شراكة بين جامعة أبوظبي و«زانادو كوانتوم تكنولوجيز»
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةوقعت جامعة أبوظبي و«زانادو كوانتوم تكنولوجيز»، الشركة الكندية الرائدة في مجال الحوسبة الكمومية، مذكرة تفاهم لتطوير إمكانات الجامعة التعليمية في مجالات الحوسبة الكمومية، ورفد الطلبة بالمعارف والمهارات اللازمة للارتقاء بقدراتهم في مجال تكنولوجيا الحوسبة الكمومية الذي يشهد تطورات متسارعة في عالم اليوم.
وقع مذكرة التفاهم الدكتور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي والدكتور كريستيان ويدبروك، الرئيس التنفيذي لشركة «زانادو كوانتوم تكنولوجيز»، وذلك بحضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين.
وأكد الدكتور منتصر القسايمة، أستاذ الهندسة الكهربائية ونائب مدير الجامعة المشارك للبحوث والتطوير الأكاديمي بجامعة أبوظبي، على أهمية هذا التعاون بين جامعة أبوظبي وشركة «زانادو» المرموقة، وشدد على التزام الجامعة الدائم بالارتقاء بالتعليم، وتعزيز البحث العلمي في مجال التقنيات الكمومية، وأضاف: نحن على ثقة بأن بناء علاقات قوية بين الأوساط الأكاديمية وقادة القطاع، سيتيح لنا الفرصة لدعم رسالتنا الهادفة إلى تزويد طلبتنا بخبرات تعليمية معاصرة ومتنوعة، مع إعدادهم على نحو مميز لمواجهة التحديات واغتنام الفرص المستقبلية».
من جانبه، قال الدكتور كريستسان ويدبروك، الرئيس التنفيذي، زانادو كوانتوم تكنولوجيز: «نحن سعداء بهذا التعاون الذي أبرمناه مع جامعة أبوظبي، أول شريك رسمي لنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، شريكٌ نجح في وضع أساس ممتاز لمنظومة الكم في أبوظبي. ونتطلع للمضي قدماً في تعزيز التعليم الكمي في المنطقة، وتسريع الأبحاث في هذا المجال باستخدام منصة «بني لاين».
شراكة
من المتوقع أن تسهم الشراكة بين جامعة أبوظبي، وشركة «زانادو كوانتوم تكنولوجيز» في إحداث تأثير إيجابي كبير على تطوير التعليم والبحث الكمي في المنطقة، ما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لكلا الكيانين. كما سيعزز هذا التعاون مكانة الطرفين كرواد في مجال إعداد الجيل القادم من خبراء الكم، في وقت تعمل فيه التقنيات الكمومية على رسم ملامح مستقبل الحوسبة على نحو مطرد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جامعة أبوظبي الحوسبة الكمية بین جامعة أبوظبی فی مجال
إقرأ أيضاً:
صحار وروتردام.. شراكة اقتصادية
محمد بن رامس الرواس
خلال الزيارة الكريمة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى مملكة هولندا الصديقة، مثلت الجوانب الاقتصادية واحدة من أهم أهداف هذه الزيارة، بجانب توطيد العلاقات الدبلوماسية والتاريخية بين البلدين.
وعند الحديث عن الجوانب الاقتصادية، لا يمكننا أن نتجاهل ميناء صحار وميناء روتردام الهولندي اللذين يلعبان أهم الأدوار الاقتصادية في كلا البلدين، ففي عالم يشهد تحولات متسارعة في سلاسل الإمداد العالمية والتجارة البحرية، تبرز الموانئ الاستراتيجية بوصفها مفاصل اقتصادية حيوية تقود التنمية وتدعم الاستقرار. ومن بين هذه الموانئ، يبرز ميناء صحار في سلطنة عُمان وميناء روتردام في هولندا كنموذجين تكامليين يعكسان روح الشراكة بين الخليج وأوروبا، ويؤسسان لمستقبل لوجستي واعد.
وفي موقع استراتيجي على بحر عُمان يقع ميناء صحار ويمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني العُماني، وقد استطاع الميناء في سنوات قليلة أن يتحول إلى مركز صناعي ولوجستي متكامل، يستقطب الاستثمارات الأجنبية ويحتضن منطقة حرة من الأكثر تطورًا في المنطقة.
وقد ساهم الميناء في تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، كما شكّل منصة لمجالات النقل البحري، والصناعي، والخدمات اللوجستية والتبادل التجاري العالمي، بينما ميناء روتردام، فهو الأكبر في أوروبا والأكثر تطورًا من حيث التقنيات والاستدامة. يقع على الساحل الجنوبي لهولندا، ويُعرف بكونه نقطة التقاء رئيسية للبضائع القادمة من آسيا والشرق الأوسط وأمريكا، ويُدار الميناء بأعلى معايير الكفاءة البيئية والرقمية، ويُعد رائدًا في استخدام الذكاء الاصطناعي والتحول الأخضر، ما جعله نموذجًا عالميًا في إدارة الموانئ.
ففي عام 2002، وُلدت شراكة اقتصادية بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا تمثلت في تأسيس "ميناء صحار والمنطقة الحرة" بشراكة استراتيجية بين الحكومة العُمانية و"ميناء روتردام"، وقد نقلت هذه الشراكة خبرات روتردام المتقدمة إلى صحار، وأسهمت في بناء منظومة تشغيلية على مستوى عالمي، الأمر الذي عزز من قدرة الميناء العُماني على استقطاب خطوط الشحن الدولية ومنافسة الموانئ الإقليمية.
وكان الهدف هو نقل خبرات أكبر موانئ أوروبا إلى الخليج العربي، والمساهمة في بناء اقتصاد لوجستي حديث ينسجم مع رؤية "عُمان 2040".
وقد نوّه عدد من الاقتصاديين الدوليين والإقليميين ان هذا التكامل، سواء من الناحية التشغيلية أو من حيث الدور الجغرافي لميناء صحار كونه بوابة بحرية بين الشرق والغرب، حيث قال البروفيسور جان فان هوفن من جامعة إيراسموس في روتردام: "ان تكامل ميناء صحار مع روتردام ليس مجرد تعاون تجاري بل هو انتقال للمعرفة الأوروبية إلى بيئة خليجية قادرة على المنافسة عالميًا".
ولقد أشار العديد من الاقتصاديين الأوربيين الى أن ميناءي صحار وروتردام يشكلان جسرًا لوجستيًا يمتد من شمال أوروبا إلى جنوب شبه الجزيرة العربية، في تجربة تُعد من الأنجح عالميًا في تكامل الموانئ.
ويقول مارك فان دير فليت الخبير بإدارة الموانئ إن "ميناء صحار استفاد من النموذج الهولندي لكنه أضاف طابعًا خاصًا يتوافق مع الموقع الجغرافي والأسواق الإقليمية، وهو ما يجعل من التجربة أكثر من مجرد تقليد، بل ابتكارًا مشتركًا".
ختامًا.. في ظل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، تظل الموانئ أكثر من مجرد محطات لنقل البضائع؛ إنها محركات تنمية، وروافد استقرار، وقنوات لتبادل الخبرات. ويبرهن التعاون بين ميناء صحار وروتردام على أن الاستثمار في البنية التحتية البحرية هو استثمار في المستقبل، وبوابة لتحقيق تنمية مستدامة تربط بين ضفتي الخليج وأوروبا.
وعليه يعكس كل ذلك تكامل ميناء صحار وروتردام نجاح الدبلوماسية الاقتصادية، وقوة الشراكة الدولية عندما تُبنى على الثقة والرؤية المستقبلية. فالموانئ لم تعد مجرد مراسٍ للبضائع؛ بل أصبحت قواعد استراتيجية للنمو، ومنصات لتبادل الخبرات وبناء جسور بين الحضارات.
رابط مختصر