موقع 24:
2025-04-10@01:11:04 GMT

العالم في مفترق طرق

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

العالم في مفترق طرق

يقف العالم بتعدد دوله، وأطيافه، وتياراته، وتباين توجهاته وأفكاره، على مفترق طُرُق، فلا بوصلة عقل ترشد سيره، ولا كابح أو لاجم لحالة التغول والاستشراس التي تسري في عروقه.

فظاعات تُرتَكب، وبشاعات تفاجئ البشرية في وجدانها جرّاء الصور والأحداث المرعبة التي لم تَعُدْ تقيم للإنسانية أي وزن أو تقدير.
هذا القُبح والبشاعة واستسهال الأرواح البشرية لم ينحصر الشعور بها لدى العرب والمسلمين فقط؛ بل إن حالة التوجّع والألم بتلك الفظاعات والمجازر انسحبت على كل من يشترك معنا في إنسانيتنا؛ باعتبارها المُشترَك الأهم بين الشعوب في كافة أنحاء عالمنا الشاسع.

بات الاحتجاج واستشعار الغبن بمواجع الإنسان أيّاً كان موقعه؛ عنصراً مشتركاً يتوجّع له الكل. ولم تعد تُفلح محاولات التعمية أو التجميل أو التبرير والتسريع لارتكاب تلك الإبادات، إذ إنّ كل العقلاء والمنصفين، ومن يمتلكون أدنى درجات الإنسانية والتحضّر يأنفون من تجاوزها أو قبولها ولو كان مرتكبوها من دولهم. فالظلم ظلم أياً كان مصدره، والشعور به ورفضه ولفظه هي رد فعل طبيعي للنفس السويّة الناشدة للخير والعدل والتسامح مع الجميع.
ويبدو أنها هزيمة العقل؛ تلك التي أعلنها الكاتب النمساوي ستيفان سفايج؛ الذي لم يحتمل رؤية تلك المجازر والبشاعات وانتهاكات القوى المدمرة للبشرية، فعبّر عن تلك المآسي بأنها نتيجة طبيعية لهزيمة العقل الذي فقد رُشده أمام أطماعه ونزوعاته الشرّيرة. تلك الهزيمة طالت العالم بأسره؛ ولم يسلم منها الغرب؛ برغم ادّعائه الحياد وتبنّي قيم العدل والحضارة والحوار وغيرها من قيم نبيلة. كلها أثبت الزمن أنها مجرّد شعارات وإكليشيهات يتشدّق بها هنا وهناك. هذا الغرب الذي يقف عاجزاً أو مُتعامياً عن القيام بأدواره؛ برغم إرثه الثقافي والفلسفي والإنساني لم ينجُ من الوقوع في وهدة هذا الإخفاق الذريع، ولم تسعفه فلسفته على امتداد تاريخها في أن يلعب دوراً إنسانياً حقيقياً؛ فأصبح الكيل بمكيالين هو الملمح الأبرز لسلوكه ومواقفه.
في مأساة غزة، وفظاعاتها الوحشية تهاوت كل تلك القيم والإرث الثقافي والحضاري أمام نزوعات الشّر والهيمنة والأطماع، فكانت الصورة الجلية هي حرب جائرة واعتداءات سافرة لم تكترث بأي رادع أخلاقي أو قيمي أو ديني أوإنساني أو حضاري.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

وفاة والد الطفلة الذي ضهر في فيديو وهو يعذب ابنته إثر تعذيبه من المساجين

وفاة والد الطفلة الذي ضهر في فيديو وهو يعذب ابنته إثر تعذيبه من المساجين

مقالات مشابهة

  • محلل إسرائيلي: ترامب فهم تداعيات مهاجمة إيران.. وإسرائيل في مفترق طرق
  • هذا هو حصان طروادة الذي سيفكّك الغرب
  • لافروف: روسيا تحاول إيقاظ الغرب في الكفاح ضد محاولات إعادة كتابة التاريخ
  • الملياردير الوحيد الذي لم يخسر بسبب رسوم ترامب الجمركية
  • الماتشا: المشروب الأخضر الذي يجتاح العالم ... ما السر وراء شعبيته؟
  • كاريكاتير.. حقيقة الدور الذي تلعبه قناة “الجزيرة” في غزة
  • وفاة والد الطفلة الذي ضهر في فيديو وهو يعذب ابنته إثر تعذيبه من المساجين
  • لا تزال أمريكا التي أحببتها موجودة برغم ترامب
  • البشير وبكری، السجين والطليق !!
  • الأرصاد: أمطار رعدية على الغرب والوسط… والحرارة تنخفض تدريجيًا