جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-18@23:01:23 GMT

تراخيص المحاجر.. إلى أين؟

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

تراخيص المحاجر.. إلى أين؟

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

عن كثب، كانت الصورة واضحة، وعن دراية كان المشهد مكتملًا، وعن وضوح كان الوضع مثيرًا للريبة والشك، وعن سبق الإصرار والترصد كانت العودة إلى نقطة الصفر، وبعد إلغاء تصريح إقامة محجر ما في قرية سيح المعاشي، يعاودون منح التصريح مُجددًا بعد سنواتٍ من الهدوء؛ هكذا كان الذي حدث ظنًا منهم أن الناس نائمة وأن أحدًا لن ينتبه لمنح هكذا تصريح في ظل ظروف ومتغيرات الحياة والزمن وهكذا هو!

بعض المشاهد الطبيعية والبيئية والمتعلقة بجغرافية ما في حيز من الطبيعة تُعد من الإرث الثقافي والتراثي للمجتمع الإنساني، وقد تكون أحيانًا جزءًا من التراث العماني بل والعالمي وجب المحافظة عليه؛ كونه جزءًا من البيئة المحيطة، وبها يرتبط الإنسان ويصبح جزءًا من هُويته، ليس بالضرورة أن يكون التراث هو ما صممه وخلفه الإنسان عمدًا فأصبح من الماضي، ولكن يمكن أن يكون مكانًا طبيعيًا ينتمي القاطنون له، ويصبح كالمشهد الثقافي يحظى بالتقدير ولا بُد من المحافظة عليه باعتاره عنصرًا متميزًا وهذا ينطبق عليه ما ذكر سلفًا.

لقد تفاجأ أهالي قرية سيح المعاشي والقرى المجاورة لها مرة أخرى بمنح إحدى الشركات المحلية ترخيصًا لإقامة محجر للرخام في المنطقة، وهي منطقة مُطلّة على مساكن المواطنين وتقع في محيط أماكن الرعي وإنتاج النحل.

لم يكترث المعني بالأمر بما سيفعله ذلك الترخيص من أضرار وكوارث للبيئة وتلوث ومخلفات وغبار وأتربة، كل ذلك حتمًا سوف يؤثر على صحة السكان ومرتادي تلك المناطق، مقابل عائد مادي يعود لصاحب المحجر الذي لم يهتم لأمر السكان المتأثرين بذلك الضرر البيئي الحاد.

أضف إلى ذلك السلسلة الصخرية المُستهدفة، والتي تُشكِّل لوحة جمالية وشواهد معمارية وصخرية لتلك المنطقة.

ويبقى تساؤل لدى المواطنين: هل قدَّم صاحب الترخيص ما يُفيد التزامه بالاشتراطات الصادرة من الجهات الحكومية كشرطة عمان السلطانية ووزارة التراث والسياحة وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وهيئة البيئة وغيرها.. إذ إن الواقع يبدو غير ذلك، وهناك تجاوزات لتلك الاشتراطات ويجب الوقوف عليها ومحاسبة أصحاب الشأن؛ لأن حياة البشر مُهمة، وحياة الحيوانات والطيور التي تعيش في تلك المناطق مُهددة بالأزمات الصحية بسبب مخلفات المحجر الذي يمثل وجوده خطأً غير مقبول البتة، وكل ما من شأنه الإضرار بأرواح الناس ومختلف الكائنات الحية.

إن المحافظة على تراث عُمان وعلى سلاسلها الجبلية ومواقعها التراثية وعلى أوديتها وأفلاجها وعيونها ومواردها الطبيعية، واجبٌ كل على مواطن ومقيم، والمساهمة في جعل عمان آمنه مطمئنة وعدم التدخل والعبث بمكوناتها التي وهبها الله تعالى إن لم يكن بشكل إيجابي، فيجب منع المساس بها على الإطلاق، وبمواقعها الجغرافية، مثل جبل الكور والسلاسل الجبلية المتصلة به؛ فجبل الكور يقع بين ولاية بهلاء ومحافظة الظاهرة؛ حيث ولاية عبري، وتُمارس في هذا الجبل مختلف الرياضات مثل الهايكنج والمشي والتنزه وغيرها، كما إنه مكان يجذب الناس ومتنفس لهم؛ حيث يحتوي على ينبوع ماء صغير أشبه بالجدول، يشرب منه السكان والحيوانات والطيور. وقرية سيح المعاشي والبويضاء ومصبيخ ونجد المخاريم مناطق قريبة جدًا من السلسلة الجبلية التي يجري التخطيط لإقامة المحجر عليها.

وجب التنبيه بضرورة إيقاف هذا الترخيص ومنح صاحبه مكانًا آخر بعيدًا عن المناطق السكنية والمناطق الحيوية التي من شأنها أن تؤثر تأثيرًا كبيرًا على المعالم التراثية والسياحية وحياة السكان والمخلوقات.

ختامًا.. أودُ التنويه أن هذا الترخيص قد مُنِعَ قبل عدة سنوات وتفاجأنا بمنحه مرة أخرى، وهذا يؤكد ضرورة إعادة النظر عاجلًا في أمر المسؤولين والجهات التي تمنح مثل هذه التراخيص، ومن ثم وقف هذا الترخيص تحقيقًا للمصلحة العامة.

جبال عُمان ممتدة بفضل الله، وأعتقد أن هناك أماكن أخرى تصلح للبحث عن الرخام وغيره، وهي فرص استثمارية لا نُنكرها؛ لكن بشرط أن لا تكون قريبة من المناطق المأهولة بالسكان ونطاق معيشتهم وحياتهم.

فلنكن يدًا واحدة لخدمة عُمان وقائدها المفدى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بنموسى: إحصاء السكان كشف عن تحولات عميقة في المجتمع المغربي

زنقة 20 ا الرباط

قال شكيب بنموسى، المندوب السامي للتخطيط، اليوم الثلاثاء، إن ” عملية الإحصاء العام للسكنى والإسكان لسنة 2024 عرفت استخدام التكنولوجيات الحديثة التي مكنت من الوصول للنتائج في مدة قصيرة تتمثل في بضعة أسابيع عوض شهور كما كان يتم في السابق” .

و أضاف بنموسى في تصريح لموقع Rue20، على هامش الندوة الصحفية التي انعقدت يوم الثلاثاء لتقديم النتائج التفصيلية لعملية الإحصاء، أن “الوسائل التكنولوجية الحديثة ساعدت في تمكين الجميع من الإطلاع على النتائج بشكل ميسر وسهل”.

وأكد بنموسى أنه “من خلال نتائج الإحصاء العام للسكنى والإسكان تم تسجيل تحولات عميقة عرفها المجتمع المغربي”، مشيرا إلى أن “هناك تحسن في بعض المؤشرات وفي نفس وجود تحديات”.

وتابع المندوب السامي للتخطيط، أنه “من الملاحظ في النتائج أن نسبة النمو في المغرب جعلت الهرم العمري للساكنة بدأ ينقلب، حيث أن نسبة الأشخاص الذين يفوق سنهم أكثر من 60 سنة بدأ يرتفع أي بمعدل 14 في المئة من مجموع السكان، مقابل انخفاض نسبة الخصوبة التي نتجت عن أقل من طفلين لكل إمرأة”، مضيفا أن أن “حجم الأسر بدأ ينخفض لعوامل متعددة”.

وعلى مستوى المؤشرات البشرية كشف بنموسى، أن “هناك تحسن في التمدرس والتغطية الصحية، بالمقابل هناك إكراهات تتمثل في الفوارق بين الجهات في هذه المشؤرات الأساسية”.

وعلى مستوى النسيج الإقتصادي، أشار بنموسى، إلى أن “المؤسسات الاقتصادية الصغيرة  تهيمن على النسيج الإقتصادي بنسبة 97 في المئة في حين أن باقي المؤسسات تمثل 3 في المئة”.

وأشار إلى “نتائج هذا الإحصاء ستكون متوفرة منذ اليوم بالموقع الإلكتروني للمندوبية رهن إشارة المواطنين والباحثين في المجال”.

مقالات مشابهة

  • تعرف على ضوابط عمل الأجانب وزيادة حد أدنى رسم الترخيص بالقانون
  • «قوي عاملة النواب» توافق على زيادة رسوم تراخيص عمل الأجانب
  • إحصاء السكان : 25% من المغاربة يتحدثون اللغة الأمازيغية
  • بنموسى: إحصاء السكان كشف عن تحولات عميقة في المجتمع المغربي
  • طبقًا لقانون المرور.. حالات إلغاء تراخيص السيارات.. ومخالفات تؤدي لحبس سائق المركبة
  • الري: بدء تطبيق التحول الرقمي لتسهيل إجراءات الحصول على تراخيص المياه الجوفية
  • مخالفات المرور.. تعرف على حالات إلغاء تراخيص السيارات طبقا للقانون
  • الوزير: عدم منح تراخيص لأي مصنع داخل المناطق السكنية
  • رئيس الوزراء: تقنين الأراضي واستكمال تراخيص البناء في شمس الحكمة مستمر
  • رفع كفاءة العاملين بمراكز إصدار تراخيص المحال العامة بأسوان