مستشفيات قطاع غزة.. تاريخ من الاستهدافات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
داخل قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007، يتلقى سكان القطاع الخدمات والرعاية الطبية من 30 مستشفى أساسيا تعاني -إثر الحصار المستمر- من نقص دائم في المعدات والمستلزمات الطبية والأدوية اللازمة.
وتعد مستشفيات غزة واجهة للاستهداف المباشر وغير المباشر لهجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقصف المستمر والتهديد بالإخلاء القسري، ضمن عدوانه المسمى "السيوف الحديدية" الذي جاء ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى توقف 25 مستشفى عن العمل و51 مركزا للرعاية الأولية.
تشير مراجع التراث الطبي العربي والإسلامي في غزة إلى أن أول منشأة طبية في غزة كانت تسمى "بيمارستان غزة" (دار الشفاء)، وأنشأه الأمير علم الدين سنجر بن عبد الله الجاولي، الذي تولى نيابة غزة عام 1311 ميلادية، وكان عامل الملك الصالح إسماعيل الأيوبي.
وجاء في الموسوعة الفلسطينية أن "بيمارستان غزة" كان جزءا من نشاط الأمير الجاولي العمراني في غزة خلال القرن 14 ميلادي. ووقف عليه عن الملك الناصر محمد بن قلاوون أوقافا جليلة، لذلك سمي أيضا "بيمارستان الناصري".
كان "بيمارستان غزة" يقع على مساحة 3 آلاف متر مربع، في المنطقة المقابلة للجامع العامر الكبير من جهة الشرق حتى شارع البوسطة، ومن الشارع الضيق شمالا حتى شارع عمر المختار جنوبا، وتحيط به الشوارع من الجهات الأربع.
وكان يشمل عدة غرف للمرضى، وقبابا وإيوانات وحديقة وساقية وجامعا ومدرسة لتعليم العلوم الطبية ورباطا للذكر وتكية للمسافرين والفقراء.
وكان به قسم خاص للنساء وآخر للمصابين بالعاهات العقلية. واشتهرت أوقاف المزارع والقرى والعقارات التي حُبست على "مارستان غزة" بـ"وقف المارستان"، ومنها قرية مصيل وبطاني الشرقي وبيت جرجا وهربيا والمغراقة.
وبقيت تلك الآثار قائمة حتى خربها الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت عند حصاره عكا عام 1800. ونقل العديد من أحجاره ورخامه إلى أبنية قديمة أخرى، وخاصة جامع السيد هاشم بن عبد مناف، أما أرض البيمارستان فقد ضُم جزء منها إلى بعض العقارات المجاورة وبُنيت بها دكاكين وسوق للذهب، والقسم الآخر أخذ لمقبرة آل رضوان (حكام غزة أيام العثمانيين).
ويعتبر باحثون في التاريخ، أن مستشفيات غزة تعد امتدادا لـ"بيمارستان غزة" أو "البيمارستان الناصري" كما يسمى.
نظام الرعاية الصحيةتقدم الرعاية الصحية الأولية في قطاع غزة -حيث يعيش أكثر من مليوني شخص- وزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومنظمات غير حكومية وبعض القطاعات الخاصة.
ويستفيد سكان محافظات القطاع من الخدمات الصحية في 35 مستشفى، بمعدل 1.59 مستشفى لكل 100 ألف نسمة، 13 مستشفى منها حكومي و17 مستشفى غير حكومي، ومستشفيان يتبعان لوزارة الداخلية والأمن الوطني، و3 مستشفيات خاصة.
وتتوزع المستشفيات على 5 مناطق، 18 منها داخل غزة، و6 في خان يونس، و5 تقع شمال غزة، و3 في دير البلح ومثلها في رفح.
ويبلغ عدد الأسرة المتاحة فيها (قبل عملية طوفان الأقصى) نحو 3412 سريرا، بمعدل 15.53 سريرا لكل 10 آلاف نسمة، منها 527 في القطاع غير الحكومي، و130 سريرا تديره وزارة الداخلية، و81 سريرا يديره القطاع الخاص.
ويصل إجمالي القوى العاملة في القطاع الصحي بالقطاع إلى 16 ألفا و259، وفقا للبيانات المعلنة من قبل وحدة المعلومات الصحية بوزارة الصحة لعام 2022.
كما يوجد في القطاع 824 صيدلية مرخصة خاصة، و3816 صيدليا حاصلا على ترخيص لمزاولة المهنة، بمعدل 17.4 صيدليا لكل 10 آلاف نسمة.
القطاع الطبي العام
يتلقى سكان قطاع غزة الخدمات الصحية من خلال وزارة الصحة بشكل رئيسي، وتتكفل الحكومة بتغطية نفقات العلاج داخل هذه المؤسسات عبر التأمين الصحي، وحتى نهاية عام 2022 تجاوز عدد التأمينات 212 ألفا.
وتشير أرقام التقرير السنوي لوزارة الصحة للعام 2022 إلى أن عدد العاملين بلغ 11 ألفا و165 موظفا بزيادة معدلها 5.4% عن العام 2018.
وتتوزع مؤسسات القطاع الطبي العام بين:
مراكز رعاية أولية:مراكز تعمل بإشراف إدارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة، ويتلقى سكان قطاع غزة خدمات الرعاية الصحية الأولية في 159 مركزا موزعة كالتالي:
52 مركزا تابعا لوزارة الصحة بنسبة تشكّل 32.7%، يعمل فيها 1748 موظفا يمثلون نحو 16% من إجمالي العاملين في الوزارة. 22 مركزا تابعا لـ"الأونروا" وتشكل نسبة 13%، وتقدم خدمات رعاية مجانية لـ2.6% من مجموع سكان قطاع غزة. 80 مركزا وعيادة تخصصية للمنظمات غير الحكومية، وتشكل نسبة 51%، منها 19 مركزا يقدم خدمات حسب معايير الوزارة، والباقي يقدم خدمات طبية متخصصة، بالإضافة إلى 5 مراكز تابعة للخدمات الطبية العسكرية تشكل 3%.
مستشفيات حكومية:
تعد وزارة الصحة المزوّد الرئيسي للرعاية الثانوية في قطاع غزة، وهي مسؤولة عن إدارة 13 مستشفى في المحافظات الخمس بالقطاع، يعمل بها 7 آلاف موظف، يشكلون 65.7% من إجمالي العاملين في الوزارة.
وتقدر الطاقة الاستيعابية لهذه المستشفيات بنحو 2674 سريرا، أي 12.17 سريرا لكل 10 آلاف نسمة، وبمعدل 0.7 طبيب لكل سرير، وكذلك 1.1 ممرض لكل سرير.
وتشكّل الجراحة أكبر نسبة في مستشفيات الوزارة، إذ بلغت 29% من إجمالي عدد الأسرة، تليها الأمراض الباطنية وطب الأطفال بنسبة 23%، فالنساء والتوليد بـ12%، والعلاج المركزي بـ14%.
في حين تتوزع 274 من أقسام العناية المركزة في المستشفيات الحكومية حتى عام 2009 على محافظات قطاع غزة.
تصنيف المستشفيات مستشفيات مركزية:مجمع الشفاء الطبي: يعد الأقدم والأكبر في القطاع، تأسس عام 1946، ويضم 3 مستشفيات تخصصية هي الجراحة والأمراض الباطنية والنسائية والتوليد، و642 سريرا، ويعمل فيه حوالي 1500 موظف.
مجمع ناصر الطبي: أنشئ عام 1956، ويضم 4 مستشفيات متخصصة منها الناصر للأطفال والرنتيسي التخصصي والعيون والأمراض النفسية، وفيه 424 سريرا.
المستشفى الأوروبي: تأسس بمنحة من الاتحاد الأوروبي عام 1989، ويضم 308 أسرة. وتديره وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في القطاع.
مستشفيات عامة:
القدس (الهلال الأحمر): يعد ثاني أكبر مستشفى في غزة، بدأ العمل فيه عام 2001، وتم إعادة إعماره وبنائه وتجهيزه بتمويل كامل من طرف ملك المغرب محمد السادس، بعدما قصفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي عام 2008. ويضم عدة أقسام تخصصية، أهمها قسم العناية المركّزة، وغرف عمليات قسم النساء والولادة، كما يشتمل على 10 حضانات للأطفال الخدج.
المستشفى العسكري الجزائري: افتتح عام 2014، بكلفة تقدر بنحو 150 ألف دولار، ساهمت بجزء كبير منها جمعية العلماء في الجزائر.
المستشفى الإندونيسي: تأسس عام 2011، بتمويل من مؤسسة "ميرسي" الإندونيسية.
مستشفى كمال عدوان: تأسس عام 2002، كان في الأصل مركزا طبيا صغيرا أطلق عليه اسم "عيادة مشروع بيت لاهيا" قبل تطويره إلى مستشفى.
مستشفى أبو يوسف النجار: وبدأ عيادة للرعاية الصحية الأولية، وحوّل إلى مستشفى طوارئ عام 2000. وارتفعت طاقته الاستيعابية بعد توسعته عام 2007.
مستشفى شهداء الأقصى: وهو المشفى الرئيسي في المحافظة الوسطى من القطاع.
مستشفى العودة الأهلي (شمال غزة): افتتح عام 1997، وكان حوالي 75% من كلفة بنائه من تبرعات أهلية، وقد أجريت عليه تحسينات رفعت طاقته الاستيعابية.
مستشفى الحياة التخصصي: ويبعد بما يقارب مسافة 500 متر فقط من مستشفى الشفاء، ويقدم خدمات طبية متعددة.
إضافة إلى مستشفيات الحلو الدولي الخاص والأمل (الهلال الأحمر) وبيت حانون وناصر والعودة (الوسطى).
مستشفيات أحادية التخصص: مستشفى العيون: تأسس عام 1965. مستشفى الدرة للأطفال، تأسس عام 2000. مستشفى الرنتيسي- النصر للأطفال، تأسس عام 2003 وبدأ العمل عام 2007. مستشفى الطب النفسي، تأسس عام 1980 وهو الوحيد في القطاع في تخصصه. مستشفى دار السلام، وهو مستشفى خيري غير ربحي تأسس عام 1995. المستشفى الكويتي التخصصي، تأسس عام 2007، ويخدم نحو 100 ألف مواطن فلسطيني. مستشفى الصداقة التركي، وهو المستشفى الوحيد لعلاج السرطان في القطاع، أنشأته الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) وأهدته لفلسطين عام 2015. مستشفى سانت جون الخيري للعيون، أنشأه صندوق قطر للتنمية بمبلغ مليوني دولار، وافتتح عام 2016. مستشفى أصدقاء المريض، وهو مستشفى خيري أسسته جمعية أصدقاء المريض الخيرية. مجمع الصحابة الطبي الخيري. مستشفى العيون التخصصي. مستشفى حيفا الطبي الخيري. مستشفى الكرامة التخصصي. مستشفى الخدمة العامة، وهو المركز الطبي للولادة والجراحة العامة. مستشفى يافا الطبي التخصصي. مستشفى الخير المتخصص في النساء والولادة والأطفال، أنشأته مؤسسة الخير بالشراكة مع مؤسسة محلية.
مستشفيات تأهيل:
مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية: أسسته عام 2016 اللجنة القطرية بتوجيه من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وشغله "صندوق قطر للتنمية" وافتتح رسميا عام 2019، ويعد أحد أكبر مستشفيات التأهيل العاملة في القطاع، يقدم خدمات التأهيل والكشف المجاني لأمراض الأعصاب والعظام والعضلات ومبتوري الأطراف وانحناء العمود الفقري ومشاكل السمع وزراعة القوقعة.
مستشفى الوفاء: تأسس عام 1996 من أجل التأهيل الطبي بخدمات العلاج الطبيعي الوظيفي، ورخّص عام 1999 بصفته المستشفى الأول والوحيد في مجال التأهيل الطبي الشامل، تطور عام 2007 من مبنى واحد إلى مجمع متكامل، وخلال العدوان على غزة عام 2014، تم تدميره بالكامل. ويعمل الآن المستشفى في مقر مؤقت بمدينة الزهراء.
مستشفيات توليد:مستشفى الهلال الإماراتي: تأسس عام 2005 ليقدم خدمات الولادة الطبيعية وعمليات الولادة والحضانة وخدمات الطوارئ، ويضم 72 سريرا.
معيقات ماليةتواجه وزارة الصحة عدة معوقات تشكل عبئا على خدمات الرعاية الصحية في القطاع، وأهمها بحسب تقرير الوزارة، قلة الموارد المالية وعجزها عن تغطية النفقات، إذ تجاوزت الإيرادات النقدية 7 ملايين دولار، منها قرابة 200 ألف دولار نفقات القوى العاملة.
في حين بلغت المطالبات والديون ما يقرب 7 ملايين دولار، ولم يتعد مبلغ التسديدات 3 ملايين دولار.
وتبلغ احتياجات القطاع من الأدوية والمهمات الطبية والمطاعيم (اللقاحات) 44.3 مليون دولار سنويا حسب تقرير محلي عام 2022، وهناك حاجة إلى زيادة عدد الأسرة بنسبة لا تقل عن 5% سنويا.
ممارسات الاحتلال ضد المستشفياتعام 1967، كان يعمل في مجال الخدمات الطبية بقطاع غزة جهاز حكومي تحت إدارة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والثاني كانت تديره وكالة (الأونروا).
وقد سيطرت الإدارة العسكرية على أنظمة الرعاية الصحية الموجودة في القطاع، وعملت على جعلها تابعة لنظام الرعاية الصحية الإسرائيلية، حيث كانت تدير 4 مستشفيات، و25 عيادة ومركزا صحيا.
وأغلق الاحتلال بشكل نهائي "مستشفى الحميات"، ومستشفى تل الزهور، الذي كان المستشفى المركزي الوحيد في غزة خلال القرن الـ19، وكان يُعرف حينئذ بتل السكن وحولهما إلى إدارات عسكرية عام 1980.
وخفضت عدد أسرة مستشفى الأمراض الصدرية -وهو الوحيد في غزة- إلى 70 سريرا عام 1980. وبين عامي 1974 و1982 خفضت عدد الأسرة المتاحة لتقديم الرعاية الصحية لسكان المنطقة من 1004 أسرة إلى 755 سريرا، وأغلق قسم الجراحة في مستشفى ناصر في خان يونس، قبل أن يغلق نهائيا عام 1984.
في مطلع يوليو/تموز عام 1988، شملت قطاع غزة تعليمات القيادة العسكرية لمديري المستشفيات، ومنها أن يدفع كل من يعالج بسبب حادث أمني "280 شيكلا" (170 دولار) عن كل ليلة في المستشفى.
ويدفع المريض في حالة دخوله للمستشفى رسوم 3 أيام سلفا، وبعد انتهاء المدة يدفع رسوم 3 أيام أخرى، وكل من لا يدفع يحجر على ممتلكاته دون أمر المحكمة. ويوقع المريض على التعهد بالدفع الكامل قبل دخول المستشفى.
وقد وثقت منظمة التحرير الفلسطينية هذه الإجراءات الإسرائيلية في مذكرة وجهتها إلى مؤتمر القمة العربي الطارئ عام 1990.
وبعد صدور هذه التعليمات بأيام أعلنت القيادة العسكرية عن قرارها بإنهاء نحو 10% من عقود العاملين في جهاز الصحة والمستشفيات.
آثار الحصاريعاني القطاع الصحي في قطاع غزة، من تدني كفاءة المنشآت الصحية، بسبب مجموعة من القيود والإجراءات يضعها الحصار الإسرائيلي منذ عام 2007، ومن مظاهرها:
انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود على نحو مستمر، حيث يؤدي ذلك إلى تعطيل العديد من الأجهزة الطبية. نقص حاد في الأجهزة الطبية، ومنها الأجهزة الخاصة بالتصوير والتشخيص الطبي، التي تمنع سلطات الاحتلال دخولها، إلا بتصاريح خاصة تمتد إلى ما يقارب العام. وتعيق هذه القيود أيضا استيراد المستلزمات الطبية الأساسية، مثل الأدوية والمعدات الطبية، والمواد الطبية اللازمة مثل "غاز النيتروز" الذي يستخدم لأغراض التخدير. القيود المفروضة على حرية حركة وتنقل المرضى ممن هم بحاجة ماسة للعلاج خارج قطاع غزة، وسياسة تخفيض أعداد التحويلات الطبية للمرضى. اقتحامات واعتداءات إسرائيليةفي كثير من المناسبات كانت مستشفيات القطاع هدفا للاعتداءات الإسرائيلية، فقد تم قصف المستشفى الأهلي العربي المعروف بـمستشفى المعمداني عام 1989، وارتكب فيه الاحتلال مجزرة أيضا يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى ناصر في خان يونس وقبضت على عشرات الجرحى وحطمت معدات المستشفى في فبراير/شباط 1990.
ويوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء في غزة وسيطر على بعض مبانيه، وقصف محيطه وأجزاء منه.
كما استهدف الاحتلال في الشهر نفسه مستشفى القدس ومستشفى النصر للأطفال ومستشفى العيون في غزة، وقصف مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال والمستشفى الإندونيسي.
وبسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2023 خرج 21 مستشفى و47 مركزا صحيا عن الخدمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة الصحیة الأولیة وزارة الصحة عدد الأسرة فی القطاع مستشفى فی قطاع غزة فی غزة عام 2022 عام 2007
إقرأ أيضاً:
صرخة من وسط الآلام .. مرضى مستشفى العجوزة غارقون في أمطار الشتاء
تحت قطرات المطر صعدت صرختهم من وسط الآلآم.. لي~ن مرضى مستشفي العجوزة، لائمين الظروف التي أوصلتهم للبكاء على قطعة بلاستيك كانت تقف حائل بينهم وبين الأمطار، عقب إزالة التندات من قبل الحي.
فمن أمام مستشفى إمبابة العام المعروفة بإسم مستشفى الموظفين، بالشارع الجانبى وليس الرئيسي، جلست السيدات العجائز ليس بينهم وبين الأمطار حائل، عقب إزالة الإشغالات من الحي وكامن من ضمنهم "تندة" كان يجلس تحتها المرضى المنتظرين لدورهم على أبواب المستشفى.
وعقب إزالة "التندة" لم يتبق حائل بين الأرض وبين السماء فجلست المرضى على "المصاطب والدكك الموجودة أمام أبواب المستشفى وعلى الجانب الآخر للمستشفى أمام أبواب المحلات والعمارات ليستظللوا بالبلكونات في انتظار دورهم.
بين نيران الزحام وزخات المطر
ومع سقوط الأمطار اليوم بث عدد من المواطنين شكواهم للوفد، فتقول ا. نهى. أ ، موظفة، إنها تأتي لمستشفى التأمين، انتفاعًا بخدمات التأمين، ولكنها لم تشعر بالمهانة التي شعرت بها اليوم عقب إزالة التندة المذكورة.
ويضيف علاء.ر، أن الحي قام بمهمته المنوط بها، ولكن ما ذنبه هو كمواطن في المعاناة أمام أبواب المستشفى، حيث أنه يظل منتظر بالساعات وليس له مكان أخر للانتظار سوى هذا المكان".
وتكمل رحمة محمود، أن المستشفى مكتظة بالكامل من الداخل، ليقعوا بين نيران الاندساس بين الجموع داخل المستشفى أو المكوث بالخارج تحت قطرات المطر.
إزالة الإشغالات بحي العجوزة
وكان حي العجوزة قد أعلن استمرار تكثيف الحملات اليومية، لرفع الإشغالات والتغديات على الطرق ورفع المخلفات وصيانة أعمدة الإنارة، وذلك في إطار تعليمات المهندس عادل النجار محافظ الجيزة، وبمتابعة وإشراف اللواء زكي ممدوح سلام رئيس حي العجوزة.
كما أسفرت الحملات عن إزالة لمخالفات البناء، حيث تم إزالة جمالون حديد مخالف بالمسافة الجانبية وتسقيفة حديد بالدور الأرضى لعقار بشارع السودان ،وتم إزالة جمالون حديد وصاج بالمسافة الخلفية والجانبية لعقار بشارع الحجاز، بالإضافة إلى إزالة غرفة صاج داخل قطعة أرض بشارع أخبار اليوم بقطاع أرض اللواء وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال المخالفين.
وتم خلال الحملات رفع الإشغالات قطاع المهندسين والعجوزة وقطاع أرض اللواء، وتم المرور الميدانى لمتابعة ترشيد المحلات التجارية للطاقة وإلزامهم بمواعيد الغلق المقررة من مجلس الوزراء، وتم صيانة وتقفيل أعمدة الإنارة ومراجعتها ورفع كفاءتها بشارع ترعة المجنونة ومجمع المدارس.