البابا تواضروس.. أوصي أن نطلب الحكمة من الله في كل يوم
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية، من مركز لوجوس بالمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وتناول قداسته جزءًا من الأصحاح الرابع من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل أفسس والأعداد (١– ٣)، وأشار إلى أن هذا الأصحاح هو "درة رسالة أفسس" لأنه يشرح المنهج التعليمي للسلوك المسيحي وحياة التلمذة، وذلك كإرشاد للخدام المرشحين للكهنوت وستتم سيامتهم في صباح الغد.
وشرح قداسة البابا حياة التلمذة وأنها تشمل ثلاثة معان مشتركة، وهي:
١- التلمذة هي حياة المسيح: فهي حياة تحياها متشبهًا بالسيد المسيح.
٢- التلمذة هي حب: فهي حب للأمر الذي ستتلمذ عليه، سواء شخص أو كتاب يبني الكيان الروحي.
٣- التلمذة هي حكمة: فيجب أن يتعلم الإنسان الحكمة من الشخص الذي يتتلمذ عليه، سواء في الكلام أو في السلوك.
وأوصى قداسته أن نطلب الحكمة من الله في كل يوم، وأشار إلى أن التلمذة هي بداية في حياة الإنسان لا تنتهي، وهي محور المسيحية في الخدمة والرهبنة، وتتطلب الطاعة لمَن تتم التلمذة عليه، من خلال الالتزام بالمسيح والارتباط بالشركة معه، ثم تناول أشكال وأنواع التلمذة، كالتالي:
١- تلمذة الفكر:
الأمر الأول الذي يبني فكر الإنسان هو كلمة الله، "اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ" (يو ٦: ٦٣)، وتتضمن تلمذة الفكر:
- تلمذة الإنجيل: أن يلتزم الإنسان بقراءة الإنجيل على الدوام ودون تنقية واختيار، لكي يشبع ويعيش في عمق كلمة الله.
- التلمذة على تعاليم القديسين: أن يبحث الإنسان في كتابات الآباء عن الإجماع في الرأي، مثل كتابات القديس يوحنا ذهبي الفم.
- التلمذة على المرشدين: أن يلتزم الإنسان بطاعة أب اعترافه ومرشده الروحي، في اتضاع كامل.
٢- تلمذة الحواس:
وتتضمن عدد من المفردات مثل: تلمذة العينين على الأيقونات وأجساد القديسين والطقوس الكنسية، وتلمذة الأنف على البخور والحنوط، وتلمذة الأذن على الصلوات الصاعدة والتسبيح والترنيم، وكذلك رفع اليدين وقرع الصدر، والسجود بالأقدام من أجل البحث عن الآخرين، حتى يكون الإنسان مشغولًا ليلًا ونهارًا بالله.
٣- تلمذة القلب:
وهي تلمذة العقيدة، وهي إحساس بداخل الإنسان بالإيمان الذي يحويه، لأن العقيدة هي حياة، مثلما كان الإيمان الحي لدى الشهداء، وتلمذة القلب هي التي يحيا فيها الإنسان الحياة الليتورچيا في الصلوات وممارسة الأسرار، وليس أن يمارسها من الناحية الطقسية فقط.
كما أوضح قداسة البابا أن أحد معالم التلمذة الحقيقية هو "التوازن"، لأنه يلزم أن يكون التلميذ الجيد لديه حكمة ووسطية واعتدال، من خلال عدة مبادئ، وهي:
١- الأصالة والمعاصرة: مثال في الإيمان والعلم وكيف نشعر بمنح البركة في الأماكن المقدسة، وكذلك كيف نواجه الصراع الدائم بين القديم والحديث ونقبل الحديث والتواجد فيه بشكل مناسب.
٢- الماديات والروحيات: مثل التوازن بين النشاط الاجتماعي والنشاط والروحي.
٣- الحرية والالتزام: مثل التوازن بين الانغلاق والتسيب بالالتزام الواعي، ومثلما شرح القديس أثناسيوس في القرن الرابع الميلادي اللاهوت والإيمان والعقيدة بالفلسفة السائدة في ذلك الحين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البابا تواضروس العظة الأسبوعية الكنيست وادي النطرون
إقرأ أيضاً:
الكرادلة المشاركون في اجتماعات ما قبل الكونكلاف يوضحون بعض الجوانب النظامية
أعلنت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، اليوم الخميس، عن إصدار بيانين؛ خصص الأول لتوضيح جوانب نظامية تتعلق بالكونكلاف من قبل الكرادلة، وحمل الثاني دعوة لشعب الله إلى التضرع بالصلاة في هذه اللحظة الكنسية المحورية.
وكلمة "كونكلاف" أصلها لاتيني، وتتألف من كلمتين Cum وClave، وتعني "مع المفتاح" أو الغرفة المقفلة بالمفتاح. أما في إطار المصطلحات الكنسية تُستخدم كلمة "كونكلاف" للإشارة إلى المكان المغلق الذي يُنتخب فيه البابا، أو إلى مجمع الكرادلة المدعو إلى انتخاب الحبر الأعظم الجديد.
ملخص اجتماع الكرادلة
أصدرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي اليوم الأربعاء، بيانًا للكرادلة المشاركين في الاجتماعات التي تسبق الكونكلاف أرادوا فيه، حسبما جاء في البيان، التطرق إلى نقطتين تتعلقان بالإجراءات الخاصة بالكونكلاف ناقشوهما خلال الأيام الماضية.
وتحدث البيان أولًا عن أن قداسة البابا فرنسيس بتعيينه كرادلة جدد بعدد، يجعل الكرادلة الناخبين في الكونكلاف يزيدون عن مائة وعشرين، وهو الحد الأقصى حسب ما تنص عليه المادة ٣٣ من الدستور الرسولي Universi Dominici Gregis من سنة ١٩٩٦ للبابا القديس يوحنا بولس الثاني، قد أعفى عمليا من هذه المادة وذلك بحكم مادة أخرى من الدستور ذاته، وهي رقم ٣٦ والتي تنص على أنه يحق للكرادلة انتخاب الحبر الأعظم منذ تعيينهم.
وبالتالي فأن الكرادلة الذين يتجاوزون هذا العدد، أي ١٢٠، يحق لهم التصويت في الكونكلاف الحالي حسبما ذكر الكرادلة في بيانهم.
أما النقطة الثانية التي تَضَمنها البيان فتتعلق بالكاردينال بيتشو، وأعرب الكرادلة عن تقديرهم لإعلانه عدم مشاركته في الكونكلاف، انطلاقًا من خدمة الكنيسة، وخير الكونكلاف حسبما ذكر، كما أعرب الكرادلة عن رجائهم أن تصل الأجهزة القضائية المعنية إلى الحقيقة بشكل نهائي في القضية التي يُتهم فيها الكاردينال.
كذلك، نشرت دار الصحافة بعد ظهر اليوم، بيانًا آخر يدعو فيه الكرادلة المشاركون في الاجتماعات التي تسبق الكونكلاف شعب الله إلى عيش هذه اللحظة الكنسية كفعل نعمة وتمييز روحي في إصغاء لمشيئة الله.
وأضاف البيان أن الكرادلة مع وعيهم للمسؤولية التي هم مدعوون إليها يلمسون ضرورة أن يدعمهم المؤمنون جميعًا بالصلاة، كما أكد الكرادلة ضرورة أن يكونوا أدوات وديعة لحكمة الآب السماوي، وعنايته في طاعة للروح القدس، فهو مَن يجب الإصغاء إليه، ومعانقة ما يقول للكنيسة، تابع الكرادلة وختموا سائلين مرافقة مريم العذراء بشفاعتها الأمومية.