نقترح ان يسلم السودان لراعي او لذكاء اصطناعي (1)
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
15 نوفمبر 2023م
Sanous@yahoo.com
وصل الى اثيوبيا اليوم ، الفريق البرهان ، قائد عام (الجيش) وكتايب الظل والمليشيات الاخرى . لا احدا منا يدري ماذا يريد البرهان من زيارته لاثيوبيا ، بخلاف المولى عز وجل واصحاب الشأن من كيزان وحلفاءهم الجدد - القدامي من جهويين وعنصريين . لا ندري ما الذى يجمع البرهان وجماعته واثيوبيا ، واظن ان اثيوبيا نفسها لا تعرف ماذا يريدون تماما منها .
سياسة هذا الجماعة يمكننا اثباتها بذكر بعض من افعالها المشينة تجاه الدول الافريقية ، غير العربية ومصر وليبيا :
اولا : اثيوبيا : إثيوبيا لم يدعها السودان ان تستقر منذ عام ١٩٧٤م..والي ان قويت وردعت السودان بعددها و سلاحها ... فاول رئيس نصب بها من بعد سقَوط هيلاسلاسي نصب بتدخل الاستخبارات السودانية.. وهو عندوم امان...
ثانيا : اثيوبيا : أصبح السودان هو منصة زعزعة استقرار وامن إثيوبيا منذ الاستقلال ومنطلق التمرد عليها .. بل ان تمرد التقراي والجبهات الارترية و القوات الاثوبية الاخري كلها مقرها الفعلي كان في السودان فى عهد جعفر النميري..
ثالثا : ساهم السودان في فصل ارتريا عن إثيوبيا ..
رابعا : محاولة زعزعة استقرار ارتريا بعد انفصالها والان متيقظة للشر الذى قد ياتيها من السودان حالها كحال الانسان الذى بداخل بيت فيه ثعبان..
خامسا : محاولة قتل رئيس مصر ، حسني مبارك ، وهو في زيارة خارجية لاثيوبيا .. وهذا كان ان يشعل حرب اقليمية لا تبقى ولا تذر وترتب عليه شبه مصادرة لاراضي سودانية وهى حلايب وشلاتين ومناطق اخرى.
سادسا ، كينيا : جمع السودان كل الإرهابيين في العالم لزعزعة دول العالم ودول الجوار الافريقي و منهم المجموعة التى فجرت السفارة الامريكية فى كينيا.
سابعا ، تنزانيا : جميع ارهاببين وارسالهم الى تنزانيا حيث فجروا السفارة الامريكية هنالك.
ثامنا ، ليبيا : جمع السودان رهابي العرب والليبيين بقيادة بالحاج وارسلهم الي ليبيا وسببوا سقوط النظام والحرب الأهلية هنالك والمستمرة حتى اليوم..
تاسعا ، تشاد : تدخل السودان فى تشاد حتى سقط حكم تمبلبي.. ومن ثم من بعده زعزع حكم جوكني عويدي ودعم حسين هبري حتى أصبح رئيسا.المجرم حسين هبري اباد التشاديين وحاكمته وادانته المحكمة الجنائية الدولية وسجن حتى مات..
عاشرا ، تشاد : غزََا السودان تشاد في عهد إدريس دبي وحاول إسقاط حكمه..
الحادى عشر ، افريقيا الوسطي : غزا السودان أفريقيا الوسطى عام ٢٠١٣م ونصب اقلية لا تتعدى ١٠٪ في الحكم وهي جبهة سيليكا.. وسبب الحرب الأهلية هنالك. وسقطت سيليكا و ابيد المسلمين هنالك الثاني عشر ، جنوب السودان : بعد قتل حوالي 2،50 مليون نفس ، سعى الثلاثي الى زعزعة دولة الجنوب بعج انفصالها. هنا علينا التذكير بما قاله الرئيس سلفاكير ميار ديت للبرهان وفى وجهه وامام عشرات الحضور وعلى الكميرا ، والمتعلق بقصة كلب الاخ .
الثالث عشر ، اغندا : دعم السودان جيش الرب وتمويله لزعزعة أوغندا.
الرابع عشر ، الصومال : دعم السودان جبهة الشباب لزعزعة الصومال واستدامة الحرب الاهلية فيه ..
هذا الموجز المبسط يعكس سياسة هذه المجموعة تجاه الدول الافريقية جميعا. والحق يقال ، ان الذين استلموا الحكم من الانجليز ، عشية الاستقلال ، لم تكن سياستهم هكذا و لكن هذه السياسة بدأت مع تقاعد ذلك الجيل او موته وظهور النشاط الدؤوب للتعريب المقترن بالاسلمة فى اوائل السبعينيات. الى الان لم تسلم اى دولة مجاورة من اذى هذه المجموعة.
من السرديات التهريجية التى نسمها هذه الايام هى سردية ان اي خطاب ينسب لقائد قوات الدعم السريع ، محمد حمدان دقلو ، ما هو الا ذكاء اصطناعي. فليكن ذلك ذكاءا اصطناعيا . اخر خطاب تلقيناه من قائد الدعم السريع كان يوم 2 نوفمبر 2023م. ما يهمنا فى الخطاب هو معناه ومغزاه ، ولا يهمنا اصطناعيته من عدمها . الشيئ الاكيد هو ان الخطاب اصدرته جهة تمثل الدعم السريع. الان علينا ان نرجع للجزء من الخطاب و الذى يتعلق بعلاقتنا بدول الجوار. وبما ان الدعم السريع كله رعاة و اميين ورعاء ، كما تقول السردية ، فأكيد ان راعي الإبل الذى كتبه او القاه لم يدرس فى جامعة الخرطوم ولا أكسفورد ولا مانشيستر ولا السربون ولا بالكلية الحربية .. الراعي او الذكاء الاصطناعي ، قال في خطابه ( أسعا طلعونا شنو؟ نيجيريين، اريتريين ، تاني ما عارف شنو، نيجر، تشاد. تشاد دي والله ديل أهلنا وديل جيرانا.. وتداخل، ما بننكرهم.. ديل أهلنا ما بننكرهم.. ولينا تداخل مع شاد.. وهم ذاتهم عندهم تداخل مع.. أسعا إريتريا... نصهم اريتريين ونصهم حبش.. وهم مجاورين مصر.. واكيد داخلين في القبائل حقت الحدود.. ده امتداد طبيعي.. وأهلنا ما بننكرهم.. كل التشاديين أهلنا.. وكل التشاديين اخوانا وكل الجيران اخوانا) ز انتهي ... الان ركز في كل الجيران اخوانا...
طيب راعي الإبل هذا قال ، كل الجيران اخواننا.. هذه الموقف... لو وقفه الذين درسوا بجامعة الخرطوم و باكسفورد و بمانشيستر وبجامعة السربون و بالكلية الحربية ، ربعه فقط ، ولو بنصف قلب ، لكفي ذلك الشعب كثير من الشرور وكثير من المتاعب ولما وقفت كل هذه الدول موقف عدائي من السودان، طوال الفترة التى تلت الاستقلال ، ونحن عامة الشعب ، خارج نادى الحكم وخارج الائتلاف الثلاثي ، ولكن تحت من يدفع الثمن..
فالثلاثي المغترب فى السودان لا تهمه مصالح و أمن السودان ولا مصالح أمن شعوبه...فهمها الأول هو جمع المال وتوهم انهم سادة على الشعب السودانى وعلى دول الجوار وعلى افريقيا ، غير العربية . اما في حالة مصر فهو توهم نشر ايدلوجيا بعد قتل رئيسها. تلك الايدولوجية الخربة لم تقبلها حتى الدولة التي ظهرت فيها وهي مصر نفسها...
الذي ينتمي لشعب ما ، لا يخلق له الشر .. ولا يجر عليه الويلات ولا ياتي له بالخراب وعداء دول الجوار ولا غير الجوار ولا دول العالم الاخرى ... فالراعي او الذى من خلف الذكاء الاصطناعي ، فيبدو انه من هذا الشعب وليس مغترب فى السودان ، فقد فهم هذا الموقف السوي من دول الجوار ودول القارة والذي لا تحتاج معرفته إلى دراسة في جامعة الخرطوم ولا اكسفورد ولا مانشيستر ولا السربون ولا الكلية الحربية.. وهو الامر الذى عصى على الثلاثي فهمه . ولذلك نتمسك بان يؤول ادارة السودان لراعي او لذكاء اصطناعي ، وما افشل غيرهم.
نواصل - 2
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدول الافریقیة الدعم السریع دول الجوار هذه الدول
إقرأ أيضاً:
هناك فرق كبير بين السودان وإسرائيل.. السودان زمن الإنقاذ كان “دولة مارقة”
قد يقارن البعض قرار المحكمة الجنائية ضد نتياهو بقرارها ضد البشير وأنه رغم ضعف النظام والسودان ككل إلا أن قرار الجنائية ضد البشير لا تأثير له.
ولكن هناك فرق كبير بين السودان وإسرائيل. السودان زمن الإنقاذ كان “دولة مارقة”، و عندما صدرت المذكرة ضد البشير لم يكن لدى النظام أي ارتباط بالغرب أساسا لا بأوروبا ولا أمريكا. النظام نفسه كان معاديا للغرب من البداية.
بالنسبة لإسرائيل الوضع مختلف. فهي بشكل ما تستمد وجودها كله من الغرب، وارتباطها بأوروبا ارتباط حيوي ومهم بالنسبة لها ولوجودها. وهي كانت دائما تقدم نفسها في الغرب وأمام كل العالم كضحية وأنها محاصرة بأعداء همج وبرابرة وأنها واحة الديمقراطية والتقدم في المنطقة. هذه الصورة التي تقدم بها إسرائيل نفسها للعالم تتغير الآن وبشكل درامي.
البشير لم يخسر الكثير عندما لم يعد قادرا إلى السفر إلى فرنسا مثلا أو هولندا، وذلك لا يعني له شيء. بالنسبة لنتياهو الأمر مختلف تماما.
النقطة الأخرى والأهم أن هذه مجرد البداية. قد نرى غدا قادة إسرائيل الآخرين مطاردين في المحاكم في أوروبا وفي غيرها وما أكثر جرائمهم. وربما أصبحوا، لسخرية القدر، مثل ضباط هتلر النازيين الذين طاردتهم إسرائيل نفسها. أنت تتكلم هنا عن جرائم حرب مستمرة لعشرات السنوات في فلسطين وأيضا في لبنان، مجازر عديدة مثل صبرا وشاتيلا قد ينفض الغبار عنها وتتم مطاردة المتورطين فيها.
بكل المقاييس حدث اليوم هو حدث تاريخي.
حليم عباس