أنفاق حماس.. هل وصلت إلى السويد؟
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
نشر إعلامي إسرائيلي مقطع فيديو لأنفاق قال إنها تعود لحماس وإن عناصر من الجيش الإسرائيلي دخلوها، لكن مقطع الفيديو، في الحقيقة، لا يصور أنفاقا تابعة لحركة حماس الفلسطينية.
ونشر الصحفي الإسرائيلي، إيدي كوهين، مقطع الفيديو في حسابه على منصة "أكس" مرفقا بتعليق يقول: "جنودنا داخل أنفاق حماس".
وكشف المراسل في فريق التحقيقات المرئية في صحيفة "نيويورك تايمز"، أريك تولر، أن الأنفاق التي تظهر في مقطع الصحفي الإسرائيلي لا تعود لحماس، بل هي جزء من منشأة إرسال قديمة في السويد.
وأرفق مراسل الصحيفة الأميركية تغريدته على "أكس" برابط لوثائقي منشور منذ عام 2022 على موقع "يوتيوب" عن المخابئ السويدية التي تعود إلى زمن الحرب الباردة.
وكان مقاتلو حماس، الذين شنوا هجوما دمويا على إسرائيل الشهر الماضي قاموا ببناء متاهة من الأنفاق المخفية، التي يعتقد البعض أنها تمتد عبر معظم إن لم يكن كل قطاع غزة.
This isn't a Hamas tunnel, it's an old transmitter facility in Sweden. https://t.co/pP6sPAkUek
(Great eyes from folks on the Project Owl server with this too, and I learned a lot about Swedish cold war bunkers!) https://t.co/XG9zbcGl3u pic.twitter.com/TQ6dDnrtdN
ويشير تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن الأنفاق المحفورة أسفل قطاع غزة عبارة "عن ممرات تحت مناطق سكنية كثيفة"، تسمح للمقاتلين بالتحرك بحرية، بعيدا عن "أعين العدو".
ويعتقد الباحثون أنها تحوي أيضا مخابئ لتخزين الأسلحة والغذاء والماء، وحتى مراكز قيادة وشبكات واسعة بما يكفي لعبور المركبات.
و"تعمل الأبواب والبوابات ذات المظهر العادي كنقاط دخول مقنعة، مما يسمح لمقاتلي حماس بالانطلاق في مهام ثم العودة بعيدا عن الأنظار"، كما توضح "نيويورك تايمز" في إشارة منها إلى الفتحات الخاصة بالأنفاق، التي أعلن الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة استهدافها.
ولطالما أعلنت إسرائيل أن تدمير الأنفاق يمثل أحد أبرز أهدافها في غزة، إلى جانب آخر يرتبط بـ"القضاء على حماس"، في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي أطلقته الحركة في السابع من أكتوبر، وأدى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وأدى القصف الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر إلى مقتل أكثر 11 ألف و500 فلسطيني معمظهم مدنيون، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
لضرب تمويل حماس.. وزير الخارجية الإسرائيلي يدعو لإلغاء ورقة الـ200 شيكل
في خطوة غير مسبوقة تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية معقدة، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، محافظ بنك إسرائيل إلى إلغاء تداول الأوراق النقدية من فئة 200 شيكل داخل قطاع غزة.
تأتي هذه الخطوة في إطار حرب مالية معلنة تهدف إلى تقويض قدرة حركة حماس على تمويل عملياتها في ظل تصاعد التوترات الأمنية والعسكرية في المنطقة.
ضربة مالية دقيقةتحمل دعوة ساعر بعدًا استراتيجيًا واضحًا، إذ أشار في رسالته الرسمية إلى أن حركة حماس تعتمد بشكل كبير على السيولة النقدية، لا سيما من فئة 200 شيكل، والتي يتم تهريبها بطرق غير قانونية إلى داخل القطاع، بحسب تقديرات إسرائيلية، فإن هذه الفئة النقدية تشكل النسبة الأكبر من أموال الحركة، ما يجعل استهدافها ضربة موجعة للتمويل الداخلي لحماس.
ويُتوقع أن يؤدي إلغاء هذه الفئة إلى إرباك كبير في المنظومة المالية غير الرسمية التي تعتمد عليها حماس، مما قد ينعكس مباشرة على قدرتها على شراء الأسلحة، تنظيم العمليات، ودفع الرواتب لعناصرها.
هل هي خطوة رمزية أم تحول استراتيجي؟يرى خبراء اقتصاديون وأمنيون أن هذه الخطوة، رغم ما قد يبدو عليه طابعها الرمزي، قد تحمل في طياتها تأثيرات فعلية عميقة، في بيئة كغزة، حيث يُعدّ التعامل النقدي الوسيلة شبه الوحيدة للتبادل التجاري والمعاملات، فإن سحب فئة مالية شائعة كالـ200 شيكل يمكن أن يعيد خلط الأوراق على الأرض.
كما أن حماس قد تجد نفسها مضطرة للجوء إلى بدائل مالية معقدة وأقل كفاءة، ما ينعكس سلبًا على مرونتها في إدارة مواردها، في وقت تتكاثر فيه الضغوط عليها على أكثر من جبهة.
تأتي هذه الخطوة في سياق أوسع من الضغوط الإقليمية والدولية على الحركة، وبالتزامن مع هذه الدعوة، تتزايد التحركات العربية الهادفة إلى إعادة ترتيب الأوضاع في سوريا، بالإضافة إلى الاعتقالات الأخيرة في صفوف الجهاد الإسلامي، ما يشير إلى تنسيق أمني إقليمي أوسع.
وفي الداخل الإسرائيلي، تعكس هذه الخطوة رغبة الحكومة في المضي قدمًا في أدوات "الحرب المالية" إلى جانب العمل العسكري والاستخباراتي، كجزء من استراتيجية متعددة المسارات تستهدف شلّ قدرات حماس على المدى البعيد.
صراع معقّدالتحرك الإسرائيلي الأخير يكشف عن تحوّل واضح في أدوات المواجهة، حيث بات الاقتصاد أحد ميادين الصراع الرئيسية، وبينما تبقى آثار القرار مرهونة بردود الفعل على الأرض، فإن ما يجري يؤكد أن المعركة بين إسرائيل وحماس لم تعد تُخاض بالسلاح وحده، بل بالأوراق النقدية أيضًا.