في عالم البحار الذي خلقه الله تعالى، تتجلى حكمته وإبداعه من خلال التناغم الرائع والانسجام الذي يميز جميع مكوناته. الإنسان القديم كان يعتقد أن قاع البحر خالٍ من الحياة، ولكن تطور الأدوات والتكنولوجيا أكد لنا العديد من العجائب التي تكمن في أعماقه.

ثعبان البحر الشفاف

في هذا السياق، يبرز "ثعبان البحر الشفاف" ككائن حي مذهل يعيش في عمق البحار والمحيطات.

يعتبر هذا الثعبان عضوًا في فصيلة الثعابين، ويتميز بجسمه الهلامي وقدرته على السباحة إلى الأمام والوراء. يظهر في الفيديو المرفق كيف يتفاعل هذا الكائن مع البيئة المائية وكيف يتغذى على الجزيئات الصغيرة المعروفة بـ "الثلوج البحرية".

على عمق ١٠٠ مترًا تحت سطح البحر أثناء النهار وبعمق أقل خلال الليل، يُظهر ثعبان البحر الشفاف تكيفًا مدهشًا مع بيئته. يُشدد في المقال على تفاصيل جسمه الفريدة، مثل وجود الظهرية والزعانف الشرجية، وتفاصيل القناة الهضمية الدقيقة التي تجعل تحديد نوعية الطعام أمرًا صعبًا.

تكشف هذه الاكتشافات العلمية عن عجائب الخلق والتنوع البيولوجي الذي خلقه الله في أعماق البحار، مؤكدة على عظمة الخالق في تكوين مخلوقات تدهش الإنسان بجمالها وتكيفها المدهش.

الحوت الأزرق، أكبر الكائنات الحية على وجه الأرض، يتميز بقلب يتألف من أربع حجرات، ورئتين للتنفس، ويتكاثر عن طريق الولادة، مما يميزه عن الأسماك. يتميز هيكله العظمي بالمواد الإسفنجية، باستثناء عظام الرأس، مما يسمح له بالطفو والغوص في عمق المحيط.

أما الأنقليس الرعاد، فيعتبر نوعًا من الأسماك ذات القدرة على إطلاق تيار كهربائي عالٍ. يستخدم هذا التفريغ لاستكشاف البيئة المائية والتفاعل مع أسماك الأنقليس الرعاد الأخرى، كما يستخدمه في تعطيل حركة الفريسة لتسهيل امتصاصها. يتغذى هذا الكائن على الضفادع والأسماك الصغيرة، ويتميز بوجود زعنفتين صغيرتين خلف الخياشيم وزعنفة طويلة في الجزء السفلي من جسمه.

تحت الماء يكمن عالم مدهش مليء بالعجائب والكائنات الفريدة. 
بعض عجائب البحر:

1. المرجان الأسود: يُعد المرجان الأسود ظاهرة فريدة، حيث يكون لونه أسودًا بسبب وجود صبغات خاصة.

2. الشعاب المرجانية: تُعتبر شعاب المرجان بيئة حيوية مذهلة تضم مجموعة واسعة من الأنواع البحرية الملونة والمتنوعة.

3. سمك النبات الوردي: يتميز بلونه الزهري الجميل ويعتبر جزءًا من الحياة البحرية الساحرة.

4. الأمفيبيوما: هو كائن بحري غريب يشبه الشمعدان، ويتغذى على الفطريات والبكتيريا.

5. القنديل الطائر: كائن بحري يشبه القناديل البحرية العادية ولكنه يتميز بقدرته على الطيران فوق سطح الماء.

6. سمكة الكهرباء: تُعد من الأسماك التي تولد تيارات كهربائية للدفاع عن نفسها وللتواصل مع أفراد السلالة.

7. البقرة البحرية: تتميز بشكلها الغريب والذي يشبه البقرة، وتعيش في المياه الضحلة.

8. الكائنات البحرية الضوئية: هناك مجموعة مذهلة من الكائنات التي تنبض بالضوء في الظروف المظلمة، مثل الكائنات البحرية اللامعة والميكروبات الضوئية.

9. القرش الحديدي: يتميز بفمه الذي يبدو وكأنه مفتوح باستمرار، مما يعكس شكلًا مخيفًا.

10. الكائنات البحرية الشفافة: هناك العديد من الكائنات البحرية التي تتمتع بشفافية مثل السمك الشفاف والأرومات.

تستمتع هذه الكائنات بالتنوع البحري الرائع وتضيف جمالًا وتعقيدًا لحياة المحيطات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عمق البحار البحر

إقرأ أيضاً:

إرشاد هورموزلو: السلطان هيثم يتميز برؤية واعدة وروح أخوية تعزز الأمل من أجل مستقبل مشرق

الدبلوماسية العمانية والتركية نموذج للحوار الإقليمي وحل النزاعات بالطرق السلمية -

القضية الفلسطينية مسؤولية دولية.. والدول الإسلامية مطالبة بحشد الدعم العالمي -

ضرورة تعزيز التبادل الثقافي والترجمة لتجاوز الصور النمطية بين العرب والأتراك -

الدراما التركية لا تعكس الواقع.. وفهم المجتمع التركي يحتاج إلى تواصل أعمق -

الاقتصاد والثقافة عنصران متكاملان في بناء علاقات استراتيجية بين الدول -

الترجمة ليست بديلاً عن التأليف.. بل شريك في نقل المعرفة وتعزيز الإبداع -

فـي حوار جمع بين السياسة والثقافة والفكر، يفتح إرشاد هورموزلو، كبير مستشاري فخامة الرئيس التركي السابق عبدالله جول، لشؤون الشرق الأوسط (2008ـ 2014) ورئيس المنتدى الدولي للحوار التركي - العربي، نافذة واسعة على رؤيته للعلاقات العربية - التركية وتحديات المنطقة، فـي وقتٍ تتشابك فـيه القضايا الإقليمية وتتزايد التحديات الجيوسياسية.

فـي هذا الحوار، يناقش هورموزلو قضايا شائكة فـي جدلية العلاقة بين الإسلام السياسي والدولة المدنية، والدور الإقليمي لتركيا فـي ظل التوترات المستمرة، والتعاون الثقافـي العربي - التركي باعتباره مفتاحًا لإزالة الصور النمطية المتجذرة فـي الذاكرة التاريخية، كما يتناول رؤيته لأهمية الترجمة كأداة لنقل المعارف وتعزيز التفاهم بين الشعوب، مع إضاءات خاصة على الدور الذي يمكن أن تؤديه الدول الإسلامية فـي صياغة نموذج حضاري يحقق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.

وفـي ظل التحولات الكبرى التي تشهدها الساحة الدولية، يطرح هورموزلو رؤى متعمقة حول موقع تركيا بين الشرق والغرب، والتحديات التي تواجه بناء شراكات استراتيجية مستدامة مع الدول العربية، كما يقدم قراءة خاصة للعلاقة بين الثقافة والاقتصاد كعنصرين متكاملين فـي صياغة مستقبل العلاقات بين الدول.

كيف يمكن للدولة المدنية أن تعترف بالقيم الإسلامية كجزء من هويتها الثقافـية والدينية، دون الوقوع فـي فخ ربط هذه القيم بالممارسات السياسية؟ وكيف يمكنها فـي الوقت ذاته ضمان التنوع المجتمعي واحترام التعددية، بعيدًا عن التصنيفات الأيديولوجية التي قد تشوه صورة الإسلام، خاصة فـي ظل ما ذكرته سابقًا حول كون تعبير «الإسلام السياسي» مصطنعًا ويهدف إلى خلق فجوة بين المفهوم الإسلامي والممارسة؟

ذكرنا فـي أكثر من مناسبة سابقة أن هناك توجها خطيرا ربما يغذّيه الآخرون لربط القيم الإسلامية التي تدين بها شعوبنا بالممارسات السياسية.. وقلنا إن الحكومات يمكن أن تخطئ كما يمكنها أن تصيب.. فإذا أخطأت الحكومة التي تقود السياسة فـي بلد ما فهل يحق لنا أن نجيّر الخطأ للإسلام باعتبار أن الحكومة ذات صبغة إسلامية؟

مختصر القول إن الحكومات يمكن أن تكون مسلمة وليست إسلامية، وينقذنا ذلك من إلصاق كل تهمة بذيئة بالإسلام لمجرد أن قادة الحكومة متمسكون بعقيدتهم الإسلامية.

ولكن بالرغم من الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها الدول الإسلامية، فإنه لم يتم تقديم نموذج حضاري يُظهر قدرتها على تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، بعيدًا عن الصور النمطية التي تربطها بالتطرف أو التخلف. ما الذي يمكن أن يعزز من قدرات هذه الدول على إحداث تحول حقيقي يُدحض المفهوم السلبي؟

بصراحة إننا لم نستثمر إمكانياتنا الهائلة فـي هذا المجال، وقطعا أقول إننا يجب أن نستلهم الأفكار الجديدة ونفسح المجال أمام أجيالنا الشابة والواعية للولوج فـي حقول الاختراعات والتطور الصناعي دون الاتكاء على ما يجود بها الآخرون علينا، فالخروج من ملبس التقليد إلى الابتكار هو أمل الشعوب الإسلامية الوحيد لخلق أجيال واعية يمكن أن تنهض بشعوبها بفعل سواعدها.

فـي ظل تعقيد المشهد السياسي الإقليمي والدولي المحيط بالقضية الفلسطينية، كيف يمكن للدول الفاعلة فـي الشرق الأوسط، بما فـيها تركيا، أن تؤدي دورا عمليا ومؤثرا لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الأولويات الدولية، بما يضمن تحقيق الاستقرار الإقليمي المرهون بحل هذه القضية؟

بصراحة أن القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية قبل أن تكون قضية عربية أو إسلامية. ومن هذا المنطلق قلنا دائما إن المجتمع الدولي يجب أن يضطلع بمسؤولياته فـي حل هذه القضية.

ولكن الدور الذي ذكرتموه والذي يجب أن تؤديه تركيا وبقية الدول الإسلامية والعربية مهم جدا فـي إقناع الرأي العام العالمي بعدالة هذه القضية وأن هناك حراكا واسعا لمن يتشدقون بحماية حقوق الإنسان فـي حرمان الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه فـي العيش بحرية وكرامة.

.. ومع التحولات الكبرى فـي السياسات الإقليمية، كيف يمكن لتركيا أن تؤدي دورا استراتيجيا يعيد صياغة علاقتها مع الدول العربية؟

يجب احترام خصوصيات الدول وتطلعات شعوبها، ولا أتفق مع التنظير بخلق نماذج يجب أن تستلهمها الشعوب... فكل شعب له خصوصيته وآماله وخريطة طريقه، والمبدأ الذي يجب أن تسير به تركيا هو العمل المشترك وترسيخ العلاقات الاقتصادية دون أن يؤثر ذلك سلبا على العلاقات التاريخية والثقافـية والاجتماعية.

الكثيرون يرون أن تركيا تشكل جسرًا بين الشرق والغرب، لكنكم تذكرون أن هذه البلاد قد احتضنت العديد من الحضارات والإمبراطوريات على مر العصور.. فـي ضوء ذلك، كيف ترى دور تركيا فـي العلاقات الدولية وهل يمكن اعتبارها كدور مركز متنوع قادر على التنسيق بين الثقافات والحضارات المختلفة بدلا من أن تكون مجرد جسر بين الشرق والغرب؟

أن يقول الكثيرون بأن تركيا تشكل جسرا بين الشرق والغرب، فأنا لا أتفق مع هذا الرأي؛ فقد عاشت هذه البلاد وهذه الرقعة الجغرافـية محتضنة العديد من الحضارات بل والامبراطوريات.

ألا نرى أن تركيا عضو فـي حلف شمال الأطلسي وعضو مؤسس فـي المجلس الأوروبي ولها اتفاقية للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي منذ عشرات السنين، ولكنها فـي الوقت نفسه عضو فـي منظمة التعاون الإسلامي وعضو مراقب فـي الجامعة العربية ولديها اتفاقيات للتجارة الحرة مع دول خليجية إلى حد قريب.

يعني ذلك أن تركيا تطير بأجنحة متعددة وهي مركز تناغمت فـيها الحضارات المتعددة بدل أن تكون جسرا ناقلا وموصلا فقط.

فـي ظل الفجوة التي نشأت تاريخيا بين العرب والأتراك بفعل مخططات خارجية، كيف يمكن تعزيز مشاريع التواصل الثقافـي والعلمي، لتجاوز الصور النمطية السلبية التي ترسخت لدى الطرفـين، وإعادة بناء علاقة قائمة على التكامل الحضاري والمصالح المشتركة؟

تجاوز الصورة السلبية النمطية لا يمكن له أن ينجح لولا اتخاذ القرار الصحيح من قبل الطرفـين للاقتناع وإقناع الأجيال الحالية أن تركيا ليست لها مطامع توسعية كما لبعض البلدان فـي المنطقة، وأن تركيا تمد يدها للشعوب العربية التي تجمعها بها مشاعر الود والأخوة، وأن الشعوب العربية لا ترى فـي تركيا خطرا إقليميا بل تريد أن تؤسس معها أفضل العلاقات.. ولكن هذا المسعى سوف لن ينتج من فراغ أو من خطب رنانة لا تمت للواقع بصلة، بل بمعرفة الآخر والاطلاع على مكنونه الداخلي وثقافته وتطلعاته.. ويكمن هذا الجهد فـي تعلم اللغات وتنشيط حركة الترجمة وتأسيس المنابر الثقافـية المشتركة والاستفادة معا من المخزون الثقافـي للأمم الأخرى.

كيف يمكن للمشاريع الثقافـية المشتركة بين العرب والأتراك أن تسهم فـي تقديم صورة أكثر دقة وشمولًا عن المجتمع التركي، بعيدًا عن الصورة النمطية التي تروجها بعض الأعمال الدرامية؟

ما زلت أقول إن هذه المسلسلات لا تمثل الشعب التركي.. صحيح أنها لاقت إقبالا واسعا من شريحة الشباب فـي الوطن العربي ورأيت الكثيرين منهم ممن أتقنوا اللغة التركية إلى حد بعيد بفضل هذه الأعمال الفنية. يتصور الكثيرون أن هذه المجتمعات والتي تصور الحياة فـي إسطنبول والمدن الساحلية هي من صلب المخزون الثقافـي التركي، ولكن لو رأوا واطلعوا على أنحاء الأناضول لتبدلت لديهم هذه الفكرة. ضربت مثلا من أن عملا فنيا يظهر السلطان سليمان القانوني وكأنه قد قضى جل حياته بين الحريم وفـي القصور، بينما حكم هذا السلطان اثنتين وأربعين سنة فـي الحكم قضى منها ما يقرب السنتين فقط وبصورة متقطعة فـي مقر السلطة بإسطنبول بينما قضى جل حياته فـي الفتوحات ونشر الدين الإسلامي.

باعتباركم رئيس المنتدى الدولي للحوار التركي - العربي، ما أبرز التحديات الفكرية التي تواجه تعزيز شراكة ثقافـية حقيقية بين العالم العربي وتركيا، وكيف يمكن تجاوزها لبناء فهم أعمق وأطول أمدا؟

الحوار هو الطريق الأمثل لفهم الآخر والتعرف على مخزونه الثقافـي والفكري. ولذلك دعونا إلى تعزيز حركة الترجمة بين اللغتين وعقد الاجتماعات الخاصة للحديث ليس عن أمجادنا ورؤانا المشتركة فقط، بل حتى عن أخطائنا التي ربما قد اقترفناها فـي زمن ما لإرسال رسالة واضحة إلى أجيالنا القادمة بأن تكاملنا وتعاضدنا سيقوي من موقفنا جميعا ويفتح الطريق أمام اقتصادنا ومخزوننا الثقافـي لكي تتعمق أكثر وأكثر.

أشرتم إلى أهمية الجمع بين البعدين الثقافـي والاقتصادي لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الدول، فـي ضوء العلاقات المتميزة بين سلطنة عمان وتركيا، كيف يمكن توظيف التنوع الثقافـي والتاريخي العريق لسلطنة عمان، بالإضافة إلى الفرص الاقتصادية الواعدة لبناء نموذج تعاون استراتيجي مستدام يحقق تقاربا أكبر بين الشعبين ويعزز من التكامل الاقتصادي والثقافـي فـي المنطقة؟

يرى الكثيرون أن المصالح الاقتصادية هي المفتاح الرئيسي للعلاقة بين الشعوب، ولكننا قلنا دائما إن الضلعين الاقتصادي والثقافـي يجب أن يلتقيا لتأسيس علاقات صحية ودائمة، وما ذكرتموه من التطورات الاقتصادية المبشرة بالخير فـي سلطنة عمان أمر مهم ويجب الالتفات إليه فـي توظيف الخبرات التركية فـي مجالات حيوية عديدة، ولكن ذلك سوف لن يتحقق إلا إذا اقتنعت الجهتان بأن هذا التعاون هو لخير الشعبين وتأسيس صرح اقتصادي واجتماعي فـي الوقت نفسه.

فـي ظل تأكيدكم على أهمية الحوار وتعميق أطر السلام خلال زيارة الرئيس عبدالله جول التاريخية لسلطنة عمان، كيف يمكن للدبلوماسية العمانية والتركية أن تؤديا دورا مشتركا فـي تعزيز الحوار الإقليمي وحل النزاعات بالطرق السلمية، خصوصا فـي منطقة تشهد توترات متزايدة وتحتاج إلى قيادات تطرح رؤى معتدلة وحلولا مبتكرة لتحقيق الاستقرار؟

لقد شهدت بنفسي الخطوات المتزنة التي خطتها القيادة العمانية فـي هذا المجال، عندما قمنا بهذه الزيارة لسلطنة عمان كانت هناك آفاق رحبة فـي التدخل الهادئ لعُمان فـي أمور عديدة مثل الاتفاق النووي الإيراني ومخلفات أحداث ما سمي بالربيع العربي، وسمعنا من القيادة رؤيتهم الثاقبة فـي تغليب مصلحة البلد والسلام العالمي بفعل هذه الخطوات.. أتمنى أن أرى جميع القيادات فـي منطقتنا تتحلى بهذه المسؤولية تجاه شعوبها واتخاذ الخطوات الهادفة للحفاظ على مصالح الأجيال القادمة دون الولوج فـي نزاعات ومشاكل تذهب بالكثير من الإنجازات التي حققتها.

..بحكم حضوركم اللقاءات التي جمعت الرئيس التركي عبدالله جول مع المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه -، ما الذي يمكن استذكاره عن أجواء تلك اللقاءات آنذاك؟ وما أبرز الانطباعات التي تركها لقاؤكم مع جلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه -ـ أثناء لقائكم به حينما كان وزيرا فـي سنوات سابقة؟

كان ذلك اللقاء من أروع ما حفظته الذاكرة .. لقد أبهرني خطاب المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - المتزن وكذلك البليغ فـي معاني اللغة العربية، وكذلك فـي إلمامه الواسع بالأمور الحياتية للشعب العماني.

واتسم لقاء جلالة السلطان هيثم بن طارق بالمشاعر الأخوية والصداقة الحقة فلم تفارقه الابتسامة فـي حديثه الممتع والزاخر بالأمل الواسع مستذكرا تاريخ سلطنة عمان الحافل بالانتصارات وتحقيق تطلعات الشعب، فرؤية جلالته واعدة وروحه أخوية تعزز الأمل نحو مستقبل مشرق.

فـي سياق الحديث عن الترجمة والثقافة، تحدثت عن تأثير كتاب «آلام الشاب فـيرتر» لجوته.. فكيف ترى تأثير الأدب العالمي، والعربي على وجه الخصوص، فـي تشكيل الهوية الثقافـية للأجيال الحالية؟

لقد رأيت فـي فولفجانج جوته نبراسا جديدا فـي الأدب والوعي الإنساني ودفعني ذلك كما ذكرت فـي مؤتمر الترجمة إلى تعلم اللغة الألمانية لأقرأ الكثيرين بلغاتهم الأصلية. ولكن الأدب العربي والأعمال الأدبية لفطاحل هذه اللغة قد أسرتني فعلا. قد يكون لقراءتي لمثل هذه النصوص فـي أيام مقتبل الشباب أمر لا ينطبق على جيلنا الحاضر بعد تطور سبل المعرفة وللأسف بعد ابتعاد الكثيرين من خير صديق، وهو الكتاب.

.. هنا يقودني إلى السؤال أيهما تراه أكثر تأثيرا على الوعي الثقافـي بين تعلم لغة جديدة لفهم النصوص بلغتها الأصلية وبين الاعتماد على الترجمة للحصول على المحتوى؟

لا مناص طبعا من الاعتماد على الترجمة للاطلاع على ثقافات الشعوب المختلفة، ولكن ذلك ينطبق على النثر الفني من قصص وروايات وأبحاث علمية، ولكن الشعر والقصيدة أمر مختلف فلا يمكن أن تتذوق المعنى والإيحاء الفني بترجمة حتى ولو كانت فـي أبلغ أشكالها.

إذن أنت تؤكد على أهمية الترجمة فـي نقل المعرفة عبر العصور، لكن كيف يمكن أن تسهم الترجمة الحديثة فـي مواجهة التحديات العلمية العالمية اليوم، مثل الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي يتكئ أيضا على المعرفة والنصوص، ولذلك لا أرى أن هناك مجالا للابتعاد عن الترجمة لنقل المفاهيم الأصلية للمفكر فـي أية لغة كانت.

هل ترى إمكانية إعادة إحياء فكرة «بيت الحكمة» فـي عصرنا الرقمي، وكيف يمكن أن تستفـيد منه الحضارات المختلفة؟

تدهشني الكثير من الخطوات التي اتخذت فـي هذا المجال لتأسيس صروح ثقافـية جامعة.. بطبيعة الحال فإن بيت الحكمة أو خزائن الحكمة كانت أول نبراس لنقل المعرفة والترجمة الجادة فـي العصور الإسلامية الأولى.. ولكن الزمن قد تطور أيضا ولذلك يجب أن نتلمس طريقنا لإنشاء مثل هذه الصروح بتعاون الكل وتعاضدهم والابتعاد عن الأهواء المحلية.

ذكرت أن الترجمة ليست بديلا عن التأليف، بل شريك له، هل يمكنك توضيح كيف يمكن للمجتمعات أن توازن بين تشجيع التأليف والاعتماد على الترجمة لتعزيز الوعي؟

بطبيعة الحال فإن الترجمة ليست بديلا عن التأليف. لو كان ذلك صحيحا لاختفى الإبداع من حياتنا. ولكن الترجمة هي فعلا شريك للتأليف لسد ما شغر فـي معارفنا. برأيي أنه يجب أن يكون هناك توازن بين التأليف والترجمة شرط تشجيع الإبداع أدبيا كان أم علميا.

فـي عصر العولمة، كيف يمكن للترجمة أن تحافظ على خصوصية الثقافات المختلفة بدلا من أن تكون مجرد أداة لنقل المفاهيم المهيمنة؟

ألم نقل إن الثقافة هي كالطيور المهاجرة لا تحتاج إلى تأشيرات دخول للولوج إلى الأفكار والمفاهيم. والمتلقي هو دائما الحكم فـي التفريق بين الغث والسمين. أما الخصوصية فـيمكن أن تلغى فـي مفاهيم العولمة الحديثة والتكامل المعرفـي.

مقالات مشابهة

  • إرشاد هورموزلو: السلطان هيثم يتميز برؤية واعدة وروح أخوية تعزز الأمل من أجل مستقبل مشرق
  • البحار العماني أحمد بن ماجد يلتقي الملكة حتشبسوت
  • رئيس قناة السويس يلتقي الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية لبحث عودة الملاحة إلى البحر الأحمر
  • إنقاذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
  • شاهد | نائب قائد البحرية الأمريكية وتغيرات البحر الأحمر السريعة
  • شاهد | معركة البحر الأحمر هاجس للقوى البحرية العالمية
  • «الأرصاد الجوية»: اضطراب حركة الملاحة البحرية في هذا الموعد
  • المواطن الذي دخل على الأمير سلطان فقيراً وخرج غنياً .. فيديو
  • تفسير رؤية ثعبان بمختلف ألوانه في الحلم.. هل تعني الخير أم الشر؟
  • شبيه النبي الذي رآه ليلة الإسراء والمعراج وأوصاه بـ 5 كلمات