يواصل الكونغرس العالمي للإعلام فعالياته في مركز أبوظبي للمعارض بمشاركة واسعة من الإعلاميين والمهتمين، للاطلاع على آخر المستجدات في هذا الشأن فقد شهد اليوم الثاني جلسات وورش عمل متخصصة تناولت جوانب الإعلام بكل أشكاله ومستوياته.

وعقدت اليوم ورشة تحت عنوان «تعزيز الانتشار.. كيفية تعزيز حضورك التلفزيوني» قدمتها إيمان لحرش، مقدمة أخبار وبرامج في أكاديمية سكاي نيوز عربية.

وقالت في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام» إنها تشارك للمرة الثانية في الكونغرس، واليوم قدمت ورشة خاصة عن تطوير التقديم التلفزيوني والحضور التلفزيوني، في ظل التطورات التكنولوجية وطريقة التواصل وخاصة في الإعلام، حيث أصبح العالم يتمركز حول المعلومة.

وأضافت «شهدت الورشة مشاركة وتفاعلاً كبيرين من الإعلامين والمهتمين بالشأن الاعلامي وممن لديهم شغف لهذا الجانب وخاصة التلفزيوني. وقدّمت تدريبات وتمارين الخاصة عن كيفية قراءة الأخبار وكيفية استعمال لغة الجسد من أجل إيصال الرسالة».

كما عقدت ورشة ثانية بعنوان «آفاق الذكاء الاصطناعي في الإعلام الرقمي» قدمها طلال عشية، رئيس المشاريع الإبداعية في «آر تي»العربية الذي قال ل«وام» إن محور الورشة تناول تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكانت المقاربة مختلفه نوعاً ما في كيف يمكننا التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي أفراداً ومجموعات وموظفين في شركات أو قنوات إعلامية كبرى وكان صلب الحديث تجربة «آرتي» في هذا المجال التي بدأت منذ سنوات وتترسخ يوما بعد يوم».

وأضاف «المجال الآخر: كيف يستطيع المحترف الوصول إلى استخدام أمثل لتقنيات الذكاء الاصطناعي ويحقق نتائج أفضل ومن ثم عملية الاحتراف وفكرت التعليم المستمر تنمي المهارات ويجب على أي مستخدم وأي محترف العمل على تنميتها لدمج هذه التقنيات في بيئة عمله اليومي سواء كان فردا أو مؤسسة».

ونظمت «ناس نيوز» العربية ورشة عن كيفية صناعة المحتوى الاعلامي باستخدام الهاتف المتحرك. وقدم مات بيلي، مدرب في التسويق الرقمي وخبير في تطوير البرامج التدريبية من أكاديمية الإعلام الجديد في الولايات المتحدة، ورشة عن تحليلات المحتوى وتحويل البيانات إلى أدوات عملية في التقييم.

وقدم جوشا ويبير - توتشة فيلا، من ألمانيا ورشة «الإعلام الموثق: تميز الأخبار المضلة». وقدمت باميلا كسرواني، زميلة التدريس في مختبر أخبار ‫Google ورشة «تطوير مهارات التغطيات الإعلامية عبر المنصات الرقمية».

‏وقدمت آمنة بالهون، أستاذة مساعدة في جامعة زايد ورشة «تمكين الأصوات النسائية.. استراتيجيات تعزيز حضور المرأة في قطاع الإعلام».. ونظمت «ناس نيوز» العربية ورشة «كيفية تحقيق مليون مشاهدة على أول فيديو تنتجه» والمتابعة الإعلامية للمواضيع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في «يونسكو». (وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإعلام الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي

يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.

وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.

هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.

ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!

ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.

وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.

ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.

حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.

وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.

ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.

مقالات مشابهة

  • خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
  • مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
  • نادي الصحفيين يُختتم أولى بطولاته الترفيهية وسط أجواء احتفالية بمشاركة رموز الإعلام والرياضة
  • كِتابة جِنيّ المصباح تجارب روائية ولَّدها الذكاء الاصطناعي
  • كتَّاب عرب: لن نترك الذكاء الاصطناعي يأخذ مكاننا!
  • الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل
  • شفق نيوز توثق فعاليات إيران إكسبو بمشاركة 100 دولة
  • كيف خسرت آبل عرش الذكاء الاصطناعي لصالح ميتا؟
  • "استخدامات الذكاء الاصطناعي ومستقبله" فى ورشة تدريبية لطلاب كلية الآداب بجامعة أسيوط
  • عسكرة الذكاء الاصطناعي .. كيف تتحول التكنولوجيا إلى أداة قتل عمياء؟