صواريخ ومسيرات اليمن تربك كيان الاحتلال وتتفوق على أنظمته الدفاعية… فيديو
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
يمانيون – متابعات
بعد ثلاثة أيام فقط من معركة طوفان الأقصى الذي شنته المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، أعلن قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي استعداده للدخول في المعركة إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر في غزة.
وعلي وجه التحديد، حذر من أنه سيتم نشر طائرات مسيرة و “خيارات عسكرية أخرى” في مثل هذا السيناريو ولفت قائد الثورة إلى أن هناك “تنسيقا كاملا” مع بقية أعضاء “محور المقاومة”
وشنت القوات المسلحة اليمنية في 20 أكتوبر/ تشرين الأول أول هجوم جوي على إسرائيل، باستخدام عدد من الطائرات المسيرة والصواريخ.
وزعم البنتاغون حينها تمكن مدمرة تابعة للبحرية الأميركية من إحباط ذلك الهجوم بالتزامن مع مزاعم إسقاط المملكة السعودية هي الأخرى صاروخا واحدا على الأقل.
وشنت القوات اليمنية هجوما آخر في 30 أكتوبر/ تشرين الأول حيث أعلن متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع المسؤولية عن إطلاقها رسميا وتم إطلاق عمليات أخرى بشكل دوري تصاعدي.
وفي هذا السياق، صرح فابيان هينز، وهو باحث في معهد الدراسات الدولية، إنه بالنسبة للاعبين الإقليميين الذين يرغبون في استهداف إسرائيل، فإن اليمن يشكل “منصة إطلاق مثالية”.
وتابع قائلا: “من وجهة نظر سياسية واستراتيجية، اليمن بلد رائع [بالنسبة لمحور المقاومة]، حيث لا يوجد خطر اندلاع حرب كارثية [تنتج عن تدخله] كما هو الحال في لبنان”.
وفي معرض حديثه عن احتمال شن غارات جوية انتقامية إسرائيلية أو أميركية، قال إن مثل هذه الأعمال من غير المرجح أن تردع اليمنيين
وأضاف: “إنهم معتادون على ذلك، رغم أن هذا يبدو فظيعا”.
ورغم المسافات الجغرافية، أثبت الحراك اليمني في الماضي أنه قادر على الوصول إلى أهداف في عمق السعودية والإمارات.
وفي سبتمبر/ أيلول 2019، أعلنت القوات المسلحة اليمنية مسؤوليتها عن هجمات بصواريخ كروز وطائرات مسيرة على منشآت النفط السعودية، على الرغم من أن البعض ألقى باللوم في الهجوم على إيران.
علاوة على ذلك، في يناير/ كانون الثاني 2022، شنت القوات المسلحة ضربات جوية غير مسبوقة على الإمارات، ما أدى إلى تكثيف الجهود الإماراتية لتأمين الدفاعات الإسرائيلية المضادة للصواريخ. ومن المرجح أن مثل هذه القدرات اليمنية قد أصبحت أقوى اليوم.
وبالتالي فإن المحدد الرئيسي لتجدد الصراع هو الأبعاد السياسية الأساسية.
وعلي هذه الخلفية، لا بد من النظر في البعد الأميركي للوضع الحالي. فقد حذر قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي صراحة من أن التدخل الأميركي المباشر في حرب غزة سيشعل حريقا إقليميا.
والأهم من ذلك، أن القوات المسلحة اليمنية استمرت في إطلاق الصواريخ والمسيرات على إسرائيل مع تأكيد إصابتها أهدافها وتوثيق ناشطي سقوطها في الأهداف المحددة لها سلفا.
وأعلن متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في وقت سابق مساء أمس إطلاق دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة منها أهداف حساسة في منطقة أم للرشراش “ إيلات ”وذلك بعد 24 ساعة فقط من عملية عسكرية أخرى نفذتها قواتنا المسلحة بالطائرات المسيرة على ذات الأهداف.
ويعد هذا الهجوم هو الثامن منذ بدء العدوان البري الإسرائيلي على غزة وارتكابها جرائم حرب ضد المدنيين وفق منظمات حقوقية وأممية.
26 سبتمبر نت
صواريخ ومسيرات اليمن تربك كيان الإحتلال وتتفوق على أنظمته الدفاعية. pic.twitter.com/oH6qjmLC4t
— سبتمبرنت – اليمن (@26sepnet) November 15, 2023
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
بركة ساكن: ضبط الساعة على توقيت القوات المسلحة
ونعرف أن الشاعر العربي القديم ، كان يبدع شعرا لفائدة العشيرة و القبيلة ، لأن العالم عنده ينتهي عند حدود القبيلة .
ثم أصبح من بعد يكتب ما يكتبه لحساب الحزب ،
ودأب في وقتنا هذا من يكتب حسب طلب دار النشر . وهذه كتابة ليست كتابة .
ذلك الكلام ، من الإستدراكات الأدبية الرصينة للكاتب المسرحي ، شيخ النقاد العرب الدكتور عبدالكريم برشيد ، الذي ظل وباستمرار يدعو للدخول إلى الكتابة من باب لحمه الحي .
إذ يرى أن مهمة الكاتب الحي ، هو أن يحيا الحياة أولا ،
وأن يكون دائم الإنصات لنبض الوجود والموجودات ثانيا ،
وأن يضبط ساعته النفسية على توقيت التاريخ ثالثا .
ويحرص على أن يكون مترجما صادقا ، ينطق بلسان روح الكتابة الجوانية ، قبل رسمها البراني ، ويتكلم بكلمات وعبارات روح اللحظة الحية .
والبحث عن ذلك المعنى ، وفي هذه اللحظة المربكة من تاريخ السودان بليله المدلهم ، لعمري ، لا يمكن لأي ناقد حصيف أن يتجاوز أديبنا الروائي ، الذي تنطوي نصوصه الأدبية على الأسئلة والمسائل التي تكشف كيف وصلنا بمجتمعنا إلى هذا الدرك الهائل من الارتباك والضياع . ألا وهو الأديب عبدالعزيز بركه ساكن بوصفه النموذج الأعلى لمعنى الكاتب المبدع الذي يؤسس مشروعا ثقافيا وطنيا ، هو ضميرها والناطق بإسمها ، ويذكرنا أننا كينونة وأن ثمة معنى للحياة يجب أن نعيشها كما ينبغي وذلك بوضع دواء ناجع لوضعنا المؤسف .
ذلك ابتداء من روايته ” ثلاثية البلاد الكبيرة ” و” العاشق البدوي ” و” مخيلة الخندريس ” و” الجنقو مسامير الأرض ” التي نال بها جائزة الطيب صالح في العام 2012م و” الرجل الخراب ” ومجموعته القصصية ” على هامش الأرصفة ” .. إذ ظلت كل واحدة منها تمثل شارة ضمن مجموع إشاراته التي تشكل الشارة العلامية الكبرى واضعا بها مفهومه للشخصية الثقافية السودانية ، ومحدداتها ، بوصفها الحقيقة وروح تاريخ إنسانها عبر تواتر الأزمان ، في الطريق إلى الذات الكبرى . وأسئلته التي لا يمكن أن نقفز عليها وهي صورتنا في مرآة الفكر والعلم والفن .
ورغم ذلك العدد المنشور من روايات بركه ساكن إلا أن روايته ” مسيح دارفور ” تبقى هي الأهم ، وليس ذلك في السودان فحسب ، بل تعد واحدة من أهم عشر روايات عربية ظهرت منذ مطلع الألفية الثالثة ، أي خلال نحو ربع قرن ، حسب إفادة الأديب الفلسطيني رجب عطا الطيب .
ومسيح دارفور – كما قلت في مقال سابق – هي المعاني التي صعد بها فوق الجراح ، وأرادنا بها أن ندرك المعاني وأن نبصر حبات الدموع التي نزرفها على حواف الرواية ..
إذ ، قال عبدالعزيز بركه ساكن في تعريف الجنجويد :
” قوم عليهم ملابس متسخة مشربة بالعرق والأغبرة يحيطون أنفسهم بالتمائم الكبيرة لهم شعور كثة تفوح منها رائحة الصحراء والتشرد على أكتافهم بنادق تطلق النار لأتفه الأسباب وليست لديهم حرمة للروح الإنسانية ، لا يفرقون مطلقا مابين الإنسان والمخلوقات الأخرى ” الكلاب الضالة ” وتعرفهم أيضا بلغتهم الغريبة ” الضجر ” وهي عربي النيجر أو الصحراء الغربية ليس لديهم نساء ولا أطفال بنات ، ليس من بينهم مدني ولا متدين ولا مثقف ليس من بينهم معلم او متعلم ، مدير أو حرفي .
ليست لديهم قرية أو مدينة أو حتى دولة .
ليس لديهم منازل يحنون للعودة إليها في نهاية اليوم ” ..
وقال مصدرا ” مسيح دارفور ” :
” أهونُ لجملٍ أن يلِج من ثُقب إبرة من أن يدخل جنجويد ملكوت الله ”
صور ” بركه ساكن ” صورة الجنجويد ومعناه في روايته التي صدرت قبل سنوات عديدة ووقتها إشتد الجنجويد على أهالي أقليم دارفور ، إبان نسختهم الأولى المعروفة في أوراق الحكومة رسميا باسم ” حرس الحدود ” .. وهي ملشيات قوامها القبائل العربية في اقليم دارفور ثم تحول الاسم الرسمي الأول ” من حرس الحدود ” إلى نسخته الثانية والجديدة في العام 2013 رسميا إلى قوات الدعم السريع .
غير أن المخيال الشعبي بذهنه الخلاق أطلق عليها منذ بدايات النزاعات الأهلية في بحر سنوات التسعينيات أسم ” الجنجويد ” مصطلح شعبي خاص بالذهن الدارفوري وهو مكون من مقطعين هما : ” جن ” بمعنى جني ، ويقصد بها رجل جني يحمل بندقية من نوع ” جيم 3 ” المنتشر في دارفور بكثرة ، و” جويد ” ومعناها الجواد يعني ” الرجل الجني يركب جوادا ” …
لا يتبنى الجنجويد أي توجه فكري أو سياسي، فهم تنظيم مسلح وظيفي يعمل لصالح القبائل العربية التي تحالفت مع الحكومة السودانية لمواجهة الحركات المسلحة المعارضة ، المكونة من بعض أبناء القبائل غير العربية ، وتم تصنيفهم عنصريا باسم قبائل ” الزرقة ” أي السود وفقا للمصطلح السوداني الدارج ومنهم الفور والمساليت والزغاوة وآخرين .
وقد استخدم الجنجويد جرائم في تلك المجتمعات أكثر بشاعة من الدواعش ، حرقا للقرى والإغتصاب والقتل والتنكيل بالناس . على أساس اللون والدم والعرق .
وقد عاين الأديب الفلسطيني ” رجب عطا الطيب ” رواية مسيح دارفور ، بقدر كبير من العمق ومن نتائج تحليله قال :
” وتعود أهمية مسيح دارفور لأكثر من سبب ، فهي أولا تكشف مضمونيا عن حرب أهلية ضروس ، قاسية ، وقعت في إقليم دارفور ، وترافقت مع الفصل الأخير للحرب بين شمال السودان وجنوبه .
وثانيا ، تقدم الصورة بشكل موضوعي ، من قبل روائي حصيف ، على لسان راو مثله ، بل ربما كان هو .
وثالثا ، تقدم صورة مجتمعية في لحظة اشتباك معقد بين طغمة الحكم المستبدة ، بكل وحشيتها ، والفقراء الذين تعرضوا للتطهير العرقي ، بما أوقع 300 ألف قتيل ، و3 ملايين مشرد ، وفق إحصائيات الأمم المتحدة .
ورابعا ، وفي لحظة استحضار لماض متخلف ، تداخل فيه الجهل والفقر والاستبداد بحيث ظهر على صورة ظاهرة الرق التي انتشرت إبان السلطة الزرقاء قبل قرون ، وخلال عهد الدولة المهدية ، ولم يتم وضع حد لها – على الأقل بالشكل الرسمي – إلا في عهد الاستعمار البريطاني ، والتقسيم العرقي في السودان حساس جدا تجاه هذا الموروث ، حيث تعامل العرب مع الأفارقة كأسياد مع العبيد .
وخامسا الرواية استثنائية من حيث مبناها الروائي ، فالسرد فيها سلس ومتنوع بتنوع الشخصيات ، واللغة منسابة ، رغم ما تضمنته من كلمات سودانية دراجة أو مغرقة في المحلية ، والنص متضمن الكثير من الحكايا المدهشة التي تجعل من السرد مشوقا ، وهناك خط درامي تصاعدي إلى حد ما ، وهناك بالطبع مقولة للنص ، وهناك جرأة فيما يخص ما يعتبره النظام العام خادشا للحياء ، وهذه صفة ملازمة لأعمال ساكن ، منذ مجموعته القصصية ” على هامش الأرصفة ” ، وراوية ” الجنقو مسامير الأرض ” اللتين تعرضتا للمصادرة ، هذا رغم أن ” الجنقو ” فازت بجائزة الطيب صالح الروائية عام 2009م ” .
ذلك هو عبدالعزيز بركه ساكن ، الروائي الذي تتقلب من حوله الأحوال والمواقف ، وهو ثابت في حاله ، لم تأخذه القبيلة ، ولا المناطقية ، ولا الأيديولوجيا ، بل ظل في كل الأحوال محكوما بالحضور الوطني . في كل دورة أو مرحلة ، أيام حكم الإنقاذ ، والثورة ضدها ، وما بعد سقوطها ، حتى مرحلة تمرد ملشيات الدعم السريع ، فالجنجويد في منظوره هم الجنجويد كما عرفهم في مسيح دارفور .
ولهذا يضبط عبدالعزيز بركه ساكن ساعته النفسية على توقيت القوات المسلحة ، لا بوصفها المؤسسة الوطنية الأوحد المناط بها دستوريا الدفاع عن السيادة الوطنية ، بل لأن ” جيشنا ” هو السودان تراثا وثقافة وأدبا وطبعا وأخلاقا وصهوة تاريخ شعوبه ، هو دورة حياة السودان في الوجود الإنساني .
يذهب الآخرون ويعودن ، يحضرون ويغيبون ، وبعضهم ينقلب رأسا على عقب ، إلا ، عبدالعزيز بركه ساكن ، ثابت السكن في قلب الوطن ، كالرمح إستقامة ، رافضا الإنحناء أو الغياب ، ويضع كلماته المبدعة اليوم في صف القوات المسلحة وهي تخوض حرب الكرامة .
كلمات بركه ساكن اليوم إضافة فكرية وجمالية ، ضد منطق الولاء لغير السودان ومجتمعاته المتعددة ، مع جيش ضد الجنجويد ، وبنفس منطقه الأول الذي أسس به ملامح مشروعه الثقافي الوطني ، وهو نفس منطق الواقع ونفس منطق التاريخ ، وبذات منطق الجمال .
الجيش روح السودان وصورته
هم سموق قمة جبل التاكا
وأزهار هضبة جبل مرة ..
معطاءون كفيوض نهر النيل
وثبات أهرامات البركل
هم قلم البلاد الأوحد وقرطاسه وخيله وليله .
#معركة_الكرامة
#جيش_واحد_شعب_واحد
#كتابات_سودانية
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
إنضم لقناة النيلين على واتساب