يروج الإعلام الصهيوني والعربي المتصهين، لحرب المصطلحات – كما أشرنا في الحلقة السابقة – ومنها أن اسرائيل تدافع عن نفسها، هذا الكلام لا ينطلي إلا على السذج ولا ينبغي ترديده، فإسرائيل دولة محتلة ومعتدية والشعب الفلسطيني هو من يحق له الدفاع عن نفسه.. ويجب رفع مستوى وعي الأمة والتنبه لما يروج له الإعلام الصهيوني والمتصهين على حد سواء ودحض أكاذيبه وافتراءاته من أن إسرائيل تدافع عن نفسها فالقانون الدولي والانساني لا يمنح حق الدفاع عن النفس للمعتدين الغزاة والمحتلين والمغتصبين لأراضي الغير بالقوة ولا يجيز أو يشرع قتل أبناء أصحاب الأرض والدولة والسيادة والحق الكامل.
. وهذا ما يحتم علينا عرباً ومسلمين أن نكون على وعي وبصيرة بتفاصيل النكبة والمؤامرة الصهيونية على عروبة فلسطين. وكيف تم تغيير أسماء المدن والقرى الفلسطينية من العربية واستبدالها بأسماء عبرية عبر فترات مختلفة منذ الانتداب البريطاني؟ ومن ثم التوسع في ذلك اكثر بعد تمكين الكيان الإسرائيلي، وتهجير الفلسطينيين سنة 1948، ثم بعد حرب 1948، وما تلا ذلك في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها القوات الإسرائيلية عام 1967، مروراً بـ 1992، حيث أشارت الى ذلك بعض الدراسات التي أوردت إحصائيات مفادها « تمت عبرنة 2780 موقعًا تاريخيًا، منها 340 قرية وبلدة، و1000 خربة (أطلال)، و560 وادياً ونهراً، و380 ينبوعًا، و198 جبلًا وتلاً، و50 كهفًا، و28 قلعة وقصرًا، و14 بركةً وبحيرةً». وهو ما يعتبره الفلسطينيون ليس عبرنة أسماء الأماكن في فلسطين بل جزءًا من النكبة الفلسطينية.. ما يتطلب منا في الإعلام المناهض للوجود المؤقت للكيان الصهيوني في الأراضي العربية المحتلة، عدم إغفال ذلك والتصدي لحرب المصطلحات والعمل على رفع مستوى الوعي لدى أبناء الأمة العربية والإسلامية والتصدي لتلك المخططات التي تستهدف عروبة فلسطين. وهنا لا يفوتنا إلا أن نعبر عن فخرنا بالوعي السياسي الذي تتبناه القيادة الثورية والسياسية في اليمن ومواقف صنعاء المشرفة التي أكدت ثبات موقف اليمن من عروبة فلسطين معبرة عن رفض الحدود المصطنعة فيما يسمى بـ 48 – 67 وما تلاهما من اتفاقات مشبوهة والتأكيد أن فلسطين هي للفلسطينيين لا ينازعهم فيها أحد وبالتالي التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه حتى استعادة دولته على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف ودحر الاحتلال الإسرائيلي عن كامل التراب والمياه الفلسطينية. كما يتحتم علينا دحض الوعي الزائف الذي يعطي الحق للصهيوني بالدفاع عن نفسه في مغالطة واضحة من الإعلام الغربي فيما يسلب هذا الحق من المقاومة الفلسطينية ويصفها بالإرهاب، وبهذا الصدد علينا أن نبين وتصحيح بعض المفاهيم والمصطلحات المغلوطة فالمقاومة الفلسطينية حق كفلته الأديان والقوانين والمواثيق لكل صاحب حق وأرض. وبالتالي فهناك فرق في المصطلحات بين المقاتل والقاتل، وان المقاوم الفلسطيني هو مقاتل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهو بطل وصاحب قضية وقضيته هي استعادة أرضه المغتصبة وسيادة دولة وحقوق شعب ومعركته دفاعا عن الأرض والعرض والمقدسات. أما الصهيوني فإنه قاتل مغتصب محتل جبان يتحصن خلف أسوار ترابية وقبة حديدية تستشعر أي خطر قد يستهدف القاتل الصهيوني الجبان لتحميه من غضب المقاتل الفلسطيني الثائر. وبذلك فإن مهمة ووظيفة القاتل هي قتل الأطفال وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها لنشر الرعب، كما يفعل اليوم الصهاينة في غزة من ارتكاب للمجازر والتلذذ بقتل الاطفال والنساء والشيوخ والآمنين في منازلهم. وبالتالي فإن القاتل عديم الرجولة والشرف والأخلاق والإنسانية عنصري سادي فاقد للشعور والإحساس.. لا يهتم بمعاناة الآخرين.. فضلاً عن أنه يأكل ويتمتع كما تفعل الأنعام بل أضل سبيلا. كما أن القاتل الصهيوني معروف عنه أنه كائن ممسوخ وديوث من بقايا أصحاب السبت الذين مسخهم الله قردة وخنازير يتحركون في الأرض على هيئة بشر. لقد استطاع المقاتل الفلسطيني في السابع من اكتوبر2023م، كسر حاجز وهم القوة والجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر في معركة بطولية وملحمة اسطورية تساقطت فيها المستوطنات تحت ضرباته، وخلال ساعات كان قد حسم المقاتل الفلسطيني معركته تلك التي فاجأت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية وغيرها من أجهزة مخابرات العالم. وهو ما أفقد قادة الكيان الصهيوني صوابهم وأظهر ضعفهم وعجزهم، وجبنهم وخورهم، إذ لم يخرجوا لمواجهة ابطال المقاومة الفلسطينية وخوض غمار المواجهة ..قتالا وجها لوجه بل صبوا جام حقدهم وغضبهم في قتل الأطفال والنساء عن بعد، والإيغال في الجريمة والفعل الآثم، وعلى مدى شهر دمروا مربعات وعمائر مكتظة بالسكان سقط فيها أكثر من 30 الفاً منهم أكثر من 10 آلاف شهيد 70% منهم من الاطفال والنساء بهدف الانتقام ونشر الرعب والذعر في نفوس سكان قطاع غزة في محاولة لفرض التهجير القسري على أبناء الشعب الفلسطيني لكن وعي وتكاتف أبناء الشعب الفلسطيني أسقط رهاناتهم الخاسرة، واذهل العالم ليثبت ان المقاتلين الفلسطينيين يتحلون بقيم إسلامية وهم رجال يفضلون الموت في سبيل الله تحت ركام منازلهم على ان يتركوها للمحتلين الصهاينة. الأمر الذي أظهر وكشف مدى عجز القتلة وعلى رأسهم بنيامين نتن ياهو ووزير دفاعه اللذان صرحا في أحد مؤتمراتهما الصحفية التي بثتها قناة الجزيرة بكل سفور ووقاحة، أنه على غزة الاستسلام أو مواجهة القتل.. وهذا دليل آخر على أنهم قتلة ومجرمون وليسوا مقاتلين وان مصيرهم إلى زوال وقد اقترب الوعد الصادق.. وهنا نذكر أولئك الاغبياء والحمقى والمعتوهين من الصهاينة بما قاله القائد العربي الليبي عمر المختار لقادة الاحتلال الإيطالي أثنا مساومته على حياته وبقائه مقابل الاعتراف والاستسلام ..قائلاً لهم “نحن ننتصر أو نموت وعليكم ان تواجهوا هذا الجيل والذي سيأتي بعده”. وقد ذهب المحتل الايطالي وبقي عمر المختار مصلوبًا بربطة الكرامة العربية والاسلامية بطلا خالدا في قلوب شعبه ومحبيه. لكن يبدو أن الكيان الإسرائيلي المحتل بات كما البقرة المذبوحة التي تحاول عبثا أن تقف على قدمها فتركل بأرجلها ركلات غير محسوبة لأنها تعيش لحظات النزاع الأخير والموت المحقق.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
في عيد ميلادها الـ78.. نجوى إبراهيم أيقونة الإعلام التي صنعت طفولة أجيال (تقرير)
ولدت الإعلامية والممثلة القديرة نجوى إبراهيم، الشهيرة بـ”ماما نجوى”، في 28 أبريل 1946 بالقاهرة. بدأت مشوارها الإعلامي مبكرًا عام 1963، حين التحقت بالتلفزيون المصري، وتميزت بسرعة لفتت الأنظار بموهبتها وحضورها البسيط والآسر، فجمعت بين الجاذبية الإعلامية والخبرة الفنية على مدار أكثر من ستة عقود.
من الشاشة الصغيرة إلى الشاشة الكبيرة
لم تقتصر موهبة نجوى إبراهيم على العمل التلفزيوني؛ بل اقتحمت مجال التمثيل السينمائي بقوة. كانت أولى خطواتها الفنية مع المخرج الكبير يوسف شاهين في فيلم “الأرض” عام 1970، الذي يُعد من علامات السينما المصرية، تتابعت أعمالها السينمائية بعد ذلك، فشاركت في أفلام بارزة مثل “الرصاصة لا تزال في جيبي” مع محمود ياسين، و”فجر الإسلام”، و”المدمن” مع أحمد زكي، مما أثبت تعدد مواهبها وقدرتها على التأثير في مختلف الفنون.
“ماما نجوى”.. الحلم الجميل لطفولة أجيال كاملة
رسخت نجوى إبراهيم صورتها في ذاكرة الأطفال العرب عبر برنامجها الشهير “ماما نجوى”، الذي قدمته بمشاركة شخصية “بقلظ”، والذي أصبح رمزًا للبراءة والتعليم الترفيهي في البيوت العربية، كما تميز البرنامج بقيمه الراقية ومحتواه الإبداعي، مما جعله مرجعًا رئيسيًا في برامج الأطفال بالوطن العربي خلال الثمانينات والتسعينات.
محطات بارزة في مسيرة التألق
خلال مسيرتها الإعلامية، قدمت نجوى إبراهيم عددًا من البرامج الجماهيرية الناجحة، أبرزها “صباح الخير يا مصر”، “ستة على ستة”، و”فكر ثواني واكسب دقائق” الذي استمر في تحقيق النجاح الجماهيري لمدة خمس سنوات متتالية، وقد عُرفت بمهارتها في إدارة الحوار، وقدرتها الفطرية على التواصل مع مختلف الفئات العمرية.
في عام 1995، حصلت على لقب “المذيعة التلفزيونية الأولى في العالم العربي”، لما قدمته من إسهامات رائدة في الإعلام. كما تولت رئاسة قناة النيل للأسرة والطفل، حيث عملت على تطوير المحتوى الأسري والطفولي حتى عام 2002.
عودة إلى الأضواء في الدراما
بعد فترة من التفرغ للإعلام، عادت نجوى إبراهيم إلى التمثيل التلفزيوني، فشاركت في مسلسلات لاقت نجاحًا لافتًا، مثل “عواصف النساء” عام 2005، ومسلسل “أستاذ ورئيس قسم” مع الزعيم عادل إمام عام 2015.
معلومات عن نجوى إبراهيم
• حصلت نجوى إبراهيم على جائزة التفوق الإعلامي أكثر من مرة خلال مشوارها.
• درست الأدب الإنجليزي قبل أن تلتحق بالعمل الإعلامي، ما أكسبها ثقافة واسعة ظهرت في أسلوبها الراقي.
• مثلت مصر في العديد من المحافل الإعلامية والثقافية الدولية