حكاية "أم يوسف" أقدم مكوجية بالخيامية.. قصة ولا في الخيال
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
تكافح السيدة أم يوسف لتساعد زوجها من أجل كسب لقمة العيش بالحلال، وتعتبر أول مكوجية في منطقة الخيامية
كشفت أم يوسف مكوكجية التي تبلغ من العمر 43 سنة
وقالت أم يوسف " لصدي البلد " إن زوجها هو الذي اختار هذا المشروع، حيث أسس هذا المشروع ثم تعلمت هي منه هذه المهنة وأصبحت تمارسها هي لمساعدته.
واستطردت أم يوسف أنها تبدأ يومها في العمل من بعد صلاة الظهر حتى الساعة العاشرة مساء، مضيفة: الشغل يتعبني بس الرزق محتاج تعب
أضافت أم يوسف إلى أنها لاقت قبولا كبيرا من قبل أهل منطقتها، فهم يشجعونها كثيرا، و أضافت أنا فخورة جدا بنفسي ومبسوطة بمهنتي لإني مش بعمل حاجة غلط، الشغل مش عيب، مفيش أحلى من لقمة العيش اللي الواحد بيتعب ويشقى فيها.
و استطردت أم يوسف أنها اضطرت للنزول كي تساعد زوجها أنها قامت بالكثير من المشاريع بقالة ، محل خضار ، محل سمين لكنها لم تستمر
موجهة نصيحة للسيدات: طول ما انتي قادرة تشتغلي وتساعدي انزلي اشتغلي وساعدي زوجك.
وأضافت أم يوسف أن أبناءها يساعدونها، وهم فخورين بها ويساعدوها في كل شيءو انها تعمل مع زوجها و أبنها
و تحدثت ام يوسف أن مهنة المكوجية هي مصدر رزقها الوحيد
و أختتمت ام يوسف نفسي اذور بيت ربنا و اعمل حج و عمره
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قصة كفاح ام يوسف أم یوسف
إقرأ أيضاً:
رسالة من قلب الخرطوم… حكاية الصامدين في زمن الحرب
قبل أيام، أرسلت رسالة لصديق قديم أعرف أنه ما زال في الخرطوم، لم يغادرها منذ اندلاع الحرب. كنت قلقًا عليه كأخ، وسألته عن حال الأمن، عن الماء والكهرباء، وعن “كيف الحياة ماشية؟”. جاءني رده مختصرًا، لكنه كان كفيلًا بأن يحرّكني من الداخل:
“الأمن ولله الحمد تمام شديد. الموية بنشتريها يوم بعد يوم. الكهرباء عندنا طاقة شمسية. ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.”
توقفت طويلًا عند هذه الكلمات. لم تكن مجرد رد سريع على سؤال عابر، بل كانت شهادة حيّة من قلب الخرطوم. شهادة إنسان يعيش التفاصيل، ويختبر الصبر كل يوم، لكنه ما زال واقفًا.
“الأمن تمام شديد” — هكذا ببساطة. لكن خلف هذه الكلمات عالم كامل من المعاناة والانتصار. الخرطوم، التي يحسبها البعض قد أصبحت أطلالًا، ما زالت فيها أحياء تنام وتصحو، تُقيم الصلوات، وتوزع الابتسامات. في وقتٍ سادت فيه الشائعات واشتدت فيه الحملات النفسية، تأتي هذه العبارة كضوء في نفق مظلم، تؤكد أن هناك مناطق آمنة، وأن الحياة، على قسوتها، ما زالت آمنة وممكنة.
“المويه بنشتريها يوم بعد يوم” — يقوله دون تذمر. لا شكاية ولا تململ. فقط وصف واقعي. لكنها أيضًا تعني أن الناس هناك ما زالوا قادرين على تنظيم يومهم، والتعامل مع النقص بإصرار. أما “الكهرباء عندنا طاقة شمسية”، فهي دليل على أن العقل السوداني لا يستسلم، بل يبحث عن البدائل، ويصنع من الشدة فرصة. الطاقة الشمسية هنا ليست رفاهية، بل أداة للبقاء، ووسيلة لحفظ كرامة العيش.
ثم تأتي الجملة التي اختزلت كل شيء، كل الحرب، كل المعاناة، كل السياسة: “ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.” كأن صديقي يقول لي: قد نفقد كل شيء… الماء، الكهرباء، الراحة… لكن طالما لا نسمع وقع أقدام الجنجويد في حينا، فنحن بخير. هذه ليست مجرد جملة، إنها ميزان يقيس الناس به حياتهم اليوم. لا يبحثون عن الكمال، بل عن الحد الأدنى من الأمان. وهذه، بحد ذاتها، درس في بسالة الإنسان السوداني.
تظل مثل هذه الرسائل البسيطة، الصادقة، هي البوصلة. هي التي تخبرنا أن الناس بخير… ليس لأن حياتهم مريحة، بل لأنهم لم يفقدوا شجاعتهم ولا إحساسهم بما هو “أهم”. وهل هناك أصدق من إنسان يقول: “ما دام مافي جنجويد… فدي أكبر نعمة”؟ نعم، ما زالت الخرطوم بخير، لأن فيها من يشبه صديقي هذا. وهل هناك أصدق من شهادة من لم يترك أرضه؟
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٩ أبريل ٢٠٢٥م