صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-23@10:30:35 GMT

الخيانة والعمالة في حديث الحرب

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

الخيانة والعمالة في حديث الحرب

رشا عوض

اكثر النقاط المثيرة للغثيان في خطاب الدعاية الكيزانية الحربية هي اتهامات العمالة والخيانة الوطنية لخصومهم السياسيين المعارضين لهذه الحرب التافهة، وأكبر خطأ يمكن أن نقع فيه هو القبول بأن نضع أنفسنا في مواقع دفاعية الأولى بها هم العملاء والخونة الحقيقيون!

اي تدخل اجنبي مشبوه في السودان فتح ثغرته هؤلاء الكيزان!

ايام المراهقة الإنقاذية الأولى جعل شيخهم السودان مرتعا للمتطرفين والارهابيين، لم يثبتوا على ذلك ومن باب الحرص على حماية كرسي السلطة من غضب السيد الأمريكي، فخانوا “اخوتهم في الجهاد” إذ طردوا أسامة بن لادن بعد ان نهبوا أمواله! وصلاح قوش سلم  ال CIA أخطر المعلومات والملفات  عن ” المجاهدين”  والتذلل لأمريكا بلغ درجة ان يقول وزير خارجيتهم متباهيا: كنا عيون واذان أمريكا في المنطقة!

بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري في أديس ابابا احتلت مصر حلايب واحتلت اثيوبيا الفشقة فصمتوا صمت القبور ( بغم ما قالوها)! خانوا الوطن عندما تسببوا في احتلال جزء من أراضيه بمغامرتهم الصبيانية تلك! وخانوه عندما تخاذلوا وجبنوا   عن تحريره من المحتل الاجنبي وقبلوا بالاحتلال وبنهب موارد البلاد وبالتنازل عن اراضي زراعية شاسعة في صفقات مجحفة قبلوها صاغرين !  بل خانوا حتى الدراويش المساكين الذين نفذوا أوامر اغتيال حسني مبارك! قتلوهم  لمحو آثار الجريمة ولحماية الرؤوس الكبيرة!   قتلوهم جميعا الواحد تلو الاخر بوسائل خسيسة افتضح أمرها بعد ان اختصموا حول غنائم السلطة! وظهر الترابي في قناة الجزيرة يحكي بلا حياء تفاصيل هذه الجريمة التي كان هو على علم بها ان لم يكن  شريكا فيها تخطيطا وتحريضا! واعترف بأنهم قتلوا كل منفذيها وشهودها من السودانيين! وكان يظن وهو يكشف هذه الفضيحة انه يفضح تلاميذه ولكنه نسي انه فضح الانحطاط الاخلاقي المشين لنظامه الشبيه بنظام العصابات!

هل من خيانة للوطن اكبر من الصمت عن احتلال جزء من أراضيه وبيع مصالحة بثمن بخس تحت الابتزاز؟

هل من خيانة للوطن أكبر من التضحية بوحدته مقابل البقاء في السلطة كما فعل الكيزان مع جنوب السودان!

هل من خيانة للوطن أكبر من تخصص الاجهزة الامنية والاستخبارية في صناعة الاجسام الانفصالية التي تدعو الى تقسيم البلاد كمنبر السلام العادل ثم دولة البحر والنهر ؟

هل من خيانة وعمالة أكثر من توجيه الدعوة لروسيا لانشاء قاعدة عسكرية في البحر الاحمر كما فعل البشير؟

اشعال الحرب

أما الخيانة العظمى فهي إشعالهم لهذه الحرب واصرارهم على اطالة امدها وتوسيع دائرتها مع عجزهم عن الانتصار العسكري عجزا فاضحا تعكسه الوقائع على الأرض! وسبب الهزيمة هو خيانتهم للوطن عبر إضعاف الجيش فنيا وعدديا وتقوية المليشيا الموازية له التي صنعوها هم عبر عناصرهم في الجيش! سلحوها ودربوها والان بكل “بجاحة وقوة عين” يصعدون الى مقعد الاستاذية الوطنية  في الحديث عن الجيش الواحد رمز السيادة  ويصدرون احكام الاعدام السياسي على خصومهم بزعم انهم لم يدينو انتهاكات المليشيا !! يتحدثون بلا حياء عن الانتهاكات من مقاعد الاستاذية  وهم من بدأ عهدهم بدق مسمار في رأس طبيب وانتهى بدق خازوق في جسد معلم وبين البداية والنهاية مجازر جماعية وجرائم غير مسبوقة في تاريخ السودان نفذها الجنجويد بقيادة موسى هلال الكوز تحت غطاء طيران جيش الكيزان وتحت حماية جهاز امن الكيزان الذي كان يسجن من يفتح فمه ضد هذه الانتهاكات!!

ومن امثلة خيانتهم الوطنية العظمى استجلابهم لقبائل عربية من خارج الحدود وتوطينها في اراضي القبائل الدارفورية السودانية ومنحهم الجنسية السودانية، بل انهم في مرحلة سابقة من مراحل هوسهم جعلوا الجنسية السودانية من حق كل مسلم على وجه الارض وطبعا المقصود منحها للاسلامويين وليس كل مسلم! والان يتصايحون بلا حياء من عرب الشتات والغزو الاجنبي والتغيير الديموغرافي! وهم اول نظام في العالم يعبث بجنسيته وارضه بهذا الشكل! اليست هذه مسخرة بحق!

من فتح الثغرات؟

اما بخصوص الصياح والولولة من التدخل الاماراتي فمن الذي فتح الباب الذي دخلت منه الامارات الى الشأن السوداني؟

من الذي أنشأ الدعم السريع؟ من الذي قرر المشاركة في حرب اليمن؟ من الذي اسس للفساد وابتدع بدعة التجنيب والنشاط الاقتصادي الموازي خارج ولاية وزارة المالية وتحت سيطرة العسكر خصوصا في النفط ثم الذهب؟ من الذي مكن موسى هلال من جبل عامر وبسبب ضعف الجيش فشل في تحريره منه فورثه حميدتي بعد ان طرد منه موسى هلال تحت مباركة عمر البشير واصبح هذا الذهب الملطخ بالدماء هو جسر العلاقة المباشرة مع الامارات؟

ان الاجهزة الامنية والعسكرية بسبب الفساد والحصانة المطلقة من المساءلة على أي مستوى، ثم بسبب انقسام العصابة الاسلاموية وصراعها على غنائم السلطة، انقسمت هذه الاجهزة تبعا لذلك! جزء منها باع نفسه للامارات، وجزء باع نفسه لمصر، وكل مخابرات الاقليم باعت واشترت في هذه الاجهزة الكيزانية الفاسدة والرخيصة ، وبالتالي فحديث العمالة للامارات لا تسأل عنه القوى السياسية الديمقراطية بل تسأل عنه اجهزتهم الفاسدة البائعة والمبيوعة! وفي هذه الحرب فان الدعم السريع عن طريق المال اخترق كل اجهزة الدولة الامنية والعسكرية واصبحت له فيها عيون واذان وايدي  ساعدته على التقدم الكاسح في الميدان!

ولكن بسبب “البجاحة المقززة” و”المكابرة الرعناء” التي يتصف بها الكيزان – كبارهم وصغارهم – فإنهم دائما في حالة بحث عن شماعة خارجية لتعليق خيباتهم بدلا من التأمل في عيوبهم الذاتية التي اوردتهم موارد الهزائم العسكرية والسياسية والاخلاقية.

وبسبب عمى البصيرة يتصايحون الان ان في الجيش طابورا خامسا وان كتائب المجاهدين والمستنفرين يجب ان لا تأتمر بامر الجيش وان تخوض معاركها بنفسها كما ورد في تسجيلات اسفيرية، وطبعا هذا ينسف فرضية ان هذه حرب الانتصار لمؤسسية القوات المسلحة كجيش وطني كما يزعمون، إذ تتواتر الاتهامات الكيزانية للجيش بالتخاذل وهناك مطالبات باستبداله بالمقاومة الشعبية (وطبعا شعبية تقرأ كيزانية بواسطة كتائب الظل)

خلاصة ذلك هي ان هذه الحرب منزوعة البعد الوطني والمشروعية السياسية او الاخلاقية، هي صراع سلطة عاري بين الكيزان والدعم السريع، وداء الخيانة والعمالة المستوطن في الاجهزة الامنية والعسكرية الكيزانية أعجزهم عن النصر، والان بعض ابواق الحرب الكيزانية تراجعت عن نغمة “بل بس” واستبدلتها باحاديث خائبة عن فصل دارفور واقامة دولة البحر والنهر واستدعاء الاستعمار المصري لشمال السودان عبر ما يسمى دولة وادي النيل وامثلهم طريقة يحرض على تدمير الخرطوم بالكامل ونسف كل جسورها ومبانيها! أي تطبيق سياسة الأرض المحروقة بعد ان يئسوا من النصر! فهل من عمالة وخيانة وطنية وانحطاط اكبر من ذلك!

وهل الخائن والعميل هو من يسعى لإيقاف هذه الحرب والحفاظ على ما تبقى من وطن انقاذا لحياة المواطنين وكرامتهم؟ ام الخائن والعميل الحقيقي هو الكوز الذي يدعو لتوسيع الحرب ونقلها شرقا وشمالا وجنوبا مع كامل علمه بان هذا مدخل لاحراق البلاد وتقسيمها اذ لا منطق في افتراض ان الجيش الذي لم يصمد في عاصمة البلاد سوف يصمد في الأقاليم الاخرى!

انها “متلازمة البجاحة ” ولا شيئ غير ذلك!

 

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: هذه الحرب من الذی بعد ان

إقرأ أيضاً:

ترامب يكشف عدد قتلى الجيش الأوكراني منذ بدء الحرب مع روسيا

كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أعداد قتلى الجيش الأوكراني منذ بدء الصراع والحرب مع روسيا في شباط/ فبراير 2022.

وقال ترامب إن الولايات المتحدة رأت، من خلال الأقمار الصناعية، أن أوكرانيا فقدت 700 ألف جندي، قائلا، إن هذا أمر فظيع، حيث أن أجزاء من الجثث "مرئية في جميع أنحاء الحقول، في كل مكان، ونحن نراها جميعا بدقة بالغة عبر الأقمار الصناعية".

وأضاف ترامب أن صور الجثث المتناثرة في ساحة المعركة تشبه "نسخة حديثة من غيتيسبيرغ".

وكان ترامب أعرب عن خيبة أمله لأن أوكرانيا لم تستغل الفرص لحل النزاع مع روسيا على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث كان من الممكن لأوكرانيا تحقيق التسوية دون خسارة الأراضي قبل عدة سنوات، حتى لو أشرف "مفاوض متوسط المستوى" على هذه المفاوضات.


ومنذ 24 شباط/ فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

يشار إلى أن معركة غيتيسبيرغ التي ذكرها ترامب، واحدة من أهم المعارك في التاريخ الأمريكي وفي الحرب الأهلية الأمريكية والتي استمرت حوالي أربعة أعوام ما بين عامي 1861 و 1865، وراح ضحية هذه المعركة الطويلة مئات الآلاف من القتلى.

مقالات مشابهة

  • الكمبرادور والتسطيح بهجاء الكيزان
  • شكرا مصر والتالية ريتا!!
  • لو برهان عفا عن قحت الجيش لن يعفي لكم ي قحاتة ي كوم الرماد
  • ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
  • ترامب يكشف عدد قتلى الجيش الأوكراني منذ بدء الحرب مع روسيا
  • حول اجتماع الخيانة العظمى في نيروبي
  • برنامج الامم المتحده الانمائي : الاقتصاد السوري بحاجه الى 55عاما للعوده الى المستوى الذي كان عليه في 2010قبل الحرب
  • يا الكيزان بعد الحرب تنتهي وترجعوا للحكم أبداً ما ليكم دخل ببناطلين البنات أو بتدخينهن للشيشة
  • مصطفى بكري: الجيش السوداني يرفض الميليشيات ويعمل على الاستقرار
  • السودان تدخل تعديلات على الوثيقة الدستورية سعيا لتعزيز سيطرة الجيش