سودانايل:
2024-11-24@07:21:44 GMT

نقترح ان يسلم السودان لراعي او لذكاء اصطناعي (1)

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

15 نوفمبر 2023م
Sanous@yahoo.com

وصل الى اثيوبيا اليوم ، الفريق البرهان ، قائد عام (الجيش) وكتايب الظل والمليشيات الاخرى . لا احدا منا يدري ماذا يريد البرهان من زيارته لاثيوبيا ، بخلاف المولى عز وجل واصحاب الشأن من كيزان وحلفاءهم الجدد - القدامي من جهويين وعنصريين . لا ندري ما الذى يجمع البرهان وجماعته واثيوبيا ، واظن ان اثيوبيا نفسها لا تعرف ماذا يريدون تماما منها .

على اي حال ، رئيس الوزراء الاثيوبي استقبل رئيس المليشا من باب الواجب فقط ، اذ ان دولته هى مقر الاتحاد الافريقي واثيوبيا دولة محترمة ولا تطرد زائريها او ضيوفها . قبلها زار الجنرال الكذاب دولة كينيا ، وأيضا لا ادري ما الذى حمله الى هنالك ، اذا استثنينا الاعتذار للشعب الكيني وللرئيس وليم روتو عن تطاول جنرال مليشاوي اخر اسمه ياسر العطا . فكلنا يعلم الاسفاف وكلام مرتاد الخمارات الذى نطق به العطا تجاه دولة كينيا ورئيسها ، اذ انه تحداه بالاتيان بجيشه الى ما تبقى من دولة ياسر العطا وشلته ، عوضا عن قوى شرق افريقيا . اسفاف الجنرالان ، قولا وفعلا ، لم يكن من فراغ . فالثلاثي الموهوم ، كيزان وعنصريين وجهويين ، والذي حكم هذه البلاد منذ عام 1956 ، فى سبيل اثبات عروبتهم ، طالما عملوا على تبخيس كل ما هو افريقي . امثلة بذلك ، تبخيس الانسان الافريقي ونظم حكمه وثقافته ونضاله ودينه ، حتى لو كان مسلما ، ناهيك عن معرفة جغرافيته وتاريخه واقتصاده و مجتمعاته و مخاوفه وامنه وتحدياته وفرصه وطموحه. مقابل كل هذا ، تهابل هذا الثلاثي وسار على راسه وزحف على بطنه لكى يثبت عروبة عن طريق حشر نفسه فى القضايا العربية الخالصة والسعى للتنازل عن كامل السودان بالسعي الى و العمل لاتباعه لمصر ووهب الاراضي و المياه والسيادة و الاقتصاد لمصر ، ووصل حشر الانف للتهديد باعلان الجهاد لنصرة دولة صدام حسين التى اعتدت على جارتها الكويت فى عام 1990م ، لولا ان احد الملوك العرب قال لرئيسهم ( اعلن الجهاد ولما تريد تحرك دباباتك اتصل فينا نعطيك بترول) ..الخ . التنصل الكامل عن افريقيا ، والالحاق الاجباري بالعروبة اوجدا هذا الانسان المشوه ، لا المشوش ، ذهنيا و نفسيا ومعرفيا والذى اضر بمصالحه جميعها . المصالح المعنية هى الاقتصادية و السياسية و الامنية والاجتماعية والدولية وحتى واجباته الدينة . هذا التشوه انعكس كليا فى سياسة السودان تجاه افريقيا و التى يمكننا وصفها بانها سياسة متعاليه و عدوانية ومخلة بامن جميع دول الجوار و كذلك دول غير الجوار و كلفت السودان امنا واقتصادا وسمعة حتى اصبح دولة لا يحترمها احدا ويتفادى شرها الجميع و لا يامنها احد . تطاول البرهان والعطا وموقف الدول الافريقية من الجيش ، يعكسان بصدق هذه الحالات. فالجار الشرير لا يحبه احدا و الكل يتمني ان يرحل وياتي غيره ، او حتى يموت ويخلفه من هو افضل منه. الدول الافريقية المجاورة لا يحكمها شماسة ، مثل ما هم حكموا ويحكمون السودان . العكس تماما ، فقادة جهابذة مثل يوري موسفني وابي احمد ووليم روتو وبول كيقامي وجون ماقافولي ، هم قادة من عيار اخر و قلما تجد امثالهم فى العالم ، من حيث المعرفة و التحديات وادارة دولهم على ضوء ظروف هذه الدول. فمعرفة هذه الدول بادق تفاصل السودان وتاريخه القريب و البعيد ، جعلتهم يقترحوا حلولا ومنابر للمشكلة القائمة ، تبدو لغير العارفين بهم ، انها متماهية وداعمة للدعم السريع . اما بالنسبة للعارفين فهى ترجمة لموقف بنى على معرفتهم بالمشكلة السودانية وهى انها تتلخص فى الهيمنة العسكرية والسياسية ولاقتصادية للثلاثي المذكور. الجيران رأوا ان المشكلة اساسها فى الخرطوم وليست عند الدعم السريع . التحالف ، بطبيعته التسويفية الضحلة ،فسر موقف هذه الدول بكل بلاهة ، على ان حميدتى رشى هذا وشريك لذلك ، وهذه الدولة عدو لنا وتلك لا تحبنا ، بالرغم من ان موقف الافارقة يتطابق مع موقف معظم الدول العربية ، صاحبة الرصة والمنصة ، كما يقال . فبدل ان يبحثوا عن اسباب هزيمة يوسف عزت لجهاز كامل لدولة ولها وزارة خارجية ، سوفوا وجعجعوا واتوا بتبرير ابله. فيكفي ان محمد الحسن ولد لبات ، الناطق الرسمي باسم الاتحاد الافريقي ، وصف بيان لوزارة خارجية الثلاثي ، بانه ( منحط) ، اي والله ، قال ( منحط).
سياسة هذا الجماعة يمكننا اثباتها بذكر بعض من افعالها المشينة تجاه الدول الافريقية ، غير العربية ومصر وليبيا :
اولا : اثيوبيا : إثيوبيا لم يدعها السودان ان تستقر منذ عام ١٩٧٤م..والي ان قويت وردعت السودان بعددها و سلاحها ... فاول رئيس نصب بها من بعد سقَوط هيلاسلاسي نصب بتدخل الاستخبارات السودانية.. وهو عندوم امان...
ثانيا : اثيوبيا : أصبح السودان هو منصة زعزعة استقرار وامن إثيوبيا منذ الاستقلال ومنطلق التمرد عليها .. بل ان تمرد التقراي والجبهات الارترية و القوات الاثوبية الاخري كلها مقرها الفعلي كان في السودان فى عهد جعفر النميري..
ثالثا : ساهم السودان في فصل ارتريا عن إثيوبيا ..
رابعا : محاولة زعزعة استقرار ارتريا بعد انفصالها والان متيقظة للشر الذى قد ياتيها من السودان حالها كحال الانسان الذى بداخل بيت فيه ثعبان..
خامسا : محاولة قتل رئيس مصر ، حسني مبارك ، وهو في زيارة خارجية لاثيوبيا .. وهذا كان ان يشعل حرب اقليمية لا تبقى ولا تذر وترتب عليه شبه مصادرة لاراضي سودانية وهى حلايب وشلاتين ومناطق اخرى.
سادسا ، كينيا : جمع السودان كل الإرهابيين في العالم لزعزعة دول العالم ودول الجوار الافريقي و منهم المجموعة التى فجرت السفارة الامريكية فى كينيا.
سابعا ، تنزانيا : جميع ارهاببين وارسالهم الى تنزانيا حيث فجروا السفارة الامريكية هنالك.
ثامنا ، ليبيا : جمع السودان رهابي العرب والليبيين بقيادة بالحاج وارسلهم الي ليبيا وسببوا سقوط النظام والحرب الأهلية هنالك والمستمرة حتى اليوم..
تاسعا ، تشاد : تدخل السودان فى تشاد حتى سقط حكم تمبلبي.. ومن ثم من بعده زعزع حكم جوكني عويدي ودعم حسين هبري حتى أصبح رئيسا.المجرم حسين هبري اباد التشاديين وحاكمته وادانته المحكمة الجنائية الدولية وسجن حتى مات..
عاشرا ، تشاد : غزََا السودان تشاد في عهد إدريس دبي وحاول إسقاط حكمه..
الحادى عشر ، افريقيا الوسطي : غزا السودان أفريقيا الوسطى عام ٢٠١٣م ونصب اقلية لا تتعدى ١٠٪ في الحكم وهي جبهة سيليكا.. وسبب الحرب الأهلية هنالك. وسقطت سيليكا و ابيد المسلمين هنالك الثاني عشر ، جنوب السودان : بعد قتل حوالي 2،50 مليون نفس ، سعى الثلاثي الى زعزعة دولة الجنوب بعج انفصالها. هنا علينا التذكير بما قاله الرئيس سلفاكير ميار ديت للبرهان وفى وجهه وامام عشرات الحضور وعلى الكميرا ، والمتعلق بقصة كلب الاخ .
الثالث عشر ، اغندا : دعم السودان جيش الرب وتمويله لزعزعة أوغندا.
الرابع عشر ، الصومال : دعم السودان جبهة الشباب لزعزعة الصومال واستدامة الحرب الاهلية فيه ..
هذا الموجز المبسط يعكس سياسة هذه المجموعة تجاه الدول الافريقية جميعا. والحق يقال ، ان الذين استلموا الحكم من الانجليز ، عشية الاستقلال ، لم تكن سياستهم هكذا و لكن هذه السياسة بدأت مع تقاعد ذلك الجيل او موته وظهور النشاط الدؤوب للتعريب المقترن بالاسلمة فى اوائل السبعينيات. الى الان لم تسلم اى دولة مجاورة من اذى هذه المجموعة.
من السرديات التهريجية التى نسمها هذه الايام هى سردية ان اي خطاب ينسب لقائد قوات الدعم السريع ، محمد حمدان دقلو ، ما هو الا ذكاء اصطناعي. فليكن ذلك ذكاءا اصطناعيا . اخر خطاب تلقيناه من قائد الدعم السريع كان يوم 2 نوفمبر 2023م. ما يهمنا فى الخطاب هو معناه ومغزاه ، ولا يهمنا اصطناعيته من عدمها . الشيئ الاكيد هو ان الخطاب اصدرته جهة تمثل الدعم السريع. الان علينا ان نرجع للجزء من الخطاب و الذى يتعلق بعلاقتنا بدول الجوار. وبما ان الدعم السريع كله رعاة و اميين ورعاء ، كما تقول السردية ، فأكيد ان راعي الإبل الذى كتبه او القاه لم يدرس فى جامعة الخرطوم ولا أكسفورد ولا مانشيستر ولا السربون ولا بالكلية الحربية .. الراعي او الذكاء الاصطناعي ، قال في خطابه ( أسعا طلعونا شنو؟ نيجيريين، اريتريين ، تاني ما عارف شنو، نيجر، تشاد. تشاد دي والله ديل أهلنا وديل جيرانا.. وتداخل، ما بننكرهم.. ديل أهلنا ما بننكرهم.. ولينا تداخل مع شاد.. وهم ذاتهم عندهم تداخل مع.. أسعا إريتريا... نصهم اريتريين ونصهم حبش.. وهم مجاورين مصر.. واكيد داخلين في القبائل حقت الحدود.. ده امتداد طبيعي.. وأهلنا ما بننكرهم.. كل التشاديين أهلنا.. وكل التشاديين اخوانا وكل الجيران اخوانا) ز انتهي ... الان ركز في كل الجيران اخوانا...
طيب راعي الإبل هذا قال ، كل الجيران اخواننا.. هذه الموقف... لو وقفه الذين درسوا بجامعة الخرطوم و باكسفورد و بمانشيستر وبجامعة السربون و بالكلية الحربية ، ربعه فقط ، ولو بنصف قلب ، لكفي ذلك الشعب كثير من الشرور وكثير من المتاعب ولما وقفت كل هذه الدول موقف عدائي من السودان، طوال الفترة التى تلت الاستقلال ، ونحن عامة الشعب ، خارج نادى الحكم وخارج الائتلاف الثلاثي ، ولكن تحت من يدفع الثمن..
فالثلاثي المغترب فى السودان لا تهمه مصالح و أمن السودان ولا مصالح أمن شعوبه...فهمها الأول هو جمع المال وتوهم انهم سادة على الشعب السودانى وعلى دول الجوار وعلى افريقيا ، غير العربية . اما في حالة مصر فهو توهم نشر ايدلوجيا بعد قتل رئيسها. تلك الايدولوجية الخربة لم تقبلها حتى الدولة التي ظهرت فيها وهي مصر نفسها...
الذي ينتمي لشعب ما ، لا يخلق له الشر .. ولا يجر عليه الويلات ولا ياتي له بالخراب وعداء دول الجوار ولا غير الجوار ولا دول العالم الاخرى ... فالراعي او الذى من خلف الذكاء الاصطناعي ، فيبدو انه من هذا الشعب وليس مغترب فى السودان ، فقد فهم هذا الموقف السوي من دول الجوار ودول القارة والذي لا تحتاج معرفته إلى دراسة في جامعة الخرطوم ولا اكسفورد ولا مانشيستر ولا السربون ولا الكلية الحربية.. وهو الامر الذى عصى على الثلاثي فهمه . ولذلك نتمسك بان يؤول ادارة السودان لراعي او لذكاء اصطناعي ، وما افشل غيرهم.
نواصل - 2  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدول الافریقیة الدعم السریع دول الجوار هذه الدول

إقرأ أيضاً:

هناك فرق كبير بين السودان وإسرائيل.. السودان زمن الإنقاذ كان “دولة مارقة”

قد يقارن البعض قرار المحكمة الجنائية ضد نتياهو بقرارها ضد البشير وأنه رغم ضعف النظام والسودان ككل إلا أن قرار الجنائية ضد البشير لا تأثير له.

ولكن هناك فرق كبير بين السودان وإسرائيل. السودان زمن الإنقاذ كان “دولة مارقة”، و عندما صدرت المذكرة ضد البشير لم يكن لدى النظام أي ارتباط بالغرب أساسا لا بأوروبا ولا أمريكا. النظام نفسه كان معاديا للغرب من البداية.

بالنسبة لإسرائيل الوضع مختلف. فهي بشكل ما تستمد وجودها كله من الغرب، وارتباطها بأوروبا ارتباط حيوي ومهم بالنسبة لها ولوجودها. وهي كانت دائما تقدم نفسها في الغرب وأمام كل العالم كضحية وأنها محاصرة بأعداء همج وبرابرة وأنها واحة الديمقراطية والتقدم في المنطقة. هذه الصورة التي تقدم بها إسرائيل نفسها للعالم تتغير الآن وبشكل درامي.
البشير لم يخسر الكثير عندما لم يعد قادرا إلى السفر إلى فرنسا مثلا أو هولندا، وذلك لا يعني له شيء. بالنسبة لنتياهو الأمر مختلف تماما.

النقطة الأخرى والأهم أن هذه مجرد البداية. قد نرى غدا قادة إسرائيل الآخرين مطاردين في المحاكم في أوروبا وفي غيرها وما أكثر جرائمهم. وربما أصبحوا، لسخرية القدر، مثل ضباط هتلر النازيين الذين طاردتهم إسرائيل نفسها. أنت تتكلم هنا عن جرائم حرب مستمرة لعشرات السنوات في فلسطين وأيضا في لبنان، مجازر عديدة مثل صبرا وشاتيلا قد ينفض الغبار عنها وتتم مطاردة المتورطين فيها.
بكل المقاييس حدث اليوم هو حدث تاريخي.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يدعو جوبا لمنع عناصر الدعم السريع من دخول أراضيها
  • حوار مع صديقي ال ChatGPTالحلقة (49)
  • بعد إطلاق النار في جوبا .. جيش دولة جنوب السودان يطمئن المواطنين والأجانب على سلامتهم
  • خبير ذكاء اصطناعي: الحكومة الأمريكية تتحرك لمواجهة احتكار السوق بشأن بيع كروم
  • هناك فرق كبير بين السودان وإسرائيل.. السودان زمن الإنقاذ كان “دولة مارقة”
  • حسن الجوار… مبدأ وسياسة
  • العلاقات الروسية وخارطة الطريق السودانية
  • الإمارات تحتفي باليوم العالمي للطفل
  • ليبيا تتصدر الدول الإفريقية المستوردة من مصر بزيادة 1.8 مليار دولار
  • كشف خطة الابعاد الثلاثة في معابر العراق الحدودية