شبكة اخبار العراق:
2025-04-28@20:51:39 GMT

هل يدعو السوداني إلى انتخابات مبكرة؟

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

هل يدعو السوداني إلى انتخابات مبكرة؟

آخر تحديث: 16 نونبر 2023 - 11:16 صبقلم: سمير داود حنوش خلاصة الأزمة التي تعيشها حكومة محمد شياع السوداني في العراق أنها حاولت أن تجمع بين كفتي ادعاء المقاومة والمهادنة، مع أنها تدرك جيدا أنه تجاوز فاضح لنظريات العمل السياسي وفق المنطق الذي لا يبيح دمج فعل المقاومة وإشهار السلاح مع العمل الدبلوماسي.حكومة السوداني وقعت بين مطرقة الميليشيات التي تقذف صاروخا هنا ومسيّرة هناك على حدود أو ضواحي قواعد أو تجمعات أميركية لا تعدو كونها مفرقعات صوتية كما يراها بعض الذين استيأسوا من أفعال تلك المقاومة، وبين سندان الأميركان الذين أبدوا استعدادهم لإلغاء كل الامتيازات للإطار التنسيقي الذي شكّل حكومة السوداني حتى ولو أدى ذلك إلى تغيير النظام السياسي برمته في العراق.

ووضعت أحداث غزّة وما يجري من متغيرات إقليمية حكومة السوداني في مفترق يحتم سلوك طريق واحد من اثنين لا ثالث لهما، وقد ينتهي ذلك بالسوداني إلى حل حكومته والذهاب إلى انتخابات مبكرة إذا وصلت الأمور إلى طريق مغلق. رغم أن مفهوم الانتخابات المبكرة قد وضِع في بدايات البرنامج الحكومي للسوداني، إلا أن القوى السياسية المؤتلفة ضمن تحالف إدارة الدولة تنصّلت وتراجعت عنه بسبب انتفاء الحاجة إلى إجراء الانتخابات ووجود توافق داخلي وإقليمي لاستمرار عمل الحكومة، إضافة إلى الاستقرار السياسي النسبي الذي كان يتحدث به الجميع ضمن مظلّة هذه الحكومة. إرباك المشهد السياسي الذي بدأ يتفاقم مع خروج الوضع عن السيطرة وصعوبة التوافق على حل يرضي جميع الأطراف في داخل المنظومة السياسية أو خارجها، خصوصا مع توافق بعض الأصوات وتناغمها مع دعوة الصدر إلى مقاطعة الانتخابات إطالة أمد معركة غزّة واتساع رقعة الصراع قد يزيدان من حرج حكومة السوداني، خصوصا مع تلك المعلومات التي تشير إلى أن واشنطن قد أبلغت العراق بأنها سترد في غضون أسبوعين على أي ضربة من الفصائل المسلحة تستهدف قواعدها أو مصالحها.الاستقرار السياسي في العراق بات مرهونا بأحداث غزّة، ما جعل السوداني يحاول التهدئة بين القوى السياسية الشيعية في العراق وبين إيران التي ينطلق منها صوت “محور الممانعة” كما يصفها البعض. “العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية لن تتوقف حتى مع وقف إطلاق  النار في غزّة” ذلك ما كان يتحدث به رئيس المجلس السياسي لحركة النُجباء علي الأسدي في لقاء متلفز تأكيدا على استمرار استهداف المواقع الأميركية إلى حين انتهاء الحرب في غزّة. إشارات واضحة على أن البعض ممن يحاول التصعيد لا يحتاج إلى موافقات من قيادة القوات المسلحة ولا يرتبط بحكومة السوداني، مما يعني أن الدخول في الحرب ليس في يد الحكومة العراقية. دخول مقتدى الصدر على خط الأزمة والدعوة لأنصاره إلى عدم المشاركة في الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في الثامن عشر من ديسمبر – كانون الأول المقبل واصفا المقاطعة بأنها ستقلل من شرعيتها الخارجية والداخلية، سيزيد من تأزيم الوضع السياسي المأزوم أصلا.إرباك المشهد السياسي الذي بدأ يتفاقم مع خروج الوضع عن السيطرة وصعوبة التوافق على حل يرضي جميع الأطراف في داخل المنظومة السياسية أو خارجها، خصوصا مع توافق بعض الأصوات وتناغمها مع دعوة الصدر إلى مقاطعة الانتخابات، قد يزيد من حجم الجمهور الرافض للانتخابات. وقد لا يجد السوداني فرصة تتاح له غير حل الحكومة واللجوء إلى انتخابات مبكرة تنقذ ما يمكن إنقاذه من العملية السياسية المتهرئة، لكن هل سترضى أو ترضخ الكتل السياسية والأحزاب لقرار الانتخابات المبكرة وهي التي تخاف على رصيدها النفعي من الضياع؟الجواب متروك للقادم من الأيام أو ما يجري في غزّة، لا فرق.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: حکومة السودانی فی العراق

إقرأ أيضاً:

اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع

"إذ نؤمن بضرورة رفع المعاناة عن كاهل شعبنا والتوصل إلى حلول للأزمة السودانية، تنهي الحرب التي بدأت في الخامس عشر من إبريل 2023، والتي يستلزم وقفُها تكاتف أبناء الشعب السوداني بمختلف مكوناته وانتماءاته. وإذ نقرّ بأن الأزمة السودانية منذ الاستقلال هي أزمة سياسية، وأمنية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية شاملة يجب الاعتراف بها وحلّها حلاً جذرياً. وإذ ندرك أنّ الحرب الحالية قد سبّبت خسائر مروّعة في الأرواح ومعاناة إنسانية لم يسبق لها مثيل، من حيث اتّساع النطاق الجغرافي، وأنها دمّرت البنيات التحتية للبلاد، وأهدرت مواردها الاقتصادية، لا سيّما في الخرطوم ودارفور وكردفان. وإذ نؤكد رغبتنا الصادقة في تسوية النزاع المستمر على نحوٍ عادل ومستدام عبر حوار سوداني/ سوداني، يُنهي جميع الحروب والنزاعات في السودان بمعالجة أسبابها الجذرية، والاتفاق على إطار للحكم يضمن لكل المناطق اقتسام السلطة والثروة بعدالة، ويعزّز الحقوق الجماعية والفردية لكل السودانيين" ... بهذه الديباجة، وأكثر، تبدأ اتفاقية المنامة الموقّعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 20 يناير/ كانون الثاني 2024، وجاءت بعد خمسة أيام من رفض قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتأكيده أنه لا حاجة لأيّ تفاوض جديد، بل يجب تنفيذ نتائج قمة "الإيقاد"، التي عُقدت في جيبوتي في ديسمبر/ كانون الأول 2023، على نحوٍ طارئ لمناقشة حرب السودان. وخلصت إلى التزام من قائد الجيش وقائد "الدعم السريع" بالاجتماع الفوري ووقف الأعمال العدائية.

في خطابه إلى القمة العربية الطارئة، أكد البرهان أن أولوليات حل الأزمة (الحرب) هي الالتزام بإعلان جدّة للمبادئ الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإزالة معوقات تقديم المعونات الإنسانية، وتعقب ذلك عملية سياسية شاملة للتوصل إلى توافق وطني لإدارة المرحلة الانتقالية ثم الانتخابات، لكن في 20 يناير 2024، وفي يوم توقيع اتفاق المنامة الذي وقّعه عن القوات المسلّحة الفريق أول شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش، وعن الدعم السريع "الفريق"(!) عبد الرحيم دقلو، شقيق حميدتي، الذي حصل مثله ومثل غيره من قادة المليشيات على رتب عسكرية من الجيش السوداني، في اليوم نفسه، جمّد السودان عضويته في منظمة الإيقاد! وتحوّلت المنظمة التي كانت قبل أيام "صاحبة دور مهم في الوصول إلى السّلام" إلى "منظمة الجراد" في الخطابات الشعبوية التي تطلقها السلطة العسكرية.

مرّ اتفاق المنامة من دون ضجيج. وربما لو لم يتسرّب خبر التفاوض الذي أكده بعد ذلك تصريح أميركي، لظلّ الأمر في دائرة الشائعات. رغم الحضور الدولي والمخابراتي في التفاوض.

اتفق الطرفان، في البند السابع من وثيقة المنامة، على "بناء وتأسيس جيش واحد مهني وقومي، يتكوّن من جميع القوات العسكرية (القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، وحركات الكفاح المسلح)، ولا يكون له انتماء سياسي أو أيديولوجيّ، يراعي التنوع والتعدّد، ويمثل جميع السودانيين في مستوياته كافّة بعدالة، وينأى عن السياسة والنشاط الاقتصادي"، واتفق الطرفان في البند 11 على "تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 في مؤسسات الدولة كافّة"، أما البند 19 فقد نصّ على "حوار وطني شامل للوصول إلى حل سياسي، بمشاركة جميع الفاعلين (مدنيين وعسكريين)، دون إقصاء لأحد، عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية التابعة له وواجهاته، بما يؤدي إلى انتقال سلمي ديمقراطي".

بمقارنة اتفاق المنامة بين الجيش و"الدعم السريع" مع إعلان أديس أبابا الموقّع بين تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية و"الدعم السريع" في 2 يناير 2024 (قبل 18 يوم من توقيع اتفاق المنامة) يصعب فهم إدانة الجيش إعلان أديس أبابا! فالإعلان نصّ على أن التفاهمات الواردة فيه "ستطرح بواسطة تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية لقيادة القوات المسلحة لتكون أساساً للوصول إلى حل سلمي ينهي الحرب"، وهو الحل السلمي نفسه الذي نصّت عليه اتفاقية المنامة قائلة: "نجدّد قناعتنا بأن التفاوض هو السبيل الأفضل والأوحد للتوصل إلى تسوية سياسية، سلمية شاملة للنزاعات والحروب في السودان"، وهو ما أكده قائد الجيش في خطابه إلى قمة "الإيقاد"، قبل أن ينقلب على المنظمة ويجمّد عضوية السودان فيها، مدّة قاربت العام.

... سيبقى ما حدث لغزاً للسودانيين فترة طويلة، ضمن ألغاز أخرى تحيط بهذه الحرب. كيف دار هذا التفاوض؟ لماذا لم يجرِ الإعلان عنه، لماذا وقّع عليه نائبا البرهان وحميدتي ثم تجاهله الجميع؟

نقلا عن العربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • السوداني: أهمية إسهام الشركات الإيطالية في النهضة الشاملة التي يشهدها العراق
  • هل يكون سموتريتش صاعق تفجير لانهيار حكومة نتنياهو؟
  • تجري اليوم.. من أبرز المتنافسين في انتخابات كندا؟ وما القضايا المتصدرة؟
  • غباغبو يدعو للتظاهر بعد إقصائه من انتخابات كوت ديفوار
  • عاجل.. "الإداري "تقضي بصحة انتخابات نقابة المحامين
  • القضاء الإدارى يقضى برفض الدعوى المطالبة بإعادة انتخابات نقابة المحامين
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • حكومة السوداني بكاء وعزاء على انفجار ميناء رجائي في إيران
  • أبوعرقوب: تيته تريد الضغط على الأطراف السياسية بـ«مخرجات اللجنة الاستشارية» 
  • اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع