ما أعظم دعاء للنبي؟.. الإفتاء: 18 كلمة لا ترد وتحقق المستحيلات
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
ما أعظم دعاء دعا به النبي -صلى الله عليه وسلم -؟، لا شك أنه من أهم الأدعية التي تهم الجميع ، باعتباره أوسع أبواب الفرج والرزق والنجاة من كل منغصات ، فالبحث عن ما أعظم دعاء دعا به النبي -صلى الله عليه وسلم-؟، بمثابة الوصول لتلك الصيغة من الدعاء التي لا ترد وبها تقضى الحوائج وتتحقق الأحلام المستحيلة ، ولعل آمالنا تلك التي نتمناها ونرجوها من الله عز وجل هذ ما تطرح السؤال والبحث عن ما أعظم دعاء دعا به النبي -صلى الله عليه وسلم-؟.
ورد عن ما أعظم دعاء دعا به النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟، ورد أن هناك صيغة من الدعاء وقت الشدة والكرب كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يدعو بها ، وهو : ( لا اله إلا الله، الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين).
فقد روي عن عبدالله بن عباس وحدثه البخاري في صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 6346، أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ ، أخرجه مسلم (2730) باختلاف يسير.
وجاء هذا الحديث ليؤكد على أنه واجبُ المسلِمِ إذا وقَعَ في كُربةٍ أو ضاقَتْ به الدُّنيا أنْ يَفزَعَ إلى اللهِ رَبِّه وإلهِه ومَوْلاه؛ فهو وَحْدَه القادِرُ على كَشْفِ الهَمِّ والغَمِّ، والدُّعاءُ مِن أسبابِ رَفْعِ البَلاءِ، ففي هذا الحَديثِ يروي عبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهُما، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يَقولُ عِندَما يَشْعُرُ باشتِدادِ الغَمِّ عليه، واستيلائِهِ على نَفْسِهِ الشَّريفةِ: «لا إلَهَ إلَّا اللهُ» أي: لا مَعبودَ بِحَقٍّ إلَّا اللَّهُ «العَظيمُ» القَدْرِ، الجَليلُ الشَّأنِ في ذاتِه وَصِفاتِه وَأفعالِه، «الحَليمُ» الَّذي لا يُعاجِلُ العاصيَ بِالعُقوبةِ، بَل يُؤَخِّرُها، وَقَدْ يَعْفو عَنه مَعَ القُدرةِ عليهِ؛ فهو القادرُ سُبحانَه على كلِّ شَيءٍ.
ثمَّ يُكمِلُ دُعاءَه فيقولُ: «لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَواتِ والأرضِ»، أي: لا مَعبودَ بحقٍّ إلَّا اللهُ جلَّ جَلالُه، خالِقُ العَرشِ العَظيمِ الكَريمِ، وخالِقُ السَّمواتِ والأرضِ، وخالِقُ كُلِّ شَيءٍ فيهما، وَمالِكُه، وَمُصلِحُه، والمُتَصَرِّفُ فيه كَيفَ شاءَ، وكما شاءَ،، «رَبُّ العَرشِ الكَريمِ»، والعَرْشُ: عرْشُ الرَّحمنِ الذي استوَى عليه جلَّ جَلالُه، وهو أعْلَى المَخلوقاتِ وأكبرُها وأعظمُها، وقد وصَفَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّه عَظيمٌ وبأنَّه كريمٌ، أي: وبالعَظَمةِ مِن جِهةِ الكَمِّيَّةِ، وبِالحُسنِ مِن جِهةِ الكَيفيَّةِ.
وورد أن هذا الدُّعاءُ مُشتمِلٌ على تَوحيدِ الإلهيَّةِ والرُّبوبيَّةِ، ووَصْفِ الربِّ سُبحانَه بالعظَمةِ والحِلمِ، وعَظمتُه المطلَقةُ تَستلزِمُ إثباتَ كلِّ كَمالٍ له، وسَلْبَ كلِّ نقْصٍ عنه، وحِلمُه يَستلزِمُ كَمالَ رَحمتِه وإحسانِه إلى خلْقِه؛ فإذا عَلِمَ القلبُ هذا وتحقَّقَه أحَبَّ اللهَ تعالَى وأجَلَّه، فحصَلَ له مِن الابتهاجِ واللَّذةِ والسُّرورِ ما يَدفَعُ عنه ألَمَ الكَرْبِ والهمِّ.
ما أعظم دعاء لا يردقالت دار الإفتاء المصرية ، إن أعظم دعاء لا يرد ورد فيما أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم: "أن أعمى أتى النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني أُصِبتُ في بَصَرِي، فادعُ اللهَ لي، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «تَوَضَّأ وصَلِّ رَكعَتَين ثم قُل: اللَّهُمَّ إني أَسألُكَ وأَتَوَجَّه إليكَ بنبيكَ مُحَمَّدٍ، يا مُحَمَّدُ، إنِّي أَستَشفِعُ بكَ في رَدِّ بَصَرِي، اللهم شَفِّع النبيَّ فِيَّ، وقال: فإن كان لكَ حاجةٌ فمِثلُ ذلكَ»، فرَدَّ اللهُ تعالى بصرَه.
دعاء كان يكثر منه النبيروي عن أنس بن مالك وحدثه ابن حبان في صحيح ابن حبان ، الصفحة أو الرقم : 940 ، أنه سأَل قتادةُ أنَسًا : أيُّ دعوةٍ أكثَرُ ما يدعو بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : أكثَرُ دعوةٍ يدعو بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( اللَّهمَّ ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ )، وفي رواية أخرى عن أنس بن مالك وحدثه البخاري في صحيح البخاري ، الصفحة أو الرقم: 4522 ، وأخرجه البخاري (4522)، ومسلم (2690)، أنه كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
وكانَ دُعاءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جامعًا لأنواعِ الخَيرِ في الدُّنيا بما يَنفَعُ فيها مِنَ الأُمورِ، وَالخَيرِ في الآخِرَةِ؛ لأنَّ فيها المَعادَ، وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَقولُ: «اللَّهمَّ رَبَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسنةً»، أي: أنعِمْ عَلينا في الدُّنيا بِالعَفوِ وَالعافيةِ وَالعِلمِ الصَّالحِ والعَملِ المَقبولِ، وغيرِ ذلك ممَّا يَشمَلُه لفظُ الحَسَنةِ مِنَ الخَيرِ، «وَفي الآخِرةِ حَسنَةً»، يَعني: وأعطِنا في الآخرَةِ الجَنَّةَ، وَما فيها مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ، «وقِنا عَذَابَ النَّارِ» أي: وَاحفَظْنا مِن عَذابِ النَّارِ، وَما يُقرِّبُ إليه مِن شَهوةٍ وعَملٍ، وفي الحَديثِ: سؤال الله خير الدنيا والآخرة، وفيه: الدعاء بالأدعية الجامعة.
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على الدعاء والإلحاح فيه إلى الله تعالى، وورد أن أكثر دعاء كان يردده الرسول «اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ »، وثبت أيضًا أن أكثر دعاء كان يردده الرسول «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ».
ذكرت السنة النبوية أكثر دعاء كان يردده النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويَقُولُ: «اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»، صحيح مسلم، ورد دعاء الرسول في القرآن في سورة البقرة، الآية 201، في قول الله تعالى: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَة حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».
وكان هذا أكثر دعاء كان يردده الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما أخبر بذلك أنس رضي الله عنه أنه قال: «كان أكثر دعاء النبي»، واقتدى بذلك أنس -رضي الله عنه-، فكان لا يدعه في أي دعاء يدعو به، وقد طلب منه بعض أصحابه أن يدعو لهم، فدعا لهم بهذه الدعوة المباركة، ثم قال: «إذا آتاكم اللَّه ذلك فقد آتاكم الخير كله».
شرح دعاء الرسولوذكر المفسرون أن الله تعالى بيّن في كتابه (الذكر الحكيم) دعوات لأهل الهمم القليلة، وأصحاب الحظوظ الدنيوية يسألون حظ الدنيا فقط: «فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ» سورة البقرة، الآية: 200.
وأضاف المفسرون ثم ثنّى الله تعالى بأصحاب الهمم العالية الذين يسألون خيري الدنيا والآخرة، وذكر سبحانه هذه الدعوة في سياق الثناء والتبجيل في كتابه الكريم تعليمًا لنا في التأسي والعمل بالتنزيل بملازمتها مع فهم معانيها ومضامينها، وما حوته من جوامع الكلم الطيب، مع قلّة المباني، وعظيم المعاني.
ولفت الفسرون إلى أنهم قدموا توسلهم بأجمل الأسامي والصفات: (ربنا): نداء فيه إقرار بالربوبية العامة للَّه تعالى المستلزمة لتوحيده في الألوهية، فجمعوا بين أنواع التوحيد التزامًا وتضمنًا، وهم يستحضرون كذلك ربوبيته الخاصة لخيار خلقه الذين رباهم بلطفه، وأصلح لهم دينهم ودنياهم، فأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهذا متضمن لافتقارهم إلى ربهم، وأنهم لا يقدرون على تربية نفوسهم من كل وجه، فليس لهم غير ربهم يتولاهم، ويصلح أمورهم».
ونبه المفسرون على أنه ينبغي للداعي أن يستحضر هذه المعاني الجميلة من ربوبيته تعالى العامة لكل الخلق، وربوبيته الخاصة، فإن ذلك يوجب للعبد الخشوع والخضوع، وتذوق حلاوة المناجاة، والدعاء التي لا يعادلها أي شيء من المحبوبات .
وأوضح المفسرون أن معنى «آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً»: سؤال من خير الدنيا كله بأوجز لفظ وعبارة، فجمعت هذه الدعوة كل خير يتمناه العبد، «فإنّ الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودارٍ رحبةٍ، وزوجةٍ حسنةٍ، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيءٍ، وثناء جميل، إلى غير ذلك».
وأضافوا: «وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً»: أما «الحسنة في الآخرة فلا شك أنها الجنة؛ لأن من لم ينلها يومئذٍ فقد حُرم جميع الحسنات»، فهي أعلى حسنة، ويدخل في حسنات الآخرة كذلك: «الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب»، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.
وتابعوا: «وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»: «وهذا يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام»، وتتضمن هذه الوقاية أيضًا «ألاّ يدخل النار بمعاصيه، ثم تخرجه الشفاعة»، ثم بين ـ علو درجتهم، وبعد منزلتهم في الفضل، كما دلّ على ذلك اسم الإشارة (أولئك) أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ».
تضمنت هذه الدعوة جملًا من الفوائد، منها:أنه يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه خيري الدنيا والآخرة، وينبغي لكل داعٍ أن يكون جُلَّ دعائه ونصيبه الأكبر في أمورالآخرة، فجاء في هذا الدعاء سؤال أمرين عظيمين من أمور الآخرة: وأمرٍ واحدٍ من أمور الدنيا ]وَفِي الآخِرَةْ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، وينبغي للداعي أن يكون من أصحاب الهمم العالية.
وإن الإنسان لا يذم إذا طلب حسنة الدنيا مع حسنة الآخرة، وأن كل إنسان محتاج إلى حسنات الدنيا والآخرة، ومن حُسن الدعاء أن يجمع في مطالبه بين الرغبة: «آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً»، والرهبة: «قِنَا عَذَابَ النَّارِ». حتى يكون العبد بين الخوف والرجاء.
وورد عن أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ»، وفي حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قالت: يا رسول اللَّه، إنك تُكثر أن تدعو بهذا الدعاء؟ فقال صلى الله عليه وسلم «إِنَّ قَلْبَ الْآدَمِيِّ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عز وجل فَإِذَا شَاءَ أَزَاغَهُ، وَإِذَا شَاءَ أَقَامَهُ»، وقوله: «إن قلوب» تعليلاً لسبب دعوته صلى الله عليه وسلم وهي أن قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه، من يشأ يضللْه، ومن يشأ يهديه، فينبغي للعبد الإكثار من هذه الدعوات المهمة التي تتعلق بأجل مقامات العبودية.
أكثر دعاء ردده الرسولاللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك من شرِّ ما عمِلتُ ومن شرِّ ما لم أعمَلْ بعدُ، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: « سُئلتْ ما كانَ أكثرُ ما كانَ يدعو بِه النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَت كانَ أكثرُ دعائِه أن يقولَ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك من شرِّ ما عمِلتُ ومن شرِّ ما لم أعمَلْ بعدُ» (النسائي:5539).
اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو أنزَلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ، أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ بصَري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ همِّي
اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعَذابِ القَبْرِ، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أعظم دعاء دعا به النبي دعاء لا يرد دعاء النبي صلى الله علیه وسلم ى الله علیه وسل ق ن ا ع ذ اب ى الله تعالى هذه الدعوة ه علیه وسل ی الآخ ر ة فی الآخ ر ى الله ع ا فی الد ه تعالى الع ر ش لا إل ه ی الله یدعو ب
إقرأ أيضاً:
فساد في الأرض.. دار الإفتاء تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم
قالت دار الإفتاء المصرية، إن وصف الدواء للمريض هو من اختصاص الطبيب المعالج، ولا يجوز لغير الطبيب المختص التجرؤ والإقدام على التحدث في أمور الطب أو وصف دواءٍ لمريض، ولقد حَذَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن تَطبُّب غير الطبيب وتَصدُّرِه لعلاج الناس من غير أهلية لذلك، وأخبر أَنَّ فاعل ذلك مُتَحمِّل لتبعات فعله وآثار تصرفه، ولا يَشْفَع له حُسْن مقصده؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ؛ فَهُوَ ضَامِنٌ» رواه أبو داود. ومعنى التَّطبُّب: الإقدام على ممارسة الطب مع الجهل بهذه الممارسة، ولَفْظَة: "تَطبُّب" تدل على تكلّف الشيء والدخول فيه بعُسْرٍ وكُلْفَة، وأنَّه ليس من أهله.
وأضافت دار الإفتاء فى منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه ينبغي على الإنسان العاقل ألَّا يضع أمر صحة بدنه تحت تَصرُّفِ كل مَنْ تُسوِّل له نفسه أنَّه يفهم في كلِّ شيء، فالعبث بحياة الناس والإضرار بصحتهم وأبدانهم نوعٌ من الفساد في الأرض يتنافى مع حرص الإسلام الشديد على حماية الحياة الإنسانية وصيانتها وتحريم الاعتداء عليها.
سائل يقول: انتشر في الآونة الأخيرة خاصة على صفحات التواصل نشر وصفات طبية من غير أهل الطب المتخصصين؛ فما حكم ذلك شرعًا؟
وصف الدواء للمريض هو من اختصاص الطبيب المعالج، ولا يجوز لغير الطبيب المختص التجرؤ والإقدام على التحدث في أمور الطب أو وصف دواءٍ لمريض، وينبغي على الإنسان العاقل أن لا يضع أمر صحة بدنه تحت تَصرُّفِ كل مَنْ تُسوِّل له نفسه أنَّه يَفْقَه في كلِّ شيء، فالعبث بحياة الناس والإضرار بصحتهم وأبدانهم نوعٌ من الفساد في الأرض يتنافى مع حرص الإسلام الشديد على حماية الحياة الإنسانية وصيانتها وتحريم الاعتداء عليها.
المعنى المراد من قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون﴾
أرشدنا الشرع الشريف إلى اللجوء إلى ذوي الخبرة وأهل الاختصاص كلٍّ في تخصّصه؛ وسؤال أهل الذِّكْر إذا خَفِي علينا شيء؛ فقال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون﴾ [النحل: 43]. وقال جلَّ شأنه: ﴿الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾ [الفرقان: 59].
كما عَلَّمنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم احترام التخصّص؛ فبرغم عِلْمه صلى الله عليه وآله وسلم الرباني إلا أنَّه كان يستشير المتخصصين من الصحابة في كافة الشئون الدنيوية ليعلمنا اللجوء للمتخصصين، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يُنوِّه بتخصصات أصحابه الكرام إشادة بهم؛ فيقول: «أَرْحَمُ أُمَّتِى بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللهِ عُمَرُ -وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً فِي أَمْرِ اللهِ عُمَرُ- وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» رواه أحمد في "المسند"، وابن ماجه والترمذي والنسائي في "سننهم".
ففي هذا الحديث تنبيه للناس ليكونوا على بيِّنة من هذه التخصصات حتى يلجؤوا إليها عند الحاجة، أو لترجيح قول صاحب التخصص عند التعارض.
التحذير من التحدث في أمور الطب بغير علم
لأجل الإحالة على أهل الاختصاص؛ حَذَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن تَطبُّب غير الطبيب وتَصدُّرِه لعلاج الناس من غير أهلية لذلك، وأخبر أَنَّ فاعل ذلك مُتَحمِّل لتبعات فعله وآثار تصرفه، ولا يَشْفَع له حُسْن القصد؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ؛ فَهُوَ ضَامِنٌ» أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه والدارقطني في "السنن"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: "صحيح الإسناد".
وفي لفظٍ: «مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ بِالطِّبِّ مَعْرُوفًا فَأَصَابَ نَفْسًا فَمَا دُونَهَا؛ فَهُوَ ضَامِنٌ» رواه البيهقي في "السنن".
ومعنى التَّطبُّب: الإقدام على ممارسة الطب مع الجهل بهذه الممارسة؛ ولَفْظَة: "تَطبُّب" تدل على تكلّف الشيء والدخول فيه بعُسْرٍ وكُلْفَة، وأنَّه ليس من أهله؛ قال الإمام الخطابي في "معالم السنن" (4/ 39، ط. المطبعة العلمية): [والمتعاطي عِلْمًا أو عملًا لا يعرفه مُتَعَدٍّ، فإذا تولّد من فعله التلفُ ضمن الدية، وسقط عنه القَوَد؛ لأنَّه لا يستبد بذلك دون إذن المريض] اهـ.
الخلاصة
بناءً على ما سبق: فعلى الإنسان العاقل أن لا يضع أمر صحة بدنه تحت تَصرُّفِ كل مَنْ تُسوِّل له نفسه أنَّه يَفْقَه في كلِّ شيء، فالعبث بحياة الناس والإضرار بصحتهم وأبدانهم نوعٌ من الفساد في الأرض يتنافى مع حرص الإسلام الشديد على حماية الحياة الإنسانية وصيانتها وتحريم الاعتداء عليها، ووصف الدواء للمريض هو من اختصاص الطبيب المعالج، ولا يجوز لغير الطبيب المختص التجرؤ على وصف دواءٍ لمريض.