بلومبرج: ترجيحات متزايدة لتخفيض قيمة الجنيه المصري رسميا
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أفادت وكالة "بلومبرج" بأن المستثمرين يراهنون على أن مصر ستسمح بتعويم عملتها لتسمح لقيمتها بالانخفاض بشكل حاد بعد الانتخابات المقررة في ديسمبر/كانون الأول.
وذكرت الوكالة الأمريكية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن سوق المشتقات المالية للأصول المصرية، المستخدمة للتحوط من المخاطر والمضاربة، عاد إلى الحياة مرة أخرى، حيث يستعد المتداولون للتخفيض الرابع لقيمة الجنيه المصري منذ مارس/آذار 2022.
ويتوقع المحللون في "دويتشه بنك" و"مورجان ستانلي" تعويم الجنيه في ديسمبر/كانون الثاني المقبل، في حين يتوقع محللو "سوسيتيه جنرال" ذلك بعد فترة وجيزة من فرز أصوات الانتخابات الرئاسية.
وفي السياق، قال خبير الأسواق الناشئة في بنك سوسيتيه جنرال بلندن، جيرجيلي أورموسي: "السوق في وضع يسمح مرة أخرى بتخفيض قيمة الجنيه. وكلما تأخرت السلطات المصرية في تعديل تقييم العملة كلما كان عليها أن تفعل المزيد لاحقا، فالوقت بالتأكيد ضدها".
وحذر الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في يونيو/حزيران الماضي، من أن الدولة، التي يبلغ عدد سكانها 105 ملايين نسمة، لا يمكنها تحمل ارتفاعات إضافية في الأسعار ناجمة عن تخفيض قيمة العملة، لكن المستثمرين يراهنون على أن الأمر مجرد مسألة وقت.
وفي السوق الآجلة، انخفض عقد الجنيه لمدة 3 أشهر بنسبة 14% منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول إلى مستوى قياسي بلغ 37.7، أمس الأربعاء، ما يشير إلى توقعات بانخفاض حاد في قيمة العملة المصرية في أوائل العام المقبل.
وتظهر التوقعات بتخفيض آخر لقيمة الجنيه أيضًا في الأوراق المالية بلندن لأكبر بنك مصري مدرج، إذ يتم تداول إيصالات الإيداع الخاصة بالبنك التجاري الدولي بخصم 46% عن أسهمه في القاهرة، وهو أكبر خصم منذ عام 1997.
ورغم أن 3 تخفيضات لقيمة العملة المصرية منذ أوائل العام الماضي أدت بالفعل إلى خفض قيمة الجنيه إلى النصف تقريبًا، إلا أنه ظل لعدة أشهر محصورًا في الغالب بين 30.8 و30.9 مقابل الدولار، وفي المقابل، انخفض إلى 48.5 جنيها للدولار هذا الأسبوع في السوق المحلية الموازية.
وبالإضافة إلى التوقعات السلبية، تتضاءل الآمال في أن تتلقى مصر بسرعة أي مساعدة مالية تتعلق بدورها في دعم الفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.
اقرأ أيضاً
مديرة صندوق النقد: مصر ستستنزف احتياطياتها ما لم تخفض قيمة الجنيه مجدداً
ومعبر رفح إلى مصر هو البوابة المدنية الوحيدة إلى غزة التي لا تسيطر عليها إسرائيل، ما يحوله إلى نقطة دخول حاسمة لإمدادات الإغاثة عن طريق البر وطريق الهروب الرئيسي للاجئين.
وفي حين أن مصر قد تحصل على دعم إقليمي ودولي في المستقبل، فإن الصراع الدائر على عتبة حدودها "يجلب أيضًا تحديات داخلية وخارجية ملحوظة"، حسبما قال محللون في بنك باركليز، بينهم إبراهيم رزق الله. وتشمل هذه التحديات تدفقات السياحة والغاز، فضلاً عن خطر الاحتجاجات في الشوارع.
وهذه ليست المرة الأولى في التاريخ الحديث التي يتضرر فيها الاقتصاد المصري بسبب اندلاع الحرب في أماكن أخرى، إذ وخرجت أكثر من 20 مليار دولار من الأموال الساخنة من البلاد في غضون أسابيع من العام الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
والآن، تحتاج الدولة المصرية، التي تعاني من ضائقة مالية، إلى تخفيف قبضتها على الجنيه لاستكمال المراجعات المتأخرة لبرنامج الإنقاذ الذي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.
وتجري مصر محادثات حول تعزيز قروض البرنامج إلى أكثر من 5 مليارات دولار، على الرغم من أن الصندوق، الذي يقع مقره في واشنطن، لم يكمل بعد المراجعات المقررة في البداية في مارس/آذار وسبتمبر/أيلول الماضيين.
وسمحت مصر في السابق بعدة جولات من خفض قيمة العملة وتعهدت بالانتقال إلى سعر صرف معوم، لكن تظل احتياجاتها التمويلية مرتفعة عند 24 مليار دولار في السنة المالية حتى يونيو/حزيران 2024، ومن المقرر أن يتضاعف عجز الحساب الجاري إلى 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لمورجان ستانلي.
وقال الخبير الاقتصادي المقيم في لندن في البنك الأمريكي، هاندي كوجوك: "بالنظر إلى مراجعات صندوق النقد الدولي المعلقة واحتياجات التمويل الخارجي الكبيرة، نعتقد أن صناع السياسات سيسمحون على الأرجح بتعديل آخر لسعر صرف العملات في الربع الأول من عام 24".
وأشار إلى أن إقراض صندوق النقد الدولي لمصر "سيكون أمرًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي في مصر بعد الانتخابات".
اقرأ أيضاً
كريدي سويس يتوقع انخفاضا جديدا في سعر صرف الجنيه المصري.. كم سيبلغ؟
يأتي ذلك فيما يسرع الاتحاد الأوروبي وتيرة جهوده لتعميق علاقاته مع مصر، ومساعدتها على التعامل مع التداعيات المتفاقمة للحرب في غزة، حسبما أفادت مصادر مطلعة، أشارت إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تخطط لزيارة القاهرة قريباً من أجل دفع الجهود لدعم التنمية الاقتصادية في مصر وتخفيف تأثير الأزمة الجارية.
وكان الاتحاد الأوروبي يستكشف بالفعل شراكة في هذا الإطار، لكنه يسعى حالياً لتسريع هذه الخطوة نظراً للأهمية الاستراتيجية للقاهرة، والمخاوف بشأن زيادة تدفقات اللاجئين، بما في ذلك من الدول الأفريقية مثل السودان.
وتدعم دول أعضاء في الاتحاد، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، المسعى الجاري في هذا الاتجاه، رغم أن الجدول الزمني والأرقام النهائية بشأنه لا تزال قيد التحضير، حسبما قال المطلعون الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لخصوصية المناقشات.
وتشمل الخطة 6 أولويات تغطي مجالات الاقتصاد، والاستثمارات، والهجرة، والأمن. فعلى الصعيد الاقتصادي، يسعى الاتحاد الأوروبي لاستكشاف خيارات مع الدول الأعضاء من أجل مساعدة مصر على معالجة عبء ديونها الثقيل.
وإضافة لذلك، من المقرر أن يقترح الاتحاد خطة استثمارية تهدف إلى ضخ 9 مليارات يورو (9.8 مليار دولار) في قطاعات مثل المبادرات الرقمية والطاقة والزراعة والنقل، يتخللها منتدى استثماري من المقرر أن يُعقد في الربيع المقبل.
وتستهدف الخطة أيضاً الحدّ من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا من خلال مساعدة مصر في إدارة الحدود، وإجراءات مكافحة التهريب، والعودة الطوعية.
وبعد التوقيع على شراكة مع تونس لوقف وصول المهاجرين ودعم تنميتها الاقتصادية، عملت المفوضية على إبرام اتفاق أوسع مع مصر خلال الأشهر الماضية، نظراً لأهميتها باعتبارها البلد العربي الأكثر اكتظاظاً بالسكان وأكبر اقتصاد في شمال أفريقيا.
اقرأ أيضاً
ضغوط متزايدة على سعر الجنيه.. هل تتجه مصر إلى تعويم جديد؟
المصدر | بلومبرج/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر مورجان ستانلي غزة الجنيه العملة المصرية صندوق النقد الدولي قیمة الجنیه قیمة العملة صندوق النقد
إقرأ أيضاً:
الذهب في مصر يتراجع متأثراً بانخفاض سعر الدولار أمام الجنيه
شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم الثلاثاء، مع تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة، في ظل مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين، بينما تترقب الأسواق صدور بيانات اقتصادية محورية في الأيام القليلة المقبلة.
وانخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 0.7% مسجلاً أدنى مستوى عند 3305 دولارات، مقارنة بسعر افتتاح الجلسة عند 3345 دولارًا، ليتداول حاليًا قرب مستوى 3321 دولارًا للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون، ويأتي هذا التراجع بعد أن سجل الذهب بالأمس أدنى مستوياته عند 3268 دولارًا قبل أن يغلق على ارتفاع نسبته 0.7% عند مستوى 3343 دولارًا، في إشارة إلى استمرار الحذر النسبي في الأسواق رغم موجة التفاؤل الأخيرة.
تحسنت معنويات المستثمرين بشكل لافت، بدعم من تصريحات رسمية أمريكية عززت التفاؤل بشأن نهاية قريبة للتصعيد التجاري، وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن عدداً من الشركاء التجاريين الرئيسيين قدموا مقترحات "جيدة جدًا" لتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية، مشيرًا إلى أن الهند قد تكون أولى الدول المتوصلة إلى اتفاق.
وفي تطور إيجابي آخر، أعلنت الصين إعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الانتقامية، ما اعتُبر بادرة تهدئة جديدة، كما كشفت الإدارة الأمريكية عن تخفيف بعض الرسوم المفروضة على قطع غيار السيارات المصنعة محليًا، الأمر الذي انعكس إيجابًا على مؤشرات الأسهم في الأسواق الأمريكية والعالمية.
هذه المستجدات دفعت المستثمرين للابتعاد عن الذهب مؤقتًا، وتوجيه السيولة نحو الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات، ومع ذلك، أظهرت أسعار الذهب خلال آخر أربع جلسات تداول حركة عرضية، ما يعكس استمرار الترقب وعدم انفتاح الأسواق على موجة بيع مفتوحة في ظل غياب اتفاقات تجارية نهائية وملموسة.
وفي هذا السياق، تترقب الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات أمريكية هامة، تشمل تقارير عن الوظائف، التضخم، والنمو، والتي سيكون لها تأثير مباشر على قوة الدولار وبالتالي على أداء الذهب.
وفي الوقت نفسه، أعلن مجلس الذهب العالمي عن تسجيل صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب صافي تدفقات إيجابية للأسبوع الـ13 على التوالي، بلغت 15.4 طن، رغم أنها تمثل أدنى مستوى من التدفقات خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وجاءت أساسًا من صناديق الاستثمار في آسيا.
امتدت الضغوط إلى السوق المصري، حيث سجل سعر الذهب عيار 21 - الأكثر تداولًا في مصر - تراجعًا في بداية جلسة الثلاثاء، ليبلغ 4770 جنيهًا للجرام، وهو نفس مستوى افتتاح اليوم، بعد أن ارتفع بالأمس بمقدار 30 جنيهًا ليغلق عند 4785 جنيهًا.
وتأثر الذهب المحلي بانخفاض سعر الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك، إلى جانب تراجع السعر العالمي للمعدن النفيس، وهو ما انعكس سلبًا على آلية التسعير. وشهدت الأسعار المحلية خلال الجلسات الست الأخيرة حركة عرضية مستقرة دون مستوى 4800 جنيه للجرام، وسط ضعف الزخم العالمي وتوقف موجة الصعود.
كما ساهم الإقبال الكبير على شهادات الادخار البنكية مرتفعة العائد - قبل وقف إصدارها وخفض الفائدة عليها من قِبل البنوك الحكومية بعد قرار البنك المركزي بخفض الفائدة - في تقليص الطلب على الذهب كأداة للادخار، خصوصًا من قبل الباحثين عن عائد دوري ثابت.
يتداول الذهب العالمي حاليًا ضمن نطاق عرضي مستقرًا فوق مستوى الدعم 3300 دولار للأونصة وتحت المقاومة 3370 دولارًا. ويظل الهبوط العميق مرهونًا بكسر هذا النطاق والإغلاق الصريح دون مستوى 3300 دولار، وهو ما قد يفتح الطريق نحو اختبار القاع السابق عند 3260 دولارًا.
أما محليًا، فما زال الذهب عيار 21 يتحرك ضمن نطاق محدود دون مستوى 4800 جنيه، في محاولة لتجميع الزخم الكافي لاختراق هذه المنطقة من جديد.
اقرأ أيضاًسعر الدولار مقابل الجنيه المصري في منتصف تعاملات اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025
تراجع أسعار الذهب عالميًّا متأثرًة بتعريفة ترامب الجمركية