هل يصمد القطاع الاستشفائي اذا اندلعت الحرب؟
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
كتبت صحيفة "الشرق الأوسط": من مكتبه المطل على الحدود مع إسرائيل، يستطيع الطبيب مؤنس كلاكش سماع دوي قذائف المدفعية والغارات الجوية التي تسقط على البلدات اللبنانية القريبة، بحسب تقرير أعدته «رويترز».
وبثت الوتيرة المتزايدة لهذه الهجمات الرعب في قلوب العاملين في مستشفاه الصغير وجعلت القلق يستبد بهم.
وقال كلاكش: «إلى الآن عالجنا 51 شخصا أصيبوا بجروح نتيجة القصف في الشهر الماضي تقريبا.
وأضاف كلاكش، مدير مستشفى مرجعيون في جنوب لبنان، أنه يخدم نحو 300 ألف شخص في المنطقة. والمستشفى فيه 14 سريراً للطوارئ، ويكافح من أجل العمل بسبب نقص الموظفين، والأهم من ذلك، نقص الوقود.
ويعمل المستشفى بالمولدات لمدة 20 ساعة يومياً، ويتعين عليه دفع ما يصل إلى 20 ألف دولار شهرياً مقابل الوقود. وقال كلاكش: «لم يعد أي من هذه الأموال يأتي من الحكومة. نعتمد على الأموال المتوفرة في المستشفى من أسبوع إلى آخر».
وإذا نفد الوقود، فسُيغلق المستشفى. وأوضح كلاكش «لا نستطيع إطفاء أقسام من المستشفى».
وهناك العشرات من المستشفيات العامة الأخرى معرضة للخطر أيضاً، وجعلها الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ 2019 قادرة بالكاد على التكيف في وقت السلم.
والآن، يدفع الصراع المتصاعد على الحدود الجنوبية مع إسرائيل قطاع الرعاية الصحية إلى أزمة جديدة. ويشعر الأطباء بالقلق من أن الحرب الأخيرة في الشرق الأوسط قد تمتد إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار. ومستشفى مرجعيون ليس استثناء. ويقول كلاكش إن كثيراً من موظفيه غادروه إلى مدن أكبر أو دول أجنبية.
وأضاف «كان لدينا أربعة أو خمسة جراحين عام 2006، ومختصون بالعظام وطب النساء، أما الآن لدينا مختص واحد بكل مجال، ويعملون لساعات طويلة جداً من دون أي تبديل».
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ميزانيتها لم تعد قادرة على تلبية الاحتياجات. وأرسلت على عجل مستلزمات علاج الصدمات إلى المستشفيات الحكومية هذا الأسبوع، في توقع للأسوأ. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها زودت المستشفيات، ومنها مرجعيون، بالوقود.
وقال جراح في مستشفى خاص في النبطية القريبة إن مساعدات الطوارئ لن تصل إلى هذا الحد إلا مع احتدام القتال.
وأضاف الطبيب موسى عباس «أي مستشفى بلبنان يستطيع أن يستوعب في حدود 40 إلى 50 حالة بالأسبوع، أي مستشفى لبنان لا يملك الجهوزية التامة».
وقال كلاكش إن النزوح اللبناني بعد الأزمة المالية يعني على الأقل أنه لم يتبق سوى عدد أقل من الأشخاص للعلاج. لكن تدفق المرضى من شأنه أن يسد الممر الضيق الذي يؤدي إلى غرفة الطوارئ المشتركة ومنطقة الاستقبال.
عمد كلاكش إلى تجهيز المستشفى وتجديده في الأشهر التي سبقت الانهيار المالي، عندما كانت الأموال الحكومية متاحة. اشترى آلات غسل الكلى ونقل غرفة الغسل إلى مبنى خارجي لتوفير مساحة أكبر لعلاج المرضى. لكنه يشعر بالقلق من أن يختفي كل ذلك في غارة جوية، ويراقب برعب التقاعس عن حماية الأطقم الطبية في غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تشييع ممرض في غزة ارتقى نتيجة البرد القارس داخل خيمته.. فيديو
عرضت وكالة “وفا” مقطع فيديو لتشييع فلسطينيون جثمان أحمد الزهارنة الممرض في مستشفى ناصر بخانيونس جنوب قطاع غزة، نتيجة تعرضه للبرد القارس في خيمته.
ويواصل الاحتلال غاراته مكثفا استهداف أحياء مدينة غزة وسط القطاع، مما خلّف عددا من المصابين والشهداء، كما كثف غاراته على المستشفيات العاملة في القطاع، وحاصر المرضى وطالب بإخلاء العديد منها.
سقوط صاروخ في مستوطنة بغلاف غزة استشهاد رضيع فلسطيني.. "قوة الانفجارات في غزة أوقفت قلبه" (صورة)وانقطع الاتصال تماما مع الطواقم الطبية والمرضى والمصابين والطواقم الصحفية، في مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ويعد مستشفى "كمال عدوان" أكبر مستشفيات شمال قطاع غزة، وكان يقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة.
وتعرض المستشفى للقصف والاستهداف الإسرائيلي المتواصل، وألقت الطائرات المسيرة، قنابل في باحاته، وعلى سطحه، ما يهدد مرة أخرى الإمدادات من الوقود والأوكسجين، في وقت يمُنع إدخال الدواء أو الطعام، أو طواقم طبية، وإسعاف، وأي خدمات أخرى.
وقال وسائل إعلام فلسطينية، إنه إن الاتصال انقطع مع جميع المتواجدين في المستشفى من طواقم طبية ومرضى ومصابين، ومرافقين، ومع الطواقم الصحفية، وذلك عقب محاصرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، المستشفى ومطالبته صباح اليوم، الكوادر الطبية والمرضى والمرافقين بالنزول إلى ساحته تمهيدا لاقتحامه.
واستشهد 5 من كوادر المستشفى، إثر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر له، وهم طبيب الأطفال أحمد سمور، وأخصائية المختبرات إسراء أبو زايدة، والمسعفان عبد المجيد أبو العيش وماهر العجرمي، وأخصائي الصيانة فارس الهودلي.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حصاره المشدد لمستشفى كمال عدوان الذي يتواجد بداخله 91 مريضا، وسط مناشدات بضرورة التدخل لإنقاذ المرضى والطواقم الطبية، وإمدادهم بالمستلزمات الطبية، والطعام.
ويعيش أهالي قطاع غزة ظروفا إنسانية صعبة، مع دخول فصل الشتاء وانخفاض كبير في درجة الحرارة، ونقص وسائل التدفئة في الخيام، في ظل الحصار المفروض عليهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة، وفاة الطبيب أحمد الزهارنة، الذي كان يعمل في مستشفى غزة الأوروبي ومستشفى الصليب الأحمر الميداني، نتيجة البرد القارس، حيث تم العثور عليه جثة هامدة داخل خيمته في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وناشدت وزارة الصحة، المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المرضى والطواقم الطبية ومراكز العلاج في فلسطين، خصوصا في قطاع غزة، مع استمرار حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبعد اقتحام مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.