البرلمان البريطاني يرفض وقف إطلاق النار بغزة.. وتمرد واسع بحزب العمال
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
واجه زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر تمردا واسعا من نواب حزبه، خلال التصويت على مقترح لم يحظ بموافقة البرلمان؛ لوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، رغم تحذير ستارمر المسبق بمعاقبة من يدعمون المقترح من حزبه.
والمقترح يتمثل بتعديل طرحه الحزب القومي الأسكتلندي على خطاب الملك، لـ"مشاركة المجتمع الدولي في الضغط بشكل عاجل على جميع الأطراف لقبول وقف فوري لإطلاق النار".
وجاءت نتيجة التصويت مساء الأربعاء بـ125 صوتا لصالح المقترح مقابل رفض 294 صوتا، في حين امتنع عن التصويت أو غاب عن الجلسة أكثر من 180 من أعضاء البرلمان.
وكانت النتيجة متوقعة، نظرا للأغلبية التي يمتع بها حزب المحافظين إضافة إلى موقف ستارمر الضاغط على أعضاء حزبه، لكن التصويت كان بمثابة اختبار لقيادة ستارمر لحزب العمال، حيث صوت 56 من نوابه لصالح المقترح إلى جانب نواب الحزب القومي الأسكتلندي الـ43 عضوا. لكن الأبرز في هذا السياق هو استقالة ثمانية من وزراء حكومة الظل (المعارضة) قبل عملية التصويت ليتمكنوا التصويت من لصالح وقف إطلاق النار.
ولا يعكس هذا الرقم العدد الحقيقي لمؤيدي وقف إطلاق النار في الحزب، إذ كان تُرك الخيار للأعضاء للتغيب عن التصويت ما يعني أنه قد يكون عدد أكبر من المتمردين ولكنهم فضلوا التغيب بدلا من التصويت ضد رغبة قيادة الحزب.
وكان نحو ربع نواب حزب العمال، بينهم أعضاء في حكومة الظل، قد تبنوا سابقا الدعوات لوقف إطلاق النار، سواء عبر توقيع عريضة أو عبر تصريحات شفهية. لكن هذا التصويت يظهر أن عدد المتمردين على قيادة الحزب يتزايد.
وكان ستارمر قد عقد الاثنين اجتماعا مع نواب حزبه، وحذر نواب الصف الأول وأعضاء حكومة الظل من التصويت لصالح المقترح، وأبلغهم خلال اجتماع بأنه سيتم استبعاد من يصوت منهم لصالح وقف إطلاق النار في غزة.
ويتبنى ستارمر موقفا داعما بشكل مطلق لإسرائيل و"حقها في الدفاع نفسها"، وهو يقاوم الضغوط المتزايدة من داخل حزبه للدعوة لوقف إطلاق النار، ويتخذ موقفا مشابها لموقف الحكومة المحافظة بأن الوقت لم يحن بعد لذلك، بحجة أنه لم يتم ضرب "شبكة حماس" بعد.
وكان قد أيّد في الأيام الأولى للحرب قطع المياه والكهرباء عن غزة، قبل أن يقول لاحقا إنه يجب الالتزام بالقانون الدولي.
وبعد التصويت أصدر ستارمر بيانا قال فيه: "أشعر بالأسف لأن بعض الزملاء شعروا أنهم لا يستطيعون دعم موقف (الحزب) الليلة، لكنني أود أن أكون واضحا أين وقفت وأين سأقف".
وأضاف: "القيادة هي حول فعل الشيء الصحيح، وهذا أقل شيء يستحقه الناس، وأقل شيء تطلبه القيادة".
وكرر ستارمر موقفه من الحرب على غزة قائلا: "إلى جانب عدد من زعماء العالم، دعوت باستمرار للالتزام بالقانون الدولي، ووقف إنساني لأطلاق النار للسماح بإدخال المساعدات والطعام والماء والمستلزمات والأدوية، وعبرنا عن قلقنا لمستوى الإصابات بين المدنيين".
لكنه اعتبر أن "كل زعيم لديه واجب بعدم العودة إلى استراتيجية فاشلة في الاحتواء والتجاهل، ولكن بإيجاد مستقبل أفضل وأكثر أمانا لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين"، في إشارة إلى دعمه للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة وعدم الدعوة لوقف إطلاق النار.
وخلال الجلسة، تحدثت النائب عن حزب الديمقراطيين الأحرار ليلى موران، وهي من أصل فلسطينية، عن وفاة أحد أفراد عائلتها في غزة، حيث لجأ أفراد من العائلة إلى كنيسة.
ويواجه ستارمر أزمة وتمردا يتوسع داخل حزبه، خصوصا من الأعضاء المسلمين، واستقال الأسبوع الماضي الوزير في حكومة الظل عمران حسين. وقبل التصويت الأربعاء ثمانية من أعضاء حكومة الظل، وهم: أفضل خان، وناز شاه، وسارة أوين، وياسمين قرشي، وجيس فيليبس، وبولا باركر، وراشيل هوبكينز، وآندي سلوتر.
كما عبر أعضاء بارزون في الحزب، بينهم عمدة لندن صادق خان، وعمدة مانشستر أندي بيرنهام، ورئيس الحزب في أسكتلندا أنس سروار، عن مطالبتهم بوقف إطلاق النار.
وعبّر أعضاء في المجالس المحلية يمثلون حزب العمال عن غضبهم تجاه ستارمر،
وسعى ستارمر لاسترضاء المسلمين، وقام بزيارة لمركز إسلامي في ويلز، لكن هذه الزيارة أثارت استياء من قبل قطاع واسع من المسلمين في ويلز، ما دفع المركز للاعتذار. كما أصدر ستارمر رسالة مصورة يدين فيها تصاعد الإسلاموفوبيا في بريطانيا.
وقد ترافقت جلسة البرلمان الأربعاء مع مظاهرة كبيرة نظُمت خارج مبنى البرلمان، للدعوة لوقف إطلاق النار.
— Stop the War (@STWuk) November 15, 2023
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية حزب العمال ستارمر وقف إطلاق النار غزة بريطانيا بريطانيا غزة حزب العمال وقف إطلاق النار ستارمر سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار حزب العمال حکومة الظل
إقرأ أيضاً:
حزب المحافظين يفوز بالانتخابات الألمانية
بعد يوم حافل، أعلن حزب المحافظين في ألمانيا فوزه بالانتخابات التشريعية، وقال مرشح الحزب لمنصب المستشار فريدريش ميرتس إن حزبه يدرك حجم التحديات وما تحتاجه ألمانيا.
التغيير ــ وكالات
جاء فوز المحافظين متقدمين على حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني رغم تحقيقه أفضل نتيجة له في تاريخه، وفقا لاستطلاعي رأي أجراهما تلفزيونان عامان.
وحصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ على نسبة تتراوح بين 28,5% و29%، بحسب الاستطلاعين اللذين بثتهما محطتي “إيه آر دي” و”زي دي إف”.
نتيجة غير مسبوقة
في حين حصل حزب البديل من أجل ألمانيا على ما بين 19,5% و20% وهي نتيجة غير مسبوقة لحزب يميني متطرف في انتخابات اتحادية منذ الحرب العالمية الثانية.
واستبعد ميرتس الذي من المرجح أن يتولى منصب المستشار خلفا للاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس، أي تحالف حكومي مع اليمين المتطرف.
من جانبها أشادت زعيمة أقصى اليمين في ألمانيا أليس فايدل بـ”النتيجة التاريخية” التي حقّقها حزبها “البديل من أجل ألمانيا” في الانتخابات التشريعية.
وقالت فايدل في مقر حزبها في برلين بعدما حصل حزب “البديل من أجل ألمانيا” على ما بين 19,5 و20 % من الأصوات، أي ضعف ما حصل عليه قبل أربع سنوات، وهي نتيجة تاريخية لهذا التشكيل المناهض للهجرة والذي أسس عام 2013 “لقد حققنا نتيجة تاريخية”، مضيفة أن الحزب أصبح الآن “راسخا بقوة” في المشهد السياسي.
بدوره أفاد المستشار الألماني أولاف شولتس بأن نتائج الانتخابات بصادمة، مشيرا إلى أنه “المسؤول” عن هزيمة الحزب الاشتراكي ويصفها بـ”المريرة”.
يذكر أن ميرتس يسعى إلى تشكيل ائتلاف حاكم بين التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميرتس، والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي أو حزب الخضر، في حين يرفض زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري ماركوس زودر بشدة تشكيل ائتلاف مع حزب الخضر.
شريك ثالث
وإذا تمكنت عدة أحزاب صغيرة من التغلب على عتبة الـ5% لدخول البرلمان، فربما سيتعين على التحالف المسيحي البحث عن شريك ثالث في الائتلاف الحاكم.
هذا ويتعين على البرلمان الألماني الجديد الانعقاد في موعد لا يتجاوز 30 يوما بعد الانتخابات أي في 25 مارس المقبل.
لكن رغم ذلك لا يُتوقع اتخاذ القرار بشأن الحكومة المستقبلية إلا بعد أسابيع أو أشهر من الانتخابات. وسيكون البرلمان الجديد أقل حجما بشكل كبير بفضل إصلاح يقضي بتحديد عدد أعضاء البرلمان بـ 630 عضوا، أي أقل من العدد الحالي بأكثر من 100 عضو.
يشار إلى أن تلك الانتخابات المبكرة التي كانت مقررة أساسا في سبتمبر المقبل، أتت بعد انهيار الائتلاف الحاكم، الذي كان يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، في نوفمبر الماضي (2024)، وخسارة المستشار أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) تصويت الثقة في البرلمان كما كان يرغب.
الوسومالمانيا المسيحي انتخبات حزب المحافظين