تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل متزايد إلى كبح جماح الجيش الإسرائيلي في غزة، في جهد يرمي إلى تقليل الخسائر بين المدنيين والحد من خطر صراع أوسع، في الوقت الذي تواجه فيه منسوباً مرتفعاً من الانشقاق الداخلي بسبب سياستها في الشرق الأوسط. 

إننا نستمع...وأعرف أن لهذه الأزمة تأثير كبير عليكم من الناحية الشخصية

وفي رسالة إلى بايدن وحكومته الثلاثاء، انتقد أكثر من 500 موظف في 40 وكالة حكومية دعمه  لإسرائيل في حربها على غزة.

    
ونددت الرسالة بقتل حماس 1200 إسرائيلي، معظمهم مدنيون، في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها دعت بايدن إلى كبح جماح الجيش الإسرائيلي في غزة، حيث تجاوز عدد القتلى 11 ألفاً، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس.   
وجاء في الرسالة "نطالب بإلحاح بوقف للنار، وبالدعوة إلى خفض التصعيد للنزاع الجاري بتأمين الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزين اعتباطياً، وإعادة إمدادات المياه وخدمات أخرى أساسية إلى قطاع غزة"، وفق ما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.  

“With time, it became increasingly clear that Biden himself was the sole driver of that initial zero-sum approach and it took weeks of concerted high-level effort – from state, Usaid, the intelligence community and even part of the national security … 1/ https://t.co/L5udsLd2xV

— Alex Callinicos (@alex_callinicos) November 15, 2023

وتعكس الرسالة التي ظل موقعوها مجهولين، التوتر المتزايد في صفوف الدبلوماسيين الأمريكيين بسبب سياسة بايدن في الأسابيع الأولى من الحرب، التي أكدت علناً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما كانت تحاول سراً الحد من انتقامها. ويقول المنتقدون إن هذه المقاربة لم تكن فعالة.     
وقال الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر لـ "غارديان": "لم يعد سراً منذ أسابيع أن هناك معارضة وإحباطاً عفي الإدارة الأمريكية، مدفوعاً بقلق متزايد من حجم الرد العسكري الإسرائيلي في غزة. إن ما يحفز معظم الانشقاق الداخلي هو تعليقات بايدن العلنية، أولاً مقاربته المطلقة للقضية، ومن ثم التشكيك المضلل في حجم الإصابات في غزة". 

ووقع أكثر من ألف موظف في الوكالة الأمريكية للتنمية رسالة مفتوحة، تدعو الإدارة إلى استخدام أفضل لرافعتها، للحد من قتل المدنيين، وطالب عشرات الموظفين في وزارة الخارجية بتغيير السياسة،  أكثر من ثلاث مرات.     

وأخذ وزير الخارجية أنطوني بلينكن المعارضة على محمل الجد وفق ما يقول مسؤولون. وقال في رد على الموظفين المعارضين: "إننا نستمع...وأعرف أن لهذه الأزمة تأثير كبير عليكم من الناحية الشخصية".  

ضبط النفس

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن دعوة الإدارة إلى ضبط النفس وتأكيد الحاجة إلى الحد من الضحايا المدنيين، نُقلت إلى إسرائيل مراراً، وأن البنتاغون ينصح للجيش الإسرائيلي عن كيفية استهداف حماس في غزة، ليقلل في الوقت نفسه  "الأضرار الجانبية". 

Your house of cards is falling Democrats. Biden. We see you. #GenocideinGaza https://t.co/wzEccMUMoK

— Rupa Marya, MD (@DrRupaMarya) November 15, 2023

ويضيف المسؤولون أنه كان ثمة دعم داخل الحكومة الإسرائيلية عقب 7 أكتوبر(تشرين الأول) لتوجيه ضربة استباقية لحزب الله في لبنان، لردع التهديد بفتح جبهة ثانية، قبل الهجوم البري على غزة.

إن التخلي عن هذه الضربة، وفقهم، كان جزئياً بسبب الاقتناع الأمريكي بتفادي الخطر في الوقت الحاضر، بنشوب نزاع إقليمي أوسع. وحتى حزب الله نفسه، كما يقول المسؤولون الأمريكيون، لا مصلحة له في تصعيد النزاع، وأن إطلاقه الصواريخ عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، هو للحفاظ على مصداقيته رمزاً للمقاومة ضد إسرائيل.

تشديد الخطاب الأمريكي

وفي الوقت نفسه شدد المسؤولون الأمريكيون في نبرة خطابهم عن غزة. وقال بايدن الإثنين إن المستشفيات "يجب أن تكون محمية". وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في اليوم نفسه: "نواصل النقاشات على كافة المستويات، بما في ذلك، الرئيس بايدن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لحض إسرائيل على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين".

وصعدت مديرة الوكالة الأمريكية للتنيمة سامنتا باور خطابها الثلاثاء، داعية إسرائيل لإإعادة الاتصالات، والكهرباء، وخطوط المياه والوقود، إلى غزة. 

ويشير المسؤولون الأمريكيون إلى أن تشديد اللهجة الأمريكية كان بسبب الأحداث على الأرض، والانشقاق الداخلي ويقول الديبلوماسيون الكبار إن علو صوت الانشقاق سببه ظاهرة اختلاف الجيل، حيث أن الموظفين الشباب في السياسة الخارجية مؤهلون أكثر لتكون لهم كلمتهم في السياسة، أكثر مما كان لأسلافهم.       

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل بايدن المسؤولون الأمریکیون فی الوقت فی غزة

إقرأ أيضاً:

أبرز 8 قرارات سيوقعها ترامب فور دخوله البيت الأبيض

#سواليف

تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد #ترامب، بتطبيق مجموعة من السياسات في اليوم الأول من عودته إلى #البيت_الأبيض، منها ما يتعلق بلمفات الهجرة والحدود، والتربية الجنسية في المدارس.

ومن أبرز الملفات التي وعد ترامب باتخاذ قرارات حاسمة في شأنها، مع انطلاق فترته الرئاسية الثاني:

-إغلاق الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك

مقالات ذات صلة رئيس الوزراء العراقي يتحدث عن ماهر الأسد ومصدر يكشف مكانه 2024/12/27

-بدء “أكبر برنامج ترحيل في التاريخ الأمريكي”

تحفيز إنتاج النفط والغاز الطبيعي وتسريع تصاريح الحفر والتكسير الهيدروليكي

-التراجع عن اللوائح البيئية

-العفو عن الأشخاص المدانين بجرائم تتعلق بأحداث 6 يناير 2021 في مبنى الكابيتول

-التوقيع على أمر تنفيذي من شأنه قطع التمويل الفيدرالي عن أي مدرسة “تدفع نظرية العرق وجنون المتحولين جنسيا وغيرها من المحتويات العنصرية أو الجنسية أو السياسية غير المناسبة بحياة أطفالنا”.

-التراجع عن سياسات الرئيس جو بايدن المتعلقة بالسيارات الكهربائية

-فرض الرسوم الجمركية على البضائع القادمة من المكسيك وكندا والصين

ومن المقرر أن تقام مراسم تنصيب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، ظهر يوم 20 يناير 2025، حيث سيؤدي ترامب اليمين الدستورية على الجهة الغربية لمبنى الكابيتول الأمريكي.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: شركة اتصالات تاسعة تتعرض لحملة تجسس صينية ضخمة
  • البيت الأبيض: كوريا الشمالية تتكبد خسائر فادحة في كورسك
  • بايدن يعتزم تقديم مساعدات عسكرية لكييف بأكثر من مليار دولار قبل مغادرة البيت الأبيض
  • البيت الأبيض: تهديدات الحوثيين ضد أمريكا وإسرائيل مستمرة
  • البيت الأبيض يكشف آخر تطورات محادثات الرهائن بين حماس وإسرائيل
  •  البيت الأبيض يرجّح سقوط الطائرة الأذربيجانية بصاروخ روسي
  • أبرز 8 قرارات سيوقعها ترامب فور دخوله البيت الأبيض
  • دعوات أمريكية لمنع ترامب من العودة إلى البيت الأبيض.. هكذا علّق
  • فيلا آشورية ضعف مساحة البيت الأبيض.. علماء يكتشفون قصرا في خورس آباد
  • خبير سياسي: بايدن منشغل بتنفيذ قرارات داخلية سياسية قبل الخروج من البيت الأبيض