المملكة ودول الكاريكوم.. قمة أولى نحو شراكة إستراتيجية ومصالح مشتركة
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
المناطق_الرياض
حرصت المملكة منذ تأسيسها على مد جسور التواصل مع دول العالم وفق سياسة راسخة وواضحة قائمة على بناء علاقات إيجابية مبنية على الاحترام والتعاون والمصالح المشتركة.
ومن هذا المبدأ جاء اهتمام المملكة بإقامة علاقات مع (دول الكاريكوم)، والذي يعكس انفتاح المملكة على الشراكات مع التكتلات الفاعلة في المجتمع الدولي.
ويأتي انعقاد القمة “السعودية مع دول الكاريكوم”، اليوم، في مدينة الرياض؛ حرصًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ـ حفظهما الله ـ على تعزيز العلاقات ودفعها قدمًا، وتقديرًا من الدول المشاركة لمكانة المملكة على المستوين الإقليمي والدولي، مما يعكس التزامها بتأسيس شراكة إستراتيجية مستقبلية طموحة مع المملكة، بناءً على القيم والمصالح المشتركة.
وتكمن أهمية انعقاد القمة بين المملكة العربية السعودية ودول الكاريكوم في كونها الأولى من نوعها على مستوى قادة الدول.
وسعيًا لبذل المزيد من العلاقات، شاركت المملكة في أعمال القمة التاسعة لرؤساء دول وحكومات رابطة دول الكاريكوم، مايو الماضي والتي أقيمت في جمهورية غواتيمالا، لمناقشة أهمية التنسيق المتعدد الأطراف فيما يخص التحديات الدولية، وتفعيل العمل الدولي المشترك لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، والوصول إلى أهداف التنمية المستدامة 2030، بما يحقق الاستقرار والازدهار لدول وشعوب العالم.
وأكدت المملكة من خلال مشاركتها حرصها على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع دول منطقة الكاريبي، لدور الرابطة الهام في تعزيز التعاون الإقليمي، ودفع العمل الجماعي بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل التجارة، والتغير المناخي، والتنمية المستدامة، وغيرها. كما شاركت المملكة في الاجتماع الوزاري المشترك بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول الكاريكوم الذي عقد سبتمبر الماضي في نيويورك؛ لإقامة شراكة بين الكيانين الإقليميين.
واستمرارًا للعمل الاقتصادي المشترك، بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والدول الكاريبيه في 2023، نحو 203.177045 ريالًا سعودي، حيث سجلت قيمة الصادرات السلعية 102.336261،منها (لدائن ومصنوعاتها، آلات وأدوات آلية وأجزاؤها، شحوم وزيوت حيوانية أو نباتية، نحاس ومصنوعاته، ألبان وبيض ومنتجات حيوانية للأكل)، فيما سجلت قيمة الواردات السلعية 100.840784 ريالًا سعودي، وشملت (أجهزة طبية وبصرية وتصويرية، منتجات الصيدلة، أجهزة ومعدات كهربائية وأجزاؤها، كتب، آلات وأدوات آلية وأجزاؤها).
وفي يوليو 2022 م أقيم منتدى للاستثمار السعودي – الكاريبي في بونتا كانا بجمهورية الدومينيكان، بمشاركة قادة الاستثمار من القطاعين العام والخاص في المملكة ودول منطقة الكاريبي؛ بهدف مناقشة فرص الاستثمار والتطورات في القطاعات الاستثمارية ذات الأولوية.
ويعزز انعقاد القمة فرص تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة وتكتل الكاريبي، من خلال القطاعين العام والخاص، وإيجاد فرص متبادلة للتعاون المشترك، وبحث الفرص الاستثمارية في مجالات الصناعات الغذائية والزراعية وتشجيع تبادل الخبرات والأبحاث والتقنيات الحديثة وأفضل الممارسات في ضوء رؤية المملكة 2030.
وحرصًا على تنظيم الإطار التشغيلي للنقل الجوي، وقعت وزارة النقل والخدمات اللوجستية السعودية ووزارة السياحة والنقل الدولي في باربادوس مذكرة تفاهم نوفمبر 2022، تتضمن عدداً من البنود التشغيلية الخاصة بالنقل الجوي وتعددية تعيين الناقلات الوطنية، إضافة إلى التعاون الثنائي بين الطرفين على أساس المنفعة المشتركة والاحترام المتبادل وفقًا للأنظمة والقوانين والتعليمات المعمول بها في كلا البلدين.
والتزامًا منها في تعزيز الأولويات المشتركة ذات الاهتمام في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إلى جانب البلدان النامية الأخرى من منطقة البحر الكاريبي، تتشارك المملكة مع دول الكاريكوم الاهتمام بجهود مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة والطاقة المستدامة النظيفة، ودعم كافة الجهود والمبادرات المتعلقة بذلك ومن ضمنها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والمنظمة العالمية للمياه.
واستمرارًا لجهود المملكة الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية في جميع أنحاء العالم، حيث تعد من أكبر 10 مانحين للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، قدم الصندوق السعودي للتنمية نشاطه التنموي في الدول الأعضاء في منظمة الكاريكوم منذ ما يقارب أربعة عقود، ومنذ بداية هذا العام قدم ما يقارب (670) مليون دولار لتمويل (12) مشروعاً تنموياً.
وتمثل دعم الصندوق في تمويل المشروعات والبرامج الإنمائية عبر قروض تنموية ميسّرة، لدول الكاريكوم إذ شملت تلك المشروعات، دول: (انتيغوا وبربودا، جزر البهاما، غرينادا، بيليز، غيانا، جامايكا، سانت لوسيا، سانت فنسنت والغرينادين)، في مختلف القطاعات الحيوية والتنموية، وهي : ( مشروع توسعة جامعة جزر الهند الغربية الخمس) في انتيغوا وبربودا، و (مشروع إنشاء مراكز حاضنة الأعمال، ومشروع نهضة مطارات جُزر العائلة في جزر البهاما)، و (مشروع البنية التحتية الذكية مناخيًا ) في غرينادا، و (مشروع مستشفى المستوى الثالث في العاصمة بلموبان، ومشروع إنشاء محطة الطاقة الشمسية ) في بيليز، (مشروع تطوير البنية التحتية لقطاع الإسكان، ومشروع إنشاء جسر ويسمار) في غيانا، (مشروع إعادة بناء وتأهيل مستشفى سانت جود) في سانت لوسيا، و (ومشروع إنشاء مركز الرعاية الصحية في ساوث ريفيرز، ومشروع إنشاء مركز ثقافي فني وسوق للمنتجات الحرفية والزراعية في بيل فيو) في سانت فنسنت والغرينادين، و (مشروع إعادة تأهيل البنية التحتية) في عاصمة دومنيكا “روسو”.
وفي الجانب التعليمي: خصصت الجامعات الحكومية السعودية 294 مقعدًا لطلاب دول الكاريكوم، كما بلغ عدد العاملين في المملكة ما يقارب 200 موظف وموظفة.
وحرصًا من الجانبين على التنسيق المستمر، سيسهم انعقاد القمة، في تنسيق الدعم المتبادل للترشيحات الدولية المختلفة بين المملكة ودول الكاريكوم، ومنها ترشح المملكة لاستضافة معرض إكسبو 2030، إضافة إلى التنسيق في المواقف حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, كما سيسهم في تعزيز التعاون والشراكات السياحية وإبراز جاذبية البيئة السياحية في المملكة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المملكة انعقاد القمة ومشروع إنشاء بین المملکة مشروع إنشاء فی المملکة مع دول
إقرأ أيضاً:
مؤتمر الأدباء.. "الأمن الثقافي ومكتسبات أكتوبر" في أولى الجلسات بالمنيا
شهدت جامعة المنيا، صباح اليوم الاثنين، أولى الجلسات البحثية للمؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السادسة والثلاثين، "دورة الكاتب الكبير جمال الغيطاني"، والمنعقدة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت عنوان "أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عاما من العبور"، ويعقد برئاسة الفنان الدكتور أحمد نوار، والأمين العام للمؤتمر الشاعر ياسر خليل.
أقيمت الجلسة بعنوان "الأمن الثقافي ومكتسبات أكتوبر"، وأدارها د. عصام خلف، واستهلت بمناقشة بحث بعنوان "الأمن الثقافي بين الوطنية والوطنية الافتراضية" للباحثة د. دعاء شديد، وأوضحت خلاله أن البحث يسلط الضوء على أهمية الوعي للحفاظ على هوية المجتمعات، موضحة أن الأمن الثقافي هو حجر الزاوية في الأمن القومي من أجل تماسك المجتمعات واستمراريتها مع ضرورة التأكيد على هويتها المميزة.
وأضافت "شديد" أن أخطر شيء على الوعي الاجتماعي هو العالم الافتراضي، الذي جعلنا في عزلة، حيث غاب التواصل الحقيقي بين الجميع، وصار هناك تشوية لكل من الأمثال والعادات والثقافة والفنون.
وأشارت أنه رغم وجود بعض الوعي، لكن هناك قصور في البيوت في حماية أبنائنا، فنحن في حاجة شديدة للأمن الثقافي، والأمر ليس مقتصرا على المدن بل حتى الأرياف فقدت جزءا كبيرا من هويتها، ولعل من أخطر الأشياء في هذا الشأن ما يسمى بالبصمة البحثية والبصمة الروحية.
واختتمت حديثها بالإشارة إلى أنها تقدمت بفكرة مشروع تكاملي بين المؤسسات، تبدأ من المؤسسات التي تهتم بالطفل ومن ورائها كل المؤسسات، بحيث نستطيع أن نحقق النجاح ونحتفظ في الوقت نفسه بهويتنا.
كما شهدت الجلسة مناقشة بحث بعنوان "الأمن الثقافي ومكتسبات حرب أكتوبر 1973" أوضح خلاله الكاتب محمد سيد ريان أن الأمن الثقافي استراتيجية ثقافية مهمة يجب التركيز عليها من أجل تحقيق القوة الحضارية لمصرنا الحبيبة، موضحا أن مفهوم الأمن الثقافي من المفاهيم التي نشأت عالميا في أوائل السبعينيات من القرن العشرين، وقد انتشر عربيا مصاحبا لمصطلحات في حقول ومجالات أخرى مثل: الأمن الاقتصادي والأمن الغذائي والأمن الاجتماعي والأمن السياسي.
وأضاف "ريان"، أن علاقة الثقافة بحرب أكتوبر 1973، جاءت من خلال دور المثقفين في الحرب وما بعدها، كما نرى في مقالات نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم ونزار قباني.
وأشار أن دور المثقفين بدأ بعد هزيمة ١٩٦٧ وذلك بحرص كثير من المثقفين والفنانين على زيارة الجنود على الجبهة، وتقريبا زار الجبهة حوالي ٣٠٠ مثقف، كذلك ما قام به الفنانون مثل أم كلثوم في دعم الوطن.
وأكد "ريان" أن حرب أكتوبر من أكثر الحروب التي واجهت الشائعات، فالعدو حريص على تشويه نصرنا.
وفي ختام حديثه أوصى "ريان" من خلال مؤتمر أدباء مصر أن تقدم وزارة الثقافة موقعا إلكترونيا بحيث يصبح منصة عليها كل المعلومات والمواد المتعلقة بالحرب، فنحن بحاجة لمشروع قومي يوجه لجماهير السوشيال ميديا، بحيث نواجه كل ما يحدث.
وفي مداخلة أوضح الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، أن الهيئة تعد مشروع ببليوجرافيا حرب أكتوبر الذي يرصد الحرب في كتاب، موضحا أن هناك سلاسل تعنى بأدب الانتصار ومنها سلسلة "العبور" التي تصدرها الهيئة، وأضاف "ناصف" أن هناك مشروع لحماية الأمن الثقافي من خلال رصد وجمع حكايات من أبطال الحرب أنفسهم وما مروا به أثناء الحرب لكي يثري الحياة الثقافية.
كما تحدث "ناصف" عن مشروع أهل مصر القائم على دمج الشباب والأطفال والفتيات من المحافظات الحدودية وأنهم خط الدفاع الأول الثقافي، وأضاف أن هذا المشروع له أولوية ضمن مشروعات الأمن القومي المصري.
وعن مشروع ببليوجرافيا حرب أكتوبر أوضح الشاعر د. مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية أن المشروع حاليا في مرحلة التصديق عليه وسوف يتم نشره قريبا.
وفي مداخلة أكد ضياء مكاوي رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي أن الثقافة هو خط الدفاع الأول عن الهوية الوطنية، وأوضح الأديب أحمد الصعيدى أن التكنولوجيا أثرت بشكل سلبي على الهوية المصرية.
وفي مداخلة أخرى أضاف المقدم أحمد عبده أحد أبطال أكتوبر أن الحرب وأحداثها تحتاج إلى مجهودات مؤسسية وليس أفراد لتغطية ما حدث بحرب أكتوبر لتنوير وتثقيف الأجيال التي لم تعاصر الحرب.
ويقام المؤتمر بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وينفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزراع، وإدارة المؤتمرات وأندية الأدب برئاسة الشاعر وليد فؤاد. بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، وفرع ثقافة المنيا برئاسة رحاب توفيق.