إدارة بايدن قلقة من خطة إسرائيلية لإقامة منطقة عازلة شمال غزة وتعتبرها غير مقبولة
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
واشنطن – أعرب مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقهم من الفكرة التي طرحها مسؤولون إسرائيليون سابقون لإقامة “منطقة عازلة” محصنة في شمال غزة لحماية إسرائيل من أي هجوم مستقبلي.
ونقلت شبكة “إن بي سي” الأمريكية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت قوله: “ما نريد القيام به هو الحفاظ على شريط أمني بعد الحرب، منطقة عازلة، لإبعادهم عن إسرائيل، بعمق كيلومتر واحد على سبيل المثال.
وردا على سؤال عما إذا كانت المنطقة العازلة ستعني الاستيلاء على أراضي القطاع الفلسطيني، قال بينيت: “هناك ثمن يجب دفعه عندما تذهب وتقتل مدنيين أبرياء.. نحن لا نفعل ذلك لأننا نريد الاستيلاء على الأرض. وكما قلت، ليس لدينا رغبة في ذلك. لكن علينا أن نحمي شعبنا”.
وقال مسؤولون في إدارة بايدن إن المنطقة العازلة التي تسيطر عليها إسرائيل داخل غزة ستعني تقليص مساحة القطاع، وهو ما يعتبره البيت الأبيض غير مقبول.
وقالت الولايات المتحدة من حيث المبدأ إنه لا ينبغي أن يكون هناك تهجير فلسطيني من غزة، وقال مسؤول كبير آخر في الإدارة: “لسنا مقتنعين بأن هذا هو أفضل طريق للمضي قدما”.
كما أعربت إدارة بايدن عن قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وقالت وزارة الخارجية إنه عندما التقى الوزير أنتوني بلينكن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر، أخبر رئيس الوزراء وحكومته الحربية أن الأحداث “غير مقبولة”.
وقالت محامية حقوق الإنسان والزميلة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي زها حسن، إن مثل هذا الاقتراح من شأنه أن ينتهك القانون الدولي و”سيعني فعلياً ضم أراضي غزة”.
وأضافت أن إنشاء منطقة أمنية على أراضي غزة يعني تهجير مجتمع فلسطيني يتكون معظمه من اللاجئين إلى “مساحة أصغر”، مما يعزز المخاوف في المنطقة من أن إسرائيل تخطط لطرد الفلسطينيين بشكل دائم من شمال غزة.
وقالت حسن، التي كانت عضوا في الوفد الفلسطيني إلى محادثات السلام الاستكشافية في عامي 2011 و2012: “إنه ليس قانونيا ولا مقبولا أخلاقيا”.
ويعود الخلاف بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية إلى أسئلة حاسمة طويلة المدى حول من سيحكم قطاع غزة بعد أن تكمل إسرائيل هجومها العسكري.
وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن ذلك يشمل دور السلطة الفلسطينية -التي تحكم حاليا الضفة الغربية- وإحياء الجهود الدبلوماسية لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية.
وعلى الرغم من أن واشنطن وتل أبيب حاولتا تقديم جبهة موحدة علنا، إلا أن الانقسام انكشف بعد أن قال نتنياهو الأسبوع الماضي إن إسرائيل سيكون لها دور أمني في غزة لفترة غير محددة.
وعلى الرغم من الاختلاف المتزايد مع إسرائيل، لا توجد علامة على أن بايدن مستعد للتهديد بحجب المساعدة العسكرية الأمريكية أو فرض عقوبات أخرى على إسرائيل.
وقال مسؤولون في الإدارة إن بايدن لا يزال ملتزما بنهج إدارته، في محاولة لممارسة النفوذ على إسرائيل خلف الأبواب المغلقة ومنع انتشار الحرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال أحد المسؤولين: “إنه يعتقد أن لدينا تأثيرا وقد نجح هذا التأثير. نحن مرتاحون للتأثير الذي لدينا. لكن الأمور لا تتحرك بالسرعة التي نرغب بها”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يوسع "المنطقة الأمنية" في شمال قطاع غزة
قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن قواته توغلت لتوسيع سيطرتها في منطقة بشمال قطاع غزة، بعد أيام من إعلان الحكومة عزمها السيطرة على مناطق واسعة من خلال عملية في جنوب القطاع.
وأضاف الجيش في بيان له أن الجنود الذين ينفذون العملية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، الواقعة في شمال القطاع، يسمحون للمدنيين بالخروج عبر طرق منظمة، بينما يواصلون توسيع المنطقة التي حددتها إسرائيل منطقة أمنية داخل القطاع.
وأظهرت صور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي دبابة إسرائيلية على تلة المنطار في حي الشجاعية، في موقع يتيح لها رؤية واضحة لمدينة غزة وما وراءها حتى الشاطئ.
وقال مسؤول صحي محلي في رسالة نصية إن القصف على الجانب الشرقي من غزة لم يتوقف. ومع توغل القوات الإسرائيلية في المنطقة، كان مئات السكان قد فروا منها بالفعل الخميس وهم يحملون أمتعتهم سيرا على الأقدام أو على عربات تجرها الحمير أو في سيارات، وذلك بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أحدث سلسلة من تحذيرات الإخلاء التي تقول الأمم المتحدة إنها تغطي الآن حوالي ثلث قطاع غزة.
واستأنفت إسرائيل عملياتها في غزة بسلسلة كثيفة من الغارات الجوية في 18 مارس وأرسلت قواتها مرة أخرى بعد اتفاق لوقف إطلاق النار استمر لمدة شهرين وشهد إطلاق سراح 38 رهينة مقابل الإفراج عن مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين. وتعثرت جهود استئناف المفاوضات، التي تتوسط فيها مصر وقطر.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة لرويترز "لا توجد اتصالات حاليا".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من 280 ألف شخص في غزة نزحوا على مدى الأسبوعين الماضيين، مما يزيد من بؤس الأسر التي نزحت بالفعل عدة مرات خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية.
وقال همام الريفي (40 عاما) إن أفرادا من عائلته قُتلوا عندما تعرض مجمع مدارس بمدينة غزة كانوا يحتمون فيه لقصف الخميس.
وأضاف: "أقسم بالله قاعد في الشارع. مفيش مأوى هنا. بيتي في الأول انهدم، وبقيت في خيمة في مدرسة.. مش في صف (قاعة دراسية)، والآن أنا مش عارف وين بدي أروح، أنا في الشارع لعلمك".
وفي مدينة غزة، قال سكان إن غارات إسرائيلية استهدفت محطة تحلية مياه تقع شرقي حي التفاح، وهي محطة مهمة لتوفير مياه شرب نظيفة. وتنقطع إمدادات الإغاثة منذ أسابيع.
وتتمركز القوات الإسرائيلية أيضا حول أنقاض مدينة رفح على الطرف الجنوبي من غزة. ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 65 بالمئة من القطاع أصبح الآن ضمن مناطق "محظورة" أو ضمن مناطق صدرت لها أوامر إخلاء قائمة أو كليهما.
وقال وزراء إسرائيليون إن العمليات ستستمر لحين عودة 59 رهينة من قطاع غزة. وتقول حماس إنها لن تفرج عنهم إلا بموجب اتفاق ينهي الحرب.
والجمعة، قال المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس، إن نصف الرهائن محتجزون في مناطق صدرت لسكانها تحذيرات بإخلائها.