علماء الآثار: عمالقة الشرق القدماء كانوا أكبر من العمالقة الأوروبيين
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
لا يزال علماء الآثار يعثرون على فؤوس حجرية ضخمة عمرها مئات الآلاف من السنين، تدل على وجود العمالقة.
ولا يعرف العلماء حتى الآن بالضبط سبب حاجة أسلافنا إلى مثل هذه الأدوات الضخمة.
وخلال عمليات التنقيب التي أجريت في المملكة العربية السعودية في موقع القرة الأثري الذي عاش فيه الإنسان القديم اكتشف علماء الآثار فأسا حجريا ضخما بوجهين (biface).
وبلغ عمر القطعة الأثرية الشرق أوسطية 250 ألف عام. لكن عمر القطعة الأثرية لم يفاجئ علماء الآثار، لأنهم سبق لهم أن عثروا على شيء أقدم من ذلك، ولكن الغريب كان حجم الفأس الذي يزيد طوله عن نصف متر (513 ملم). حيث لا يمكن استخدامه إلا من قبل إنسان عملاق.
ولم يقدم علماء الآثار من المملكة العربية السعودية أية افتراضات. إلا إنهم يَعدون فقط بحفر المزيد والعثور على أدوات كبيرة أخرى للبحث فيها ومعرفة الغرض منها. ومن غير المستبعد أن يجدوا أنفسهم قادرين على معرفة مَن "عمل" بفأس عملاق وما هي القوة التي امتلكها.
لكن العلماء من معهد الآثار بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وجدوا أنفسهم في حيرة أيضا، عندما عثروا مؤخرا على فأسين حجريين عملاقين في أثناء أعمال التنقيب في أحد التلال في وادي ميدواي في ولاية كينت بإنجلترا. فاتضح أن عمر "الفأسين الإنجليزيين " 300 ألف عام، وطولها حوالي 30 سنتيمتر (296 ملم).
واعترفت ليتي إنغري، عالمة الآثار التي تولت الإشراف على عمليات التنقيب قائلة: "في الوقت الحالي لا نعرف لماذا احتاج الأسلاف إلى مثل هذه الأدوات الكبيرة". لكنها افترضت أن الفؤوس الضخمة ليس للعمل بل للرمز إلى شيء ما، وعلى سبيل المثال، رمز القوة والمهارة وربما السلطة.
أما المتحمسون الذين أعجبتهم الأدوات الضخمة للشعوب القديمة، فيعتبرونها دليلا على وجود العمالقة. ويلمحون إلى أن عمالقة الشرق الأوسط (بطول قامتهم 6 أمتار) كانوا أكبر من العمالقة الأوروبيين (4 أمتار)، لأن فؤوسهم كانت أكبر.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: علماء الآثار
إقرأ أيضاً:
علماء يتوصلون إلى حل لأخطر أزمة صحية عالمية
أميرة خالد
في اكتشاف تشكل سلاحا حاسما في مواجهة أخطر أنواع البكتيريا المقاومة للأدوية، نجح فريق من جامعة ماكماستر الكندية، في اكتشاف فئة جديدة تماما من مضادات الحيوية لأول مرة منذ ثلاثة عقود.
ونشرت مجلة Nature الدراسة التي قام الباحثون خلالها بعزل الجزيء الجديد الذي أطلق عليه اسم “لاريوسيدين” (lariocidin)، من بكتيريا تعيش في تربة حديقة منزل عادي، ليقدم أملا جديدا في معركة الإنسانية ضد الالتهابات القاتلة التي تودي بحياة 4.5 مليون شخص سنويا.
ويتميز هذا المضاد الحيوي بآلية عمل فريدة تغير قواعد اللعبة، حيث يهاجم البكتيريا بطريقة مختلفة تماما عن جميع المضادات المتوفرة حاليا، ما يجعله فعالا حتى ضد السلالات الأكثر مقاومة والتي تعجز عنها أحدث الأدوية.
أكد فريق البحث الكندي، أن الجزيء الجديد نجح في الاختبارات الأولية، حيث أثبت عدم سميته للخلايا البشرية وقدرته على علاج العدوى في النماذج الحيوانية، لتبدأ الآن رحلة تطويره إلى دواء يمكن استخدامه على البشر.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تحذر فيه منظمة الصحة العالمية من أن مقاومة مضادات الحيوية، وهي ظاهرة تعرف باسم “مقاومة المضادات الميكروبية” (AMR)، تتصدر قائمة التهديدات العالمية للصحة العامة، مع تناقص فعالية الأدوية الحالية وعدم ظهور بدائل جديدة منذ تسعينيات القرن الماضي.
وقال جيري رايت، أستاذ بقسم الكيمياء الحيوية والعلوم الطبية الحيوية بجامعة ماكماستر: “أدويتنا القديمة أصبحت أقل فعالية مع زيادة مقاومة البكتيريا لها. نحو 4.5 مليون شخص يموتون سنويا بسبب التهابات مقاومة للمضادات، والوضع يزداد سوءا”.
واكتشف فريق البحث أن “لاريوسيدين”، وهو ببتيد لاسو (lasso peptide)، يهاجم البكتيريا بطريقة مختلفة عن مضادات الحيوية الحالية، ويرتبط الجزيء الجديد مباشرة بآلية تصنيع البروتين في البكتيريا بطريقة غير مسبوقة، ما يعيق نموها وقدرتها على البقاء.
وأضاف رايت: “هذا جزيء جديد بآلية عمل جديدة. إنها قفزة كبيرة إلى الأمام”، مشيرا إلي أنه تم استخلاص “لاريوسيدين” من بكتيريا تسمى “بينيباسيلس” (Paenibacillus)، والتي عثر عليها في عينة تربة مأخوذة من حديقة منزل في هاميلتون بكندا.
وسمح الفريق للبكتيريا بالنمو في المختبر لمدة عام تقريبا، وهي طريقة كشفت عن أنواع بطيئة النمو قد تهمل عادة. وإحدى هذه البكتيريا كانت تفرز مادة جديدة ذات فعالية قوية ضد بكتيريا أخرى، بما في ذلك تلك المقاومة لمضادات الحيوية.
وأشار مانوج جانغرا، الباحث في فريق رايت: “عندما اكتشفنا كيف يقتل هذا الجزيء البكتيريا، كانت لحظة فارقة”.
ويتمتع “لاريوسيدين” بالإضافة إلى آلية عمله الفريدة، بعدة ميزات تجعله مرشحا دوائيا واعدا، بما في ذلك أنه غير سام للخلايا البشرية، ولا يتأثر بآليات مقاومة مضادات الحيوية الحالية، وهو فعال في نموذج حيواني للعدوى.
ويركز الفريق الآن على تعديل الجزيء وإنتاجه بكميات كبيرة تكفي للتجارب السريرية، حيث يوضح رايت أن البكتيريا المنتجة للجزيء “ليست مهتمة بصنع أدوية لنا”، ما يعني أن الطريق ما يزال طويلا قبل وصول الدواء إلى السوق.
ويختتم رايت: “لحظة الاكتشاف الأولى كانت مذهلة، لكن العمل الحقيقي يبدأ الآن. نحن نعمل على تفكيك هذا الجزيء وإعادة بنائه لتحسينه كدواء”.
ويعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في المعركة ضد البكتيريا الخارقة، لكنه يحتاج إلى سنوات من الأبحاث قبل أن يصبح دواء متاحا للمرضى.