حماس تنفي صحة ما ورد في تقرير لرويترز عما دار في لقاء بين خامنئي وهنية
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
نفت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ما نشرته وكالة رويترز عما دار في لقاء رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية مع المرشد الإيراني علي خامنئي في طهران في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وقالت الحركة في بيان "إننا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ننفي صحة ما ورد في هذا التقرير، ويؤسفنا نشر خبر لا أصل له، وندعو الوكالة لتحري الدقة".
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن 3 مسؤولين كبار أن المرشد الإيراني علي خامنئي أبلغ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال لقائهما بطهران في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أن حماس لم تبلغ إيران بالهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومن ثم فإن طهران لن تدخل الحرب.
وقال المسؤولون، وهم من إيران وحماس ومطلعون على المناقشات بحسب رويترز، إن خامنئي قال لهنية إن إيران ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة لكن دون التدخل بشكل مباشر في الحرب الجارية.
ونقلت الوكالة -في تقرير لها- عن مسؤول من حماس أن المرشد الإيراني حث رئيس المكتب السياسي لحماس على إسكات أصوات في الحركة تدعو علنا إيران وحزب الله اللبناني إلى الانخراط بكل قوتهما في المعركة ضد إسرائيل.
ووفقا لـ 6 مسؤولين على دراية مباشرة بتفكير إيران، فإن الأخيرة -التي تقود ما يعرف بـ"محور المقاومة في المنطقة"- لن تتدخل بشكل مباشر في الصراع ما لم تتعرض هي نفسها لهجوم من إسرائيل أو الولايات المتحدة.
موقع عسكري إسرائيلي قبالة الحدود اللبنانية استهدفه حزب الله (الأوروبية) هجمات محسوبةكما نقلت رويترز في التقرير ذاته -الذي نفت حماس ما ورد فيه- عن 3 مصادر قريبة من حزب الله أن الحزب فوجئ أيضا بالهجوم الذي شنته حماس، وأن مقاتليه لم يكونوا في حالة تأهب حتى في القرى القريبة من الحدود، وكان لا بد من استدعائهم بسرعة.
وقال قيادي في حزب الله "لقد استيقظنا على الحرب"، ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة على تفكير حزب الله أن الحزب جعل هجماته (على إسرائيل) محسوبة بطريقة أبقت العنف محدودا إلى حد كبير في شريط ضيق من الأراضي على الحدود.
وبحسب أحد المصادر، فإن حماس تريد من حزب الله أن يشن ضربات أعمق داخل إسرائيل بترسانته الهائلة من الصواريخ، لكن الحزب يعتقد أن هذا سيدفع إسرائيل إلى تدمير لبنان دون وقف هجومها على غزة..
وقالت رويترز إن الحرب على غزة تمثل اختبارا لقدرات التحالف الإقليمي المتمثل في "محور المقاومة" الذي يضم الحكومة السورية وحزب الله وحركة حماس وجماعات مسلحة أخرى من العراق إلى اليمن، وسط اختلاف الأولويات والتحديات فيما بينها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
موندويس: وقف إطلاق النار في غزة يكشف هشاشة إسرائيل وقوة المقاومة
في أعقاب وقف إطلاق النار الذي أعلن في الدوحة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سيحاول كثيرون حصر الخطاب في ثنائية النصر والهزيمة، ولكن عندما تهدأ الأمور سوف تظهر الصورة الحقيقية، وهي هشاشة إسرائيل وقوة المقاومة.
بهذه الجمل لخص موقع موندويس مقالا بقلم عبد الجواد عمر حاول فيه وضع كل طرف في إطاره، معتبرا أن قطر كانت من أكبر الفائزين في هذه الاتفاقية، مما يعزز دورها بوصفها لاعبا حاسما في بنية الدبلوماسية الإقليمية، ويؤكد مكانتها كعاصمة لعقد الصفقات، كأنها تتقدم للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعرض يقول إذا كانت الصفقات هي لعبتك فهذا هو المكان الذي تتم فيه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: ما يريده ترامب من صفقة أوكرانيا جائزة نوبل للسلامlist 2 of 2نيوزويك: جدران السجون تكشف آخر رسائل معتقلي الأسدend of listوبالنسبة لترامب لا يمثل هذا الاتفاق اختراقا دبلوماسيا -حسب الكاتب- بل هدية تمنحه قصة انتصار نظيفة مصممة بشكل مثالي لتتناسب مع علامته التجارية الشعبوية، وتندرج بسلاسة في أسطورة رئاسة صانع الصفقات الماهر، والزعيم الذي ينجح حيث يفشل الآخرون، والمخرب الذي يهز أسس الجمود الراسخ والوضع الراهن القاتل.
أما بالنسبة للرئيس المنصرف جو بايدن وفريقه في السياسة الخارجية، فإن الاتفاق يمثل خاتمة قاتمة لفترة ولايتهم -حسب الكاتب- كأبناء مخلصين لإرث سياسي يطالب بالولاء الثابت لإسرائيل، وكليبراليين مجبرين بشكل مأساوي على أن يكونوا شهودا ومشاركين اختاروا الوحشية، وغادروا مناصبهم وهم يعلمون تمام العلم أنه كان من الممكن أن يكون الأمر بخلاف ما وقع.
إعلان تحطم السردية الإسرائيليةوفي إسرائيل، يمثل الاتفاق -كما يرى الكاتب- تفكك سرد وبناء مؤقتا لسرد آخر، في محاولة للتحول من خيال "النصر الكامل" إلى براغماتية "النصر الكافي"، إذ إن مزاعم النجاح الإستراتيجي لم تضمن لها النصر الكامل الذي سعت إليه، بحيث ظل حزب الله قوة على الأرض، ونفوذ إيران الإقليمي قائما، وظلت حماس موجودة كتذكير بحدود الحملات العسكرية الإسرائيلية، وأصبح اليمن معطى جديدا قادرا على تعطيل الشحن العالمي.
وهكذا يصبح الجيش الإسرائيلي الذي كان أسطوريا -كما يقول عبد الجواد عمر- مجرد جيش وحشي وغير فعال بعد أن تحطمت هالته التي لا تقهر على المسرح العالمي، وينكشف إخفاق المؤسسة العسكرية وعجزها عن توقع التهديدات وتحقيق نتائج حاسمة، كما تظهر التوترات التي كانت تغلي منذ مدة طويلة داخل المجتمع الإسرائيلي وتعمق انقساماته الداخلية.
وإذا كان الإنجاز الاستثنائي الذي حققته إسرائيل هو استعراض القوة والقدرة على التدمير على نطاق هائل، فإن هذا الإنجاز -بعيدا عن تحقيق الأمن- أظهر عمق فشلها بانهيار روايتها الأخلاقية وتآكل شرعيتها الأخلاقية في نظر العالم.
تآكل الوهم الإسرائيلي
ونظرا لعجز إسرائيل عن إسكات الفلسطينيين ومطالبهم السياسية، وعدم رغبتها في الانخراط في قواعد الاعتراف، تحكم على نفسها بالحرب الدائمة، خاصة بعد أن أظهر وقف إطلاق النار انعدام الثقة المتزايد في وعودها بالأمن وتآكل الوهم المتمثل في وجود حصن منيع لسكانها.
وهذا الوضع -حسب الكاتب- لا يعكس القوة بل يسلط الضوء على اعتماد إسرائيل الحاد على راعيها الإمبراطوري، لتخرج من هذه الحرب وقد تغيرت بيئتها الإستراتيجية، وخسرت الكثير على المستوى الأخلاقي والسياسي، بل حتى في صراعها الاجتماعي والسياسي.
تعطيل منطق منتقدي المقاومةوفي النهاية، يبقى الخطاب الفلسطيني الآخر المحبط بطوفان الأقصى محاصرا في هوس لا هوادة فيه بثنائية النصر والهزيمة، مما يجعل خرق جدار غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول لديه مجرد حساب بارد للربح والخسارة، يعيد تشكيل المقاومة في مخطط عقيم من الوسائل والغايات، كما يرى الكاتب.
إعلانوبالنسبة لمنتقدي المقاومة، فقد دعوا حماس إلى الاستسلام وتسليم أسلحتها والتوسل من أجل الرحمة، مشككين في فعاليتها، ومؤكدين أن إسرائيل لن تستسلم ولن تطلق سراح السجناء وستواصل الحرب حتى تطرد الفلسطينيين من غزة أو تضم الأراضي لبناء المستوطنات.
وفي حين أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يمنع العودة إلى الحرب واستئناف هذه العملية نفسها، فإن عودة الفلسطينيين من الجنوب إلى شمال غزة والانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية يعكسان مدى اتساع التنازلات الإسرائيلية، مما يعطل منطق أولئك الذين يزعمون عبثية المقاومة ولو جزئيا.
وتبقى المقاومة مستمرة وتظل حماس راسخة في السلطة، مما يكسر رهان المتحالفين ضد المقاومة، خاصة أن السجناء الفلسطينيين سيغادرون السجون الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة، وسيعود النازحون في جنوب غزة إلى شمالها، وستكون إسرائيل قد قامت بحرب عقابية، ولكنها وصلت إلى حدها الأقصى، مما يدل على أن القضية الفلسطينية لا تزال قائمة رغم الإرادة الوحشية التي استخدمتها إسرائيل.
نهاية الارتهان للهزائم العربيةوانتقد الكاتب تقليد النقد الذاتي الذي استحضرته منذ بداية الحرب موجة من المثقفين الفلسطينيين والعرب، والذي يجعل من تجربة الهزائم العربية السابقة في فلسطين العدسة التي يرى من خلالها الأمور، ويزعم الكشف عن "الأوهام" التي تحجب الواقع.
فهذا التقليد -في نظر الكاتب- ينتقل من النقد الذاتي إلى تمزيق الذات، وهو لا يهدف إلى صقل التكتيكات بل إلى زعزعة استقرار أسس المقاومة، فيوقع مشروع التحرير في فخ عبثية نضاله، ويدفع إلى الدعوة إلى الانسحاب والاستسلام ويهدم قواعد اللغة الخاصة بالمقاومة.
المذابح وتعميق الهاويةوأوضح الكاتب أن المقاومة لا يمكن اختزالها في أبعادها التكتيكية أو الإستراتيجية، لأنها ليست مجرد مواجهة في ساحة المعركة، بل هي تعطيل لليقينيات الوجودية للمستعمر، يكمن جوهرها في إجبار المستعمر على مواجهة الأسئلة التي سعى إلى التهرب منها، مثل: هل يستطيع بقوته ضمان الحل؟ وهل تؤدي المذابح إلى النهاية أم إنها تعمق الهاوية؟
إعلانوخلص عبد الجواد عمر إلى أن هذه الحرب كشفت عن الإفلاس الأخلاقي الأميركي، وعن الاستثناء المعطى لإسرائيل، ليس فقط في منحها الإفلات من العقاب، ولا في إسكات المعارضة وقمعها في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية، بل في قدرتها الوقحة على ارتكاب الجرائم على الهواء مباشرة.
ولكن هذا الاستثناء وهذا القيد المفروض على الخطاب، يشير -كما يختم الكاتب- إلى تفكك إسرائيل كدولة يهودية متفوقة واستعمارية، بل إنه نداء عاجل لإحداث تغيير جذري ليس في فلسطين فحسب، بل في مختلف أنحاء العالم.