بسبب تزايد المعارضة لبايدن.. البيت الأبيض يسعى للجم إسرائيل
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل متزايد إلى كبح جماح الجيش الإسرائيلي في غزة، في جهد يرمي إلى تقليل الخسائر بين المدنيين والحد من خطر صراع أوسع، في الوقت الذي تواجه فيه منسوباً مرتفعاً من الانشقاق الداخلي بسبب سياستها في الشرق الأوسط.
إننا نستمع...وأعرف أن لهذه الأزمة تأثير كبير عليكم من الناحية الشخصية
وفي رسالة إلى بايدن وحكومته الثلاثاء، انتقد أكثر من 500 موظف في 40 وكالة حكومية دعمه لإسرائيل في حربها على غزة.ونددت الرسالة بقتل حماس 1200 إسرائيلي، معظمهم مدنيون، في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها دعت بايدن إلى كبح جماح الجيش الإسرائيلي في غزة، حيث تجاوز عدد القتلى 11 ألفاً، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس.
وجاء في الرسالة "نطالب بإلحاح بوقف للنار، وبالدعوة إلى خفض التصعيد للنزاع الجاري بتأمين الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزين اعتباطياً، وإعادة إمدادات المياه وخدمات أخرى أساسية إلى قطاع غزة"، وفق ما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
“With time, it became increasingly clear that Biden himself was the sole driver of that initial zero-sum approach and it took weeks of concerted high-level effort – from state, Usaid, the intelligence community and even part of the national security … 1/ https://t.co/L5udsLd2xV
— Alex Callinicos (@alex_callinicos) November 15, 2023وتعكس الرسالة التي ظل موقعوها مجهولين، التوتر المتزايد في صفوف الدبلوماسيين الأمريكيين بسبب سياسة بايدن في الأسابيع الأولى من الحرب، التي أكدت علناً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما كانت تحاول سراً الحد من انتقامها. ويقول المنتقدون إن هذه المقاربة لم تكن فعالة.
وقال الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر لـ "غارديان": "لم يعد سراً منذ أسابيع أن هناك معارضة وإحباطاً عفي الإدارة الأمريكية، مدفوعاً بقلق متزايد من حجم الرد العسكري الإسرائيلي في غزة. إن ما يحفز معظم الانشقاق الداخلي هو تعليقات بايدن العلنية، أولاً مقاربته المطلقة للقضية، ومن ثم التشكيك المضلل في حجم الإصابات في غزة".
ووقع أكثر من ألف موظف في الوكالة الأمريكية للتنمية رسالة مفتوحة، تدعو الإدارة إلى استخدام أفضل لرافعتها، للحد من قتل المدنيين، وطالب عشرات الموظفين في وزارة الخارجية بتغيير السياسة، أكثر من ثلاث مرات.
وأخذ وزير الخارجية أنطوني بلينكن المعارضة على محمل الجد وفق ما يقول مسؤولون. وقال في رد على الموظفين المعارضين: "إننا نستمع...وأعرف أن لهذه الأزمة تأثير كبير عليكم من الناحية الشخصية".
ضبط النفسويقول المسؤولون الأمريكيون إن دعوة الإدارة إلى ضبط النفس وتأكيد الحاجة إلى الحد من الضحايا المدنيين، نُقلت إلى إسرائيل مراراً، وأن البنتاغون ينصح للجيش الإسرائيلي عن كيفية استهداف حماس في غزة، ليقلل في الوقت نفسه "الأضرار الجانبية".
Your house of cards is falling Democrats. Biden. We see you. #GenocideinGaza https://t.co/wzEccMUMoK
— Rupa Marya, MD (@DrRupaMarya) November 15, 2023ويضيف المسؤولون أنه كان ثمة دعم داخل الحكومة الإسرائيلية عقب 7 أكتوبر(تشرين الأول) لتوجيه ضربة استباقية لحزب الله في لبنان، لردع التهديد بفتح جبهة ثانية، قبل الهجوم البري على غزة.
إن التخلي عن هذه الضربة، وفقهم، كان جزئياً بسبب الاقتناع الأمريكي بتفادي الخطر في الوقت الحاضر، بنشوب نزاع إقليمي أوسع. وحتى حزب الله نفسه، كما يقول المسؤولون الأمريكيون، لا مصلحة له في تصعيد النزاع، وأن إطلاقه الصواريخ عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، هو للحفاظ على مصداقيته رمزاً للمقاومة ضد إسرائيل.
تشديد الخطاب الأمريكيوفي الوقت نفسه شدد المسؤولون الأمريكيون في نبرة خطابهم عن غزة. وقال بايدن الإثنين إن المستشفيات "يجب أن تكون محمية". وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في اليوم نفسه: "نواصل النقاشات على كافة المستويات، بما في ذلك، الرئيس بايدن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لحض إسرائيل على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين".
وصعدت مديرة الوكالة الأمريكية للتنيمة سامنتا باور خطابها الثلاثاء، داعية إسرائيل لإإعادة الاتصالات، والكهرباء، وخطوط المياه والوقود، إلى غزة.
ويشير المسؤولون الأمريكيون إلى أن تشديد اللهجة الأمريكية كان بسبب الأحداث على الأرض، والانشقاق الداخلي ويقول الديبلوماسيون الكبار إن علو صوت الانشقاق سببه ظاهرة اختلاف الجيل، حيث أن الموظفين الشباب في السياسة الخارجية مؤهلون أكثر لتكون لهم كلمتهم في السياسة، أكثر مما كان لأسلافهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل بايدن المسؤولون الأمریکیون فی الوقت فی غزة
إقرأ أيضاً:
"الجارديان": على أوروبا تعزيز تضامنها مع أوكرانيا بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت صحيفة (الجارديان) البريطانية، أنه يجب على الدول الأوروبية تعزيز تضامنها مع أوكرانيا في حربها ضد روسيا بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبيت الأبيض في يناير القادم.
وأشارت الصحيفة - في مقال افتتاحي اليوم الاثنين - إلى أنه من الضروري استمرار الدول الأوروبية في تقديم كافة أشكال الدعم لأوكرانيا حتى لا تفرض عليها روسيا خطة سلام غير عادلة من أجل وضع نهاية لتلك الحرب، لافتة إلى أنه على الرغم من أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب مواقع داخل العمق الروسي قد أسهم في رفع معنويات القوات الأوكرانية، إلا أنه لم يؤدي إلى تغيير حقيقي في مسار الحرب بين الجانبين الروسي والأوكراني والتي تحولت بعد مايقرب من ثلاث سنوات إلى حرب استنزاف.
ولفتت إلى أنه من المؤكد أن تقليص المساعدات الأمريكية بعد تولي ترامب السلطة في الولايات المتحدة سوف يكون له أكبر الأثر في مسار الحرب مما قد يؤدي إلى فرض خطة سلام على أوكرانيا من أجل وضع نهاية لتك الحرب وهو الخيار الذي يجب على الدول الأوروبية مواجهته من خلال وضع استراتيجية للتعامل مع الموقف في ظل التطورات الجديدة.
وأوضحت الصحيفة أن وضع مثل هذه الاستراتيجية يستلزم وضوحا سياسيا وقيادة واعية لتحديات المرحلة القادمة من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، لافتة إلى أن الإحساس بالملل بدأ ينتاب العديد من الدول الأوروبية بسبب طول مدة الحرب خاصة بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد العام الماضي إلى جانب نشوب الصراع في الشرق الأوسط بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة المعيشة.
وأضافت الصحيفة أن المستشار الألماني أولاف شولتز أعلن رفضه تزويد أوكرانيا بصواريخ ألمانية بعيدة المدى قبل الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في فبراير المقبل في محاولة لكسب أصوات الناخبين، موضحة أن استهداف القوات الروسية لمواقع أوكرانية بصاروخ باليستي بعيد المدى يهدف إلى إثارة مخاوف الناخب الأوروبي من المزيد من التصعيد في حرب أوكرانيا.
على ضوء تلك التطورات، يسعى رئيس وزراء بولندا دونالد توسك إلى تكوين تحالف يضم المملكة المتحدة وفرنسا ودول البلطيق لمواجهة أي محاولات لفرض سياسة الأمر الواقع على أوكرانيا أو دفعها لقبول خطة سلام لا تناسب مصالحها من أجل وضع نهاية للحرب.
وأوضحت الصحيفة في الختام أنه يجب على الدول الأوروبية ضمان موقف أوكراني قوي في أي محادثات سلام مع الجانب الروسي كما يجب الاستعداد لتعويض كييف عن أي مساعدات في حال توقف واشنطن عن تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا.