عربي21:
2025-03-05@18:44:13 GMT

إسرائيل المهزومة: صعود العنصرية والكراهية

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

مما لا شك فيه أن غالبية سكان إسرائيل اليهود يشعرون بمرارة الهزيمة التي لحقت بجيشهم في غلاف قطاع غزة، حيث انهارت فرقة غزة ومعها كل أذرع الأمن المتواجدة على الحدود مع غزة خلال ساعات معدودة واستغرقت إعادة لملمة صفوفهم واستعادة زمام المبادرة عدة ساعات، بل عدة أيام حتى نجحوا في السيطرة على كامل مستوطنات الغلاف.



وأثر كثيراً في الرأي العام الإسرائيلي ما نشر حول فظائع نفذتها حركة حماس ضد المدنيين وتمت مبالغة كبيرة في حجم استهداف المدنيين لدرجة الحديث عن قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء وحرق المواطنين أحياء. والحقيقة أن الأمر الأكثر مرارة هو ما لحق بالجيش الأقوى في منطقة الشرق الأوسط والمصنف رابع جيش على مستوى العالم.

وما حدث في غلاف القطاع كان اختراقاً كبيراً بمستوى تاريخي غير مسبوق بالمقارنة بين عناصر «حماس» وفصائل المقاومة التي التحقت بالعملية وبين جيش الاحتلال. وحصول تجاوزات واعتداءات على المدنيين بما في ذلك أخذ عدد منهم كأسرى واحتجازهم في قطاع غزة، لا يغطي على حجم الضربة التي تلقاها الجيش.

ردود الفعل الإسرائيلية تجاوزت مجرد التفكير في الهجوم على «حماس» وهزيمتها ورد الاعتبار للجيش المهزوم إذا كان هذا الشيء ممكناً، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير إلى الانتقام من كل قطاع غزة وتحميل كل المواطنين الفلسطينيين هناك مسؤولية هجوم «حماس». وقد اتخذ القرار على أعلى المستويات وبمشاركة الولايات المتحدة لجعل غزة تدفع ثمن هذه العملية. وعمليات القصف التي طالت كل مناطق قطاع غزة من رفح وحتى بيت حانون استهدفت المدنيين بصورة رئيسة، وتعمدت سلطات الاحتلال تدمير البنية التحتية المدنية بالكامل ولم تسلم أي مرافق من الدمار خاصة في شمال قطاع غزة ومدينة غزة ولا تزال عملية التدمير والإبادة الجماعية مستمرة.

وفي إطار هذا العدوان البربري، تم قطع الكهرباء والماء ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية والوقود وكل السلع إلى القطاع المحاصر أصلاً. وكان واضحاً أن عملية انتقام همجية تجري في إطار هذا العدوان غير المسبوق في العالم.

لقد ذهبت إسرائيل في عدائها للشعب الفلسطيني ولأبناء قطاع غزة على وجه التحديد إلى حد التفكير جدياً بطردهم من القطاع وتهجيرهم بشكل جماعي إلى مصر. على اعتبار أنه لا يمكنها تفكيك البنية التحتية العسكرية للفصائل المسلحة دون تدمير ما فوق الأرض وما تحتها في غزة.

من جهة ثانية، بات الكثيرون من صناع القرار في إسرائيل على قناعة بأنه لا يمكن السيطرة على غزة حتى مع الانتصار التام على «حماس» وتجريدها من السلاح والقضاء على سلطتها. وأن أفضل الحلول لمشكلة غزة التخلص من جميع سكانها وإفراغ القطاع تماماً. طبعاً هذا المشروع تم رفضه قطعياً من الشعب الفلسطيني ومن مصر والدول العربية التي رأت فيه محاولة للتخلص من القضية الفلسطينية وتحويلها إلى قضية عربية - عربية.

حرب الإبادة الجماعية على غزة ترافقت مع صعود موجة عالية وطاغية من العنصرية والكراهية لكل من هو فلسطيني. فامتلأت وسائل الإعلام بالأحاديث عن قتل كل الفلسطينيين وعدم التمييز بين فلسطيني وآخر واعتبار كل قطاع غزة إما «حماس» أو داعمين لها وبالتالي هم جزء من المعركة ويجب القضاء عليهم. ولم يقتصر الأمر على دعوة الوزير عميحاي إلياهو الذي طالب بقصف غزة بالسلاح النووي، بل إن شخصيات كانت محسوبة على اليسار مثل رئيس الدول اسحق هرتسوغ أطلق تصريحاً غبياً ينم عن كراهية وعدم اتزان عندما اعتبر أنه لا يوجد مواطنون أبرياء في غزة.

العنصرية ضد الفلسطينيين دفعت الكثير من الإسرائيليين إلى فصل الموظفين والعمال في الكثير من المرافق وهذا شمل المواطنين حملة الهويات الإسرائيلية وسكان الضفة والقدس وقطاع غزة، بل حصلت عمليات اعتداء كثيرة وصل بعضها إلى مستوى القتل.

وانطلقت حملات تلاحق كل من يكتب أو ينطق كلمة تدافع عن المواطنين في غزة وتهاجم جرائم الاحتلال. وأصبح الصوت العربي مغضوباً عليه باستثناء حفنة من الذين تساوقوا مع دولة الاحتلال. وتلاشت أصوات العقلاء الذين نادوا بالتوصل إلى سلام على أساس حل الدولتين. ولم يعد مسموعاً سوى صوت الحرب والتدمير والإبادة.

مشكلة إسرائيل أنها تساهم في تنمية بذور الكراهية والعنف، وفي كل مرة تحاول فيها حل الصراع عن طريق القوة ومن خلال حلول وهمية لإدارة الصراع تتسبب في المزيد من تأجيج المواجهات التي يرفض في إطارها الفلسطينيون القبول بالأمر الواقع الاحتلالي.

وسيصحو الإسرائيليون بعد انتهاء هذه الحرب على واقع أكثر تعقيداً وخطورة حتى على مستقبل وجودهم في هذه البلاد. ولن يتغير الواقع مهما فعلوا. فلا يوجد بديل عن الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وخاصة حقه في تقرير المصير في دولة خاصة به على أساس حدود العام 1967. غير ذلك سيستمرون في زرع وتنمية بذور الكراهية والتطرف.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينيين الضفة فلسطين غزة الضفة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

في بيان مشترك..بريطانيا وفرنسا وألمانيا: على إسرائيل السماح بدخول المساعدات إلى غزة

دعا وزراء خارجية المانيا وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك، اليوم الأربعاء، إسرائيل للوفاء بالتزاماتها الدولية لإيصال المساعدة الإنسانية الى سكان غزة "بشكل كامل وسريع وآمن ودون معوقات".

ونبه الوزراء إلى أن "وقف ادخال السلع والمساعدات إلى قطاع غزة، كما اعلنت الحكومة الاسرائيلية، قد يشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني"، مؤكدين أن "تسليم المساعدة الانسانية لا يمكن أن يكون مشروطاً بوقف لإطلاق النار ولا يمكن استغلاله لأغراض سياسية".

وأعلنت إسرائيل الأحد تعليق دخول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة وعددهم 2.4مليون نسمة تقريباً، بسبب خلافات مع حركة حماس على كيفية مواصلة تنفيذ الهدنة الهشّة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني)، بعد أكثر من 15 شهراً من حرب مدمّرة على قطاع غزة.

ومبرراً قرار إسرائيل، قال وزير الخارجية جدعون ساعر أمس الثلاثاء إنّ المساعدات الإنسانية أصبحت "المصدر الرئيسي لإيرادات" حركة حماس في غزة.

بعد تعليق دخول الإمدادات إلى غزة..نتانياهو: لامزيد من الغذاء المجاني لحماس - موقع 24أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اليوم الأحد، إن إسرائيل تبنت إطار وقف إطلاق النار، الذي اقترحه ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصفه بأنه طريق لمزيد من المفاوضات على المرحلة الثانية من الاتفاق

ومن جانبهم، أكد الوزراء الأوروبيون أنّ "الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي"، ودعوا إلى الإفراج "غير المشروط" عن "جميع الرهائن" المحتجزين من قبل حماس، وحثوا الحركة على "وضع حدّ للمعاملة المهينة والمذلة التي يتعرّضون لها".

وقال الوزراء الثلاثة: "نؤكد تضامننا التام مع عائلاتهم والشعب الإسرائيلي في مواجهة هجمات حماس في 7 أكتوبر  (تشرين الأول)2023".

Gaza: Paris, Londres et Berlin exhortent Israël à laisser entrer l'aide humanitaire "sans entrave" #AFP pic.twitter.com/YBoYZLoiW5

— Agence France-Presse (@afpfr) March 5, 2025

 

مقالات مشابهة

  • في بيان مشترك..بريطانيا وفرنسا وألمانيا: على إسرائيل السماح بدخول المساعدات إلى غزة
  • وزير خارجية إسرائيل: لا يمكن أن تستمر حماس في استعادة قدراتها العسكرية
  • القمة العربية تتبنّى خطة لإعادة إعمار غزة  
  • ترامب يتعهد باستعادة المحتجزين وانتقادات أميركية لقرارات القمة العربية
  • مخطط إسرائيلي يدعو للانفصال عن قطاع غزة وتحميل مصر مسؤولية إدارته
  • حماس: منع المساعدات جريمة حرب يرتكبها الاحتلال الإسرائيل أمام العالم
  • قي قمة القاهرة..مصر تعرض خطتها البديلة لريفيرا الشرق الأوسط التي وضعها ترامب لغزة
  • حماس ترفض المقترح الأمريكي وتعتبره منحازا للاحتلال
  • تنتظر استسلامها - إسرائيل تحاصر غزة وتحاول العودة للمربع الأول
  • إسرائيل تعلق دخول المساعدات الإنسانية لغزة وحماس تندد بخرق اتفاق الهدنة