مراسة DW في الشرق الأوسط تانيا كريمر

مُنحت جائزة فيرنر هولتسر للصحافة الدولية المتميزة لهذا العام 2023 لثلاثة مراسلين ألمان، من بينهم مراسلة مؤسسة دويتشه فيله (DW) في الشرق الأوسط تانيا كريمر.

في كلمتها التي ألقتها في قاعة المقر التاريخي لبلدية مدينة فرانكفورت، شكرت كريمر جميع الإسرائيليين والفلسطينيين الذين "فتحوا لها الأبواب" على مدى 15 عامًا عملت خلالها هناك.

وقالت أمام مئات من الضيوف المدعوين إن هذا الترحيب ليس أمرا مفروغا منه بأي حال من الأحوال ولم يأت من فراغ.

مختارات مراسل DW في لبنان يفوز بجائزة سمير قصير لحرية الصحافة دولة إسرائيل ضد بنيامين نتانياهو انسداد آفاق السلام يضاعف معاناة سكان القدس صراع إسرائيل وحماس .. الشظايا طالت معرض فرانكفورت للكتاب

ووفقا لكريمر، يرى بعض سكان إسرائيل والأراضي الفلسطينية الآن أن الحديث مع الصحفيين ليس بذي فائدة تذكر. وأوضحت أن الصراع في الشرق الأوسط مستمر منذ عقود عديدة. واعترفت بأن كل التحليلات والتعليقات المنشورة لم تقرب السلام للسكان هناك بأي حال من الأحوال.  

التركيز على مصير الناس

في خطاب التكريم، أشادت لجنة التحكيم بتقارير تانيا كريمر. وقالت "إن تجربة كريمر الطويلة وشبكة علاقاتها المتنوعة ساعدت على تقديم فهم عميق لما يحدث هناك لمتابعيها، وأظهرت تقاريرها هناك العديد من الحقائق المختلفة، والمناطق الرمادية، التي تتشابك بها الأمور في الحياة اليومية". وأضافت أن كريمر عملت على متابعة وفهم ما وراء العناوين الرئيسية وشرحت بشكل مثير للإعجاب ما تعنيه هذه الأحداث في حياة الناس هناك.

ويؤكد المدير عام مؤسسة DW بيتر ليمبورغ أن هذا الإنجاز "يعكس الالتزام الكبير لزميلاتنا وزملائنا المتفانين، الذين يواجهون تحديات هائلة"، حيث عملت تانيا كريمر بمهنية وتواضع لسنوات عديدة في منطقة صعبة للغاية. بالنسبة لها، ينصب التركيز دائما على الناس ومصائرهم. وتابع مدير عام  مؤسسة دويتشه فيله  قائلا "أنا سعيد جدا بقرار لجنة التحكيم".

أجواء احتفالية أثناء تسلم الجائزة في فرانكفورت

وعن أهمية الصحافة الدولية بشكل عام والصعوبات التي تواجه تغطية الأحداث في الشرق الأوسط بشكل خاص، قام الناشر الألماني ـ الفرنسي ورئيس معهد فيرنر هولتسر، الذي يُمنح جائزة الصحافة الدولية ذات الاسم نفسه، ميشيل فريدمان، بتقديم لمحة وافية. وأشاد فريدمان بالتقارير الخارجية من مناطق الأزمات وقال "أنا ممتن لعمل الصحفيين الذين ينقلون الأحداث من مناطق النزاع." بيد أن فريدمان اشتكى أيضا من "الصمت المطبق" في ألمانيا، في ضوء وحشية الأعمال التي تقوم بها حركة حماس المتطرفة تجاه اليهود.

من جهته يرى يان كولمان رئيس قسم الشرق الأوسط في DW أن المراسلين الذين يغطون بتقاريرهم من إسرائيل والدول المجاورة يخضعون لتدقيق خاص. ويصف كولمان ماهية المشكلة بمثال من واقع العمل، حيث قال: "قبل سنوات، اشتكى قارئا في إحدى الصحف اليومية الألمانية الكبرى من التحيز المزعوم لمراسل الشرق الأوسط في ذلك الوقت. أحدهما أتهم المراسل بأنه متحيز لصالح إسرائيل، في حين اشتكى الآخر من أن هذا المراسل نفسه مقرب بشكل كبير من الفلسطينيين!".

يان كولمان رئيس قسم الشرق الأوسط في DW

وقال كولمان إنه يتعين على الصحفيين في الشرق الأوسط أن يحاولوا الحصول على وجهة نظر محايدة قدر الإمكان للأحداث. فهناك اندلاع متكرر لأعمال العنف مع سقوط قتلى والكثير من المعاناة لكلا الجانبين. وهذا يساهم في حدوث استقطاب قوي داخل المجتمع.

كما أشاد كولمان بكريمر وقال: "لا يوجد سوى عدد قليل من المراسلين في الشرق الأوسط الذين، بحكم وجودهم هناك لفترة طويلة، يعرفون المنطقة مثل تانيا كريمر". وتابع كولمان: "هناك نوعان من المراسلين في هذه المنطقة: أولئك الذين يتصرفون وكأنهم يعرفون ما يدور حولهم من أحداث، وغيرهم مثل كريمر، الذين يعرفون حقًا طبيعة الأمر ".

توقعات الجمهور من المراسلين

فيما يتعلق بالاهتمام بالأخبار الجديدة، يفترض البروفيسور أرتور لاندفير، الذي يدرس الصحافة في جامعة فيسبادن راينماين، أنه ليس كل المستخدمين أو المستمعين أو مشاهدي التلفزيون اليوم يريدون تعلم أي شيء جديد عن بلد آخر. بدلا من ذلك، يهتم الكثير منهم بتعزيز وجهات نظرهم الخاصة عن الموضوع. و"ينطبق ذلك بشكل خاص على المواضيع التي تكون مسيسة بشكل كبير"، بحسب قول لاندفير، الذي عمل لسنوات عديدة مراسلا دوليا وكان أيضًا رئيس تحرير راديو SWR في ألمانيا. وتابع: لذلك يتوقع البعض أحيانا من مراسلي الشرق الأوسط أن يتخذوا موقفًا لصالح أحد الأطراف، ويلعب التاريخ الألماني أيضا دورا في تغطية هذه الأحداث، بخاصة عقدة الذنب الذي جلبته ألمانيا لنفسها من خلال  فظائع النازيين .  

بالإضافة إلى تانيا كريمر، تم تكريم أيضا كل من أولف رولر، مدير مكتب القناة الثانية الألمانية (ZDF) في بروكسل والمراسل الطويل الأمد لصحيفةDie Zeit  في موسكو، مايكل تومان.

 تم إطلاق جائزة معهد فيرنر هولتسر في عام 2022 لتقدير جهود المراسلين في الخارج وتسليط الضوء على إسهاماتهم في تنوع الرأي وتعدد وجهات النظر. ويريد المعهد من الجائزة - التي سميت على اسم رئيس تحرير يومية فرانكفورتر روندشاو من عام 1973 إلى عام 1991 - إرسال إشارة واضحة ضد تقليل التغطية الدولية أو تقييد تنوعها الصحفي.

ميودراغ سوريك/ ع.أ.ج

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: فلسطين وإسرائيل فلسطين وإسرائيل فی الشرق الأوسط المراسلین فی

إقرأ أيضاً:

هدنة ترامبية.. وقلق متزايد ومستقبل وضع غزة ما زال يبحث عن إجابة واضحة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشكل الاتفاق بين إسرائيل وحماس ارتياحاً وموضع ترحيب لأنه يضع على الأقل نهاية مؤقتة للأعمال العدائية، ولكنه يترك مسألة مستقبل قطاع غزة دون حل. 

إنها هدنة مرحب بها لأنها طال انتظارها، لكنها أيضًا هدنة هشة يمكن أن تنتهك في أي وقت، وفوق كل شيء تترك دون إجابة سؤال مستقبل قطاع غزة وحوكمته. 

وعلى المستوى السياسي، لا يزال يتعين القيام بكل شيء، إذا كانت إسرائيل قد أعلنت المصادقة على اتفاق ١٥ يناير، الذي ظلت بنوده مطروحة على الطاولة تقريبًا منذ مايو ٢٠٢٤، فذلك يرجع أولاً إلى أن الجيش الإسرائيلي وجه العديد من الضربات إلى حماس، مما أدى إلى تخفيف خطورة الحركة وتدمير جزء كبير من بنيتها التحتية تحت الأرض ومعظم أسلحتها، وعدة آلاف من مقاتليها. 
ويرجع ذلك أيضًا إلى أن ميزان القوى قد تغير جذريًا خلال العام الماضي في الشرق الأوسط، لصالح إسرائيل: فقد تم تحجيم حزب الله اللبناني، أما نظام بشار الأسد السوري، حلقة الوصل بين حزب الله وحلفائه الإيرانيين، فقد تمت الإطاحة به، وتم إضعاف إيران نفسها. 

وقد ساعد الوضع الجيوستراتيجي الإقليمي الجديد نتنياهو على تجاهل اعتراضات الجناح اليميني في ائتلافه. 

وبذلك، فإن وقف إطلاق النار في غزة يترك يد إسرائيل حرة في مواجهة محاولات طهران للحصول على قنبلة نووية، وهو احتمال لا تزال تعتبره إسرائيل تهديدا وجوديا.
ومع ذلك، يبدو أن العامل الحاسم للوصول إلى الاتفاق كان العودة الوشيكة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض. 

وهدد الرئيس المنتخب العام الماضي بـ”إطلاق العنان للجحيم” في الشرق الأوسط إذا لم يتم حل قضية الرهائن قبل تنصيبه يوم الإثنين ٢٠ يناير. 

ومن المقرر أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في اليوم السابق، اليوم الأحد ١٩ يناير. 
والخطوة التالية التي يحرص الرئيس الأمريكي الجديد على مساعدة إسرائيل على اتخاذها هي قبول الدولة اليهودية لظهور دولة فلسطينية. 

وهو احتمال تستبعده حكومة نتنياهو بشكل قاطع، وحتى لو صمدت الهدنة في نهاية المطاف في غزة، فإن السلام في الشرق الأوسط يظل احتمالاً بعيد المنال في الوقت الحالي.

مقالات مشابهة

  • ليبراسيون : الأمل ينبعث مجددا في منطقة الشرق الأوسط
  • راصد الزلازل الهولندي الشهير يحذر الشرق الأوسط من كارثة
  • هكذا أعادت هجمات 7 أكتوبر تشكيل الشرق الأوسط  
  • الهلال السعودي يتعاقد مع لاعب برازيلي من دبي
  • هدنة ترامبية.. وقلق متزايد ومستقبل وضع غزة ما زال يبحث عن إجابة واضحة
  • الباركود وسياسة الهضم
  • الشرق الأوسط: مفاوضات الهلال مع محمد صلاح مستمرة
  • بجانب مهام غزة.. سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط
  • العامري والزعابي والكتبي يخوضون التحدي في ياس
  • الحرب في الشرق الأوسط تستفزّ البابا فرنسيس