كشفت منظمة حقوقية إسرائيلية أن ما يقرب من ألف فلسطيني تم طردهم من منازلهم في الضفة الغربية على يد مستوطنين، منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تتصاعد الهجمات التي يشنها مئات المستوطنين، بدعم وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين بالضفة.

وقال المتحدث باسم منظمة "بتسليم" الحقوقية الإسرائيلية المعارضة، درور سادوت، إن العنف من قبل المستوطنين تصاعد بشدة وبشكل منظم ومخيف منذ السابع من أكتوبر.

يهاجمون عدة مرات

وأضاف سادوت لموقع "المونتيور": ما نراه هو أن المستوطنين يستهدفون بشكل أساسي مجتمعًا تلو الآخر، ويهاجمون عدة مرات تحت غطاء حرب غزة".

اقرأ أيضاً

الصفدي: حرب إسرائيل في غزة "وحشية".. وتهجير سكان الضفة إلى الأردن "إعلان حرب"

ويؤكد سادوت أن العنف لا يتعلق الأمر بالمستوطنين فقط، بل بالجيش أيضًا، والذي شدد من سيطرته على المناطق المدنية الفلسطينية، مضيفًا أن هناك المزيد من نقاط التفتيش والقيود على الحركة أيضًا منذ 7 أكتوبر.

وحتى الأحد الماضي، غادر ما مجموعه 963 فلسطينيًا منازلهم في الضفة الغربية بسبب الهجمات والتهديدات والقيود التي فرضها المستوطنون الإسرائيليون منذ بدء الحرب في قطاع غزة.

وقالت "المونيتور" إن هذا العدد على مدار أربعة أسابيع هو تقريبًا ضعف أولئك الذين فروا من الضفة الغربية في عام الـ 21 شهرًا السابقة.

ووفقا لبيانات بتسيلم، غادر حوالي 480 فلسطينيا منازلهم في الضفة الغربية منذ كانون الثاني/يناير 2022 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023.

اقرأ أيضاً

لم تعد الحرية قابلة للتفاوض.. صحيفة فرنسية: الضفة الغربية تغلي

المنطقة "ج"

وأشار التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن معظم هجمات المستوطنين تحدث في المنطقة (ج)، وهي جزء من الضفة الغربية تديره دولة الاحتلال مباشرة.

وتقول السلطات الفلسطينية إن 185 فلسطينيا، على الأقل،  استشهدوا في الضفة الغربية منذ بدء الحرب، معظمهم في اقتحامات وغارات عسكرية إسرائيلية على قرى ومدن بالضفة، حيث صعد جيش الاحتلال تلك الغارات بالتزامن مع حربه في غزة، والتي أسفرت عن استشهاد ما يقرب من 12 ألف فلسطيني.

ووفقا لـ"بتسليم"، خلق جيش الاحتلال الإسرائيلي وضعا خاصا وغير مسبوق في مدينة الخليل، حيث فرض حظر التجول على 11 حيا منذ 7 أكتوبر.

وتعد مدينة الخليل، موقع الحرم الإبراهيمي والحرم الإبراهيمي، نقطة اشتعال متكررة بين المستوطنين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وبحسب المنظمة، فإن هجمات المستوطنين ليست منفصلة عن سياسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال درور إن "إسرائيل والمستوطنين يريدون نفس الشيء ويهدفون إلى نفس الهدف: تهويد المنطقة ج".

ويردف: "إسرائيل تمنح المستوطنين الحصانة بشكل أساسي. ولا يخضع أحد للمساءلة. لذا فهي بمثابة ذراع غير رسمية للدولة".

ويضم الائتلاف الحاكم الحالي في حكومة الاحتلال أحزابا قومية يهودية متحمسة تدعم حركة الاستيطان.

ويعيش وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مستوطنات الضفة الغربية.

وأضاف درور: "المستوطنون العنيفون يجلسون في الحكومة والمستوطنون يعرفون ذلك".

وفي بعض الأحيان، لا يكون الفلسطينيون في الضفة الغربية متأكدين مما إذا كان المستوطنون هم الذين يهاجمون أم الجنود الإسرائيليون.

اقرأ أيضاً

بنادق أمريكية في طريقها إلى أيدي المستوطنين بالضفة الغربية.. الاشتعال سيتزايد

مستوطنون يرتدون زي الجيش

وقال درور إن بعض الفلسطينيين أبلغوا عن تعرضهم لهجوم من قبل أشخاص معروفين بأنهم مستوطنون ولكنهم يرتدون زي الجيش.

ووزعت سلطات الاحتلال الأسلحة على المستوطنين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لأسباب أمنية.

والشهر الماضي، نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريرا يبين كيف احتجز مستوطنون وعذبوا ثلاثة فلسطينيين في وادي السيق، شرق رام الله، وزعم متحدث باسم جيش الاحتلال أن الضابط المسؤول عن المنطقة تم فصله، وأن الجيش بدأ تحقيقا فيما جرى.

وفي 28 أكتوبر، أطلق مستوطن إسرائيلي النار على رجل فلسطيني وقتله أثناء قطفه الزيتون في الساوية، بالقرب من نابلس، حسبما ذكرت نفس الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين صحيين فلسطينيين وعسكريين إسرائيليين.

اعتداءات خلال الليل

وقالت امرأة فلسطينية في خربة زنوتا لشبكة CNN في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إن المستوطنين يعتدون على السكان أثناء الليل في محاولة لطردهم من منازلهم.

وتنشر وكالة أنباء "وفا"، التابعة للسلطة الفلسطينية، بانتظام تقارير عن هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين.

وأفادت "وفا"، الأحد، أن مستوطنين هاجموا مركبات فلسطينية على طريق رام الله – نابلس. أفادت وسائل إعلام، اليوم الاثنين، أن مستوطنين هاجموا منزلا فلسطينيا وأشجارا مثمرة في مسافر يطا، جنوب الخليل.

اقرأ أيضاً

ألمانيا ترفض عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية

قلق أمريكي

وأثارت الهجمات إدانات، بما في ذلك من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وفي مؤتمر صحفي يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول قال بايدن، معلقا على تلك الهجمات: "يجب أن تتوقف الآن"، ووصف المهاجمون بأنهم "مستوطنون متطرفون"، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" في ذلك الوقت.

وخلال رحلة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إنه تلقى "التزاما واضحا" من الحكومة الإسرائيلية بشأن التعامل مع العنف.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة الماضي، أن بايدن ومساعديه أثاروا القضية عدة مرات في مكالمات مع مسؤولين إسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ما سبق، دفع نتنياهو إلى إصدار "إدانة نادرة" لعنف المستوطنين، يوم الخميس الماضي.

وبعد اجتماع مع مجلس يشع، وهو منظمة جامعة للمجالس البلدية في المستوطنات، قال نتنياهو: "أنا أدين هذا، وسوف نعمل ضده".

ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحاته بأنها لفتة تجاه الولايات المتحدة.

المصدر | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تهجير الفلسطينيين مستوطنين الضفة الغربية طوفان الأقصى الاحتلال الإسرائیلی أکتوبر تشرین الأول فی الضفة الغربیة اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

كاتس يأمر باحتلال مخيمات الضفة.. ويعترف بتهجير 40 ألف فلسطيني

أعلن وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن إصدار تعليمات لقوات جيش الاحتلال بمواصلة احتلال مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية حتى نهاية العام الجاري؛ وذلك خلال مشاركته في مؤتمر "الصهيونية الفيدرالية" الذي عُقد في تل أبيب يوم الجمعة.

وبحسب تصريح له في المؤتمر، نقلته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، فإن كاتس، قد وجّه تعليماته لقوات الاحتلال الإسرائيلية بمواصلة احتلال مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية حتى نهاية العام على أقل تقدير.

وفي السياق نفسه، اعترف وزير الحرب الإسرائيلي، بتهجير 40 ألف شخص من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في كل من: جنين وطولكرم ونور شمس، وذلك على خلفية العملية العسكرية التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكثر من شهر.

إلى ذلك، يجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الفلسطينيين، من قلب المخيمات على ترك منازلهم، قسرا، وذلك وفقا لمؤسسات حقوقية محلية وأممية. فيما بدأ جيش الاحتلال بعملية عسكرية قبل نحو 50 يوما في شمال الضفة الغربية المحتلة.

ووفقا لعدد من المصادر المطّلعة، فإنّ عملية الضفّة الغربية المحتلة كان قد بدأها بمخيم جنين، ثم انتقلت إلى كل من مخيمي: طولكرم، ونور شمس في طولكرم قبل اتساعها في وقت لاحق لتصل إلى مخيم الفارعة في طوباس. وهي العمليات التي شهدت أيضا اعتقال العشرات من الفلسطينيين.

يفرض الجيش الإسرائيلي قيودًا مشددة على الفلسطينيين من كبار السن أثناء توجههم من الضفة الغربية إلى القدس لأداء صلاة الجمعة في رمضان.

هنا، يتجاوز الفلسطينيون حاجز قلنديا الأمني حيث يتعرضون للتفتيش.

وضعت إسرائيل شروطًا للصلاة، منها أن يكون العمر فوق 55 عامًا، وأن يكون السجل الأمني… pic.twitter.com/xJ8rpPQIgE — Tamer | تامر (@tamerqdh) March 7, 2025 جندي من مزدوجي الجنسية في جيش الاحتلال ينشر على حسابه في "انستغرام" مقطع فيديو يظهر مشاركته في مداهمات ليلية لمنازل الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك ضرب فلسطيني أمام عائلته. pic.twitter.com/3X3Rgib0Uf — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 5, 2025
كذلك، شهدت العمليات ذاتها، هدما وحرقا واقتحامات لمنازل مواطنين فلسطينيين ودور عبادة، ما يبرز أنّ: "تل أبيب تضرب بعرض الحائط كل القيم الدينية والأخلاقية والأعراف الدولية والحقوقية" بحسب عدد من المؤسسات الفلسطينية والأممية.

إلى ذلك، تواصل السلطات الفلسطينية، تحذيرها من أن ذلك عدوان الاحتلال الإسرائيلي الواسع والمدمّر يأتي "في إطار مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين".


وفي سياق متصل، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، اعتداءاتهم بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة، وذلك منذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، ما أدّى إلى استشهاد ما يناهز 930 فلسطينيا، مع إصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب بدعم أمريكي، بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير الماضي إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 160 ألف بين شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يدنسون مسجدا شرقي نابلس والدبابات تطلق النار جنوبي جنين
  • تصعيد إسرائيلي متواصل للاقتحامات والاعتقالات بالضفة الغربية
  • العدو يشن حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة الغربية
  • الاحتلال يقتحم قرية دير قديس غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية
  • مقررة أممية: سلوك إسرائيل بالضفة الغربية مخزٍ والموقف العربي صادم
  • كاتس يأمر باحتلال مخيمات الضفة.. ويعترف بتهجير 40 ألف فلسطيني
  • تراجع ثقة المستوطنين بجيش الاحتلال بعد الفشل في 7 أكتوبر
  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة صوريف بالضفة الغربية
  • اقتحامات واسعة بالضفة ومستوطنون يصادرون أراضي فلسطينية
  • المفوض العام لأونروا: 40 ألفا أجبروا على ترك منازلهم بالضفة الغربية