أعرب مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقهم من الفكرة التي طرحها مسؤولون إسرائيليون سابقون لإقامة "منطقة عازلة" محصنة في شمال غزة لحماية إسرائيل من أي هجوم مستقبلي.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: مجمع الشفاء الطبي رمز في غزة.. سنواصل الذهاب إلى أي مكان

ونقلت شبكة "إن بي سي" الأمريكية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت قوله: "ما نريد القيام به هو الحفاظ على شريط أمني بعد الحرب، منطقة عازلة، لإبعادهم عن إسرائيل، بعمق كيلومتر واحد على سبيل المثال.

وسيكون هناك نوع من الفترة الانتقالية، وبعدها سيكون هناك شكل من أشكال الحكم الذاتي الذي يناسبهم".

وردا على سؤال عما إذا كانت المنطقة العازلة ستعني الاستيلاء على أراضي القطاع الفلسطيني، قال بينيت: “هناك ثمن يجب دفعه عندما تذهب وتقتل مدنيين أبرياء.. نحن لا نفعل ذلك لأننا نريد الاستيلاء على الأرض. وكما قلت، ليس لدينا رغبة في ذلك. لكن علينا أن نحمي شعبنا".

وقال مسؤولون في إدارة بايدن إن المنطقة العازلة التي تسيطر عليها إسرائيل داخل غزة ستعني تقليص مساحة القطاع، وهو ما يعتبره البيت الأبيض غير مقبول.

وقالت الولايات المتحدة من حيث المبدأ إنه لا ينبغي أن يكون هناك تهجير فلسطيني من غزة، وقال مسؤول كبير آخر في الإدارة: "لسنا مقتنعين بأن هذا هو أفضل طريق للمضي قدما".

كما أعربت إدارة بايدن عن قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وقالت وزارة الخارجية إنه عندما التقى الوزير أنتوني بلينكن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر، أخبر رئيس الوزراء وحكومته الحربية أن الأحداث "غير مقبولة".

وقالت محامية حقوق الإنسان والزميلة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي زها حسن، إن مثل هذا الاقتراح من شأنه أن ينتهك القانون الدولي و"سيعني فعلياً ضم أراضي غزة".

وأضافت أن إنشاء منطقة أمنية على أراضي غزة يعني تهجير مجتمع فلسطيني يتكون معظمه من اللاجئين إلى "مساحة أصغر"، مما يعزز المخاوف في المنطقة من أن إسرائيل تخطط لطرد الفلسطينيين بشكل دائم من شمال غزة.

وقالت حسن، التي كانت عضوا في الوفد الفلسطيني إلى محادثات السلام الاستكشافية في عامي 2011 و2012: "إنه ليس قانونيا ولا مقبولا أخلاقيا".

ويعود الخلاف بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية إلى أسئلة حاسمة طويلة المدى حول من سيحكم قطاع غزة بعد أن تكمل إسرائيل هجومها العسكري.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن ذلك يشمل دور السلطة الفلسطينية -التي تحكم حاليا الضفة الغربية- وإحياء الجهود الدبلوماسية لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية.

وعلى الرغم من أن واشنطن وتل أبيب حاولتا تقديم جبهة موحدة علنا، إلا أن الانقسام انكشف بعد أن قال نتنياهو الأسبوع الماضي إن إسرائيل سيكون لها دور أمني في غزة لفترة غير محددة.

وعلى الرغم من الاختلاف المتزايد مع إسرائيل، لا توجد علامة على أن بايدن مستعد للتهديد بحجب المساعدة العسكرية الأمريكية أو فرض عقوبات أخرى على إسرائيل.

وقال مسؤولون في الإدارة إن بايدن لا يزال ملتزما بنهج إدارته، في محاولة لممارسة النفوذ على إسرائيل خلف الأبواب المغلقة ومنع انتشار الحرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقال أحد المسؤولين: "إنه يعتقد أن لدينا تأثيرا وقد نجح هذا التأثير. نحن مرتاحون للتأثير الذي لدينا. لكن الأمور لا تتحرك بالسرعة التي نرغب بها".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة السلطة الفلسطينية القضية الفلسطينية تل أبيب حقوق الانسان طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية واشنطن

إقرأ أيضاً:

مسؤولون أمريكيون استقالوا رفضا للإبادة بغزة: تلقينا أوامر بتلبية ما تريده إسرائيل (شاهد)

كشف برنامج التحقيقات الأمريكي 60 دقيقة، في سلسلة مقابلات مع مسؤولين كبارا في الحكومة الأمريكية استقالوا احتجاجا على دعم الاحتلال عنه تلقيهم أوامر بالموافقة الفورية على أي طلب إسرائيلي.

وأوضح الموظفون المستقيلون، أن طلبات دعم الاحتلال، جاءت من الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، ومن الشخصيات المحيطة بهما.

وأشار البرنامج إلى أن 13 مسؤولا رفيعا، بينهم أفراد من وزارة الخارجية والبيت الأبيض والجيش، استقالوا احتجاجا على "الدعم الأعمى" للاحتلال، خلال العدوان على غزة.

وقال جوش بول، الذي خدم لمدة 11 عاما كمدير في مكتب السياسات العسكرية في وزارة الخارجية وكان أحد المسؤولين الكبار المسؤولين عن الموافقة على صفقات أسلحة كبيرة لحلفاء الولايات المتحدة، "هناك ارتباط مباشر بين كل قنبلة يتم إسقاطها في غزة وبين الولايات المتحدة، لأن كل قنبلة تسقط من طائرة أمريكية".

وأضاف أنه منذ بداية الحرب، نقلت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بقيمة 18 مليار دولار إلى الاحتلال، معظمها في شكل أسلحة بتمويل من دافعي الضرائب الأمريكيين. في بداية الشهر، ووافقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة أسلحة مع إسرائيل بقيمة 8 مليارات دولار.

تصريحات المسؤولين تأتي على ضوء التقارير خلال العدوان والاتهامات بأن إدارة بايدن أجلت شحنات القنابل الثقيلة والأسلحة الثقيلة إلى الاحتلال.



أندرو ميلر، نائب مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون إسرائيل والفلسطينيين، وأرفع المسؤولين الذين استقالوا من الإدارة، قال في مقابلة إن الرسالة لإسرائيل كانت واضحة: "الرسالة التي تلقاها رئيس الوزراء نتنياهو هي أنه في المقعد الأمامي، هو الذي يسيطر على ذلك، والدعم الأمريكي سيكون موجودا، ويمكنه أخذه كأمر مسلم به".

وأضاف أنه لم تحدد خطوط حمراء حقيقية بخلاف "اللغة المعتادة" المتعلقة بالامتثال للقانون الدولي.

من جانبها قالت هالة راهيريت، وهي دبلوماسية أمريكية استقالت احتجاجا على سياسة بايدن، إنها تعرضت للتوبيخ عندما حاولت نشر صور من الجانب الفلسطيني بهدف "التحذير من الثمن الإنساني الثقيل".

وأوضحت: "تم توبيخي لا تضع هذه الصورة هناك، نحن لا نريد رؤية ذلك".

مسؤول في البيت الأبيض الذي تمت مقابلته في البرنامج دافع عن السياسة وقال إن محامي الإدارة لم يقرروا أن إسرائيل انتهكت قوانين الحرب، وبالتالي تستمر شحنات الأسلحة في التدفق، أما ميلر، فيرى الواقع بشكل مختلف: "بدون تدخل من الولايات المتحدة أو أي شخص آخر يفرض أو يضغط على قرار، سينتهي ذلك عندما يقول نتنياهو إنه انتهى".

“Every single bomb that is dropped, is dropped from an American-made plane.”

Josh Paul resigned from the Biden administration in protest against its complicity in a genocide in Gaza.

Via @60Minutes pic.twitter.com/k1FVHh3DQp — Dr. Omar Suleiman (@omarsuleiman) January 13, 2025
Across the now-decimated Gaza Strip, America’s mark is everywhere. In footage shot by CBS News in May, the ground is littered with US-made ammunition casings – some used to prop up tents, others turned into playthings by children. pic.twitter.com/zvfeA8wEi7 — 60 Minutes (@60Minutes) January 13, 2025

Sources tell 60 Minutes Israel likely used multiple 2,000-pound U.S.-made bombs in an airstrike that killed over 100 people— including 81 women and children, according to the nonprofit Airwars. Israel said it was targeting a Hamas tunnel. pic.twitter.com/nLsbvcPz2B — 60 Minutes (@60Minutes) January 13, 2025

مقالات مشابهة

  • بعد تصريحات ترامب.. الخارجية الأمريكية: اتفاق وقف إطلاق النار نتاج إدارة بايدن
  • مسؤولون أميركيون: إسرائيل وحماس تتفاوضان على التفاصيل
  • مسؤولون أميركيون: بايدن قرر رفع كوبا من لائحة الدول الراعية للإرهاب
  • إدارة بايدن تعلن عن خطط لإزالة كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب
  • هيئة البث: الاتفاق يضمن بقاء الجيش الإسرائيلي في منطقة عازلة حول غزة
  • منطقة عازلة و3 مراحل حتى تنتهي الحرب.. ما نعرفه عن مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • مسؤولون أمريكيون استقالوا رفضا للإبادة بغزة: تلقينا أوامر بتلبية ما تريده إسرائيل (شاهد)
  • رؤساء تنفيذيون: قفزات كبيرة في نمو اقتصاد المبدعين
  • أكسيوس: إسرائيل تستعد للانسحاب إلى منطقة عازلة في غزة
  • إسرائيل تطالب بمنطقة عازلة على طول الحدود مع غزة