس حركة فتح طوفان الأقصى قطاع غزة ماريا زاخاروفا مجلس الأمن الدولي وزارة الخارجية الأمريكية وزارة الخارجية الروسية الخارجیة الروسیة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي:الولايات المتحدة “قلقة” إزاء نفوذ الصين المتزايد في العراق
آخر تحديث: 26 نونبر 2024 - 9:30 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- سلط تقرير أمريكي الضوء على ما وصفه ب”التطور الجيوسياسي الكبير” في منطقة الشرق الأوسط، مع تعثر اتفاق “النفط مقابل الإعمار” المبرم بين العراق والصين، والذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار، ويشكل هذا التعثر نقطة تحول في ديناميكيات القوة في المنطقة.وذكر تقرير لموقع “ديبلومات” الأمريكي المتخصص في قضايا منطقة آسيا-المحيط الهادئ، أن المشروع الطموح الذي أطلق في سياق “مبادرة الحزام والطريق” الصينية في عام 2019 كان يهدف إلى جعل العراق شريكا رئيسيا في استراتيجية البنية التحتية العالمية للصين.بموجب الاتفاق، كان من المقرر أن يزود العراق الصين ب100 ألف برميل من النفط يوميا مقابل تطوير بنى تحتية تشمل شبكات النقل والمدارس والمستشفيات ومنشآت الطاقة. وأشار التقرير، إلى أن تعليق الاتفاق جاء في ظل مخاوف متزايدة داخل القيادة العراقية بشأن تداعيات الاعتماد على الاستثمار الأجنبي، خاصة في سياق التدقيق المتزايد على الاستراتيجيات الاقتصادية التي تنتهجها الصين.هذا التأخير يعكس “لحظة محورية” بالنسبة للعراق في إعادة تقييم دوره في المشهد الجيوسياسي المتغير في الشرق الأوسط، ويبرز التوازن المعقد بين الضرورات الاقتصادية والاستقلال الاستراتيجي في عالم متعدد الأقطاب. وأكد التقرير، على تعليق الاتفاق يمثل تحولا كبيرا في نهج العراق تجاه الشراكات الدولية، مما يعكس المخاوف الإقليمية الأوسع نطاقا بشأن تداعيات الدبلوماسية التي تركز على البنية التحتية.كما يظهر التعقيد المتزايد في العلاقات الدولية في المنطقة، حيث يتقاطع نفوذ الغرب تاريخيا مع الصين، القوة الاقتصادية الشرقية الناشئة.وأشار التقرير، إلى أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء نفوذ الصين المتزايد في العراق وممرات الطاقة الحيوية، لا سيما وأن واشنطن قد استثمرت أكثر من 90 مليار دولار في إعادة إعمار العراق منذ عام 2003، ولها نفوذ كبير في قرارات بغداد الاستراتيجية.وفيما يتعلق بالاقتصاد السياسي المحلي في العراق، لفت التقرير، إلى أن القيادة العراقية تواجه ضغوطا قوية لتأمين تطوير البنية التحتية، بينما يعكس الخطاب السياسي العراقي شبح التبعية للخارج، خاصة في ظل تجارب البلاد التاريخية مع القوى الخارجية.
ونوه التقرير، إلى أن العراق يدرك التحديات التي تطرأ نتيجة التزامه بعقد طويل الأجل مع الصين، خاصة في ظل التقلبات في أسعار النفط.ويظهر التردد العراقي في مواصلة الاتفاق وعيا إقليميا متزايدا بحاجة الدول إلى الحفاظ على استقلالها الاستراتيجي مع الاستفادة من الاستثمارات الصينية.وفي ختام التقرير، خلص إلى أن توقف الاتفاق بين العراق والصين ليس مجرد توقف مؤقت في العلاقات الثنائية، بل يشير إلى إعادة ضبط استراتيجية أكبر في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.كما يعد هذا التوقف دراسة حالة مهمة في كيفية انتقال الدول عبر تقاطعات التنمية الاقتصادية والاستقلال الاستراتيجي في مواجهة التنافس بين القوى العظمى.