هل يدعو السوداني إلى انتخابات مبكرة؟
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
آخر تحديث: 16 نونبر 2023 - 11:16 صبقلم: سمير داود حنوش خلاصة الأزمة التي تعيشها حكومة محمد شياع السوداني في العراق أنها حاولت أن تجمع بين كفتي ادعاء المقاومة والمهادنة، مع أنها تدرك جيدا أنه تجاوز فاضح لنظريات العمل السياسي وفق المنطق الذي لا يبيح دمج فعل المقاومة وإشهار السلاح مع العمل الدبلوماسي.حكومة السوداني وقعت بين مطرقة الميليشيات التي تقذف صاروخا هنا ومسيّرة هناك على حدود أو ضواحي قواعد أو تجمعات أميركية لا تعدو كونها مفرقعات صوتية كما يراها بعض الذين استيأسوا من أفعال تلك المقاومة، وبين سندان الأميركان الذين أبدوا استعدادهم لإلغاء كل الامتيازات للإطار التنسيقي الذي شكّل حكومة السوداني حتى ولو أدى ذلك إلى تغيير النظام السياسي برمته في العراق.
ووضعت أحداث غزّة وما يجري من متغيرات إقليمية حكومة السوداني في مفترق يحتم سلوك طريق واحد من اثنين لا ثالث لهما، وقد ينتهي ذلك بالسوداني إلى حل حكومته والذهاب إلى انتخابات مبكرة إذا وصلت الأمور إلى طريق مغلق. رغم أن مفهوم الانتخابات المبكرة قد وضِع في بدايات البرنامج الحكومي للسوداني، إلا أن القوى السياسية المؤتلفة ضمن تحالف إدارة الدولة تنصّلت وتراجعت عنه بسبب انتفاء الحاجة إلى إجراء الانتخابات ووجود توافق داخلي وإقليمي لاستمرار عمل الحكومة، إضافة إلى الاستقرار السياسي النسبي الذي كان يتحدث به الجميع ضمن مظلّة هذه الحكومة. إرباك المشهد السياسي الذي بدأ يتفاقم مع خروج الوضع عن السيطرة وصعوبة التوافق على حل يرضي جميع الأطراف في داخل المنظومة السياسية أو خارجها، خصوصا مع توافق بعض الأصوات وتناغمها مع دعوة الصدر إلى مقاطعة الانتخابات إطالة أمد معركة غزّة واتساع رقعة الصراع قد يزيدان من حرج حكومة السوداني، خصوصا مع تلك المعلومات التي تشير إلى أن واشنطن قد أبلغت العراق بأنها سترد في غضون أسبوعين على أي ضربة من الفصائل المسلحة تستهدف قواعدها أو مصالحها.الاستقرار السياسي في العراق بات مرهونا بأحداث غزّة، ما جعل السوداني يحاول التهدئة بين القوى السياسية الشيعية في العراق وبين إيران التي ينطلق منها صوت “محور الممانعة” كما يصفها البعض. “العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية لن تتوقف حتى مع وقف إطلاق النار في غزّة” ذلك ما كان يتحدث به رئيس المجلس السياسي لحركة النُجباء علي الأسدي في لقاء متلفز تأكيدا على استمرار استهداف المواقع الأميركية إلى حين انتهاء الحرب في غزّة. إشارات واضحة على أن البعض ممن يحاول التصعيد لا يحتاج إلى موافقات من قيادة القوات المسلحة ولا يرتبط بحكومة السوداني، مما يعني أن الدخول في الحرب ليس في يد الحكومة العراقية. دخول مقتدى الصدر على خط الأزمة والدعوة لأنصاره إلى عدم المشاركة في الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في الثامن عشر من ديسمبر – كانون الأول المقبل واصفا المقاطعة بأنها ستقلل من شرعيتها الخارجية والداخلية، سيزيد من تأزيم الوضع السياسي المأزوم أصلا.إرباك المشهد السياسي الذي بدأ يتفاقم مع خروج الوضع عن السيطرة وصعوبة التوافق على حل يرضي جميع الأطراف في داخل المنظومة السياسية أو خارجها، خصوصا مع توافق بعض الأصوات وتناغمها مع دعوة الصدر إلى مقاطعة الانتخابات، قد يزيد من حجم الجمهور الرافض للانتخابات. وقد لا يجد السوداني فرصة تتاح له غير حل الحكومة واللجوء إلى انتخابات مبكرة تنقذ ما يمكن إنقاذه من العملية السياسية المتهرئة، لكن هل سترضى أو ترضخ الكتل السياسية والأحزاب لقرار الانتخابات المبكرة وهي التي تخاف على رصيدها النفعي من الضياع؟الجواب متروك للقادم من الأيام أو ما يجري في غزّة، لا فرق.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: حکومة السودانی فی العراق
إقرأ أيضاً:
اوحيدة: الأطراف المستفيدة في العاصمة طرابلس هي التي تعطل الانتخابات
ليبيا – أوحيدة يطرح تساؤلات حول دور المبعوثة الأممية الجديدة وتأثيرها على العملية السياسية
تعيين المبعوثة الأممية وأثرها على القرار المحليطرح عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة تساؤلات حول تأثير تعيين المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا على العملية السياسية، ومدى إمكانية أن يؤدي هذا التعيين إلى سحب القرار المحلي لصالح سيطرة خارجية.
أوحيدة، خلال مداخلة عبر برنامج “حوارية الليلة” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” وتابعته صحيفة المرصد، أكد أنه لا توجد معايير واضحة تسمح بتحويل القرارات السياسية الليبية إلى سيطرة خارجية، إلا إذا كان هناك سيناريو يهدف إلى استغلال ليبيا بشكل مباشر.
وأشار إلى أن قرارات مجلس الأمن لا تفرض وصاية على ليبيا، بل تهدف إلى تقديم الدعم فقط، لكنه اعتبر أن أزمة ليبيا تُدار حاليًا بأسلوب “بيزنس تو بيزنس”، سواء من قبل الأطراف الداخلية أو الخارجية.
التعامل الدولي مع الأزمة الليبيةأوضح أوحيدة أن الدول المهيمنة على الأزمة الليبية تتعامل فيما بينها ومع البعثة الأممية بنفس الأسلوب التجاري، دون اعتبار لشرعية الأطراف الليبية. وأضاف أن البعثة الأممية لا تمتلك مبررات لسحب الصلاحيات من السلطة التشريعية الليبية، خصوصًا بعد توافق مجلسي النواب والدولة على القوانين الانتخابية.
أزمة الثقة والانقسام السياسيوأكد أوحيدة أن أزمة الثقة بين الأطراف الليبية تعمقت، مع انقسام سياسي واضح بين جهتين لا تثق إحداهما بالأخرى. ولفت إلى أن الليبيين فقدوا الأمل بعد سنوات من الأزمات، مشيرًا إلى أن الأخطاء بدأت بعد 17 فبراير، عندما تم تبني مسار خاطئ أدى إلى الوضع الراهن.
وأشار إلى أن الأطراف المستفيدة في العاصمة طرابلس، بدعم من دول خارجية، هي التي تعطل الانتخابات، رغم جاهزية القوانين.
انتقادات للبعثة الأممية والأطراف السياسيةانتقد أوحيدة المبعوثين الأمميين السابقين، مشيرًا إلى أن كل مبعوث جديد يعيد نفس الحلول دون نتائج ملموسة. كما اعتبر أن المبعوث السابق عبد الله باتيلي كان يدعم القوانين الانتخابية ولكنه غض الطرف عنها لاحقًا، بينما وصف غسان سلامة بالصادق الوحيد الذي تعرض لمحاربة من الجميع.
دعوة لإجراء الانتخاباتأكد أوحيدة أن الحل الوحيد للأزمة الليبية هو الذهاب إلى الانتخابات، موضحًا أن القوانين الانتخابية جاهزة، وأن الليبيين يجب أن يختاروا من يمثلهم. وانتقد السلوكيات التي وصفها بالمسيئة لبعض الشخصيات السياسية، مشددًا على ضرورة احترام القضاء الليبي الذي أقر بشرعيته كعضو منتخب.