منظمة الفاو تقدم الدعم إلى مليون أسرة زراعية في السودان
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
15 تشرين الثاني/نوفمبر 2023المساعدات الإنسانية
قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إنها وزعت ما يقرب من 10 آلاف طن من البذور على مليون أسرة زراعية – أو ما يعادل 5 ملايين شخص – في الوقت المناسب لموسم الزراعة المهم في الفترة من حزيران/يونيو إلى أيلول/سبتمبر 2023.
ووفقا لاستعراض عام جديد أصدرته المنظمة اليوم الأربعاء بشأن استجابتها، مكن هذا الدعم الحيوي للبذور المزارعين من إنتاج ما يكفي من الغذاء لتلبية الاحتياجات من الحبوب لما يتراوح بين 13 و19 مليون شخص، وهو ما يأتي في أعقاب اندلاع الصراع في السودان في نيسان/أبريل 2023، والذي أدى إلى وقوع ما يقرب من نصف السكان في أزمة إنسانية.
وقالت الفاو إن إجمالي المساحة المزروعة لجميع المحاصيل - وفقا لتقييم قادم لموسم الصيف - يقل بنسبة 15 في المائة عن المتوسط السنوي خلال موسم الصيف.
وذكرت المنظمة أنه بالإضافة إلى الصراع، أشار المزارعون إلى تعاظم تحديات أخرى بما فيها ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية بما في ذلك البذور والأدوات، والنقص الحاد في المدخلات والتمويل وخدمات الإرشاد.
حاجة ماسة للتمويل
وقال ممثل الفاو في السودان، هونجي يانغ إن الدعم الذي قدمته الفاو للمجتمعات الريفية السودانية كان هائلا، ولكن الاحتياجات لا تزال في ازدياد.
وشدد على ضرورة استمرار الدعم الزراعي، وأن "هناك حاجة ماسة إلى التمويل لمواءمة الموارد مع الاحتياجات".
وأضاف "هذا تذكير عاجل بضرورة مواصلة التحرك الآن، ولنظهر لشعب السودان أنه لم ولن يُنسى".
وقالت المنظمة إن استجابتها تأتي نتيجة للارتفاع الكبير في احتياجات الأمن الغذائي، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 20 مليون شخص يواجهون مستويات أزمة لانعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأوضحت أن ما يزيد من تعقيد هذه الصورة هو الارتفاع المتوقع في تفشي الأمراض الحيوانية بسبب نقص الخدمات البيطرية واللقاحات.
وأضافت أن ذلك قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في الماشية، وهو ما قد يفضي إلى انخفاض استهلاك اللحوم والحليب، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال.
ومن المتوقع أن تصل منظمة الأغذية والزراعة إلى 700 ألف أسرة بمجموعة متنوعة من بذور الخضروات لموسم الشتاء.
كما تخطط لدعم نحو مليوني أسرة زراعية ورعوية في الفترة ما بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 2023.
ونبهت الفاو إلى أنها تحتاج بشكل عاجل إلى 75.4 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 80 بالمائة من التمويل المطلوب بموجب خطة الاستجابة الإنسانية المنقحة للسودان في الفترة من أيار/ مايو إلى كانون الأول/ ديسمبر 2023.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
منظمة الهجرة الأممية تواجه اضطرابات قوية بعد تجميد ترامب المساعدات
جنيف"أ.ف.ب": تواجه المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، التي تضررت بشدة من تخفيضات الميزانية الأمريكية، اتهامات من موظفين سابقين وحاليين لها بالعمل لصالح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال برنامجها للمساعدة على العودة الطوعية للمهاجرين.
وشكّلت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عامل زعزعة مزدوجة للمنظمة الدولية للهجرة: أولا من الناحية المالية، وأيضا لأن سياسات إدارة ترامب المناهضة للهجرة تصيب المنظمة في صلب مهامها.
وقال متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة لوكالة فرانس برس إن "هذه التخفيضات في التمويل تؤثر بشكل مباشر على قدرة المنظمة على دعم بعض الأشخاص الأكثر ضعفا" وستؤدي إلى "المزيد من المعاناة والهجرة وانعدام الأمن".
وبعد أن ناهز عدد موظفيها 22 ألف شخص بنهاية عام 2024، صرفت المنظمة آلاف الأشخاص بسبب القرارات الصادرة عن واشنطن.
ويُتهم برنامجها للمساعدة على العودة الطوعية للمهاجرين في أمريكا اللاتينية إلى بلدانهم الأصلية بإضفاء قدر من المشروعية على سياسات الترحيل الأميركية.
وأضاف المتحدث أن الوكالة "ملتزمة تقديم المساعدة الإنسانية وخيارات العودة الطوعية للأشخاص الذين جرى ترحيلهم مؤخرا من الولايات المتحدة إلى كوستاريكا وبنما".
ووافقت هاتان الدولتان، تحت ضغط من إدارة ترامب، على العمل كوسطاء في إعادة المهاجرين الصادرة في حقهم قرارات ترحيل من الولايات المتحدة.
وأعلنت الوكالة في بداية فبراير أنها ستعزز برنامجها للعودة الطوعية في أميركا اللاتينية، مع استئنافه خصوصا في المكسيك وغواتيمالا وهندوراس وبنما.
وبالنسبة للوكالة الأممية، فإن هذه البرامج هي بمثابة "طوق نجاة للمهاجرين العالقين" وتوفر "الدعم العاجل" لأولئك "الذين لا يستطيعون أو لا يريدون البقاء في الأماكن التي يتواجدون فيها ويحتاجون إلى المساعدة للعودة، في أمان تام وبكرامة".
وأكد المتحدث أن وضع هؤلاء "سيكون أسوأ بكثير" من دون هذه المساعدات.
وتتهم واحدة من آلاف الموظفين في المنظمة الدولية للهجرة الذين تلقوا إخطارات بالتسريح الشهر الماضي، المنظمة بمحاولة "التموضع في صف" الإدارة الجديدة بشكل مبالغ فيه.
وقالت لوكالة فرانس برس، طالبة عدم كشف اسمها، إن الأمر "مقلق للغاية".
وأشار موظف سابق آخر، فضل أيضا عدم الكشف عن هويته، إلى أن "سمعة المنظمة الدولية للهجرة تتضرر".
وتُوجَّه هذه الانتقادات إلى وكالة باتت متعثرة بسبب التهديد بفقدان 40% من ميزانيتها، هي الحصة التي تدفعها الولايات المتحدة.
وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب لوكالة فرانس برس مؤخرا "علينا أن نتخذ قرارات صعبة للغاية بشأن التوظيف" بسبب نقص الأموال.
والأكثر تضررا هو برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، الذي علقته إدارة ترامب بعدما شجعه إدارة سلفه جو بايدن، ما سمح باستقبال أكثر من 100 ألف لاجئ العام الماضي.
وتم تسريح نحو 3000 من أصل 5000 موظف في المنظمة الدولية للهجرة يعملون في برنامج قبول اللاجئين الأميركي.
وعلقت الموظفة المفصولة أنها "صدمة حقيقية".
وأشار موظف سابق آخر إلى أن الموظفين كانوا "غاضبين" حيال طريقة اتخاذ قرار التسريح بصورة مباغتة.
ومن المتوقع إجراء تخفيضات ضخمة أخرى في الوظائف بالمقر الرئيسي للمنظمة في جنيف.
وبحسب مذكرة داخلية صادرة عن لجنة رابطة موظفي منظمة الهجرة اطلعت عليها وكالة فرانس برس، فإن الإدارة أمرت الشهر الماضي رؤساء الأقسام بخفض التكاليف بنسبة معينة.
وبحسب الموظف السابق، يقال إن ثلث الموظفين البالغ عددهم حوالى 550 في المقر الرئيسي للمنظمة قد يُطردون لأن "المديرين يتعرضون لضغوط هائلة لبلوغ الحصص المحددة". وأضاف "الناس مرعوبون".
وتقدّم موظفو المنظمة الدولية للهجرة وممثلو النقابات بشكوى إلى الإدارة.
وفي الشهر الماضي، أثار تقرير صادر عن منصة معلومات التنمية "ديفيكس" ضجة أيضا عندما أشار إلى أن المنظمة الدولية للهجرة أزالت من موقعها الإلكتروني المحتوى الذي يمكن ربطه بسياسات التنوع والمساواة والإدماج (DEI)، والتي تعارضها إدارة ترامب بشدة.
ولم تردّ المنظمة الدولية للهجرة بشكل مباشر على هذا الادعاء، لكنها قالت لوكالة فرانس برس إنها "أعادت إطلاق موقعها الإلكتروني العالمي أخيرا بعد مراجعة استمرت عاما، مع صقل المحتوى ليتماشى مع السياقات المتطورة وبما يتلاءم مع المبادئ الإنسانية للأمم المتحدة".
وعلقت الموظفة المفصولة من عملها قائلة "يمكننا أن نتماشى مع أولويات معينة" للإدارة الجديدة، لكن "لا يجدر بنا أن نفقد هويتنا".