عربي21:
2025-02-23@21:47:05 GMT

الضفة الغربية.. قصة لم تبدأ

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

الخطيئة الكبرى التي ارتكبها الفلسطينيون في العقدين الأخيرين ليس في الانقسام والقتال الداخلي فقط، بل في فصل حقيقي جغرافي وسياسي وحتى على صعيد العواطف بين الضفة وغزة، بحيث أصبح لدينا قضيتان، واحدة في الضفة وأخرى في غزة، وأصبح الاحتلال الإسرائيلي يتعامل مع معطيات خاصة وتضاريس سياسية لكل ملف.

غزة أصبحت عنوان القلق العسكري على الاحتلال وأمنه عندما أصبحت معقلا لقوى المقاومة وإن كانت خلال السنوات الأخيرة تتعامل بمنطق الحكومة ومصالح الناس المعيشية، لكنها كانت نصفين؛ الأول حكومة لها مؤسسات خدمية، والثاني تنظيم مسلح، لكن الضفة بقيت جمرا تحت الرماد لأن فيها امتدادا لقوى المقاومة في غزة، لكن تعامل إسرائيل معها كان وفق معادلة أمنية وعسكرية، فقد رسمت للسلطة مسارا أمنيا عبر التنسيق الأمني، ووضعتها في موقف صعب مع الفلسطينيين، لأنها لم تمنحها أي مسار سياسي يعيد الحقوق أو يجعل من السلطة قابلة للتطور سياسيا إلى دولة حتى بمواصفات إسرائيلية.

 

ورغم إخلاص السلطة الفلسطينية في الالتزام بالتنسيق الأمني إلا أن إسرائيل لم تثق بقدرة السلطة على إنجاز المهمة، ولهذا لم تتوقف الاقتحامات لمخيمات ومدن الضفة، وبقيت الضفة تحت سوط الاقتحامات والاستيطان الذي مزق جغرافيا السلطة ولم تحصل على أي ميزة سياسية، بل إن غزة كانت أكثر حرية رغم الحصار الاقتصادي الذي كان يضعف في بعض المراحل. 

ورغم وجود السلطة الفلسطينية في الضفة لكن إسرائيل لا تطمئن إلى الوضع الأمني هناك، وكما هو التفكير الإسرائيلي أمني عسكري، فإنها تتمنى أن ترى سلطة قوية في قمع الفلسطينيين، لكنها تريدها سلطة ضعيفة سياسيا ولا تحمل بذور الدولة وهي معادلة مستحيلة، ولهذا يبقى دائما وضع الضفة قابلا للاشتعال.

أمنيات إسرائيل أن تتخلص من كل الفلسطينيين حتى من هم من عرب 48، وهذا كان ضمن صفقة القرن التي طرحها ترامب عبر فكرة تبادل الجغرافيا والسكان، لأن هذه الطريقة هي التي ستحقق فكرة الدولة اليهودية، أي دولة دينية كل من فيها يهود بلا أي دين آخر.

إسرائيل تتمنى التخلص من غزة بطريقة تختلف عن طريقة شارون الذي انسحب منها وتركها وثبت أنها طريقة غير ناجحة، ومشروعها اليوم عبر العدوان العسكري محاولة للتخلص من السكان أو نصفهم، وتتمنى أن تكون نهاية الحرب إدارة مصرية أو عربية وهو خيار رفضه الأردن ورفضته مصر.

أما الضفة فإنها ستبقى مصدر قلق يومي للاحتلال، لأن احتمالات توسع المقاومة فيها قائمة دائما، وإسرائيل لا تثق بالسلطة وقدراتها، ولهذا فالعين على الضفة إسرائيليا دائمة للبحث عن حل في مساحة تتراوح من التهجير أو حل سياسي يعيد الضفة للأردن بفدرالية أو كونفدرالية إو إلغاء فك الارتباط، أو حل نهائي للقضية بشرط ألا تكون الضفة بذرة دولة فلسطينية حتى لو قبلت السلطة بدولة منزوعة السلاح.

وكما هي الضفة مصدر قلق إسرائيلي فإن تعامل إسرائيل مع ملف الضفة مصدر قلق للأردن، وجزء من العقيدة السياسية للدولة الأردنية رفض كل خيارات إسرائيل السياسية والعسكرية تجاه الضفة والتصدي لها بحزم، وتبني خيار واحد أن تكون الضفة وغزة أرض الدولة الفلسطينية من خلال مسار سياسي.
(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيون غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: إسرائيل تستغل تفجيرات تل أبيب لتحقيق أهدافها بالضفة الغربية

قال باسم أبو سمية الكاتب والباحث السياسي، في تعليقه على تفجير عدة حافلات في تل أبيب أمس الخميس، إنه عادة ما تستغل إسرائيل التفجيرات لتعزيز روايتها وخططها وتحقيق أهدافها في الضفة الغربية، إلى جانب أن إسرائيل ما زالت تسعى إلى تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة بتفكيك القوة العسكرية لحركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.

إفشال اتفاقية وقف إطلاق النار

وأضاف «أبو سمية»، في لقاء مع قناة القاهرة الإخبارية، أنّ هذه التفجيرات قد تسرع من خطوات نتنياهو في إفشال اتفاقية غزة وإقالة مسؤولين يتحملون المسؤولية كما يدعي والاستجابة لضغوط اليمين المتطرف ومواصلة الحرب على قطاع غزة.

وتابع: «ما زلنا نذكر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 الذي استغلته إسرائيل بعد محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في ذلك الوقت، واتهم فيه الفلسطينيون، واستمر اجتياح لبنان نحو 3 عقود».

توسيع رقعة الحرب

وذكر أنّ هناك قضية أخرى، وهي ادعاء بأن حركة حماس لم تسلم المحتجزة شيري بيباس، وهي محاولة لافتعال المشكلات، وربما قد يدفع إلى توسيع رقعة الحرب في الضفة الغربية بشكل أساسي، ففي الآونة الأخيرة، اجتاحت إسرائيل غالبية المدن والقرى في الضفة العربية لفرض واقع عسكري وجغرافي جديد في تلك المنطقة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تخلي 40 ألف لاجىء من 3 مخيمات وتوسع عملياتها الإرهابية في الضفة الغربية
  • نتنياهو: إسرائيل أدخلت دبابات إلى الضفة الغربية لأول مرة منذ عقود
  • إسرائيل تعلن إخلاء (3) مخيمات للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة
  • خبير علاقات دولية: إسرائيل تسعى لاستنساخ نموذج غزة فى الضفة الغربية
  • لأول مرة منذ 2002.. إسرائيل تعتزم الدفع بسلاح جديد في الضفة الغربية
  • قلق أممي إزاء هجمات إسرائيل بالضفة الغربية
  • كيف تعتزم إسرائيل ضم الضفة الغربية؟
  • الأمم المتحدة: لا نزال قلقين إزاء هجمات إسرائيل بالضفة الغربية
  • خبير: إسرائيل تستهدف انفصال الضفة الغربية عن قطاع غزة
  • باحث سياسي: إسرائيل تستغل تفجيرات تل أبيب لتحقيق أهدافها بالضفة الغربية